فلسطين ﺃﺭﺽ ﺍﻷﻧﺒﻴﺎﺀ ﻭ ﺍﻟﺮﺳﺎﻻﺕ، ﺃﺭﺽ ﺍﻟﻤﺤﺸﺮ ﻭ ﺍﻟﻤﻨﺸﺮ، ﺃﺭﺽ ﺍﻹﺳﺮﺍﺀ ﻭ ﺍﻟﻤﻌﺮﺍﺝ، ﻭ ﺍﻷﺭﺽ ﺍﻟﺘﻲ ﺇﺟﺘﻤﻊ ﻋﻠﻯﻴﻬﺎ ﻛﻞ ﺍﻷﻧﺒﻴﺎﺀ ﻭ ﺍﻟﺮﺳﻞ، ﻭ ﺃﺭﺽ ﺍﻟﻄﺎﺋﻔﺔ ﺍﻟﻘﺎﺋﻤﺔ ﻋﻠﻰ ﺣﻖ، ﻭ ﺍﻟﺜﺎﺑﺘﺔ ﻋﻠﻴﻪ ﺣﺘﻰ ﻗﻴﺎﻡ ﺍﻟﺴﺎﻋﺔ، ﺣﻖ ﺃﻥ ﻧﻘﻮﻝ ؛ “ ﺇﻥ ﺍﻟﻜﺘﺎﺑﺔ ﻋﻦ ﻓﻠﺴﻄﻴﻦ ﺷﺮﻑ ﻟﻠﻘﻠﻢ ﻗﺒﻞ ﺃﻥ ﺗﻜﻮﻥ ﺷﺮﻓﺎ ﻟﻠﻜﺎﺗﺐ .”
ﻣﻮﺿﻮﻉ ﻓﻠﺴﻄﻴﻦ ﻭ ﺗﺎﺭﻳﺨﻬﺎ، ﻳﺸﻐﻞ ﻛﺜﻴﺮﺍ ﻣﻦ ﺍﻟﺒﺎﺣﺜﻴﻦ، ﻷﻧﻪ ﻣﺜﺎﺭ ﺟﺪﻝ ﻛﺒﻴﺮ، ﺑﻴﻦ ﺑﻨﻲ ﺇﺳﺮﺍﺋﻴﻞ ﻭ ﺍﻟﻌﺮﺏ، ﺑﻴﻦ ﺍﻟﻴﻬﻮﺩ ﻭ ﺍﻟﻤﺴﻠﻤﻴﻦ، ﻓﺒﻴﻨﻤﺎ ﻳﻘﻮﻝ ﺍﻟﻴﻬﻮﺩ ﺃﻥ ﺃﺭﺽ ﻓﻠﺴﻄﻴﻦ ﻫﻲ ﺃﺭﺿﻬﻢ ﺑﺸﻬﺎﺩﺓ ﺍﻟﺘﺎﺭﻳﺦ ﻭ ﺍﻟﺪﻳﻦ، ﻳﻘﻮﻝ ﺍﻟﻌﺮﺏ ﻭ ﺍﻟﻤﺴﻠﻤﻮﻥ ﻓﻲ ﺍﻟﺠﺎﻧﺐ ﺍﻷﺧﺮ ﺃﻥ ﻓﻠﺴﻄﻴﻦ ﺃﺭﺿﻬﻢ ﺗﺎﺭﻳﺨﻴﺎ ﻭ ﺩﻳﻨﻴﺎ، ﻭ ﺗﺒﻘﻰ ﻧﻈﺮﺗﻨﺎ ﻟﻠﺘﺎﺭﻳﺦ ﻭ ﺍﻟﺪﻳﻦ ﻫﻲ ﻣﻦ ﺳﺘﻮﺿﺢ ﻟﻨﺎ ﻣﻦ ﻟﻪ ﺍﻟﺤﻖ ﻓﻲ ﻓﻠﺴﻄﻴﻦ .
ﺍﻟﺸﻬﺎﺩﺓ ﺍﻟﺘﺎﺭﻳﺨﻴﺔ :
ﻗﺒﻞ ﺍﻟﺒﺪﺃ ﻫﻨﺎ ﺃﻭﺩ ﺃﻥ ﺃﺷﻴﺮ ﺇﻟﻰ ﺃﻥ ﺍﻟﻬﺪﻑ ﻣﻤﺎ ﻛﺘﺐ ﻋﻦ ﺗﺎﺭﻳﺦ ﻓﻠﺴﻄﻴﻦ ؛ ﻟﻴﺲ ﺩﺭﺍﺳﺘﻪ ﺟﺰﺋﻴﺎ ﺃﻭ ﺗﻔﺼﻴﻠﻴﺎ، ﺃﻭ ﺍﻟﻮﻗﻮﻑ ﻋﻨﺪ ﻛﻞ ﻣﺤﻄﺎﺗﻪ ﺍﻟﺘﺎﺭﻳﺨﻴﺔ، ﻷﻥ ﺗﺎﺭﻳﺦ ﻓﻠﺴﻄﻴﻦ ﺃﻛﺒﺮ ﻣﻦ ﺃﻥ ﻳﺪﺭﺱ ﻫﻨﺎ، ﺑﻞ ﺍﻟﻬﺪﻑ ﻫﻮ ﺍﻟﻮﻗﻮﻑ ﻋﻨﺪ ﺑﻌﺾ ﺍﻟﻨﻘﺎﻁ ﺍﻟﺘﻲ ﻟﻬﺎ ﻋﻼﻗﺔ ﺑﻤﻮﺿﻮﻋﻨﺎ .
ﺗﻘﻊ ﻓﻠﺴﻄﻴﻦ ﺟﻨﻮﺏ ﻏﺮﺑﻲ ﻗﺎﺭﺓ ﺃﺳﻴﺎ، ﻓﻲ ﺍﻟﺠﺰﺀ ﺍﻟﺠﻨﻮﺑﻲ ﻟﻠﺴﺎﺣﻞ ﺍﻟﺸﺮﻗﻲ ﻟﻠﺒﺤﺮ ﺍﻷﺑﻴﺾ ﺍﻟﻤﺘﻮﺳﻂ، ﻭ ﺗﻌﺘﺒﺮ ﻣﻦ ﺃﻭﺍﺋﻞ ﺍﻷﺭﺍﺿﻲ ﺍﻟﺘﻲ ﻧﺸﺄ ﻋﻠﻴﻬﺎ ﺃﻭﻝ ﺗﺠﻤﻊ ﺳﻜﺎﻧﻲ ﺟﻤﻌﺘﻬﻢ ﺍﻟﺰﺭﺍﻋﺔ، ﻭ ﻛﺎﻥ ﺫﻟﻚ ﺣﻮﺍﻟﻲ ( 9000 ﻕ . ﻡ ) ، ﻭ ﻗﺪ ﻧﺸﺄﺕ ﺑﻬﺎ ﺃﻭﻝ ﻣﺪﻳﻨﺔ ﻓﻲ ﺍﻟﺘﺎﺭﻳﺦ ﻭ ﻫﻲ “ ﺃﺭﻳﺤﺎ ” ، ﻭ ﻳﻌﺘﺒﺮ ﺍﻟﻜﻨﻌﺎﻧﻴﻮﻥ ﺃﻭﻝ ﻣﻦ ﺳﻜﻦ ﺗﻠﻚ ﺍﻷﺭﺽ، ﻭ ﻫﻢ ﻣﻦ ﺍﻟﻘﺒﺎﺋﻞ “ ﺍﻟﻌﺮﺑﻴﺔ ” ﺍﻟﺘﻲ ﻫﺎﺟﺮﺕ ﻣﻦ ﺷﺒﻪ ﺍﻟﺠﺰﻳﺮﺓ ﺍﻟﻌﺮﺑﻴﺔ ﻟﺘﺴﺘﻘﺮ ﻓﻲ ﻓﻠﺴﻄﻴﻦ ﻭ ﻧﻮﺍﺣﻴﻬﺎ، ﻫﺬﺍ ﻻ ﺧﻼﻑ ﻓﻴﻪ ﺑﻴﻦ ﺍﻟﻤﺆﺭﺧﻴﻦ، ﺣﻴﺚ ﻳﺘﻔﻖ ﻛﻠﻬﻢ ﻋﻠﻰ ﺃﻥ ﺃﻭﻝ ﻣﻦ ﺳﻜﻦ ﻓﻠﺴﻄﻴﻦ ﻫﻢ ﺍﻟﻌﺮﺏ ﻣﺠﺴﺪﻳﻦ ﻓﻲ “ ﺍﻟﻜﻨﻌﺎﻧﻴﻴﻦ ” ، ﻭ ﻗﺪ ﻛﺎﻥ ﻳﻄﻠﻖ ﻋﻠﻰ ﻓﻠﺴﻄﻴﻦ ﺁﻥ ﺫﺍﻙ “ ﺃﺭﺽ ﺍﻟﻜﻨﻌﺎﻥ ” ، ﻏﻴﺮ ﺃﻥ ﻟﻠﻴﻬﻮﺩ ﻛﻼﻡ ﺃﺧﺮ ﻓﻲ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﻤﻮﺿﻮﻉ، ﺣﻴﺚ ﺃﻥ ﻧﺴﺒﺔ ﻛﺒﻴﺮﺓ ﻣﻨﻬﻢ ﺗﺮﻭﺝ ﻋﻠﻰ ﺃﻥ ﺃﻭﻝ ﻣﻦ ﺳﻜﻦ ﻓﻠﺴﻄﻴﻦ ﻫﻢ ﺑﻨﻮ ﺇﺳﺮﺍﺋﻴﻞ، ﻟﻜﻦ ﺑﺪﻭﻥ ﺃﺩﻟﺔ ﻋﻠﻤﻴﺔ ﺃﺛﺮﻳﺔ ﺗﺜﺒﺖ ﺃﻥ ﺃﻭﻝ ﻣﻦ ﺳﻜﻦ ﻓﻠﺴﻄﻴﻦ ﻫﻢ ﺑﻨﻮ ﺇﺳﺮﺍﺋﻴﻞ، ﻭ ﻣﺎ ﻳﺤﺰ ﻓﻲ ﺍﻟﻨﻔﺲ ﺃﻥ ﺑﻌﺾ ﻣﻦ ﺑﻨﻲ ﺟﻠﺪﺗﻨﺎ ﻳﺮﺩﺩ ﻫﺬﺍ، ﻭ ﻳﺪﺍﻓﻊ ﻋﻨﻪ !!
ﻣﻦ ﺧﻼﻝ ﺍﻟﻨﻈﺮﺓ ﺍﻟﺘﺎﺭﻳﺨﻴﺔ ﻧﺠﺪ ﺃﻥ ﺍﻟﺘﺎﺭﻳﺦ ﻳﻔﻨﺪ ﻣﻦ ﻳﻘﻮﻝ ﺃﻥ ﺍﻟﻴﻬﻮﺩ ﻟﻬﻢ ﺣﻖ ﺗﺎﺭﻳﺨﻲ ﻓﻲ ﺍﻷﺭﺽ ﺑﺈﻋﺘﺒﺎﺭﻫﻢ ﺃﻭﻝ ﻣﻦ ﺳﻜﻨﻬﺎ !!
ﺍﻟﺘﺎﺭﻳﺦ ﻳﺆﻛﺪ ﺃﻥ ﺃﻭﻝ ﻣﻦ ﺳﻜﻦ ﺃﺭﺽ ﻓﻠﺴﻄﻴﻦ، ﻫﻢ ﺍﻟﻜﻨﻌﺎﻧﻴﻮﻥ، ﻭ ﻫﻢ ﻗﺒﻴﻠﺔ ﻋﺮﺑﻴﺔ، ﺑﺬﻟﻚ ﻓﺈﻥ ﺍﻟﻌﺮﺏ ﻫﻢ ﺃﻭﻝ ﻣﻦ ﺳﻜﻦ ﻓﻠﺴﻄﻴﻦ، ﻭ ﺇﻥ ﺗﻜﻠﻤﻨﺎ ﺑﻤﻨﻄﻖ ﺍﻟﺘﺎﺭﻳﺦ ﻓﺈﻥ ﺃﺭﺽ ﻓﻠﺴﻄﻴﻦ، ﺃﺭﺽ ﻋﺮﺑﻴﺔ ﺃﺑﺎ ﻋﻦ ﺟﺪ، ﻭ ﻻ ﺣﻖ ﺗﺎﺭﻳﺨﻲ ﻟﻠﻴﻬﻮﺩ ﻓﻴﻬﺎ، ﻭ ﻣﻦ ﻳﻘﻮﻝ ﻏﻴﺮ ﻫﺬﺍ ﻓﻬﻮ ﺇﻣﺎ ﺟﺎﻫﻞ ﺑﺎﻟﺘﺎﺭﻳﺦ، ﺃﻭ ﻣﺘﺠﺎﻫﻞ ﻟﺤﻘﻴﻘﺔ ﺍﻟﺘﺎﺭﻳﺦ، ﻭ ﺑﺈﻃﻼﻋﻨﺎ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻨﻈﺮﺓ ﺍﻟﺘﺎﺭﻳﺨﻴﺔ، ﺳﻨﺘﻄﺮﻕ ﻟﻠﻨﻈﺮﺓ ﺍﻟﺪﻳﻨﻴﺔ، ﻭ ﺳﻨﺮﻯ ﻫﻞ ﻟﻠﻴﻬﻮﺩ ﺣﻖ ﻓﻲ ﺃﺭﺽ ﻓﻠﺴﻄﻴﻦ ﻣﻦ ﺍﻟﻨﺎﺣﻴﺔ ﺍﻟﺪﻳﻨﻴﺔ .
ﺍﻟﺸﻬﺎﺩﺓ ﺍﻟﺪﻳﻨﻴﺔ :
ﻗﺒﻞ ﺍﻟﺤﺪﻳﺚ ﻋﻦ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﻨﺎﺣﻴﺔ ﺃﺫﻛﺮ ﺃﻥ ﺍﻟﻜﺘﺎﺏ ﺍﻟﻤﻘﺪﺱ ﺍﻟﻌﻬﺪ ﺍﻟﻘﺪﻳﻢ “ ﺍﻟﺘﻮﺭﺍﺓ ” ﻳﺴﻲﺀ ﺇﻟﻰ ﺃﻧﺒﻴﺎﺀ ﺍﻟﻠﻪ، ﻭ ﻳﺬﻛﺮ ﻣﺎ ﻻ ﻳﻠﻴﻖ ﺑﺎﻟﻠﻪ ﻋﺰ ﻭﺟﻞ، ﻣﻦ ﻗﺒﻴﻞ ﺃﻥ ﺍﻟﻠﻪ ﻋﻨﺼﺮﻱ ﻭ ﻗﺪ ﺃﻋﻄﻰ ﺍﻷﺭﺽ ﻟﺒﻨﻲ ﺇﺳﺮﺍﺋﻴﻞ ﺩﻭﻥ ﺍﻟﻨﺎﺱ، ﻭ ﺗﻌﺎﻟﻰ ﺍﻟﻠﻪ ﻋﻠﻰ ﺫﻟﻚ ﻋﻠﻮﺍ ﻛﺒﻴﺮﺍ . ﻭ ﻣﺎ ﺳﻴﺬﻛﺮ ﻫﻨﺎ ﻫﻮ ﻣﻦ ﻧﻈﺮﺓ ﺗﻮﺭﺍﺗﻴﺔ، ﻭ ﻣﻦ ﻧﻈﺮﺓ ﻣﺤﺮﻓﻲ ﺍﻟﺘﻮﺭﺍﺓ ﺃﻭ ﻣﺆﻟﻔﻲ ﺍﻟﺘﻮﺭﺍﺓ .
ﻳﺰﻋﻢ ﺍﻟﻴﻬﻮﺩ ﺃﻥ ﻟﻬﻢ ﺍﻟﺤﻖ ﻓﻲ ﺃﺭﺽ ﻓﻠﺴﻄﻴﻦ ﻣﻦ ﺍﻟﻨﺎﺣﻴﺔ ﺍﻟﺪﻳﻨﻴﺔ، ﺑﺤﻴﺚ ﻳﻘﻮﻟﻮﻥ ﺃﻥ ﺍﻟﺮﺏ ﻗﺪ ﺫﻛﺮ ﻓﻲ ﺍﻟﺘﻮﺭﺍﺓ ﺃﻥ ﺃﺭﺽ ﻓﻠﺴﻄﻴﻦ ﻫﻲ ﻟﻠﻴﻬﻮﺩ، ﻷﻧﻪ ﺃﻫﺪﺍﻫﻢ ﺇﻳﺎﻫﺎ !..
ﺟﺎﺀ ﻓﻲ ﺍﻟﻜﺘﺎﺏ ﺍﻟﻤﻘﺪﺱ ﺍﻟﻌﻬﺪ ﺍﻟﻘﺪﻳﻢ “ ﺍﻟﺘﻮﺭﺍﺓ ” ﻓﻲ ﺍﻹﺻﺤﺎﺡ 17 ﻣﻦ ﺳﻔﺮ ﺍﻟﺘﻜﻮﻳﻦ : “ ﻭ ﺃﻋﻄﻲ ﻟﻚ ﻭ ﻟﻨﺴﻠﻚ ﻣﻦ ﺑﻌﺪﻙ ﺃﺭﺽ ﻏﺮﺑﺘﻚ، ﻛﻞ ﺃﺭﺽ ﻛﻨﻌﺎﻥ ﻣﻠﻜﺎ ﺃﺑﺪﻳﺎ، ﻭ ﺃﻛﻮﻥ ﺇﻟﻬﻬﻢ ” ، ﻭ ﻓﻲ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﻨﺺ ﺇﻋﺘﺮﺍﻑ ﺗﺎﺭﻳﺨﻲ ﺩﻳﻨﻲ ﺻﺮﻳﺢ ﻋﻠﻰ ﺃﻥ ﺍﻷﺭﺽ “ ﻟﻠﻜﻨﻌﺎﻧﻴﻴﻦ ” ، ﻭ ﺃﻥ ( ﺇﺑﺮﺍﻫﻴﻢ ) ، ﻫﺎﺟﺮ ﺇﻟﻴﻬﺎ، ﻭ ﻫﻲ ﺃﺭﺽ “ ﻏﺮﺑﺘﻪ ” ﻭ ﻟﻴﺴﺖ ﻟﻪ، ﻟﻜﻦ ﻳﺒﺪﻭﺍ ﺃﻥ ﺍﻟﺮﺏ ﻗﺪ ﺃﻋﻄﺎﻩ ﺍﻷﺭﺽ ﺑﻐﻴﺮ ﺣﻖ !!
ﻭ ﻧﺠﺪ ﺍﻟﺘﻮﺭﺍﺓ ﻳﺮﺳﻢ ﺣﺪﻭﺩ ﺃﺭﺽ ﻛﻨﻌﺎﻥ، ﺍﻟﺘﻲ ﻳﻌﺘﺮﻑ ﺃﻧﻬﺎ “ ﻟﻠﻜﻨﻌﺎﻧﻴﻴﻦ ” ﻭ ﻳﻘﻮﻝ ﻣﺆﻟﻒ ﺍﻟﺘﻮﺭﺍﺓ : “ ﻭ ﻛﺎﻧﺖ ﺗﺨﻮﻡ ﺍﻟﻜﻨﻌﺎﻧﻲ، ﻣﻦ ﺻﻴﺪﻭﻥ، ﺣﻴﻨﻤﺎ ﺗﺠﻲﺀ ﻧﺤﻮ ﺟﺮﺍﺭ ﺇﻟﻰ ﻏﺰﺓ، ﻭ ﺣﻴﻨﻤﺎ ﺗﺠﻲﺀ ﻧﺤﻮ ﺳﻴﺪﻭﻡ ﻭ ﻋﻤﻮﺭﺓ ﻭ ﺃﺩﻣﺔ ﻭ ﺻﺒﻮﻳﻴﻢ ﺇﻟﻰ ﻻﺷﻊ ” ﺍﻹﺻﺤﺎﺡ 10 ﻣﻦ ﺳﻔﺮ ﺍﻟﺘﻜﻮﻳﻦ .
ﻫﺬﺍ ﺭﺳﻢ ﻟﺤﺪﻭﺩ ﺃﺭﺽ ﻛﻨﻌﺎﻥ ﺍﻟﺘﻲ ﺃﻋﻄﺎﻫﺎ ﺍﻟﺮﺏ ( ﻹﺑﺮﺍﻫﻴﻢ ) ، ﻭ ﺑﻌﺪ ﺫﻟﻚ ﻧﺠﺪ ﺃﻥ ﻣﺆﻟﻒ ﺍﻟﺘﻮﺭﺍﺓ ﻳﻨﺴﻰ ﺭﺑﻤﺎ ﺃﻥ ﺍﻟﺮﺏ ﻗﺪ ﺃﻋﻄﻰ ﺍﻷﺭﺽ ﻹﺑﺮﺍﻫﻴﻢ ﻭ ﻳﻘﻮﻝ ﻓﻲ ﺍﻹﺻﺤﺎﺡ 23 ﺍﻟﻌﺪﺩ 4 ﻣﻦ ﻧﻔﺲ ﺍﻟﺴﻔﺮ ﺍﻟﺴﺎﺑﻖ : “ ﺃﻧﺎ ﻏﺮﻳﺐ ﻭ ﻧﺰﻳﻞ ﻋﻨﺪﻛﻢ . ﺃﻋﻄﻮﻧﻲ ﻣﻠﻚ ﻗﺒﺮ ﻣﻌﻜﻢ ﻷﺩﻓﻦ ﻣﻴﺘﻲ ﻣﻦ ﺃﻣﺎﻣﻲ .” ﻫﻨﺎ ﺇﺑﺮﺍﻫﻴﻢ ﺃﺭﺍﺩ ﺃﻥ ﻳﺤﺼﻞ ﻋﻠﻰ ﻗﺒﺮ ﻟﻴﺪﻓﻦ ﻓﻴﻪ ﺯﻭﺟﺘﻪ، ﻓﻜﻴﻒ ﻟﻤﻦ ﻳﻤﻠﻚ ﺍﻷﺭﺽ ﺃﻥ ﻳﻄﻠﺐ ﻗﺒﺮﺍ !! ﻭ ﺟﺎﺀ ﺃﻳﻀﺎ ﻓﻲ ﻧﻔﺲ ﺍﻹﺻﺤﺎﺡ ﺍﻟﻌﺪﺩ 8 : “ ﻭ ﻛﻠﻤﻬﻢ ﻗﺎﺋﻼ : ﺇﻥ ﻛﺎﻥ ﻓﻲ ﻧﻔﻮﺳﻜﻢ ﺃﻥ ﺃﺩﻓﻦ ﻣﻴﺘﻲ ﻣﻦ ﺃﻣﺎﻣﻲ، ﻓﺎﺳﻤﻌﻮﻧﻲ ﻭﺍﻟﺘﻤﺴﻮﺍ ﻟﻲ ﻣﻦ ﻋﻔﺮﻭﻥ ﺑﻦ ﺻﻮﺣﺮ .” ﻭ ﺑﻌﺪﻩ ﻓﻲ ﺍﻟﻌﺪﺩ 9 ”: ﺃﻥ ﻳﻌﻄﻴﻨﻲ ﺍﻟﻤﻐﺎﺭﺓ ﺍﻟﻤﻜﻔﻴﻠﺔ ﺍﻟﺘﻲ ﻟﻪ، ﺍﻟﺘﻲ ﻓﻲ ﻃﺮﻑ ﺣﻘﻠﻪ . ﺑﺜﻤﻦ ﻛﺎﻣﻞ ﻳﻌﻄﻴﻨﻲ ﺇﻳﺎﻫﺎ ﻓﻲ ﻭﺳﻄﻜﻢ ﻣﻠﻚ ﻗﺒﺮﻱ .” ﻳﻌﻨﻲ ﺃﻥ ( ﺇﺑﺮﺍﻫﻴﻢ ) ﺃﺭﺍﺩ ﺷﺮﺍﺀ ﺍﻟﻤﻐﺎﺭﺓ ﻭ ﺍﻟﺤﻘﻞ، ﻭ ﺍﻟﺜﻤﻦ ﻳﺬﻛﺮ ﻓﻲ ﺍﻟﻌﺪﺩ 15 ﻣﻦ ﻧﻔﺲ ﺍﻹﺻﺤﺎﺡ ﺃﻱ 23 ”: ﻳﺎ ﺳﻴﺪﻱ، ﺇﺳﻤﻌﻨﻲ . ﺃﺭﺽ ﺑﺄﺭﺑﻊ ﻣﺌﺔ ﺷﺎﻗﻞ ﻓﻀﺔ، ﻣﺎ ﻫﻲ ﺑﻴﻨﻲ ﻭ ﺑﻴﻨﻚ ؟ ﻓﺎﺩﻓﻦ ﻣﻴﺘﻚ .” ﺛﻤﻦ ﺍﻷﺭﺽ ﻫﻮ 400 ﺷﺎﻗﻞ ﻓﻀﺔ، ﻭ ﺑﻌﺪ ﺫﻟﻚ ﻧﺠﺪ ﺇﻋﺘﺮﺍﻓﺎ ﻣﻦ ﻣﺆﻟﻒ ﺍﻟﺘﻮﺭﺍﺓ ﺃﻥ ﻣﻠﻚ ( ﺇﺑﺮﺍﻫﻴﻢ ) ﻫﻲ ﺍﻟﺤﻘﻞ ﻭ ﺍﻟﻤﻐﺎﺭﺓ ﺍﻟﺘﻲ ﺇﺷﺘﺮﺍﻫﺎ ﻣﻦ ﺑﻨﻲ ﺣﺚ ﻓﻘﻂ ؛ ” ﻓﻮﺟﺐ ﺍﻟﺤﻘﻞ ﻭ ﺍﻟﻤﻐﺎﺭﺓ ﺍﻟﺘﻲ ﻓﻴﻪ ﻹﺑﺮﺍﻫﻴﻢ ﻣﻠﻚ ﻗﺒﺮ ﻣﻦ ﻋﻨﺪ ﺑﻨﻲ ﺣﺚ .” ﺍﻟﻌﺪﺩ 20 ﺍﻹﺻﺤﺎﺡ 23
ﻧﺠﺪ ﻓﻴﻤﺎ ﺳﺒﻖ ﺃﻥ ﺍﻟﺮﺏ ﻗﺪ ﺃﻋﻄﻰ ﺍﻷﺭﺽ ( ﻹﺑﺮﺍﻫﻴﻢ ) ﻣﻠﻜﺎ ﺃﺑﺪﻳﺎ ! ﻭ ﺑﻌﺪﻫﺎ ﺇﺷﺘﺮﻯ ﺣﻘﻼ ﻭ ﻣﻐﺎﺭﺓ ﻣﻦ ﺍﻷﺭﺽ ﺍﻟﺘﻲ ﻫﻲ ﻣﻠﻜﻪ ! ﺣﺘﻰ ﺣﻴﻦ ﺃﺭﺍﺩ ﺩﻓﻦ ﺯﻭﺟﺘﻪ ﻃﻠﺐ ﻗﺒﺮﺍ ﻣﻦ ﺍﻟﻜﻨﻌﺎﻧﻴﻴﻦ !!
ﻣﻦ ﺧﻼﻝ ﺍﻟﻘﺮﺍﺀﺓ ﺍﻟﺘﺎﺭﻳﺨﻴﺔ ﻭ ﺍﻟﺪﻳﻨﻴﺔ ﻟﺤﻖ ﺍﻟﻴﻬﻮﺩ ﻓﻲ ﻓﻠﺴﻄﻴﻦ ﻳﺘﻀﺢ ﺃﻧﻪ ؛ ﻻ ﺣﻖ ﻟﻬﻢ ﻓﻲ ﺗﻠﻚ ﺍﻷﺭﺽ، ﻓﺎﻟﺘﺎﺭﻳﺦ ﻳﻘﻮﻝ : ﺃﻥ ﺃﻭﻝ ﻣﻦ ﺳﻜﻦ ﺗﻠﻚ ﺍﻷﺭﺽ ﻫﻢ ﺍﻟﻜﻨﻌﺎﻧﻴﻮﻥ ؛ ﺍﻟﻌﺮﺏ، ﻭ ﺍﻟﺪﻳﻦ ﻳﻘﻮﻝ : ﺃﻥ ( ﺇﺑﺮﺍﻫﻴﻢ ) ﻟﻢ ﺗﻜﻦ ﺍﻷﺭﺽ ﻣﻠﻜﻪ، ﻓﺤﺘﻰ ﻟﻤﺎ ﺗﻮﻓﻴﺖ ﺯﻭﺟﺘﻪ “ ﻃﻠﺐ ” ﻣﺴﺎﺣﺔ ﻗﺒﺮ ﻟﺪﻓﻨﻬﺎ، ﻭ ﺍﻟﺘﻮﺭﺍﺓ ﻳﻌﺘﺮﻑ ﺃﻥ ﻣﻠﻚ ﺇﺑﺮﺍﻫﻴﻢ ﺍﻟﺬﻱ ﺇﺷﺘﺮﺍﻩ ﻣﻦ ﻣﺎﻟﻪ، ﻫﻮ ﺣﻘﻞ ﻭ ﻣﻐﺎﺭﺓ ﻭ ﻓﻘﻂ .
ﻟﻜﻦ ﺍﻟﻴﻬﻮﺩ ﻳﻘﻮﻟﻮﻥ ﺃﻥ ﺍﻷﺭﺽ ﻫﻲ ﻭﻋﺪ ﻣﻦ ﺍﻟﺮﺏ، ﻓﺒﺄﻱ ﺣﻖ ﻳﻌﻄﻴﻬﺎ ﻟﻬﻢ ؟ ! ﻟﻜﻦ ﺍﻟﺮﺏ ﻋﻨﺪ ﺍﻟﻴﻬﻮﺩ ﻫﻮ ﺇﻟﻬﻬﻢ ﻭﺣﺪﻫﻢ ! ﻭ ﻷﻧﻬﻢ ﺷﻌﺒﻪ ﺍﻟﻤﺨﺘﺎﺭ، ﺃﻋﻄﺎﻫﻢ ﺇﻣﺘﻴﺎﺯﺍﺕ ﻟﻴﺴﺖ ﻟﻐﻴﺮﻫﻢ ﻭ ﻓﻀﻠﻬﻢ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻌﺎﻟﻤﻴﻦ ! ﻭ ﻛﻞ ﻣﻦ ﻟﻴﺲ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﺪﻳﺎﻧﺔ ﺍﻟﻴﻬﻮﺩﻳﺔ ﻓﻬﻮ ﺿﺎﻝ، ﻭ ﺟﺒﺖ ﺇﺑﺎﺩﺗﻪ، ﺣﺴﺐ ﺍﻟﻨﺼﻮﺹ ﺍﻟﺘﻮﺭﺍﺗﻴﺔ، ﻭ ﻫﺬﺍ ﻫﻮ ﻋﻴﻦ ﺍﻟﻀﻼﻝ، ﻭ ﻻ ﻳﻤﻜﻦ ﻟﻠﻌﻘﻞ ﺃﻥ ﻳﺘﻘﺒﻠﻪ ﺑﺘﺎﺗﺎ . ﻣﻦ ﺍﻟﻔﺮﻕ ﺍﻟﻴﻬﻮﺩﻳﺔ ﺍﻟﺤﺎﻟﻴﺔ ﻣﻦ ﺗﻘﻮﻝ : ﺃﻥ ﺍﻟﺼﻬﺎﻳﻨﺔ ﻛﻔﺎﺭ، ﻭ ﺿﺎﻟﻴﻦ ﻭ ﺧﺮﺟﻮﺍ ﻋﻦ ﺍﻟﺪﻳﻦ ﺍﻟﺤﻖ، ﻭ ﺃﻧﻬﻢ ﺑﺈﻧﺸﺎﺋﻬﻢ ﺩﻭﻟﺘﻬﻢ ﻏﻀﺐ ﻣﻨﻬﻢ ﺍﻟﺮﺏ، ﻭ ﺃﻧﻪ ﻻ ﺣﻖ ﻟﻬﻢ ﻓﻲ ﻓﻠﺴﻄﻴﻦ.
ﻣﻦ ﺧﻼﻝ ﻣﺎ ﺳﺒﻖ ﻻ ﻣﺠﺎﻝ ﻟﻠﺸﻚ ﺃﻧﻪ ﻟﻴﺲ ﻟﻠﻴﻬﻮﺩ ﺃﻱ ﺣﻖ ﻓﻲ ﻓﻠﺴﻄﻴﻦ، ﺑﻞ ﻫﻢ ﻏﺎﺻﺒﻴﻦ ﻭ ﻣﺤﺘﻠﻴﻦ، ﻭ ﻫﻢ ﺇﺑﺘﻼﺀ ﺳﻴﺰﻭﻝ ﺑﺈﺫﻥ ﺍﻟﻠﻪ ﻋﺰ ﻭﺟﻞ، ﻭ ﺳﺄﺧﺘﻢ ﺑﻜﻼﻡ ﻟﻸﺳﺘﺎﺫ ﻋﺒﺪ ﺍﻟﺴﻼﻡ ﻳﺎﺳﻴﻦ ﺭﺣﻤﻪ ﺍﻟﻠﻪ ”: ﺳﺘﻈﻞ ﺇﺳﺮﺍﺋﻴﻞ ﺍﻹﺑﺘﻼﺀ ﻣﺆﻗﺘﺎ، ﺭﻳﺜﻤﺎ ﻳﺪﺭﻙ ﺍﻟﻤﻠﻴﺎﺭ ﻭ ﻧﺼﻒ ﺍﻟﻤﻠﻴﺎﺭ ﻣﺴﻠﻢ ﺍﻟﻤﺘﺸﺮﺫﻣﻮﻥ ﻫﻮﻳﺘﻬﻢ ﺍﻟﺤﻘﻴﻘﻴﺔ، ﻷﻥ ﺍﻹﺑﺘﻼﺀ ﻣﻔﻬﻮﻡ ﻣﺮﻛﺰﻱ ﻓﻲ ﺍﻹﺳﻼﻡ ﻳﻤﻴﺰ ﺍﻟﻠﻪ ﺑﻪ ﺍﻟﺬﻳﻦ ﺁﻣﻨﻮﺍ ﻣﻦ ﺍﻟﻜﺎﻓﺮﻳﻦ . ﻭﻋﺪ ﺍﻟﻠﻪ ﺟﻠﻲ ﻓﻲ ﻛﺘﺎﺏ ﺍﻟﻠﻪ، ﻟﻜﻦ ﺗﺤﻘﻴﻘﻪ ﺭﻫﻴﻦ ﺑﺒﻀﻌﺔ ﺷﺮﻭﻁ ؛ ﺑﺎﻹﻳﻤﺎﻥ، ﺑﺎﻟﻤﺆﻫﻼﺕ ﺍﻟﺴﻴﺎﺳﻴﺔ ﻭ ﺍﻹﺟﺘﻤﺎﻋﻴﺔ، ﺑﺎﻟﻤﻘﺎﻭﻣﺔ ﻭ ﺍﻹﺳﺘﺸﻬﺎﺩ، ﻭ ﺑﺎﻹﻋﺪﺍﺩ ﺍﻟﻄﻮﻳﻞ ﺍﻟﻤﺘﺄﻧﻲ ﺇﻟﻰ ﺃﻥ ﻳﺤﻞ ﻳﻮﻡ “ ﺍﻟﺘﺪﺍﻭﻝ ” ، ﻓﺎﻟﻨﺼﺮ ﺭﻫﻴﻦ ﺑﺎﻹﺳﺘﺤﻘﺎﻕ .”!