يدخِّنُ الأستاذ ماركيز سيجارة كعادته وهو يشاهد شريطا مسجَّلاً على موقع "يوتيوب"، موضوعه يدور حول فتيات القراصنة اللائي يفقدن بعولتهنَّ لأيِّ سبب مِن الأسباب، غالبا ما تكون هذه الأسباب إمَّا الطَّلاق، الخُلع أو الهجران؛ أعجبه هذا الموضوع لما له مِن اتصال وثيق بالواقع الذي يدور القراصنة في فلكه على كافة المستويات والمضامين، فراح يتابعه بإسهابٍ وتركيزٍ منقطعَا النظير.

على أرض "الجنة ما وراء البحر"، تعيش الأنثى سجينةً بين جدران زنزاناتها الروحية منذ ولادتها، إذْ مِن يومها الأوَّل في هذه الحياة، تتمُّ مقابلتها بطقوسٍ تفرِّق بينها وبين ذكر القراصنة، وشيئا فشيئا بمرور الأيَّام، تعتمد هذه المخلوقات – الإناث على الذكر في كافة تعاملاتها اليومية، سواء كان أبا أو أخا، أو حتى أحد الأقربين مِن كفلائها في حالات غياب أصولها لأيِّ سبب مِن الأسباب، فتلقَّن العبودية والاتكال على الذكر/القرصان منذ نعومة أظافرها وصولا إلى رحيلها عن هذه الحياة.

أثناء مراهقة القرصانة تبدأ في اكتشاف ما يحيط بها مِن قراصنة "غرباء عنها" بقوة التقاليد المثقوبة والعادات البالية، وبعدما تكتشف حاجتها إلى مَن يشبع غرائزها الأنثوية، تلجأ إلى التأرجح بين جحيم الشهوة ونار السلاسل التقليدية التي ضربت عليها منذ الطفولة تحت عنوان "شرف العائلة"، وهنا أخذ الأستاذ ماركيز نَفَسًا عميقا قبل أن يتساءل: أيُّ قومٍ هؤلاء، الذين يربطون شرف عائلاتهم بفروج النِّساء؟

بعدها تلجأ أنثى/القرصان خلال فترة شبابها إلى أحد الحلول التي تتاح لها لقضاء حاجاتها الجنسية/البيولوجية وإسكات ما بين ساقيْها، ألا وهي: الانعزال ومشاهدة الشرائط الجنسية عبر الانترنت مع مداعبة أعضائها الحميمية بعيدا عن الأعين مِن حولها، أو البحث عن فتاة تتخذها صديقة مقرَّبة منها لأجل تمتع كلُّ واحِدة بالأخرى عند الحاجة في الخفاء، أو اللجوء إلى اتخاذ "حبيب" في السر تتخذه ناكحا لها عبر قناة الشرج فقط، حتى تحافظ على غشاء بكارتها سليما مِن أجل سمعة "عائلتها" ولتسد اتهامات عريسها المستقبلي.

وإن كانت محظوظة، ستتزوَّج أنثى/القرصان أحد القراصنة مِن اختيار عائلتها طبعا، لتجد نفسها أمام حيوانٍ شره لممارسة الجنس معها بكافة الوسائل ومتى يشاء، خاصة وأنَّ القرصان الذكر لا يفرغ طاقته الجنسية بشكل سليم التي تبدأ في التكوُّن لديه منذ المراهقة وصولا إلى موعد الزواج الذي عادة ما يتأخر كثيرا، وهنا تقع المشكلة، هي تراه أحد العاجزين عن اشباع جوعها الجنسي بينما هو سيراها مرحاضا بشريا كثير الانسداد في وجه ثعبانه العضوي، بحيث نجد الكثير مِن إناث القراصنة بعد الزواج يستعملن أعضاءهن الحميمية للمساومة وابتزاز أزواجهن، طبعا مِن أجل إحكام سيطرتهن الديكتاتورية على أسرهنَّ وبالخصوص مداخل أزواجهن المادية بطرائق أقرب إلى تلك التي تستعملها العاهرات على قارعة الطرقات، وهذه أولى قطرات الشقاق بين الثنائيات على أرض القراصنة.

سبب فراق الأزواج في الجنة ما وراء البحر هو سبب بيولوجي محض، سيشعر الذكر بالإهانة يوما ما أمام ابتزاز أنثاه له، وعليه، سيحمل قضيبه ويرحل نحو وجهة جنسية أخرى، وهي أيضا ستفعل الشيء نفسه أمام ضعفه الجنسي الناتج عن ذلك الشرخ العميق في نفسيته وَالذي تكوَّن نتيجة الضغوطات النفسية التي تنهال عليه مِن كافة الاتجاهات.

اكتملت مشاهدة الأستاذ ماركيز لذلك الشريط المفعم بالحقائق، وراح يفكِّر في احدى قريباته الأرامل، تلك التي فقدت زوجها إثر حادث سير أليم، مخلفا لها راتبه الشهري، طفلا من صلبه ومسكنا انفراديا، وبمرور السنين بعد هذه الحادثة، ها هي اليوم تعود إلى بدأ رحلتها الشاقة في البحث عن قضيب يسد مدخل ساقيْها عندما تحتاج إليه، وأمام مسعاها هذا هي تستعمل كافة الوسائل المتاحة، مِن مكر، عهر وحتى تعاليم الديانات، لقاء أن تجد نذلا من أنذال القراصنة لمشاركتها تأوهات السرير ومداعبة حلماتها تلذذا بالشبق بطريقة لن تجدها إلاَّ على أرض ليست للنبلاء في شيء.