اعتبر الأستاذ في المعهد العالي للأمر بالمعروف والنهي عن المنكر بجامعة أم القرى الدكتور محمد السعيدي بأن الحوثيين يستحقون الحرب مستدلا بالقرآن الكريم وقياس الأولى، مضيفا أنهم جمعوا البغي بالبدعة المغلظة وقتل وتهجير المسلمين والخروج عن جماعة المسلمين، وأنهم خرجوا عن بقية الجارودية الزيدية وما أفتوا به من أن حكم اليمن قاصر على أبناء الحسن والحسين منذ الستينات الميلادية كما انهم خرجوا للمطالبة بهذا الشرط من جديد لأنفسهم.
وأكد السعيدي في ثلوثيته حول عاصفة الحزم بأن الناس استقبلوها بالفرح والسرور والاغتباط وهو أمر محمود يبين أن المؤامرة الصفوية لم تعد أمرا خافيا على أحد، وأنها في زمن سابق لا يدركها سوى أفذاذ العلماء منوها بدور علماء المملكة الرسميين الذي أدركوا أبعاد المؤامرة منذ عام 1400هـ وأن بعض التوجهات السلفية المنخدعة بالشعارات قاوموا التوعية التي انطلقت من المملكة.
ولفت السعيدي إلى أن إيران نشطت في تسويق التقريب واشتغل به بعض علماء السنة والصفوية ما أضعف فكرة التحذير من المد الصفوي فصار له حضور كبير في كثير من البلدان بل انه بعد الحادي عشر من سبتمبر أخذ مواقع العمل الخيرية السعودية مشيرا إلى أن تحول نشاط إيران إلى عسكري في بعض الدول أدى إلى وعي الناس بالأمر من جديد.
وبيّن السعيدي أن على الناس أن لا يقصروا في كثرة الضراعة إلى الله مستشهدا بموقف النبي في بدر وتضرعه إلى الله مع وعد الله له بالنصر، وقد علمنا الله أدب الحروب كما في قصة جالوت وفي غزوة حنين مشيرا إلى أن ما ينقصنا في استقبال الأخبار كثرة الضراعة إلى الله.
واستقصى السعيدي في حديثه مراحل المشروع الحوثي الذي بدأ عام 1993م واستحواذهم على صعدة وطرد أهلها البالغ عددهم نحو 90 ألفا، معتبرا أن اعتراف حزب الإصلاح الجناح الإخواني في اليمن رفع عن الحوثيين سمة الإجرام بعد الثورة اليمنية فبغوا على أهل دماج كما أجلوا قبائل وائلة في كتاف ثم أخذوا عمران واتجهوا إلى صنعاء ثم مأرب والبيضاء.
ونبّه السعيدي على أن المملكة أمهلت الحوثيين أكثر من 21 سنة رغم تصريحهم بعداوة المملكة، مضيفا خشيته من سيطرة الدعاية وتهويل القوة الإيرانية على الناس لعدم وجود إعلام مضاد يهون من قدراتها، كما لفت إلى أن انطلاق العاصفة يؤكد على تميز إعداد المملكة لها وتميز الجانب السياسي أكثر وهذا ينفي ما يتردد عن عدم وجود استراتيجية للملكة.
وأوضح السعيدي أن كل حرب لها عقيدة ومن يصر على جعلها قومية أو مصلحية سياسية وأنها جاءت بغير الطائفية وأنها عربية فهي لا تقتصر على أحدها ويعد من قبيل تدعيم الإعلام الدبلوماسي، وأن الحق فيها أنها جاءت لحماية السنة ووقف التفريس كما أكد على ذلك سفير المملكة في واشنطن عادل الجبير من أن المملكة لا تفاوض على عقيدتها وأمنها.
كما انتقد السعيدي الحالمين من الجماعات الإسلامية التكفيرية مبينا نهج النبي في النظر إلى معطيات الواقع وأنه لم يناجز الكفار في غزوة الخندق وكاد ينصرف إلى اتفاقية مع غطفان الكافرة، دااعيا إلى عدم الإلتفات إلى المغالطات التي يروجها الحاملون للفكر الصفوي والحاملون للفكر التكفيري وأنهم يريدون بها زعزعة الدعم كما يخشون أن تكون نهاية الحوثيين نهاية لهم.
وأكد السعيدي أن هذه الحرب حرب عقائدية للدفاع عن أهل السنة ودعمهم وأن ذلك لا يكون بمحو الشيعة فلا يوجد في كتب السنة سوى الحرب على البغاة ولا يوجد حرب على الشيعة ولا غيرهم، ولا تستحق القتال إلا بالبغي وإذا لم تبغ عطفنا عليهم ودعوناهم دون التمكين لهم كما فعل علي صالح، ونأمل أن تقضي هذه الحرب على المشروع الفارسي وإعادة القوة إلى نفوس أهل السنة وعودة الصفاء بينهم وإزالة الأحقاد.
وختم حديثه بالاستعداد لمخاطر الحرب حيث نترقب نهاية الذهول العالمي والإيراني وننتظر ما يخططون له وردود أفعالهم، كما نحذر من الخيانة والتراجع والقنوط وهي عقبات يجب أتن وتوضع في موضعها.