الوجه الآخر ليس بالضرورة جميلا ونبيلا وصادقا وساميا ومنسجما مع جزؤه الثاني  , فحقيقة الشخص لا تعرف بالأقوال فقط بل تكشف معدنه المواقف والافعال ؛ فحينما يسقط القناع وتنكشف الحقيقة، ترى وجوها عليها غبرة، ترهقها قترة، تحاول أن تتغلغل بين أفراد المجتمع بصورتها الظاهرية وادعاءاتها القشرية وشعاراتها السطحية واشعارها ومنجزاتها الخالية من الصدق والحق والمشاعر الانسانية والاحاسيس النبيلة ؛  تسقط الأقنعة حينما تصفعك اليد الطائفية الشريرة  التي كنت تنتظر أن تُمدّ لك بالعطاء الشعري الانساني  والابداع الادبي الكوني المتسامي عن الاحقاد الطائفية والعنصرية ، وحينما تصفعك الشيوعية والعلمانية  وقد كنت تظن أنها سندك في القضاء على الرأسمالية الظالمة والرجعية والطائفية ؛ وتسقط الأقنعة حينما يهجوك اللسان الذي كنت تظن أنه لسانك .

نعم تسقط هذه الاقنعة عند اصحاب النزوات وطالبي المصالح الرخيصة  والمرضى الطائفيين والذين بنوا علاقاتهم على أهواء أنفسهم ، فهؤلاء أقنعتهم من زجاج كسرها لا يجبر ، فعليك  ان تتفحص الوجوه لعلك تكتشف الحقيقة قبل أن يسقط القناع، وهل هذه الوجوه حقيقية أم إنها وجوه من ورق تهوي بها الريح فترميها بعيدا ؟!! 

المواقف هي وحدها من تكشف الأقنعة، والتعامل هو من يكشف لك الحقيقة، فمن رام معرفة صدق الوجوه فليتأمل في المواقف  . (1)

بذلت جهدا كبيرا للتعرف الى اصول وجذور سعدي يوسف ونشأته ؛ الا اني لم احصل على بغيتي , ولعل هذا الامر تكرر معي مرارا في ملف شخصيات ورجالات الفئة الهجينة ؛ فهم مجهولو الهوية والاصل , متقبلو المواقف والادوار, نفعيون (براغماتيون )  انتهازيون بامتياز , لا يثبتوا على رأيا او موقفا ثابتا , حياتهم محاطة بالسرية والكتمان والتوجس والحذر  كأنهم جواسيس مخابرات وليسوا مواطنين عاديين . 

ومما قيل عن نشأته انه ولد في منطقة ( ابو الخصيب ) من محافظة البصرة عام 1934 ؛ لكن يبقى التساؤل المهم : متى جاء ابوه الى البصرة وكيف ؛ هل كان من موظفي البلاط العثماني ام من موظفي الحكومات الانكليزية الهجينة والتي تشكلت عام 1920 ؛ ام من المهاجرين الغرباء الذين قطنوا البصرة حديثا ؛ و من هم اجداده ؟ و  أكاد أجزم ان سعدي يوسف لا يعرف اسم جده الثاني ...!!

لا احد يعرف ؛ بل ان الطامة الكبرى في غموض ديانته فضلا عن اصله كما مر عليكم انفا ؛ اذ قيل عنه انه مسيحي (2)؛ وقيل سني  - و الارجح عندي بكونه سنيا اجنيا -  تبعا لعدة قرائن وشهادات  والقول بكونه مسيحيا محض توهم واشتباه - ؛ وقد يكون  مهاجرا لاجئا من اصول نجدية وهابية , اذ ذكر ما يلي : ((  ...  كانت تجذبني منذ الصغر فكرة الأبطال والسفر ,  ولا تزال باقية في ذهني صور مناضلين ومطاردين كانوا يمرون في بيتنا ويرحلون إلى أماكن أخرى , وكانت قريتنا بعيدة عن المركز الإداري ، ومن هناك، كنا نذهب إلى إيران عبر شط العرب أو إلى الكويت عبر الصحراء , وأذكر من أولئك المطاردين رساماً يدعى ناصر الخرجي وهو من الأسرة النجدية  ))(3)  وتبقى  هذه السيناريوهات مجرد احتمالات  - ؛ ولا تستغرب عزيزي القارئ  ؛ هذه حال رجالات الفئة الهجينة ؛ ولعل حالته هذه شبيهة بحالة الشاعر الطائفي اليتيم  - مجهول  الاصل - معروف الرصافي ؛ فها هو سعدي يوسف نفسه يعترف بما يلي : (( ...   توفي أبي وأنا في الخامسة من عمري, لا أتذكره إلا بصورة غائمة ,  وأخي الأكبر هو الذي تولى رعايتي ,  أمي كانت امرأة أمّية لكنها كانت تتابع اهتماماتي ,  وحين أنشر قصيدة تطلب من أختي أن تقرأها لها .. عندي رغبة أن أدفن بجوار أبي ، ولكني لا أعرف أين قبره ,  أمي توفيت ولم أعلم بموتها إلا بعد سنوات خمس ,  كنت في باريس , وصلني الخبر عبر قادم من بغداد ...  )) (3) .

 ماذا تتوقع من شخص لا يعرف قبر ابيه فضلا عن اصله ولم يحضر وفاة امه اذ كان مهوسا بالسفر و ( العربدة ) , ولا تعرف له عشيرة كباقي الجنوبيين ولا ينتمي لعائلة معروفة كأقرانه البصريين  , ولم يعش اجواء القرابة وصلة الرحم المعروفة بين العراقيين الجنوبيين الاصلاء  ... فهو  يعترف بان علاقته بأبنائه بهذا الشكل  : (( تزوجت عام 1961 من امرأة عراقية , لم أعرف التدخين وشرب الخمرة إلا بعد تخرّجي من الثانوية ,  أما علاقتي بأولادي فهي علاقة رعاية أكثر مما هي علاقة حميمية   )) ... ؟! . (3)

فقد سكنت الكثير من العوائل الغريبة التي هاجرت من نجد والحجاز  منطقة ( ابو الخصيب )  وذلك بسبب موجة الجفاف والقحط التي ضربت تلك المناطق , والحركة الوهابية  , وغزوات ال سعود  خلال القرن التاسع عشر وبداية القرن العشرين ,  وتشجيع الدولة العثمانية لهم وغض الطرف عنهم لإحداث تغييرات ديموغرافية في العراق لأسباب طائفية وسياسية وامنية ؛ ناهيك عن تواجد بعض الايرانيين والهنود وبقايا العثمانيين من العسكر والموظفين ورعايا الاحتلال البريطاني والحكومات الطائفية الهجينة المتعاقبة من الغرباء والدخلاء وشذاذ الافاق ؛ وقد تكلم سعدي يوسف عنها قائلا : (( ... وهي منطقة ملاكين صغار ومعروفة منذ القرن التاسع عشر وأوائل القرن العشرين ، بأنها مركز للاجتهاد الديني السنّي. وهي من الأماكن القليلة التي زارها جمال الدين الأفغاني ... بالإضافة إلى كونها منطقة تجمّع للناس والأسواق والدكاكين الهندية والإيرانية ، واللغات والبحّارة ... )) (3)

النتيجة الطبيعية لهذه المقدمات والارهاصات التي عاشها سعدي يوسف ومن لف لفه من شخصيات وشراذم الفئة الهجينة في العراق ؛ الحقد الدفين , والتنكر للمجتمع العراقي الاصيل  ونبذ كل قيمه ومناقبه والتبرؤ منه وموالاة اعدائه وبغض الجنوب والوسط  والجنوبيين والفراتيين , واقتناص الفرص لتوجيه الضربة الغادرة لأبناء العراق الاصلاء ؛ ولعل السبب الاهم في هذه التصرفات السلبية والسلوكيات المرضية لهؤلاء الهجناء وتبنيهم للفكر المنكوس ؛ هي حالة الاغتراب التي يعيشها هؤلاء والتي ورثوها عن اباءهم الدخلاء واجدادهم الغرباء .

فالاغتراب حالة قد تتحول الى مرضية في بعض الاحيان ؛ يشعر من خلالها الفرد او الجماعة بالغربة والانفصال عن المجتمع والابتعاد عن البيئة الاجتماعية العامة والنفور من المواطنين ؛ وكما توصف على انها ظاهرة متعددة الابعاد حيث استخداماتها الفلسفية والاجتماعية والنفسية بل والادبية . 

لذلك دأبت الفئة الهجينة ورجالاتها على احاطة نفسها ب اسيجة عازلة ومناطق معزولة بالعزل الطائفي والقومي والمناطقي –  للالتصاق بالذات والتقوقع عليها -  بقوة السلاح والمال وامكانات الدولة عن الاغلبية العراقية بل اغلب مكونات الامة العراقية الاصيلة واتخذت تلك الظاهرة عدة صور مختلفة اختلفت باختلاف الانظمة الهجينة المتعاقبة وقد بدأت  بصورة واضحة تدريجيا منذ العام 1920 وقد بلغت اوجها في عهد المشنوق  صدام بن ابيه ؛ لأنها تشعر بالغربة وعدم الانتماء للمجتمع العراقي الاصيل  , فلا تستغرب عندما تشاهد في  صفحات مواقع التواصل الاجتماعي عناوين تحمل : (( لن تكون زيونة شروقية )) و (( ولن تكون الاعظمية شروقية )) و (( ولا نقبل بحكم الشيعة الجنوبيين والفراتيين  ))  وقد صدق الهجين في ذلك ؛ فمن سابع المستحيلات تحول بقايا العثمنة والعجم  ورعايا الانكليز الدخلاء وشذاذ- ( صلبية ولملوم )-  البلدان العربية الغرباء  الى عراقيين اصلاء او عرب اقحاح  .

وقد يفضل المغترب -  ( المصاب بحالة الاغتراب ) – الانسحاب من المجتمع الام ؛ من خلال عدم التفاعل معه وعدم الثقة به و الاهتمام بقضاياه وهمومه  ,  والالتجاء الى تجمعات ضيقة متعصبة او الى الخارج , وهذا ما نلاحظه في سلوك ابناء الفئة الهجينة اليومي ؛ فهو يفضل مناقشة حقوق الشعب الفلسطيني او هموم المجتمع الاريتري او معاناة الصوماليين او تطلعات سكان جزر القمر  على التطرق لمشاكل و هموم المواطن الجنوبي او الفراتي او المطالبة باستحقاقات تلك المدن العراقية العريقة  ؛ فكل ما يدور في تلك المحافظات والمدن لا يمثل له من الاهمية اي  شيء  ولا يأبه به مطلقا ؛ الا بمقدار ما يتعلق بمصلحته الضيقة بل قد يتامر مع الاعداء الخارجيين ضدها  ..!! 

وقد يصاب المريض ( بحالة الاغتراب )  بشعوره  بتشوش البيئة المحيطة به أو عدم وضوحها  أو انعدام الألوان بها أو بأنها ثنائية الأبعاد أو زائفة  , أو على جانب آخر فرط الوعي بهذه البيئة ووضوحها  له ... لذلك لا تندهش عندما ترى كاتبا غربيا يمتدح طبيعة الاهوار ويصفها بانها :  ( جنات عدن ) بينما يكتب الهجين الذليل والاجنبي  الدخيل - ( الذي يدعي الهوية العراقية زورا وبهتانا )  - عنها :  بانها مسطحات مائية ضحلة وقذرة وبائسة  ... الخ . 

وقد يصل المرء  – ( المصاب بحالة الاغتراب ) – الى التمرد وهي حالة سخط من جانب الفرد المصاب على كل ما يحيط به , وحالة التمرد هذه يصاحبها رغبة في تدمير واتلاف كل ما هو موجود, وتشويه كل ما هو جميل ,  وعرقلة كل محاولة تطور وتنمية وازدهار  ؛ و تجربة الهجين صدام من اوضح الادلة الدامغة على ذلك , ولعل  نضرة خاطفة لبعض افراد العوائل الدينية ذات الاصول الاجنبية من المحسوبين على مذهب الاغلبية العراقية تبين لك حقيقة الامر . 

بالإضافة الى اتصاف الفرد المصاب بحالة الاغتراب الى فقدان الاحساس بالقيم الجمالية ورفض القيم الاجتماعية ... ؛ وقد اكدت الدراسات النفسية الحديثة امكانية اصابة اي فرد بهذه الظاهرة المرضية بغض النظر عن المستوى الاقتصادي والثقافي والاجتماعي ... ؛ ومن الممكن ان تتطور الحالة المرضية للمصاب الى اصابته بعدة اعراض   ومنها المرض النفسي او العقلي او الانحراف الجنسي او الانتحار او الهجرة او ادمان الكحول والمخدرات ... .

وقال المختصون بان السبب الدقيق لاضطراب تبدد الشخصية أو الاغتراب ليس معروفًا بشكل جيد ,  فقد يصبح بعض الناس أكثر تعرضًا للإصابة بتبدد الشخصية والاغتراب من الآخرين، وربما كان ذلك بسبب عوامل وراثية أو بيئية ؛ و  قد تؤدي حالات التوتر والخوف الشديدة  من المجتمع إلى بدء النوبات  المرضية .

فهؤلاء قد جاء اسلافهم  مع العثمانيين كمرتزقة وسبايا وغلمان نكاح وخدم  وعبيد , وبعضهم جاء مع الاحتلال البريطاني وتشكيل الدولة العراقية كموظفين وعسكر وخدم ومرتزقة , وبعضهم هاجر الى العراق حديثا لطلب الرزق او لغير ذلك من الاسباب الدينية وغيرها ؛ فلو عاش هؤلاء الدخلاء المنكوسون  بيننا الف عام لما تخلصوا من شعورهم بالاغتراب ؛ فالاغتراب يلف كيانهم وينغص عليهم حياتهم ويقض مضاجعهم ؛ وما تمسكهم بحبل الطائفة السنية الكريمة والمبالغة في التشبث بها او ادعاءهم للانتماء للعروبة بمناسبة ومن دونها الا دليل واضح على ذلك الاغتراب وضياع الهوية الاصلية .

وقد عمل هؤلاء الغرباء على تحويل العراق الى جزر منعزلة  , ومناطق محجورة  ,  و (كانتونات )عنصرية وطائفية مغلقة  , ومدن متقاطعة متنافرة  – والا بماذا  تفسر  توزيع قطعة ارض بمساحة 109 متر فقط  للمواطنين في مدينة الثورة بينما توزع قطعة بمساحة   1000 متر للبعض الاخر او تقدم الخدمات في هذه المنطقة وتحرم تلك منها ... _  ؟! , وشرائح متباغضة ... . 

ومن الواضح ان الاغتراب الذي يعيشه هؤلاء الغرباء يختلف اختلافا جذريا عن الاغتراب الذي يعيشه المصلحون والمبدعون العراقيون الاصلاء او العباد والزهاد  , فشتان ما بين الامرين . 

وقد كتب الناقد رضا عطية  موضوعه لنيل درجة الدكتوراه بعنوان : (( الاغتراب في شعر سعدي يوسف.. دراسة في النقد الثقافي )) وكان يقصد به اغتراب سعدي يوسف عن وطنه العراق ؛ ولو انصف الكاتب وسبر اغوار الحقيقة لقصد بذلك اغترابه منه وليس عنه ؛ فهو منذ انعقاد النطفة كان غريبا دخيلا ولا يمت بصلة لهذه الارض ؛ لذلك يشعر بالاغتراب من العراقيين الاصلاء ومن العراق وقيمه وامجاده  ومن الجنوب الذي نشأ فيه وأكل من خيراته . 

فقد حيل بين هؤلاء الهجناء(4)  والمهاجرين الدخلاء والمرتزقة الغرباء وبين اوطانهم الاصلية واقوامهم الحقيقية , اذ انقطعوا عن جذورهم وارضهم , وانعزلوا عن بني جلدتهم , فإنَّ المغترب الهجين  يعيش في حالة وسيطة مضطربة ، لا ينسجم تمامًا مع المحيط الجديد ولا يتخلّص كليًّا من عبء البيئة الماضية وتأثيرات الجينات الوراثية ، تضايقه أنصاف التّداخلات وأنصاف الانفصالات ؛ فيلجأ الى الادعاءات والاحتماء بالسلطات الداخلية والخارجية على حد سواء . 

ومما تقدم تعرف السبب الذي دعا الشاعر الهجين سعدي يوسف عام 2014 الى  القاء قصيدة منكوسة بعنوان : (مصر العروبة.. عراق العجم ؟؟!!) والتي تضمنت ثناء بالغ على مصر والوسط الثقافي المصري، وذكر فيها أسماء بعينها  ,  وارخى قامته للمصريين ذلا وتملقا من أجل قنينة ويسكي او فودكا – شرابه المفضل -  , وقد قدم اسم مصر على العراق العظيم , ونال من العراق والعراقيين الاصلاء ؛ وزور هوية العراق وبدل حقيقته بكل وقاحة وصلافة واسماه العراق العجمي وشمال العراق الاشوري نعته بمنطقة القرود  ...!! .

إساءة الشاعر الهجين  المأزوم سعدي يوسف للعراق والاغلبية العراقية وبعض مكونات الامة العراقية  لم تأت إلا من  حالة الاغتراب المزمنة والعقلية الطائفية التي زال غطاؤها بعد فقدانه الأمل بالحصول على منصب حكومي  - ( وزير الثقافة ) - في عراق ما بعد صدام، فخرج المتعصب القابع في دماغه وبان معدنه الردي واتضحت حقيقة الاجنبي الهجين والغريب الدخيل  وراح يوزع الشتائم والإساءات بين الرموز الشيعية في شتى المجالات , و لم يستثن أحدا حتى الموتى الهالكين والاصدقاء المقربين ...!!   .

منذ مجيء هؤلاء الدخلاء وتسلط  اولئك العملاء الغرباء على العراق – من عام 1920 والى 2003 – اصبح العراق والعراقيون  الاصلاء في اخر اولياتهم واهتماماتهم  ؛ اذ رفعوا شعارات الامة العربية والقضية الفلسطينية – ( كذبا وتدليسا لغاية في نفوسهم المريضة ) – وقد فطن العراقيون الوطنيون الى هذه المكيدة وقالوا : (أن قضية الوطن أولى بالاهتمام ) ؛ وكان قصد هؤلاء العملاء من هذه الشعارات الزائفة  ؛ تبني الهوية العربية  والمذهب السني عوضا عن هويتهم الحقيقية المفقودة ؛  واهمال شؤون العراق والعراقيين الاصلاء والقفز فوق امال وهموم ومشاكل ابناء الامة العراقية  الانية وتجاوزها  على أجنحة الشعارات الطوباوية الكاذبة والتي تهدف الى افقار العراق وتأخره واستهلاك طاقاته البشرية والاقتصادية في مسرحيات سياسية هزيلة ومعارك عروبية خاسرة لم تزحزح اسرائيل شبرا على ارض الواقع بل جلبت الويلات للعراق والعراقيين  ؛ مما أدى  إلى تعطيل طاقات الجمهور  العراقي وحرقها في غير مكانها الصحيح ؛  لأنهم يشغلونهم أو يلهونهم بالقضايا النظرية الطوباوية والشعارات العروبية الخيالية ؛  وغالبية الناس لا تمتلك القدرة على التمييز ، وليس عندها قوة إبصار تفرق بها بين الأولوية  الوطنية  والقضايا العربية والاسلامية والانسانية ، ولا بين الأولوية من حيث النظرية وبينها من حيث التطبيق .

الفئة الهجينة تريد منا ان ننحر العراق من اجل العروبة ونذبح العراقيين لأجل عيون الفلسطينيين والسودانيين والصوماليين ؛  كما يطالبنا المنكوسون بالتضحيات الجسيمة من اجل الايرانيين  وبحرق الديوانية  الشيعية من اجل يزد المجوسية او حرق العمارة الجنوبية  لأجل سلامة بلوچستان الوهابية  او تدمير الكوت  العراقية من اجل كرمنشاه الكردية ..!! ؛ يريدون منا ان ننحر قضيتنا الوطنية الكبرى على اعتاب قضاياهم ... ؛ على أننا - وإن كنا ندرك أن القضيتين العراقية والعربية والاسلامية مترابطتان بمشتركات ثقافية وتاريخية  - الا اننا لا نرضى أن تنحر قضيتنا  العراقية الخاصة بأي حجة من الحجج ، أو ذريعة من الذرائع ؛ و ان فلسطين وغيرها  لا ينبغي أن تلغي العراق ,  كما لا ينبغي أن يلغى وطن وتصادر قضايا المواطنين ، لحساب وطن اخر ، وخدمة لقضية  اجنبية او غريبة يريد أهلها أن يخدموها ، بأي وسيلة وإن كان فيها نحر لقضايا الآخرين .

ان هذه العقلية المتآمرة والمنهج  المنكوس المقلوب في التعاطي مع قضايا الامة العراقية يشكل الركيزة الاساسية للفئة الهجينة والخط المنكوس في العراق ؛ ولعل  الشاعر سعدي يوسف من مصاديقه  . 

وقد علق الكاتب  سمير عادل على هذه القصيدة المنكوسة  قائلا : (( ... لا شك ان الشعر الاخير ليوسف يثير الشفقة والرثاء، لان "العروبة" كفكر وفلسفة ومشروع سياسي واقتصادي قد فشل ، وان الانتفاضات العربية في ربيع 2011 كانت استفتاء على "العروبة" التي شيدتها انظمتها السياسية بالحديد والدم على جماجم الملايين من العمال والمحرومين في البلدان العربية , وكانت ثورة يناير في مصر قد حكمت على العروبة بإقصائها عن السلطة السياسية وعن المجتمع، والتي التف الاسلاميين وبدعم من الغرب للإجهاز على تلك الثورة، ومن ثم جاء العسكر لينظم انقلابه ضد ثورة يناير لتأهيل العروبة المخصية وأعادتها الى الحكم "العروبة" التي يتباهى سعدي يوسف اليوم بها ,  وفي نفس الوقت ان تعبير الشاعر "عراق العجم" هو تعبير قومي شوفيني نابع من الثقافة البعثية الشوفينية التي دشنت في الحرب العراقية-الايرانية ...))(5) 

من جانبه، قال رئيس اتحاد الأدباء العراقيين فاضل ثامر للجزيرة نت إن اتحاد الأدباء أصدر بيانين : الأول ينتقد نص سعدي يوسف لما فيه من تجاوزات كبيرة على البلد بعد وصفه بعراق العجم ، وكذلك إقليم كردستان، مبينا أن يوسف أكد أن العراق يحكم من قبل الكرد والشيعة وتجاوز على رموز عراقية بطريقة غير أخلاقية... . 

وعلق الكاتب جعفر الحسيني قائلا : ((مشكلة سعدي يوسف انه تطرف في طائفيته ، و تحول الى شوفيني حاد – وهو الشيوعي الاممي السابق – وصار يغترف من قاموس كان يستعمله طائفي مشهور في ثلاثينيات القرن الماضي ( عبد الرزاق الحصان ) ، فصارت تتردد في قصائده – ان كانت هي فعلا شعر !!! – مفردات اطلقها الحصان على شيعة العراق ، نافيا عنهم عراقيتهم وعروبتهم … )) (6)

وعلق الكاتب  فخري كريم الصديق المقرب للشاعر سعدي يوسف قائلا : ((أن يوسف، أو الشيوعي الأخير كما يحلو له أن يطلق على نفسه، ربما من دون وعي منه، انتقل إلى أقصى التعصب والتطرّف الطائفي، "أذ لم يتورع عن اعتبار كل شيعة العراق عجمًا، والعراقيين كاولية، والكرد قرودا, ونشر قصيدة اعتبر فيها داعش منقذ العراقيين، والإرهابي الأفّاق أبو بكر البغدادي محرر العراق! )) .(7) 

وعلق الكاتب احمد عبد السادة : ((وشيئاً فشيئاً انتفخت غدة سعدي الطائفية ثم انفجر سمها وقيحها على شكل منشورات طائفية مسيئة، وكعادة الطائفيين أمثاله بدأ ينزعج من قادة ورموز الطائفة الأخرى، وخاصة الذين يشعر بأنهم يقومون بدور محوري وفاعل ومؤثر في العراق الجديد أو الذين يحظون باهتمام إعلامي وشعبي كبير، ومن هذا المنطلق هاجم مرجع الشيعة الأعلى السيد السيستاني والقائد العسكري الشيعي عبد الوهاب الساعدي، فضلاً عن وصفه لشيعة العراق بـ"الفرس والعجم" بهدف تجريدهم من عراقيتهم وعروبتهم!! )) .(8) 

وعلق الكاتب وليد سليم : (( ... هو الشاعر سعدي يوسف الذي طبلت له نوادي الوهن العربي وسماسرة الليل على قنينة سكر من الويسكي او الفودكا ليتهجم على عموم وغالبية الشعب العراقي المظلوم  من الطائفة الشيعية او من القومية الكردية حين يصف العراق بسببهم أنه عراق العجم وفي المقابل يرخي قامته امام الماسحين على كتفه من المصريين بأنها مصر العروبة  وفيها يتحسس بعروبته اما في العراق فهو عراق العجم كما يراه متهجما على الاغلبية الشيعية وعلى المكون الكردي اللذان يشكلان الاغلبية الساحقة لشعب العراق واعمدته الاساسية في البنية المجتمعية ... )) (9) 

وعلق الكاتب سلمان رشيد محمد الهلالي : (( وكان من اهم  تلك الشخصيات الادبية المعروفة بالوسط الثقافي العراقي التي ارتكست الى مستنقع الطائفية الاسن ودهليز العنصرية العفن هو الشاعر سعدي يوسف , الذي نشر قصائد وتعليقات ومقالات طائفية وعنصرية بغيضة , لا تخرج من الانسان المنحط والبدائي والسوقي , ناهيك عن الانسان المثقف والشاعر المتميز والمجدد , الذي سبق ان تبنى المنظورات الايديولوجية اليسارية والثورية اكثر مراحل حياته  , وقد شكل عمله هذا صدمة في الوسط الثقافي استعصى على التفسير والتحليل , حتى ان الكثير من اصدقاء الشاعر او محبيه ومريديه رفضوا التفسير الطائفي للنصوص , واعتبروها تحمل تأويلا رمزيا لأنعكاس الظاهر من الكلام او المعنى الدارج , وانما مفردات ونصوص عميقة المعنى والفهم , تعبر عما يجول في خاطر الشاعر من معاناة والم واغتراب , بسبب سوء الاوضاع السياسية والثقافية والاجتماعية التي يمر بها وطنه الحبيب تحت حكم العملاء والقرود (الكورد) والصفويين !! )) . (10) 

وعلق البعض قائلا : (( تخلى سعدي يوسف عن “شيوعيته” سريعا وتحول الى “قومچي عروبي” بين ليلة وضحاها بعد صدمة ضياع المنصب، فوصف شيعة العراق بأنهم “فرس ومجوس”، متماهيا بذلك مع منطق أي إرهابي متشدد من القاعدة أو داعش ، كما راح يمجد التنظيمات الإرهابية وأفعالها الإجرامية في العراق على أنها “مقاومة شريفة )) . (11) 

وقد علق الدكتور عبدالوهاب الناصري : ((... ليتك مت قبل هذا اليوم ... كنت ابن البصرة ... ولكنك لم تحمل طيبة اهل البصرة... كيف وقعت بهذا التناقض المهين : يساري شيوعي لكن طائفي سطحي؟! ... كيف تهين نفسك وتهين مبادئك وتهين شعرك ؟!! ...  اسفا عليك وعلى عراقيتك ...  يموت خيرة شبابنا من الجنوب ...  من بصرتك الحزينة.. حتى يحرروا الموصل من دنس الدواعش  ... من فكر الدواعش و تأتي انت وتتأسف على البنايات والطابوق وتتنكر لدماء الشباب ... اين شعرك الثوري؟ اين شعرك الانساني ؟ انت تتجول ما بين لندن وكندا وتنتقد الابطال المحررين ... لماذا لم تأت لتحرر الموصل ؟ ... هل تألمت يوم هدم الواعش ضريح النبي يونس؟  هل تألمت يوم فجر الدواعش منارة الحدباء رمز الموصل ؟ ... ))

و أجمع عدد من الشعراء والأدباء العرب على أن "انحسار الأضواء والشعور بجدب الموهبة وتهافت الشعرية" هما المحرض الأول للشاعر العراقي الثمانيني المقيم في لندن "سعدي يوسف"، على كتابة قصيدة وصفوها بـ"الركيكة فنيا"، زيادة على أنها تحمل بعدا "طائفيا قذرا" ... ؛ وقال  الشاعر محمد زايد الألمعي : "سعدي" نزق بطبعه ، وليس من حقنا محاسبته على قبح رأيه ، ولكن من حقنا أن نرفض الجمع بين قبح الرأي وتهافت الشعرية"، ويضيف: "في الغالب كان الفن الراقي يعمي القارئ عن تسقط الهنات الاخلاقية والقيمية ، أظن سعدي هنا فشل في تغطية قبح رأيه بشعر ينسينا أن الطائفية أسقطته في فخ لم ينتشله منه الشعر، ولم يشفع له تاريخه ... أما الشاعر عبدالله الصيخان فيرى أن :  "انحسار الضوء الإعلامي والشعري عن سعدي يوسف ، كان المحرض الأكبر لديه لكتابة هذا النص (الركيك شعرياً)، الذي أعاد الشاعر إلى منصات القدح والهجاء في جانب والتضامن من جانب آخر عند هؤلاء الذين يجدون في محاولة تشويه صورة المسلمين نصراً لطائفيتهم وتفريغاً لأحقاد توارثها جاهل عن جاهل ، وعند أولئك الذين يرون في مس المقدس انتصارا لحرية التعبير والكتابة  "، مضيفا "إنه نفس السبب الذي دعاه قبل سنوات لكتابة قصيدة هجاء في دولة خليجية وشعبها ، إثر خلاف مع أحد أصدقائه لسبب تافه يعف اللسان عن ذكره هنا ، ولعل الراصد لعلاقة سعدي بوطنه وبالسلطة الجديدة هناك قد يتساءل : هل قيام سعدي يوسف (وهو السني الطائفة) بإلقاء المزيد من الحطب في موقد الفتنة الطائفية هو محاولة منه لاستجداء السلطة السياسية في بلده وهو في خريف العمر لتحقيق وجاهة أدبية أو مكسب سياسي ؟". 

ويؤكد الدكتور أحمد عسيري (الرئيس السابق لنادي تبوك الأدبي)، أن سقطة "سعدي يوسف"، الذي وصفه بـ"الطائفي"، جاءت "جراء انحسار الأضواء عنه لتناقضاته المتتالية وفقده احترام وإعجاب من تعاطفوا معه البداية لظروف معينة"، ويضيف: "في الواقع المتابع لسيرة هذا الرجل مؤخرا يجد تحولا عجيبا مريبا في تناوله الثقافي، الذي لا يتناسب قطعا مع الآداب العامة، وهو ما يشاهد على مدونته وحساباته في مواقع التواصل الاجتماعي من تراجم لأعمال هابطة ولا أخلاقية، لا تمثل أدبا ولا ثقافة، بل تندرج ضمن الطرح الرخيص الإيحائي المخاطب للغرائز بقصد استعادة أضواء خبت وشهرة تلاشت.. وما أكثر سقطاته، إلى أن سقط سقطته المدوية بالتعرض وإثارة الفتنة الطائفية، وبذلك أثبت أنه فعلا خارج الزمن، وأنه حتى لم يعد شبحا ثقافيا ولا يمثل أو تمثله تلك الهيئات والمنظمات الثقافية والأدبية والفنية التي احتوته في غفلة زمنية، فالمثقف الحقيقي هو الذي ينبذ الطائفية المثيرة للفتنة لأنها وبال على سبل التعايش". 

وعن أنسب رد على "سعدي" وأمثاله يقول محمد زايد، "إن أي مبالغة في الاستنكار لمثل هذا النص، لن يضر سعدي يوسف ولن يمحو تاريخه الشعري، ولكنه سيضيف شاهدا جديدا يسند أعداء الفن والشعر، ويصبح بيد النقد الإيديولوجي ذرائع للتحريض تستأنف صولات الثمانينات وما سببته من إرباكات للشعر خاصة، وللفنون عامة".

وهو الرأي الذي يلامسه "أبو شرارة"، حيث يقول: "مبدئيا أنا ضد تكميم الأفواه، ولا يحارب الفكر والكلمة إلا بالفكر والكلمات ,  وكان الأجدر ألا يعطى أكبر من حجمه وأن يسكت عنه، لأن ما حصل من ردود أفعال غاضبة لا تزيد أمثاله إلا طربا ,  وهو بهذا يكون قد حقق مراده من لفت الأنظار، وإن كان على حساب الآخرين، فهؤلاء الباحثون عن الشهرة، ولو على حساب مشاعر الآخرين، لا يستحقون إلا التجاهل وعدم إشغال الرأي العام بهم".

وفي أوضح رد على نص سعدي، أعلن رئيس منظمة شعراء بلا حدود محمود النجار، عن سحب اسم الشاعر من قائمة الفائزين بلقب أفضل 100 شـاعر عربي ضمن (مبادرة منظمة شعراء بلا حدود لاختيار أفضل مئة شاعر عربي لسنة 2013)، وبررت المنظمة قرارها في بيان أصدرته، "لنسجه قصيدة رخيصة فنيـاً وأخلاقياً، تؤشر على نفسه المريضة وطائفيته البغيضة، وهو ما تم استهجانه من أبناء الأمة ومثقفيها على اختلاف عقائدهم وتوجهاتهم." (12)

وعلق الكاتب يوسف ابو لوز : (( ... بلغ الشاعر العراقي سعدي يوسف من العمر عتياً ؛  إنه في أرذل العمر، ولكن مَنْ هو في الثمانين أو بالقرب منها من البشر الأسوياء لا يهرف ولا يخرف ولا يهلوس ,  الشاعر سعدي يوسف (هل ما زال شاعراً؟)  قبل مدة زار إحدى الدول العربية، وظهر بين مريديه وهو يعلق قرطاً في أذنه، ومنذ شهور نشر هذا اليساري الذي يتحول رويداً رويداً إلى «داعشي» نصاً أثار غضب الأكراد بعد أن سمى إقليمهم «قردستان»، ووصل الأمر بمثقفين كرد إلى الدعوة إلى حرق كتبه ... )) (13) 

بل ذهبت مجموعة من الادباء العراقيين  الى الدعوة لحرق كتب الشاعر  سعدي يوسف في شارع المتنبي ردا على اساءاته للعراق ؛ احتجاجا على  اساءات الشاعر لأهل الجنوب وما جاء في قصيدته الاخيرة التي نعتت العراق بأنه عراق العجم , واكد الشاعر قاسم وداي الربيعي :  ان حرق كتب سعدي هو احتجاج على اساءاته المتكررة، وقال : انا شاعر ولدت في ميسان وانتفضت للحق فقط ليس إلا، فمنْ يحاول ان يعبث بتاريخنا نحن اهل الجنوب نحرق تأريخه ... وانتقد الربيعي  بعض الشعراء الذين لم يتحركوا لنقد قصائد سعدي يوسف التي تتهجم على العراقيين، مؤكدا أن بعض الشعراء يجاملون على حساب الوطن، وهذا ما دعاه لإعلان الحرق لأنهم تخلوا عن أي محنة عراقية مثل "مجزرة سبايكر" التي كتب عنها قليل من الشعراء. 

 وقد وصف  البعض الشاعر سعدي  بالسكير والمرتزق الرخيص الذي يبيع العراق وقضاياه بدينارين من اجل الخمرة والتسكع في ملاهي وخمارات القاهرة . 

واستنكر الأدباء والمثقفون العراقيون الدعوة التي أطلقها الشاعر قاسم وادي الربيعي لحرق كتب الشاعر سعدي يوسف بعد نصه الأخير "مصر العروبة.. وعراق العجم".

من جانبه، قال الشاعر حميد قاسم في حديثه للجزيرة نت إن دعوة حرق الكتب هو موقف انفعالي ولا يمثل الأدباء العراقيين، خصوصا أن الشخص الذي دعا لها غير معروف .

وقد شجب الكاتب جمال الناصري الانتقادات التي طالت سعدي يوسف ودافع عنه قائلا : (( ... الشيء الغائب  عن ذهن الشارع  العام  ، انه لا يدرك  ان  للشاعر منظومة فكرية  خاصة يتحرك  من خلالها  قد تتفق مع المزاج العام او قد لا تتفق ... فالشاعر كيان مختلف  في عقله ومشاعره واحاسيسه ، فليس من اللازم ان يتنازل عنها ، لينال رضا الشارع  على حساب  وحيه الشعري .. فالشعر أملاء غامض ..))  . 

البعض –  من الكتاب والشعراء -   يجن جنونه ان تعرض شاعر او كاتب او نص او قصيدة للنقد  والشجب ؛ بينما اذا اهين العراق وشتمت الاغلبية العراقية وبعض مكونات الامة العراقية وامام الملأ وعلى رؤوس الاشهاد  ؛ يقبل ذلك ويغض الطرف وكأن الامر لا يعنيه ... في حين هم ينافقون ويكذبون ويتذللون وينبطحون ويتملقون  ( لخط البعث السني - والتيار القومجي والسلطات الكردية الانفصالية وفضائيات الدول   الخارجية -  ) الذي عمل وعبر عقود من الاعلام والدعاية والارهاب للنيل من  وحدة العراق  ومصالحه العليا ومن سمعة   الاغلبية العراقية الاصيلة والامة العراقية العريقة ...  هل ثمة بذاءة وخسة اشد من ذلك ؟! 

فليقل ما شاء سعدي يوسف - فهذا حقه - ,  ويتفوه بما يحلو له وينشد ما يريد ؛   فكل اناء ينضح بما فيه , الا اننا كعراقيين غيارى ومواطنين مسؤولين عن حماية وطننا  وتاريخه وامجاده ومنجزاته واثاره واقوامه  من الاعداء  والحساد والحاقدين  والمنكوسين  ؛ لا نسكت عن ترهات وخزعبلات وافتراءات  وتدليس هذا او ذاك بحجة شيطان الشعر او وحي الكلمة  او حرية الرأي ,  بل نشجب وندين ونستنكر الاساءة للعراق العظيم ومكونات الامة العراقية  العريقة ؛ فهذا واجبنا الوطني , ولكل واحد منا قضيته ومنهجه وعقيدته ؛ ونحن قضيتنا الكبرى الوطن وعقيدتنا الاسمى العراق وكعبتنا المواطن العراقي الاصيل وحرمته وكرامته وعزته ورفعته ... ؛ اما انتم فخذوا الشعر  واعتبروه قدس الاقداس فهذا شانكم .

وللعلم انا لست من دعاة تكميم الافواه وقمع الراي والرأي الاخر ، او اضفاء الشرعية والقانونية على الاجراءات الحكومية او التحركات الشعبوية التي تهدف الى تضييق الخناق على العلماء والادباء والشعراء  والكتاب والباحثين والصحفيين والاعلاميين ؛ بذريعة محاربة الارهاب والتطرف والشعوبية والرجعية والعنصرية والطائفية او بحجة المقدسات والثوابت الاجتماعية ومعاداة السامية او المساس بالأمن القومي والوطني   ... الخ  ؛ ولكن بشرط ان يهدف الكاتب من وراء ذلك الى بيان الحقيقة التي يعتقد بها وبالطرق العلمية والموضوعية والحيادية داخل الاروقة المعرفية والعلمية والثقافية . 

نعم يعد تناول المواضيع الحساسة بطريقة التهريج  والعاطفة والسب والشتم وتهييج مشاعر الجماهير والاخلال بالأمن الاجتماعي والسلم الاهلي والاساءة الى الفئات والشرائح الاجتماعية والدينية والسياسية بطريقة همجية وبدائية ومبتذلة او لغاية سياسية خبيثة  ؛ أمرا مرفوضا ؛ وعليه يجب سن القوانين التي تفرق بين الامرين , فشتان ما بين النقاش المعرفي والبحث العلمي والابداع الثقافي وبين التهريج والبلبلة والصخب والانفلات والفوضى الاعلامية واثارة النعرات العنصرية والطائفية .

و ينبغي ان لا  يتم  تسويق مقولة "الاساءة" الى الرموز الدينية او السياسية  او نقدها  ؛ كخط احمر او انتحار سياسي او ثقافي  ,  لان هذه الدعوة  هي نفسها التي كان يسوقها نظام المشنوق  صدام  الذي اعدم الالاف ، لانهم  بصقوا على احدى صور القائد الضرورة او تذمروا منها  او تندورا عليها ، وبسبب هذا التصرف البسيط  لم يسلموا من محكمة الثورة حيث كانت تسوق المتهمين بتهمة "الاساءة" الى صور صدام ، بأنها اساءة للوطن و لرمز الامة ؛ فقد ولى زمان(  اذا  قال صدام قال العراق ) الى غير رجعة ؛ فلا أحد منا يستطيع الادعاء بانه ممثل العراق الاوحد او الناطق باسمه ,  فالعراق ليس ملك لاحد  , والوطن بمجموع مواطنيه والامة بأبنائها جميعا   .

وعليه انا غير ممتعض من تصريحات سعدي يوسف واشعاره التي تناول فيها مفردات تسيء للرموز والمقدسات الدينية ؛ لان للبيت رب يحميه , و توجد مئات المؤسسات الدينية التي تستطيع مقاضاته ورفع دعوى عليه وعلى امثاله والقانون ينظر في امرهم ؛ ولا علاقة لي بالمهاترات  بينه وبين زملاءه وهجاءه لهم ؛ فهذا شان شخصي يعنيه .

لكن الذي يحز بنفسي ونفس كل مواطن عراقي اصيل وغيور ؛ اهانة العراق العظيم والعراقيين الاصلاء , وتبجيل وتشجيع الارهاب وداعش للإطاحة بالعراق وقتل المواطنين  والاشادة بها , وتسفيه رموز الجيش العراقي والحشد الشعبي , وغيرها من الموبقات المشينة بحجج واهية وذرائع كاذبة ؛ ولكن الحقيقة تكمن في ما وراء ما يتذرع به  سعدي يوسف الا وهي الطائفية والحقد الدفين  مما جعله يتهم جميع ابناء الاغلبية العراقية وباقي مكونات الامة العراقية بالعمالة ومساعدة الاحتلال او تسفيه قاماتهم الثقافية ومنجزاتهم الادبية  والشعرية والفكرية ...الخ  .

ومن دلائل حقده الطائفي أنه حرص على الإساءة لأي رمز من رموز الشيعة، كالمرجع الديني السيد علي السيستاني والقائد العسكري  عبد الوهاب الساعدي، وأخيرا شاعر الشعب الراحل عريان السيد خلف الذي أساء إليه بعد ساعات من وفاته ، في منشور تضمن كذلك إساءة للفنان التشكيلي الكبير فيصل لعيبي (الشيعي) أيضا !

وقد تداولت مواقع التواصل الاجتماعي صفحة من جريدة قديمة تتضمن آراء لأدباء بالسيد خلف، وكان سعدي يوسف أحدهم، حيث وصفه بأنه “شاعر شعبي عذب” وأن قصائده “تبلغ أفئدة المستمعين وأكفهم في آن واحد”..!!

هذا الرأي الذي كتبه سعدي يوسف عام 1975 يحمل دلالة واضحة على أنه تعمد مؤخرا الإساءة للراحل لأنه من رموز الجنوب ذي الغالبية الشيعية، ولأن معظم جمهوره ومحبيه من أبناء ذاك الجنوب، حيث أراد سعدي يوسف إيذاء عاطفتهم بالإساءة لشاعرهم المحبوب في يوم مغادرته الحياة.(14) 

يعرف الفيلسوف الالماني ايمانويل كانط الثقافة : (( بأنها مجموعة من الغايات الكبرى التي يمكن للإنسان

تحقيقها بصورة حرة وتلقائية انطلاقا من طبيعته العقلانية وبهذا تكون الثقافة اعلى ما يمكن للطبيعة ان ترقى اليه)) ؛ وضمن هذا التعريف لا يمكن تسخير الثقافة لنوازع طائفية او مذهبية او نرجسية ؛ ولكن للأسف وخلافا للصورة الخلاقة للثقافة ودورها في معالجة القضايا الكبرى التي تهدد مجتمعاتنا انحرف البعض الى تكريس ثقافة طائفية او اختزالية وانتقائية مريبة من خلال  تأجيج الحقد الطائفي المتجذر تاريخيا واخذوا ينفخون في اذكاء هذه الفتنة ومن ضمنهم كتاب معروفون انخرطوا في هذه المتاهة المذهبية المتعصبة ؛ وما تصرفات وتصريحات الشاعر سعدي يوسف الا دليل على ما وصلنا اليه  . (15) 

اذ طالما  تفوه   الشاعر سعدي يوسف  بكلمات وابيات شعر  نتنة تهدف الى  شيطنة الاخر وتأثيمه وتجريده من قيمه الإنسانية والوطنية والتاريخية والاخلاقية و بطريقة خبيثة يشم منها رائحة الحقد الاسود والدوافع الطائفية المقيتة  والكراهية  التي تعكس الاعماق الداخلية المليئة بالوحل والضغائن.

بينما كان الاحرى بالشاعر سعدي يوسف  تجاوز هذه النتؤات الطائفية والحساسيات الثقافية المرتهنة بالنرجسية والدوران حول الذات  والسعي خلف المصالح والامتيازات , و تكريس انتماءه الوطني في دائرة كل ما هو انساني وكوني بمعنى ان تكون لديه القدرة على قراءة الاحداث قراءة موضوعية بعيدة عن اهواء التعصب والتحيزات المذهبية  والعنصرية والذاتية .

واتهمه  ثامر الشاعر العراقي  بـ"الدفاع المخزي عن الدواعش في الفلوجة" مضيفا : "نقول لسعدي يوسف أن ييأس هنا في العراق من يصفق لتخريفاته وتصريحاته وكتاباته التي إنها لن تقيم له مجداً، بل ستهدم وللأسف مجده الشعري والوطني وتسيء إلى الثقافة العراقية وستجعله محط ازدراء واحتقار." (16) 

وكل القرائن تشير الى ان  وقوف  الشاعر سعدي يوسف مع قوى الارهاب المحلية والاجنبية المجرمة  ؛  غايتها في نهاية الامر ليس تحرير العراق  - كما يدعي - بل اعادة السلطة الى السنة والفئة الهجينة الاجرامية  ؛ فما ان سقط نظام الفئة الهجينة والطغمة الصدامية حتى بانت حقيقة بعض الكتاب والشعراء الذين زحفوا نحو الطائفية بصورة لا ارادية لان الطائفية كامنة فيهم وكانت كالنار تحت الرماد تتحين الفرص للظهور والاشتعال وحرق كل ما هو جميل , اذ سقطوا بأول اختبار في وحل الطائفية والعنصرية  ؛  فقد  تماهى الشاعر سعدي  مع الارهاب تماما حتى كأن لسان حاله يقول : داعش تمثلني ، او انا اقف معها ،   .

ولعل منشورات سعدي يوسف المسيئة  ليست نتاج "خرف" أبداً ، وإنما هي نتاج توجه عنصري طائفي مدروس تبناه وغذاه "بعض" المثقفين والأدباء العراقيين والعرب المتحدرين من أصول "سنية" - وسعدي أحدهم - وهو توجه شاع واستفحل في العالم العربي بعد سقوط الدكتاتور صدام وبروز دور سياسي لشيعة العراق!! .

عندما سقط صدام كان سعدي يحلم بأن يكون وزيراً للثقافة - كمرشح عن الحزب الشيوعي -  ؛ ، لكنهم حين تجاهلوه ووضعوا مفيد الجزائري في هذا الموقع بدلا منه، دخل مرحلة الهستيريا التي أعادته الى جذوره الطائفية  ؛  في عملية سياسية لطالما هاجمها لاحقاً وهاجم جذورها وركائزها وشيطن قادتها والمشاركين فيها، ولكن بعد تيقنه من ضياع هذا الحلم الوزاري تحول سعدي يوسف (أو "الشيوعي الأخير" كما يسمي نفسه) فجأة إلى وحش عنصري و "فرانكشتاين" طائفي مغترب وعاد إلى جذوره الطائفية التي سبقت انتماءه الشيوعي، وانضم بسرعة إلى "قطيع" المثقفين العروبيين "القومچيين" الطائفيين وشارك في حفلاتهم التحريضية ضد العراق الجديد وبالأخص ضد شيعة العراق، وساند إرهابيي "القاعدة" في الفلوجة وغيرها بحجة "المقاومة"!!... و تبنوا مهاجمة النظام الديمقراطي الجديد في العراق وفق مخطط مدروس  .

وبما أن سعدي أصبح فردا في طبقة ثقافية واجتماعية طائفية مريضة ترى في "الشيعي" - وخاصة الشيعي "الش ×ر×و×گ ي" - كائناً أدنى منها ومواطناً لا يحق له سوى أن يكون خادماً أو جندياً في حروب الضباط البعثيين "السنة"، فإنه بدأ يحقد على أي شخص "شيعي" يصبح رمزاً ويستحوذ على الاهتمام ليهاجمه لاحقاً بقسوة حتى لو كان هذا الرمز قد غادر الحياة للتو، كهجومه المشين وغير الأخلاقي على الشاعر الكبير الراحل عريان السيد خلف في يوم وفاته!!، وكهجومه على الفنان التشكيلي الكبير فيصل لعيبي، لا لشيء سوى لأن عريان ولعيبي جنوبيان شيعيان استلهما رموز وأيقونات مجتمعهما الجنوبي الشيعي في أعمالهما الإبداعية!!. (17)

ولعل من اوضح  تجليات صور الطائفية المقززة  قصيدة سعدي يوسف  في هجاء القائد العسكري في الجيش العراقي الفريق عبد الوهاب الساعدي الذي وصفه  ب (عار السواعد الذي دمر الموصل) .

فبعد الانتصارات  الكاسحة للجيش العراقي والحشد الشعبي والهزيمة الساحقة لفلول الفئة الهجينة وايتام النظام الصدامي وشذاذ الافاق من القتلة والذباحة والارهابيين الاجانب  والاعراب والغرباء ... وبعد ان روى شهداء العراق الغيارى الاصلاء  ارضهم بدمهم الطاهر ... وبعد ان ترك الإرهاب جيوشا من الارامل والايتام والثكالى منذ حزيران 2014 الأسود… وبعد صولة ابطال الجيش بكل صنوفه بقيادة الفريق  عبد الوهاب الساعدي والذي يستحق ان يكرم بأعلى الاوسمة العسكرية العراقية … بعد كل هذه السنوات العجاف التي تكللت بنصر عظيم ...  و بعد كل هذه الاحداث الجسام والتضحيات الكبيرة  ... طل  علينا وليته لم يطل الشاعر سعدي يوسف – الذي كان يبشر بسقوط بغداد -  ليفرغ مياهه الثقيلة وكعادته بسمومها الطائفية تجاه شخص الفريق الساعدي ؛ لا لشيء إلا لأنه من الاغلبية العراقية ومن سكان الجنوب العراقي  . (18) 

وعلق الكاتب محمد الجاسم : ((  لم يدّخر الشاعر المنحرف سعدي يوسف جهداً في الكشف عن مكنونه المتّسخ بعار الطائفية البغيضة وشنار العنصرية المقيتة ،فقد وصف شيعة العراق بأنهم فُرْسٌ وعجم، وهذه اللوثة العقلية توارثها من الإعلام البعثي سنوات الحرب القومجية البغيضة ضد الجارة إيران، كما وصف كرد العراق ،الذين هم من السكان الأصليين لبلدنا عبر القرون الغابرة، بالقرود، وكتب في تمجيد قادة الإرهاب، حتى وصف أحد أكثر قادتهم إرهاباً مثل أبي بقر البغدادي بأنه (هوشي منه)  ،ثم أطل المنحرف سعدي يوسف مجدداً بقصيدة تحدث فيها عن سقوط سريع ومرتقب للعاصمة بغداد  ...   يحاول اليوم وزير الثقافة العراقي (حسن ناظم) أن يكرّم شاعراً ماجناً يكره وطنه وشعبه ،ويصف أحد أكبر أبطاله الذين أذاقوا الإرهاب الويل والثبور ،الفريق الركن عبد الوهاب الساعدي، بأنه (عار السواعد)،الشاعر الذي تبرّأ منه زملاؤه ورفاقه وسوّدوا الورق والصفحات الإليكترونية بفضح عُقَدِهِ ونزواته وسقوطه الثقافي والأخلاقي ،وغرقه في خضمّ الطائفية  البغيض إن أصغر مثقف في العراق ليربأ ويتسامى أن يذكر اسم سعدي يوسف على لسانه ،فكيف يسعى الوزير الى تكريمه.   )) .(19) 

و قال رئيس اتحاد الأدباء في البصرة الدكتور سلمان كاصد  : (( إن على الاثنين الوزير وسعدي الاعتذار للشعب العراقي )) علما ان هذا الوزير قد  جاء الى حكومة الكاظمي بتوصية خاصة من المواطن البريطاني السيد جواد الخوئي  . 

وللشاعر سعدي يوسف قصائد يهجو فيها النبي محمد وينال منه ومن امه ومن بعض الرموز الدينية , كما فعل الرصافي في كتابه الشخصية المحمدية ؛ وقد علق الكاتب كاظم الحمامي بعد وفاة الشاعر سعدي يوسف بما يلي : (( ... . مات سعدي يوسف بعدما أفنى عمره بالتطاول على الأنبياء والرسل والصحابة ... , مات بعدما كرس وقته للنيل من عباد الله الصالحين وتسفيه المعتقدات والعقائد. حتى أشرف خلق الله لم يسلم منه ومن لسانه. وحتى أسمى النساء عفافاً  (..) من تشويه صورتها بأبشع الأوصاف ... , لم يكن الشاعر الحطيئة بهذا المستوى من الانحطاط، ولم يكن الشاعر (السليك بن السلكة) بهذا السلوك المنحرف، ولم يكن الشاعر المتهتك (أبو الشمقمق) بهذا الابتذال، فالشعر مملكة البلغاء وواحة الوجدان والأخلاق والأدب، ويأبى الشعر أن يكون منصة لكل زاعق، ويأبى أن يكون حظيرة لكل ناهق )) . 

ولعل البعض من المثقفين يتصور واهما أن التجاوز على الذات الإلهية و شتم الانبياء والطعن بأعراضهم والنيل من الأوطان والأديان وشتم المقدسات  الدينية والرموز التاريخية  – مثلا -  سيجعله قريبا من العالمية ,  و عندها تسلط الاضواء الغربية عليه وتحتفي المؤسسات الثقافية به  ؛ ومثل هكذا اعمال  لا تقع ضمن دائرة المنجز الثقافي والادبي والشعري الحقيقي بقدر ما تكشف حقيقة الكاتب او الشاعر الذي لا همّ له سوى السعي  خلف الاضواء والشهرة  ,  والركض لاهثا وراء المصالح والامتيازات . 

ومن أسوأ ما تفوه به الشاعر سعدي يوسف , وابشع ما هجا به  الامة العراقية قوله : 

عراقيون .... اننا الكاولية

إننا الكاوِلِيّةُ …

لم نَعُدِ ، اليومَ ، شعباً ...إننا الكاوِلِيّةُ .

من الحيف ان يهجو الدخيل الهجين ابناء الامة العراقية العريقة ؛ ابناء سومر واكد وبابل ومملكة ميسان والحيرة والحضر واشور ... جماجم العرب وملوك الجهات الاربع واحفاد الانبياء والعظماء ؛ و كان الشاعر العربي الجاهلي اذا أراد ان يهجو، فهجوه معقول بعيد عن البذاء والفحش ,  وعندهم اشد الهجاء اعفه واصدقه، وما خرج عن ذلك فهو قذف وافحاش ؛ فمن انت كي تهجو العراقيين بهذا الفحش البذيء  ؟  اذ   نعت المجتمع والشعب العراقي بأقسى مفردة وافحش كلمة واحطها (الكاولية)  - اذ تعني هذه المفردة  وفقا للفهم العرفي والشعبوي السائد : القوادة والدعارة والسفاح والزنا ... -  .

ولولا هواء العراق العليل المليء بأنفاس الشعراء والادباء  , وبيئة بلاد الرافدين الشعرية  لما كنت شاعرا  معروفا ؛فإن للأدب الشيعي والجنوبي والعراقي الاصيل العلامة الواضحة في الأدب العربي ، حتى اشْتُهر عن طه حسين أنه قال : “لا زال الشعر رافضيًا ”  ؛ وإن هذه العبارة سواء كان قائلها أم لا، إلا أن الزمن أثبت صحتَها وصوابَها ,  وإنْ رفَضَهَا من رفضَها، ولكن في رؤية الشمس ما يغنيك عن زحلِ!

وأسباب وفرة الأدب الشيعي والعراقي  كثيرة، لا يتسع المقام للاستطراد في ذكرها بنظرة فاحصة، وكما أن للحالة الاجتماعية دورًا في نمو الأدب الشيعي والعراقي  فإن للحالة النفسية والدينية بل والمادية أيضا دورًا مؤثرًا.

يلقب العراق " بلد الشعر والشعراء" أو "بلد الشعراء" عند الأدباء العرب لكثرة عدد الشعراء فيها ،و منهم محمود درويش حيث ذكر في قصيدته أتذكّرُ السيّاب : الشِّعْرَ يُولَدُ في العراقِ، فكُنْ عراقيّاً لتصبح شاعراً يا صاحبي! ؛ وان دل هذا على شيء انما يدل  كثرة المواهب الشعرية وتعددها وريادتها في هذا البلد ؛ فالعرب كانوا – ومازالوا - امة شعرية , حتى عد الدكتور علي الوردي  سمة  (التفكير الشعري) عند العراقيين  ؛ من ابرز سمات المجتمع العراقي . 

فلولا بلد الشعراء لما كنت يا سعدي ؛ انها  بلاد : الشاعرة الاكدية إنخيدوانا , و الشاعر  جذيمة الأبرش , والشاعر  لقيط بن يعمر الإيادي , والشاعر عدي بن زيد العبادي , و الشاعرة هند بنت النعمان بن المنذر ,   والشاعر إياس بن قبيصة الطائي , والشاعر فضالة بن شريك الأسدي , والشاعر المغيرة بن حبناء, والشاعر أعشى همدان , والشاعر عمران بن حطان , والشاعر يزيد بن الحكم الثقفي , والشاعر أبو حمزة الشاري , والشاعر البعيث المجاشعي , والشاعر خالد بن صفوان التميمي , والشاعر أبو الأسود الدؤلي , والشاعر الأخطل , والشاعر الفرزدق , والشاعر مالك بن أسماء , والشاعر أبو النجم الراجز , والشاعر حمزة بن أبيض , والشاعر الكميت بن زيد , والشاعر أبو عمرو البصري , والشاعر عكاشة بن عبد الصمد العمي , 

والشاعر أبو نخيلة الراجز , والشاعر حماد عجرد , والشاعر والبة بن الحباب , والشاعر الحسين بن مطير الأسدي , والشاعر أبو دلامة , والشاعر المفضل , والشاعر إسماعيل بن عمار الأسدي , والشاعر مطيع بن إياس , والشاعر أبو الهندي , والشاعر أفلح بن يسار , والشاعر يونس بن حبيب , والشاعر العماني الراجز , والشاعر بشار بن برد , والشاعر حماد الراوية , والشاعر إبراهيم بن عبد الله بن الحسن , والشاعرة رابعة العدوية , والشاعر الخليل بن أحمد الفراهيدي , والشاعر أبو العيناء , والشاعر معمر بن المثنى , والشاعر أبو الشمقمق  , والشاعر إبراهيم الموصلي  , والشاعر أبو الشيص محمد  , والشاعر أبو العتاهية , والشاعر أبان اللاحقي ... الخ هؤلاء الشعراء يمثلون المراحل الزمنية القديمة والى  النصف الاول من العهد الاموي فقط ... ؛ فالقائمة تطول بنا , و احصى البعض عددهم وقد قارب الالف ... (20 ) 

فما انت يا سعدي الا نقطة في بحر الامة العراقية العظيمة ؛ ولولا هذه البلاد الطيبة والجنوب الكريم الذي احتضنك واوى عائلتك الغريبة لما كنت تتنعم بكل هذه النعم  , فاسم العراق والعراقيين يشرفك ويرفع من اصلك الوضيع  ؛ وصدق من قال : 

 وكم علمته نظم القوافي   ...   فلما قال قافية هجاني

وهذه سيرة الفئة الهجينة ولن تجد لها تبديلا ؛  تأكل خيرات الجنوب وتنهب ثروات العراق وتتنكر له وتبغض اهله وتحقد على شعبه ؛ وماذا ينتظر الكريم الاصيل من اللئيم الدخيل ؟

اذا أَنتَ أَكرَمتَ الكَريمَ مَلَكتَهُ .....   وَإِن أَنتَ أَكرَمتَ اللَئيمَ تَمَرَّدا . 

وللعلم ان ( الكاولية ) اكثر اصالة منك فهم عراقيون قدامى  , وقد قطنوا بلاد الرافدين قبل ان تطأ قدم جدك وابوك هذه الارض الطاهرة بل قبل مجيء اسيادك المحتلين من المغول والعثمانيين والانكليز  ... , وهم اكثر غيرة منك على وطنهم واعراضهم ,  ولا يذهب بك الظن بعيدا وتتصور انهم يقدمون نساءهم للآخرين  لممارسة الجنس مقابل المال ؛ بل قد تتعرض المرأة عندهم للقتل ان تزوجت من شخص لا ينتمي لهم – للغجر - ؛ نعم هن يمارسن الغناء والرقص ومجاملة الاخرين , ويقوم الشبان والرجال منهم بالطبخ وعزف الموسيقى والغناء ايضا , وقد يمارس البعض منهم دور- ( القوادة )  كما الاخرين - ولكن على النساء اللاتي  ترجع اصولهن  لشرائح وفئات المجتمع الاخرى وليس الغجريات , وقد تحدث بعض الحالات الاستثنائية هنا وهناك ... ؛ لم يكن "الكاولية" أقلية عراقية صغيرة في أي وقت، بل كانوا على الدوام منتشرين في كافة مناطق وطبقات المجتمع العراقي، الحضرية والريفية والبدوية على حدٍ سواء.

و "كاولية" العراق لا يستحقون الازدراء الذي يطالهم، هم في المحصلة ضحايا أحوال هذه البلاد التعيسة,  الذين يستحقون النبذ والازدراء أناس آخرون تماما، أكثر أناقة وأفضل تعليما وأفصح خطابة وأشد وهما بالنفس، الذين أوصلوا البلاد إلى ما هو عليه  من بؤس ودمار وخراب .(21) 

وقد تحدث الاستاذ صلاح عبد الحميد العاني عن ذكرياته وشجونه ؛ قائلا : ((في صيف عام 1942 جاءت طائفة من المجتمع العراقي تسمى الكاولية ...  ؛ وصلوا الى منطقة (حديثة) ونصبوا خيامهم خارج المدينة ... , وكانت مدينة حديثة محتلة من قبل الانكليز كما هي سائر مدن العراق ... , وكان الجيش البريطاني يحتل نصف العالم وقد انخرط في داخله جنود من كافة الجنسيات ومن كل مستعمرات بريطانيا العظمى. فمنهم الهنود ومنهم الباكستانيون وكذلك جنوب شرق آسيا وسنغافورة وجنوب افريقيا وكندا واستراليا ... , واقاموا حفلة ؛ ولكني تفاجأت واندهشت وشدني ما كانت تتغنى به  مطربة( الكاولية )  حيث كانت تصدح بكلمات وعبارات تعزز الروح الوطنية وتعزز المشاعر وتلهب النفوس وتبث روح الحماس على جميع المشاهدين والمستمعين وقد علق في ذهني الى يومنا هذا هذه الكلمات من اغنية كانت تتغنى بها ,  والحفلة كما قلنا هي عام 1942 اي بعد وفاة المرحوم الملك غازي رحمه الله وأخذت تنشد وتقول :

((  اگعد يا غازي وشوف طببو وطنه  ...   سوجر وكركه وسيخ ما هم مثلنه )) 

فكانت هذه المطربة تتحاور مع جلالته بصفته قائد الثوار والمجاهدين وقائد الرجال الغيارى وتقول له استيقظ من قبرك يا غازي وشاهد (سوجر) وتعني الجندي الانكليزي و(كركة) وتعني الجندي الهندي و(والسيخ) وتعني الجندي الهندي من ديانة اخرى لأنهم قد احتلوا البلاد وعاثوا في الارض الفساد وأنهم ليسوا مثلنا من عادات وتقاليد وشجاعة وكرم وأخلاق, هذا ما كانت تتغنى به راقصات ومغنيات ( الكاولية )  في ذلك الوقت ... )) . (22) 

ولو اجرينا الان مقارنة بين تلك المطربة العراقية الغجرية الاصيلة وبين الشاعر سعدي يوسف - مجهول الاصل والهوية - ؛ لعرفنا من هو العار ومن هو الوطني ؛ فقد دعا رئيس وزراء بريطانيا الى ضرب العراق عام 1991 اذ قال : ((  هل لي أن أسأل توني بْلير :

إن كنتَ تُريد لـ "لندنَ"

ألاّ تُمسي "مستعمرةً" لعراقيين

فلماذا لا تطردُ صدّام الواحدَ

كي نرجعَ نحنُ   ))  (23 )

   

   كيف أمكن لسعدي يوسف، وهو الذي يدعي النضال والوطنية ، أن يقول هذا ؟ من الظاهر أن "بلير" لم يقرأ من الشعر العربي سوى هذا المقطع الذي راق له ، وهاتف فورًا سيده المخمور في "البيت الأبيض!" أن لا يتأخر عن تلبية دعوة المدعوّ ، فالمدعوّ فهم بطريقته ، ذات الأطماع والنوايا السيئة ، أن له الحق في دعوة آخرين ، فكان "بوش" وبعض صغار القادة من العالم "المتحضر" حاضرين في العراق  ؛ وكنت أتمنى لو دعاه إلى تخليص الشعب العربي العراقي من الحصار أولاً وأخيرًا، مع أني كامل الشك في هذا! (24)

حتى أن أحد الشعراء الشعبيين الأردنيين قال في ما قال مخاطبا توني بلير :

أسمع من سعدي يوسف يا توني بلير ... واضرب بغداد وقصقص جنحان الطير".

بل كان يتبجح بالجنسية البريطانية والقوات البريطانية الأمريكية تدمر بغداد ... وتضرب  ملجأ العامرية... وتحرق نخيل البصرة  ؛  ومع ذلك ادعى البعض  : (( ...  أكثر ما آلمه هو رؤية الكثير من رفاقه الشيوعيين العراقيين ينتقلون الى تأييد الاحتلال الأميركي لبلادهم والعمل مع سلطة الاحتلال والقوى الدينية المتطرفة التي خربت المجتمع العراقي مما اضطره الى أن يزج نفسه في مهاترات افتقرت غالبا الى المستوى الثقافي الضروري )) (25).

ودافع البعض عنه وبرر سقطاته المتكررة ونزعاته الطائفية بقوله : ((الشعراء الحقيقيون وهم فصيلة نادرة  لا يحبون الحرب وسعدي يوسف واحد  منهم   )) ؛ ثم عاد هذا الشاعر المضطرب – الذي لا يحب الحرب كما يدعي البعض – الى دعوة  الجنرال توم فرانكس لغزو العراق واسقاط العصابة الهجينة عام 2003 ؛ قائلا : سوف تدخل، يا سيدي الجنرال، بغدادَ ، كمن دخلها قبلك غالباً ...

الحاكم يُغلَبُ. وحاكمنا أول المغلوبين. وأنا سعيدٌ بهذا، فلقد حرمني هذا التافهُ هواءَ وطني لأكثرَ من ثلاثين عاماً . 

 سعدي يوسف

شاعرٌ من بلاد ما بين النهرين"

لندن 1 / 3 / 2003 .

بعد هذه المقارنة السريعة ؛ اتضح لنا ان مطربات ( الكاولية ) اشرف بألف مرة من رجال الفئة الهجينة , وهن اكثر غيرة وحمية و وطنية من الشاعر الهجين سعدي يوسف . 

 

ولعل من اهم مناقب الشاعر سعدي يوسف كونه شاعرا معروفا لاسيما في مجال قصيدة النثر وكذلك يروى عنه انه كان من اعضاء الحزب الشيوعي العراقي المنتشر بين اوساط المجتمع الجنوبي والفراتي العراقي وقتذاك وقد تعرض للاعتقال كما تعرض الاف العراقيين غيره ؛ وبما انه ينتمي للطائفة السنية قد افرج عنه ولم يصبه اذى فيما بعد  , وعاش عيشة رغيدة متنقلا بين البلدان بحرية تامة و لم يتعرض لمضايقات المخابرات التكريتية الصدامية    ,  وهذا الامر يتكرر مع رجال الفئة الهجينة وابناء الطائفة السنية الكريمة بل لعل النظام يتواصل مع بعض الذين يدعون المعارضة كمشعان الجبوري عندما تم التخطيط لعودة المجرم حسين كامل بالتعاون مع الفلكي الازري  ,  او يغض الطرف عن البعض كعدنان  عدنان الباجه جي  . و  كأن هناك عملية “تواطؤ” خفيّ متبادل أو عملية تبادلية خفيّة في المنفعة والوظيفة السياسية  من خلال تبادل الأدوار بين رجالات الفئة الهجينة ؛ اذ  ينقل عن الهجين عدنان الباجه جي  انه كان رافضا للتحاور او الجلوس على طاولة واحدة مع المعارضين من ابناء الاغلبية العراقية  ؛ فكان يصر على بقاء الحكم بيد الفئة الهجينة ومقاليد السلطة والنفوذ بيد الطائفة السنية الكريمة  ؛ ولقد استغرب الهجين صدام عندما رأى اخاه الهجين – المعارض !-  عدنان الباجه جي مع الدكتور احمد الجلبي وموفق الربيعي قائلا له : ((  اي نعم انت نعرفك , شجابك عليهم ذوله – وقال احد الحضور :  ( التفت صدام الى عدنان الباجه جي قائلا : لماذا جئت مع هؤلاء الخونة  انت لست منهم , انت واحد منا وللتشديد على منا اشار صدام بيديه الى نفسه ) -   )) لانهما من نفس الارومة الغريبة والدخيلة والاجنبية واللقيطة  . (26) 

وقد اعتقل – ولمرة واحدة فقط - بعد انقلاب العام  1963 الاسود عدة  شهور غادر بعدها الى الجزائر التي عمل مدرسا فيها ,  وبعد عودته الى العراق في العام 1970 اضطر الى مغادرته ثانية في العام 1979 الى الجزائر بعد حملة القمع التي طالت الشيوعيين العراقيين – تاركا رفاقه للحتف وهاربا بجلده -  , ليعود في العام 1980 الى بيروت ويعمل مع حركة المقاومة الفلسطينية ,  ثم انتقل بعد الاجتياح الإسرائيلي في العام 1982 الى سوريا ومنها الى قبرص للعمل في مجلتي :  "الموقف العربي" و"فلسطين الثورة"  , حتى انتقاله الى عدن في جمهورية اليمن الديمقراطية للعمل في أجهزتها الثقافية ؛  وحين اضطرب الوضع السياسي هناك أيضا انتقل الى باريس التي أمضى فيها ما يقرب من العام ليعود مرة أخرى الى بيروت ودمشق قبل انتقاله الى عمان في الأردن التي أقام فيها سنين عدة حتى انتقاله الى لندن في نهاية تسعينات القرن الماضي وطلبه اللجوء السياسي فيها ومن ثم حصوله على الجنسية البريطانية التي وفرت له الأمان ليصبح الشيوعي الرأسمالي الاخير في بريطانيا الاشتراكية  ..!! .

وقد وصفه البعض  في مواقع التواصل الاجتماعي والصحف وغيرهما  - بما فيهم اصدقاءه المقربين – بما يلي : 

((... كان ...  طباخاً ماهراً وذواقة يعرف كيف يدوّخ إدارة فندق من أجل ابتداع مائدة على رمال شاطئ...)) .(27)

(( وكان معروفا عنه انه ناضل في العهد الملكي ، وفق مفهوم النضال ذلك الحين ،،ثم عاش مدللا ، مرفها ، مكرما ،، ولم تطله بعد ذلك اي من جور وظلم العهود التي تلت فترة الزعيم ،، متنقلا بين بلاد العالم ، حاملا راية ( مناضل سابق) ،، ليستيقظ فيجد نفسه طافياً بمستنقع الطائفية ، التي يبدو انها كانت غائرة في اعماق ذاته ،،،على اليسار العراقي ، بل وعلى الحزب الشيوعي بالذات ان يستنكر اراء هذا الذي تحول الى مسخ ،، او ان يعلن البراءة منها )) .

(( شخصية مثل شخصية سعدي يوسف ، تثبت لنا ان عفن الايدلوجيا والفضلات السامة التي يخلفها الطموح للحضور بشكل مستمر في تاريخ اللحظة ، وتسجيل الحضور بكل وقت ، ما هي الا ثياب مزركشة ، يرتديها بحسب متطلبات الحفل وما تفتضيه المصلحة الشخصية ، وهو ليس الأول من نوعه الذي يحمل صفة شيوعي ، وغيره ممن يحمل صفة علماني أو مدني، وغيره ممن يتعاطف ويفترض على حساب الحقيقة ، من أجل أن يخطف ود الجموع بكل الاتجاهات ، ليس الأول حتما ، انهم شلة " مضغوطين " ومشوهين ، وحجم حسراتهم ما هو الا دليل على أوهام وقصور رملية ، كانوا يحلمون بتحقيقها على حساب الدم والوجود دون اية اعتبارات ، لمفاهيم وتعاليم تمثلوا لها و تقنعوا بقناعها الرحب وثيابها الفضفاضة .)).

وصرح احدهم : ((سعدي يوسف شخص طائفي حقود وهو عار على الشعر وليس(عارا عراقيا).بل هو عار على العراق.. وهو بيده مسخ تاريخ  شعره وتاريخه.)) . 

و اعتبر الأديب شوقي كريم حسن أن :  (( سعدي تنكر لعراقيته، وهو مواطن إنجليزي، ودولته هي التي ترعاه، وخلافه مع العراق، وقد شتم الجنوب وحرص على القتل، فكيف هذا؟  ... وأضاف : "كيف يمكن للوطن أن يرعى أولئك الذين شتموه ومزقوا عمدا هويته التي تعد حضورا معنويا ولم تبق شيئا إلا وشتمته، وراح يكيل السباب لكل ما هو لا يتفق مع خرافات ما يسمى الشيوعي الأخير"... وقال "إذا كانت الرعاية سمة الوزارة والحكومة وهذه أكبر النكات وأكثرها سخرية فعلى الوزارة ووزيرها الاهتمام ورعاية 5 آلاف فنان وأديب أخذهم الشتات ويعيشون أزمات نفسية واقتصادية وصحية، ولم يكتبوا ما يسيء إلى العراق وأهله، بل أصبحوا الصوت الصادح بحب العراق وشعبه".)) .

بدوره، قال رئيس اتحاد الأدباء السابق في النجف الشاعر الدكتور فارس حرام إن  : (( الحكم على الشاعر بفنه وحده بغض النظر عن الجانب القِيَمي أمر يمكن أن ينطبق على الشعراء القدامى، أما بعد حركة الشعر العربي الحديث في أواسط القرن الـ20 فقد أصبحت المبادئ الإنسانية معيارا مهما في تقييم شخص الشاعر...

وانتقد الثقافة العربية كونها  : "تحتفي بسعدي بحجة دعم طرد الاحتلال دون أن تعرض سلوك سعدي ومواقفه وكتاباته على معيار أخلاقي وقيمي"...  واعتبر حرام المكانة الفنية والثقافية التي نالها الشاعر بأنها "أكبر كذبة أدبية عراقية في العصر الحديث، حاله حال عبد الوهاب البياتي )) . 

وقال احدهم : (( حين بلغني خبر وفاته في دمشق عام 1999 حزنت كثيرا وآلمني مقال كتبه عنه الشاعر سعدي يوسف بعد وفاته بمدة وجيزة، فقد كان المقال قاسيا وجارحا لا يصح ان يكتبه شاعر كبير مثل سعدي عن شاعر كبير توفي توا كالبياتي، فإن لم تكن للشعر حرمة فللموت حرمة ، وأظن أن سعدي ما كان ليكتب مقاله القاسي هذا والبياتي على قيد الحياة)) . 

وصرح  فخري كريم  : (( ...  لم اتردد بالاستجابة لكل طلبات صديقي سعدي ، "بما في ذلك إيواؤه ورعايته وإحاطته بمناخ يكفل له نشاطه الإبداعي، محتفيًا به قامةً إبداعية، وشخصية ديمقراطية، بغض النظر عما كان يعتقده البعض من سجايا، من تعالٍ وذميمة واستهدافٍ لأصدقائه المقربين، وأكاد أجزم أنني طوال سنوات رفقته لم أتعرض له بسوء أو أتناول سيرته أو أردّ على شتائمه واتهاماته حتى كتابة هذه السطور ... و كان بيتي مقامًا له، ومكتبي مكتبًا له. وأينما كان يحل في بلدان الشتات، لنزوة أو لحظة إنزعاج ، كنت أسارع للسفر إليه وزيارته ومحاولة تأمين ما كان يرغب. وحال تبرّمه من مكان إقامته، وهي كثيرة، كان يتصل بي تلفونيًا أو يبعث لي بضعة سطور، معبرًا فيها عن الرغبة في القدوم إلى حيث أكون، وما أن يصل حتى يجد شقته ومستلزمات عيشته كما ينتظر ويريد، وحده أو برفقة زوجته ومن يكون بصحبته ,  ولم يتخلف أحد من مثقفينا عن رعايته واحتضانه، وحتى تحمّل نزواته وتبّرمه ... إن يوسف لم يترك مثقفًا عراقيًا في بلدان اللجوء من دون أن يتّهمه بالجاسوسية، "مع أنه الوحيد الذي اختزل فترة لجوئه ليصبح مواطنًا بريطانيًا كامل الحقوق، ولينظم قصيدة يفخر فيها بتوني بلير، ويعتبر أن جنسيته الجديدة منحته الحرية والجرأة ليقول ما لم يستطع قوله قبل ذلك ... إذ لم يعُد ليوسف من شاغل سوى الإمعان في شتمي والنيل مني حد التجريح والمس بعرضي وعائلتي وتاريخي في قصائد أو كتابات يتفنن فيها بتوظيف المفردات الشتائمية التي لا تليق بشاعر بوزنه وقامته" ,  وكان يوسف رئيسًا لتحرير "المدى" ...)) 

وعلق البابلي قائلا : ((أنتم خلقتم منه أسطورة مضللة ... مع الأسف أن شيوعيين عراقيين ــ و تحديدا الحزب الشيوعي العراقي ــ هم ممن صنعوا من سعدي يوسف أسطورة شعرية زائفة على مدى عقود طويلة و عرف هو كيف يستفيد منها ويستغلها ، ثم تورطوا بهذه الأسطورة الملفقة وحاروا بها، بعدما كشف عن معدنه الحقيقي متهجما على كثيرين من منهم ومعتديا حتى على حرمة الموتى من كّتاب و مفكرين عراقيين , وبالمناسبة فهو شاعر "عادي" ، على الأقل في البداية ، أما فيما بعد فقد اتضح في السنوات الأخيرة من خلال قصائده الشتائمية والنثرية العادية جدا في أغلبها بأنه قد أصبح أقل من شاعر عادي ليكون شتّاما " أسطوريا " وبامتياز ! ولينتقل من أوهام " الشيوعي الأخير " إلى خيمة الطائفي الأخير متغنيا ببربرية دواعش و بجنكيزخانية " أبو البكر البغدادي " وبانحياز طائفي فادح و سافر لا يليق حتى بقامة شويعر ! )) . 

بدوره، يؤكد الشاعر محمد أبو شرارة -  (ممثل السعودية في الدورة السابقة من مسابقة شاعر المليون) - : (( أن الشاعر والمثقف الحقيقي "هو الذي يستطيع تجاوز الحدود المذهبية أو الطائفية وغيرها؛ ليكون إنسانا فقط" .وتابع: "ما قام به سعدي يوسف لا يعدو أن يكون مراهقة شعرية متأخرة ومحاولة للفت الأنظار التي ابتعدت عنه، والنص سقطة فنية على كافة المستويات، من حيث مضمونه المسيء، ومن حيث إنه نص ركيك لا يصدر عن شاعر يمتلك كل هذا التاريخ الطويل )) . 

وكتب يوسف ابو لوز : (( ... من المعروف أن سعدي يوسف انتهى شعرياً منذ أواخر سبعينات القرن الماضي، عندما لمع في مجموعته «الأخضر بن يوسف» ثم نام على هذا المجد الشعري الوحيد، وثم أيضاً نام على تاريخه اليساري... ))

وعلق احدهم قائلا : ((منذ الثمانينات، وسعدي يوسف يرتكب حماقات تلو حماقات، إنه يبصق دائماً في الصحن الذي يأكل منه، وكم من مؤسسات ثقافية تكرمه في الصباح، فيسيء إليها في المساء. )) .

وكتب محمد الجاسم : (( ... يعرف العراقيون المقيمون في لندن سيرة الحياة اليومية للشاعر المنحرف سعدي يوسف ،التي يقضيها في معاقرة الخمر وبذاءة اللفظ والحشيشة، ما دعاهم الى نبذه من جمعياتهم الثقافية ومنابرهم الشعرية والصحافية. لقد غرق الرجل في مرحلة  أرذل العمر ،وهو يقف على عتبة السنة الثامنة والثمانين من العمر، بجميع عُقَدِهِ النفسية والطائفية ،الرجل الذي كان يلهج في زمن ازدهار الأفكار الشيوعية في العراق بقصائد تمجد الوطن والعامل ،انتقل في زمن ازدهار الفكر الوهابي التكفيري ،الذي صنع تنظيم القاعدة و داعش ، ليذهب بكل ثقله الطائفي الفكري الفطري والمكتسب، أن يمدح تنظيم القاعدة الإرهابي، الذي وصفه بوصف (المقاومة)، انطلاقا من الإرث السني الوهابي الذي ورثه سعدي يوسف من عائلته التي كانت تقطن منطقة أبي الخصيب في محافظة البصرة...)) . 

البعض يستغرب من هذا السرد ويتهمني ويتهم الاخرين بالانحياز وعدم الموضوعية والحيادية ؛ لسبب بسيط الا وهو الادعاء ب استحالة اجتماع الاضداد او لا اقل صعوبة اجتماع النقائض في شخصية واحدة كما هو الحال مع الشاعر الكوني الانساني والوطني المقاوم والشيوعي الاخير سعدي يوسف ...  ؛ ولنا أن نتساءل : كيف  يأسف  التحرري الثوري من تحرير الزنوج ويعتبر الامر خطأ تاريخيا فادحا ؟! وكيف يكون الشاعر الانساني عنصريا ينال من الزنوج ؟! وكيف تجتمع الشيوعية مع الطمع والجشع والرأسمالية ؟! وكيف تجتمع العلمانية مع الرجعية والطائفية ؟! وكيف تجتمع الوطنية مع الدعوة لاحتلال الوطن واهانته ونعته بأسوأ الاوصاف ؟! .

وقد تطرق الدكتور علي الوردي لهذه الظاهرة  قائلا : (( ... أن المسلم العراقي من أشدّ الناس غضبا على من يفطر علنا وهو من أكثرهم إفطارا ... , وأن العراقي -سامحه الله- أكثر من غيره هياماً بالمثل العليا ودعوة اليها في خطاباته وكتاباته، ولكنه في الوقت نفسه من أكثر الناس انحرافا عن هذه المثل في واقع حياته ... , وأنه أقل الناس تمسكا بالدين ، وأكثرهم انغماسا في النزاع بين المذاهب الدينية ، فتراه ملحدا من ناحية وطائفيا من ناحية أخرى ... )).

أما المفكر الإنجليزي كليفورد ، فيرى : (( أن لكل إنسان ذاتين، فردية واجتماعية، وأن لحظة نشوء الصراع ما بين هاتين الذاتين، تكون ولادة الضمير ...))

وان الدكتور الوردي سبق ان بين اكثر من مرة ان الانسان ليس عبارة عن ذات واحدة - كما يتوهم الكثير من المثقفين العراقيين - بل هو عبارة عن (ذوات متعددة) في شخصيته تتميز بالتعقيد والغرائبية والازدواجية , فالذات الشاعرة والرومانتيكية لسعدي يوسف هي غيرها الذات الطائفية والمتخلفة , وهى غيرها الذات الثورية و المؤدلجة , وهى ايضا غيرها الذات السكيرة والحقودة , ويمكن له بالتالي ان يجمع النقائض والغرائبيات . وهو جواب - او دليل علمي – للرد على ما طرحه البعض من اصدقاء الشاعر ومحبيه و مريديه , الذين بينوا : ان من الاستحالة بمكان للشاعر يوسف الذي ينشر القصائد العاطفية والانسانية المذهلة والمتميزة , ان يرتكس الى مستنقع الطائفية البغيض والسوقي . وبالطبع ان هؤلاء المعترضين ينطلقون من الاطروحة الارسطية القديمة التي تفترض ان للإنسان هوية ذاتية موحدة , وشخصية بسيطة غير مركبة ولا يمكن لها الانقسام والتشظي , فيما ان علماء النفس والمدارس الحديثة قد بينت العكس من ذلك تماما .(28) 

و قال الفارابي: ان الاقاويل الشعرية كاذبة بالكل لا محالة(29)، ولا ريب انه كان يريد تمييزها من ضروب الاقاويل الاخرى، البرهانية، والجدلية، والخطابية، من حيث اعتماد الاقاويل الشعرية على التخييل ... ؛ بل ذهب البعض الى ان الكذب غاية الشعر ... , وكأن ثمة تعارضا بين الشعر والخلق ؛ فترى بعض الشعراء يمتدحون الكرم والشجاعة وهم بخلاء وجبناء وهكذا ... , لذا قال بعضهم انه : (( احسن الشعر اكذبه )) ، وجاء في سورة الشعراء – اية 226-  من كتاب القران : ((  وَأَنَّهُمْ يَقُولُونَ مَا لَا يَفْعَلُونَ )) , فقد وصفتهم الآية القرآنية  بأنهم كاذبون , اذ  تخالف أقوالهم أفعالهم ، فإذا سمعت الشاعر يتغزل بالغزل الرقيق , قلت : هذا أشد الناس غراما , وقلبه فارغ من ذاك , وإذا سمعته يمدح أو يذم , قلت : هذا صادق , وهو كذوب ، وتارة يتمدح أفعال لم يفعلها , وتروك لم يتركها , و يشيد ب كرم لم يحم حول ساحته , و يتغنى ب شجاعة يعلو بها على الفرسان , وتراه أجبن من كل جبان , فإن  بعض الشعراء يتبجحون بأقوال وأفعال لم تصدر منهم ولا عنهم ، و يتكثرون بما ليس عندهم  ويدعون ما ليس لهم من الشرف ... . 

ومما قاله الشاعر معروف الرصافي في هذا الصدد : (( إن في شعر المتنبي ما يدل على أنه كان متصفاً بكثير من الصفات الفاضلة، كالإباء وعزة النفس والصبر والمجد والكرم والشجاعة وغير ذلك، ولا حاجة إلى إيراد شواهد من شعره على ذلك فإنها كثيرة معلومة عند أهل الأدب.

غير أننا نريد أن ننبه الأفكار إلى مسألة أخرى، وهي : أيصح أن نكتفي بشعره في معرفة أخلاقه وثبوت تلك الصفات الفاضلة له، أم يجب نحققها بأدلة أخرى غير شعره؟ أما أنا، فإلى الشق الثاني من هذا السؤال أميل مني إلى الشق الأول لأن الشعراء قد اعتادوا في الفخريات والحماسيات من أشعارهم أن يتمدحوا ويتبجحوا بكل ما شاءوا من الصفات الفاضلة والخلال الحميدة سواء أكانت فيهم حقيقة أم لم تكن، فلا تكاد تجد شاعراً لم يدع لنفسه ما ادعاه المتنبي له، وربما رأينا من الشعراء من يفتخر بشيء فيدعي الشجاعة وهو جبان، ويتمدح بالجود وهو بخيل. هذا أبو العتاهية، وشعره في الزهد وشعره في الدنيا، وقد روى لنا الرواة من أخباره يدل على أنه كان من أحرص الناس على جمع المال، وأرغبهم في الدنيا ، وأجمعهم لحطامها.

وقد روى لنا الرواة من أخبار المتنبي أيضاً ما يدل على أنه كان يحب المال حباً جماُ، وأنه كان حريصاً على جمعه وادخاره، وهو القائل:

ومن ينفق الساعات في جمع ماله         مخافة الفقر، فالذي فعل الفقر )) ((30) 

 

والبعض سيقولون ان الرجل ليس بطائفي انما ملحد وشتم دول الخليج ولم يدع احدا الا شتمه … وهكذا فان طائفيين كثيرين يتبجحون – بمناسبة او غير مناسبة – انهم ملحدون ولا يعنيهم الدين ولا المذاهب … ؛ و يقول الد كتور برهان غليون : الاكثر عنفا في الحرب الطائفية والاكثر حماسا لها هم اولئك الذين ينكرون الدين بشكل عام او لا يمارسونه ولا يعتقدون به فعلا ( المسألة الطائفية ومشكلة الاقليات ص 40 ) .

ويعرفها الوردي قائلا : الطائفية ليست دينا انما هي نوع من الانتماء القبلي الى مذهب او شخص معين . والفرد الطائفي حين يتعصب لمذهب لا يهتم بما في المذهب من مبادئ خلقية او روحية ( لمحات ج2 ص 6 ) , وللدكتور صلاح الدين البيطار مقولة شهيرة : لازلنا افردا وعشائر وطوائف ، لم نصل درجة المواطنة بعد , ويمثل الطائفي العلماني مفارقة عجيبة : فهو علماني عندما يتعلق الامر بالدين ، وطائفي عندما يتعلق الامر بالمذاهب . وغالبا هو اخطر من الطائفي المتدين واكثر قسوة .(31) 

و الشعوب عادةً لا تقدر  الشعراء  الذين يروجون للتفرقة والصراع  والاقتتال الطائفي والعنصري ؛ وهناك امثلة لشعراء لفظتهم شعوبهم لانهم مدحوا النازية مثلاً ... فكيف يتحول  الشاعر سعدي يوسف الشيوعي  العلماني الملحد  الى غول طائفي حاقد اذا تعلق الامر بمواطنيه من المذهب الآخر , ان قعر الانحدار ان تجمع بين الشيوعية والطائفية ؛ فسيلين ربما اعظم كاتب فرنسي  في القرن العشرين ، بل واحد من اهم كتاب ذلك القرن وابلغهم تأثيرا ، ولكنه كان متهما بمسايرة النازية ، رغم انه لم يكن نازيا واصطدم معهم ذات مرة وسجنوه . لكن الجنرال ديغول – بعد تحرير فرنسا – طارده ، ولولا هروبه الى الدانمارك لأعدمه ,  كما اعدم كاتبا آخر ( روبرت برازيلاتش) لم يتسنَ له الهروب ,  ولازالت كتبه لا تُطبع واسمه لا يُكرم ... . 

وعند وفاته علق البعض قائلا : ((  شكراً للمـوت حين يغلق بعض منهولات  العفــن و النـتانة ...  ))

وقد علق علي ناصر محارب المشرفاوي : (( لا أدري ما هي القيم التي جسدها سعدي يوسف طيلة مسيرته الشعرية وماهي رسالته غير الابتذال والهجاء والخروج عن القيم ومحاربة عقائد الناس وفي أيامه الأخيرة كان طائفياً حد النخاع وهو الملحد... غزارة الانتاج لا يعني تأصيلا  لقضية ما وان اختلف حولها الناس بل كانت غزارته ضغائن وسموم ينفثها على الجميع وكأنه مصاب بلوثة فكرية )) . 

ولد الشاعر سعدي يوسف غريبا  مجهولا ونشأ يتيما مضطربا وعاش شخصا غريب الاطوار واضحى طائفيا فيما بعد , ومات بريطانيا اجنبيا .

ان الطائفية مرض خبيث قد تصيب المثقف   فتمسخ انسانيته و تسمم فكره وتشوه انتاجه ؛ وكما قيل ان :  خاتمة الشخص اصدق من تاريخه فهي تكشف الحقيقة .

ومما قاله الشاعر الكبير المرحوم سعدي يوسف : ((عندي رغبة قبل موتي بإلغاء أكثر من خمسة أسداس ما كتبت في مختلف مراحلي. لدي رغبة فعلية في أن أكتب رواية عن سيرتي بأكبر قدر من الصراحة.)) . 

ولا يفهم مما تقدم باني اغمط حق هذه القامة الشعرية الكبيرة او انتقص من منجزاته الادبية او مسيرته السياسية وتجربته النضالية  او ادعو الى عدم الاحتفاء بشعره ومنجزه  ؛ لأن هذا الامر يعد   خلط للأوراق وظلم  للمبدعين وتجني  على الفن والادب والشعر  , فالإبداع شيء والامراض والعقد النفسية والطائفية والمواقف العنصرية واهانة الوطن ورموزه وخيانته  شيء اخر .

 

 

.......................................................................

  • عندما تسقط الأقنعة / د. سعود شنين البدري  / بتصرف . 
  • راجع موقع المحيط / شخصيات / سبب وفاة الشاعر سعدي يوسف /بواسطة ابرار بتاريخ 20 سبتمبر2022 . وكذلك موقع اكليل المعرفة /  من هو الشاعر سعدي يوسف ويكيبيديا .
  • مونولوغ سعدي يوسف 2-1 / أجرى الحوار: يحيى جابر ويوسف بزي / المدى . ولكن لدي ملاحظة مهمة حول سرده ؛ اذ اعترف ان اباه مات وهو في الخامسة وصورته غائمة في مخياله وهنا يقول ان بيتهم  كان محطة للمهاجرين واللاجئين والمطاردين ... فمن يستقبل هؤلاء الغرباء ؟ ولماذا يأتون لهم ؟ فهل هو فندق او مضيف شيخ عشيرة او خان للمسافرين ؟ فما هو الا بيت بائس لأرملة وحيدة وايتام فقراء ( مقطوعين من شجرة كما يقول المصريون ) ..!!
  • معنى الهجين في معاجم اللغة : وَلَدٌ هَجِينٌ" : مَنْ أَبُوهُ عَرَبِيٌّ وَأُمُّهُ أَعْجَمِيَّةٌ، أَيْ كُلُّ كَائِنٍ حَيٍّ يَنْتُجُ عَنْ تَزَاوُجِ نَوْعَيْنِ أَوْ سُلاَلَتَيْنِ أَوْ صِنْفَيْنِ مُخْتَلِفَيْنِ. واصطلاحا اقصد به : الشخص من ذوي الاصول الاجنبية او العربية والاعرابية المجهولة والذي ادعى القومية العربية والهوية العراقية – زورا وكذبا – بالإضافة الى حقده على كل ما هو عراقي اصيل وبغضه للعراق والعراقيين الاصلاء وسكان بلاد الرافدين الاوائل والقدامى . 
  • التفنن في تسويق الداعشية في العقلية الثقافية العراقية / سمير عادل . 
  • ظاهرة سعدي يوسف /  جعفر الحسيني .
  • علاقة صداقة قديمة انطوت بعد اتهامات بالعمالة / سارة الشمالي .
  • (عن "الشيوعي الأخير" الحاقد على الشيعة!!) / احمد عبد السادة . 
  • سعدي يوسف يتهجم على الشيعة والكرد وهو في وحل الطائفية / وليد سليم . 
  •  فايروس الطائفية عند سعدي يوسف / سلمان رشيد محمد الهلالي . 
  • وكالة تنقيب الاخبارية / سعدي يوسف.. شاعر بوزن طائفي وقافية حاقدة .
  • سعدي يوسف "يسقط" في حفرة "الطائفية" / حسن آل عامر . 
  •  شاعر في أرذل العمر / يوسف ابو لوز .
  •  وكالة تنقيب الاخبارية / سعدي يوسف.. شاعر بوزن طائفي وقافية حاقدة .
  •  أن القوم ابناء القوم / رياض الفرطوسي . 
  • سعدي يوسف يفجر الجدل بقصيدة "مصر العروبة-عراق العجم": وصف "قردستان" يثير الأكراد واتهامات له بالدفاع عن داعش / الشرق الاوسط .
  • (عن "الشيوعي الأخير" الحاقد على الشيعة!!) / احمد عبد السادة  / بتصرف . 
  •  سعدي يوسف….شيوعية ام طائفية ؟؟ / عمار البازي / بتصرف . 
  • تكريم الحثالات..في جمهورية الشقاوات / محمد الجاسم .
  •   قائمة الشعراء العراقيين     / موقع عريق  / بتصرف .    
  •  ( الكاولية ) ونخبة الحكم العراقية / رستم محمود / بتصرف .
  • غيرة الكاولية ..!! /  خالد حسن الخطيب / بتصرف . 
  • قصائد العاصمة القديمة"/ (قصيدة: "الشاحنة الهولندية- الخزان"، ص 76).
  • "توني يلير" قرأ شعرك عمليًّا بقلم :محمّد حلمي الرّيشة  / بتصرف . 
  • سعدي يوسف: شاعر التفاصيل الصغيرة / سلمان رشدي  / بتصرف . 
  •  راجع لقاء عدنان الباجه جي في قناة الجزيرة .
  • مونولوغ سعدي يوسف 2-1 / أجرى الحوار: يحيى جابر ويوسف بزي / المدى .
  •  فايروس الطائفية عند سعدي يوسف / سلمان رشيد محمد الهلالي . 
  •  انظر: فن الشعر: ص150-151 .
  •  نظرة إجمالية في حياة المتنبي / المؤلف : معروف الرصافي .
  •  ظاهرة سعدي يوسف /  جعفر الحسيني  / بتصرف . 
  •