ﺇﻥ ﺍﻟﻜﺘﺎﺑﺔ ﻋﻦ ﻓﻠﺴﻄﻴﻦ، ﻓﺨﺮ ﻟﻠﻘﻠﻢ ﻗﺒﻞ ﺃﻥ ﺗﻜﻮﻥ ﻓﺨﺮﺍ ﻟﻠﻜﺎﺗﺐ، ﻷﻥ ﺍﻟﻜﺘﺎﺑﺔ ﻋﻦ ﻓﻠﺴﻄﻴﻦ ﺗﺸﻌﺮﻙ ﺑﺎﻟﺮﺟﻮﻟﺔ ﺗﺴﺮﻱ ﺑﻴﻦ ﺍﻟﺤﺮﻭﻑ، ﻭ ﺷﻬﺎﻣﺔ ﺷﻌﺐ ﺗﺪﺍﻋﺐ ﺍﻟﻜﻠﻤﺎﺕ، ﻭ ﺗﺸﻌﺮﻙ ﺑﻘﻮﺓ ﺍﻷﺑﻄﺎﻝ ﺗﺴﻴﺮ ﺑﻴﻦ ﺍﻟﺠﻤﻞ ﻭ ﺍﻟﻌﺒﺎﺭﺍﺕ، ﺗﺸﻌﺮﻙ ﺑﺘﻀﺤﻴﺎﺕ ﻭ ﺇﻧﺘﺼﺎﺭﺍﺕ، ﻭ ﺟﺪ، ﻭ ﺟﻬﺎﺩ، ﻭ ﻣﺜﺎﺑﺮﺓ، ﻭ ﺗﺤﺪﻱ ﻟﻜﻞ ﺍﻟﺼﻌﻮﺑﺎﺕ، ﺗﺸﻌﺮﻙ ﺑﻜﻔﺎﺡ ﻓﻲ ﻣﻮﺍﺟﻬﺔ ﻛﻞ ﺍﻟﻌﻘﺒﺎﺕ ..
ﺗﻠﻚ ﺍﻟﻤﻮﺍﺻﻔﺎﺕ، ﺗﺠﻌﻞ ﺍﻟﻜﻞ ﻳﺤﺐ ﺃﻥ ﻳﻜﺘﺐ ﻋﻨﻬﺎ، ﻛﻞ ﻣﻦ ﺑﺎﺑﻪ، ﻭ ﻛﻞ ﺑﻤﻨﻈﺎﺭﻩ، ﻓﺎﻟﻜﺘﺎﺏ ﻳﺘﺤﻴﻨﻮﻥ ﺍﻟﻔﺮﺻﺔ ﺍﻟﻤﻨﺎﺳﺒﺔ ﻟﻺﻧﻜﺒﺎﺏ ﻓﻲ ﺍﻟﺤﺪﻳﺚ ﻋﻦ ﺗﻠﻚ ﺍﻷﺭﺽ، ﻗﺪ ﺗﺨﺘﻠﻒ ﺍﻟﻨﻮﺍﻳﺎ، ﻭ ﻗﺪ ﺗﺨﺘﻠﻒ ﺍﻟﺰﻭﺍﻳﺎ، ﻭ ﻗﺪ ﺗﺨﺘﻠﻒ ﺍﻟﻐﺎﻳﺔ، ﻟﻜﻦ ﻻ ﺧﻼﻑ ﻓﻲ ﻛﻮﻥ ﻓﻠﺴﻄﻴﻦ ﻗﻀﻴﺔ ﺫﺍﺕ ﺗﺄﺛﻴﺮ ﻋﻠﻰ ﻛﻞ ﺍﻟﺒﺮﺍﻳﺎ.
ﻓﻠﺴﻄﻴﻦ ﻓﻲ ﺯﻣﻦ ﺍﻟﻀﻌﻒ ﻭ ﺍﻟﻬﻮﺍﻥ، ﻭ ﺍﻹﻧﺘﻜﺎﺳﺎﺕ ﻭ ﺍﻷﺣﺰﺍﻥ، ﺗﺸﻜﻞ ﺇﺳﺘﺜﻨﺎﺀﺍ، ﺣﻴﺚ ﺃﻥ ﻓﻠﺴﻄﻴﻦ ﻭ ﺷﻌﺒﻬﺎ ﺇﺳﺘﺜﻨﺎﺀ ﻓﻲ ﺍﻟﺮﺟﻮﻟﺔ، ﻷﻧﻬﻢ ﺧﺮﺟﻮﺍ ﻋﻦ ﻗﺎﻋﺪﺓ ﺍﻟﺠﺒﻦ ﻭ ﺍﻟﺨﻨﻮﻉ، ﻭ ﺇﺳﺘﺜﻨﺎﺀ ﻓﻲ ﺍﻟﺼﻤﻮﺩ، ﻷﻧﻬﻢ ﺧﺮﺟﻮﺍ ﻋﻦ ﻗﺎﻋﺪﺓ ﺍﻹﻧﻬﺰﺍﻡ ﻭ ﺍﻟﺘﻘﺎﻋﺲ، ﻭ ﺇﺳﺘﺜﻨﺎﺀﺍ ﻓﻲ ﺍﻟﻤﺮﻭﺀﺓ، ﻷﻧﻬﻢ ﺧﺮﺟﻮﺍ ﻋﻦ ﻗﺎﻋﺪﺓ ﺍﻟﻀﻌﻒ ﻭ ﺍﻟﻤﻬﺎﻧﺔ، ﻭ ﺇﺳﺘﺜﻨﺎﺀﺍ ﻓﻲ ﺍﻟﺼﺒﺮ، ﻷﻧﻬﻢ ﺧﺮﺟﻮﺍ ﻋﻦ ﻗﺎﻋﺪﺓ ﺍﻟﺴﺄﻡ ﻭ ﺍﻟﻜﺂﺑﺔ، ﻭ ﺇﺳﺘﺜﻨﺎﺀ ﻓﻲ ﺍﻟﺘﻌﻠﻢ ﻭ ﺍﻟﺘﻌﻠﻴﻢ، ﻷﻧﻬﻢ ﺧﺮﺟﻮﺍ ﻋﻦ ﻗﺎﻋﺪﺓ ﺗﻔﺸﻲ ﺍﻟﺠﻬﻞ ﻭ ﺇﻧﺘﺸﺎﺭ ﺍﻷﻣﻴﺔ، ﻭ ﺇﺳﺘﺜﻨﺎﺀﺍ ﻓﻲ ﺍﻟﺮﻳﺎﺿﺔ، ﻷﻧﻬﻢ ﺧﺮﺟﻮﺍ ﻋﻦ ﻗﺎﻋﺪﺓ ﺍﻟﺠﻤﻮﺩ الرياضي...
ﻓﻔﻠﺴﻄﻴﻦ ﺃﺧﺮ ﺑﻠﺪ ﻣﺤﺘﻞ ﻋﺴﻜﺮﻳﺎ ﻓﻲ ﺍﻟﻌﺎﻟﻢ، ﺗﺘﻌﺮﺽ ﻟﺤﺮﻭﺏ ﻣﺪﻣﺮﺓ، ﻭ ﺟﺎﺯﺭ ﺑﺸﻌﺔ، ﺃﺧﺮﻫﺎ ﺣﺮﺏ ﻏﺰﺓ، ﺍﻟﺘﻲ ﻗﺘﻞ ﻓﻴﻬﺎ ﺍﻷﻻﻑ ﻣﻦ ﺍﻷﻃﻔﺎﻝ ﻭ ﺍﻟﻨﺴﺎﺀ ﻭ ﺍﻟﺸﻴﻮﺥ، ﻟﻜﻦ ﺭﻏﻢ ﻛﻞ ﺍﻟﻈﺮﻭﻑ ﺍﻟﻤﺄﺳﺎﻭﻳﺔ ﻭ ﺍﻟﻘﺎﺳﻴﺔ، ﺍﻟﺘﻲ ﻳﻌﻴﺸﻬﺎ ﺍﻟﺸﻌﺐ ﺍﻟﻔﻠﺴﻄﻴﻨﻲ، ﻭ ﻛﻞ ﺍﻹﻧﺘﻬﺎﻛﺎﺕ ﻭ ﺍﻹﻋﺘﺪﺍﺀﺍﺕ ﺍﻟﻴﻮﻣﻴﺔ ﻋﻠﻴﻪ، ﻭ ﺍﻹﻗﺘﺤﺎﻣﺎﺕ ﺍﻟﻤﺘﻜﺮﺭﺓ ﻷﻭﻟﻰ ﺍﻟﻘﺒﻠﺘﻴﻦ ﻭ ﺛﺎﻧﻲ ﺍﻟﻤﺴﺠﺪﻳﻦ، ﻭ ﻣﺴﺮﻯ ﺇﻣﺎﻡ ﺍﻟﻤﺮﺳﻠﻴﻦ، ﻭ ﺧﺎﺗﻢ ﺍﻟﻨﺒﻴﺌﻴﻦ، ﺍﻟﻤﺴﺠﺪ ﺍﻷﻗﺼﻰ ﺍﻟﻤﺒﺎﺭﻙ، ﺇﺿﺎﻓﺔ ﺇﻟﻰ ﺍﻟﺘﻮﺳﻊ ﺍﻹﺳﺘﻴﻄﺎﻧﻲ، ﻭ ﺍﻟﺤﺼﺎﺭ ﺍﻹﻗﺘﺼﺎﺩﻱ ﻭ ﺍﻹﺟﺘﻤﺎﻋﻲ، ﻭ ﺍﻟﺘﻀﻴﻴﻖ ﺍﻟﺴﻴﺎﺳﻲ، ﻇﻞ ﺍﻟﺸﻌﺐ ﺍﻟﻔﻠﺴﻄﻴﻨﻲ ﺷﺎﻣﺔ ﺑﻴﻦ ﺃﻗﺮﺍﻧﻪ، ﻭ ﻇﻠﺖ ﻓﻠﺴﻄﻴﻦ ﻋﻼﻣﺔ ﻓﺎﺭﻗﺔ ﺑﻴﻦ ﻛﻞ ﺍﻟﺪﻭﻝ ﺍﻟﻌﺮﺑﻴﺔ ﻭ ﺍﻹﺳﻼﻣﻴﺔ ﺍﻟﺘﻲ ﺗﺨﺘﻠﻒ ﻇﺮﻭﻓﻬﺎ ﻋﻦ ﻓﻠﺴﻄﻴﻦ ﺳﻴﺎﺳﻴﺎ ﻭ ﺇﻗﺘﺼﺎﺩﻳﺎ، ﺑﻞ ﺗﻌﺪ ﺃﺣﺴﻦ ﺣﺎﻻ ﻣﻦ ﻓﻠﺴﻄﻴﻦ ﺑﺎﻟﺨﺼﻮﺹ ﻓﻲ ﺍﻟﻤﺠﺎﻟﻴﻦ ﺍﻟﺴﻴﺎﺳﻲ ﻭ ﺍﻹﻗﺘﺼﺎﺩﻱ، ﺭﻏﻢ ﻛﻞ ﻫﺬﺍ ﻓﺈﻥ ﺫﻟﻚ ﺍﻟﻮﻃﻦ ﻭ ﺫﻟﻚ ﺍﻟﺸﻌﺐ ﺑﻪ ؛ ﻧﺴﺒﺔ ﺃﻣﻴﺔ ﺗﻌﺘﺒﺮ ﻣﻦ ﺃﻗﻞ ﺍﻟﻨﺴﺐ ﻓﻲ ﺍﻟﻌﺎﻟﻢ، ﺑﻪ ﺗﻜﺎﻓﻞ ﺇﺟﺘﻤﺎﻋﻲ ﻭ ﺗﻼﺣﻢ ﺷﻌﺒﻲ ﻗﻞ ﻧﻈﻴﺮﻩ، ﻭ ﺑﻪ ﺭﻗﻲ ﺍﻷﺧﻼﻗﻲ ﻭ ﻭﻋﻲ ﻭﻃﻨﻲ … ﺷﻴﻢ ﺍﻟﺸﻌﺐ ﺍﻟﻔﻠﺴﻄﻴﻨﻲ ﻻ ﺣﺼﺮ ﻟﻬﺎ، ﻭ ﻻ ﺣﺪﻭﺩ ﻟﻬﺎ، ﻓﺬﻟﻚ ﺍﻟﺸﻌﺐ ﻳﻌﻄﻴﻨﺎ ﺩﺭﻭﺳﺎ ﻭ ﻋﺒﺮ ﻛﻞ ﺣﻴﻦ، ﻓﻬﻮ ﺇﺳﺘﺜﻨﺎﺀ ﺑﻜﻞ ﺍﻟﻤﻘﺎﻳﻴﺲ، ﻓﻘﺪ ﺧﺮﺝ ﻋﻦ ﺍﻟﻘﺎﻋﺪﺓ ﻭ ﺷﻔﻲ ﻣﻦ ﺩﺍﺀ ﺍﻟﻮﻫﻦ ﺍﻟﺬﻱ ﺃﺻﺎﺏ ﺍﻷﻣﺔ، ﻭ ﻇﻞ ﺣﺎﻣﻞ ﻟﻮﺍﺀ ﺣﻤﺎﻳﺔ ﺷﺮﻑ ﻫﺬﻩ ﺍﻷﻣﺔ ﻭ ﺍﻟﺪﻓﺎﻉ ﻋﻦ ﻛﺮﺍﻣﺘﻬﺎ ..
ﺍﻷﻗﺼﻰ ﻳﺘﻌﺮﺽ ﻹﻋﺘﺪﺍﺀﺍﺕ ﻣﺘﻜﺮﺭﺓ ﻣﻦ ﺍﻟﺼﻬﺎﻳﻨﺔ، ﻭ ﻻ ﻳﻠﺒﻲ ﻧﺪﺍﺀﻩ ﺇﻻ ﻗﻠﺔ ﻗﻠﻴﻠﺔ ﻣﻦ ﺃﺑﻨﺎﺀ ﺷﻌﻮﺑﻨﺎ ﺍﻟﻌﺮﺑﻴﺔ ﻭ ﺍﻹﺳﻼﻣﻴﺔ، ﺇﺿﺎﻓﺔ ﺇﻟﻰ ﺍﻟﻤﺮﺍﺑﻄﻴﻦ ﻓﻲ ﺃﻛﻨﺎﻓﻪ، ﺭﺟﺎﻻ ﻭ ﻧﺴﺎﺀﺍ، ﻓﺎﻟﻨﺴﺎﺀ ﺍﻟﻤﺮﺍﺑﻄﺎﺕ ﻓﻲ ﺍﻷﻗﺼﻰ ﺑﺄﻟﻒ ﺭﺟﻞ ﻣﻦ ﺃﻧﺼﺎﻑ ﺭﺟﺎﻝ ﺍﻷﻣﺔ ﺍﻟﺬﻳﻦ ﺗﺴﻠﻞ ﺍﻟﻮﻫﻦ ﺇﻟﻰ ﻗﻠﻮﺑﻬﻢ، ﻭ ﺃﻃﻔﺎﻝ ﻓﻠﺴﻄﻴﻦ ﻻ ﻳﻘﻠﻮﻥ ﺷﻬﺎﻣﺔ ﻋﻦ ﺃﻣﻬﺎﺗﻬﻢ، ﺍﻟﺘﻲ ﺗﻌﺪ ﻣﺪﺍﺭﺱ ﻟﺘﺨﺮﻳﺞ ﺍﻟﺮﺟﺎﻝ، ﺍﻟﺬﻳﻦ ﻻ ﻳﺨﺎﻓﻮﻥ ﻟﻮﻣﺔ ﻻﺋﻢ ﻭ ﻻ ﻏﻀﺒﺔ ﻇﺎﻟﻢ .
ﺇﻥ ﺍﻟﺸﻌﺐ ﺍﻟﻔﻠﺴﻄﻴﻨﻲ ﺷﻌﺐ ﻣﺨﺘﺎﺭ؛ ﻣﺨﺘﺎﺭ ﻟﻬﺬﺍ ﺍﻟﺰﻣﺎﻥ، ﻭ ﻟﺬﻟﻚ ﺍﻟﻤﻜﺎﻥ، ﻭ ﻟﺬﻟﻚ ﺍﻟﺤﺎﻝ، ﻓﻘﺪ ﺇﺧﺘﺎﺭﻩ ﺍﻟﻠﻪ ﻟﻴﻘﻄﻦ ﻓﻲ ﺗﻠﻚ ﺍﻷﺭﺽ، ﻭ ﻳﺪﺍﻓﻊ ﻋﻦ ﺗﻠﻚ ﺍﻷﺭﺽ، ﻭ ﻳﻀﺤﻲ ﻷﺟﻞ ﺗﻠﻚ ﺍﻷﺭﺽ، ﻭ ﻳﺴﺘﺸﻬﺪ ﻓﻲ ﺳﺒﻴﻞ ﺗﻠﻚ ﺍﻷﺭﺽ ..
ﻻ ﺷﻚ ﺃﻧﻬﻢ ﺇﺳﺘﺜﻨﺎﺀ، ﻟﻜﻦ ﻣﺎﺫﺍ ﻋﻨﺎ ﻧﺤﻦ ؟ ﺃﻟﻦ ﻧﺨﺮﺝ ﻋﻦ ﺍﻟﻘﺎﻋﺪﺓ ﺍﻟﻌﺎﻣﺔ، ﻗﺎﻋﺪﺓ ﺍﻟﻮﻫﻦ ؛ ﺣﺐ ﺍﻟﺪﻧﻴﺎ ﻭ ﻛﺮﺍﻫﻴﺔ ﺍﻟﻤﻮﺕ ؟
ﺃﻟﻦ ﻧﺨﺮﺝ ﻣﻦ ﻗﺎﻋﺪﺓ ﺍﻟﺮﻛﻮﻥ ﻟﻠﻈﺎﻟﻢ، ﻭ ﺍﻟﺨﻮﻑ ﻣﻦ ﻗﻮﻝ ﻛﻠﻤﺔ ﺍﻟﺤﻖ ﻓﻲ ﻭﺟﻪ ﺳﻠﻄﺎﻥ ﺟﺎﺋﺮ ؟
ﺍﻟﺴﻴﺮ ﻋﻠﻰ ﺧﻄﻰ ﺍﻷﺑﺮﺍﺭ ﻳﻘﺘﻀﻲ ﺗﺤﺮﻳﺮ ﻛﻞ ﺍﻷﻗﻄﺎﺭ ..