أوتدري كفاح الزّهر في جو كانت غيومه قيد احتلال جذوره 

الحرّ يقتلع صموده ، غدٌ سرق فيه أنظار المارّ و الذّاهب ، و غدر  بجماله كعب سحق أوراقه

ثم تتضارب أوتار الحياة ، و تخلف صوتا دويّا يبتدأ منه ، ثم منهم

انّهم يصارعون ظلم الليل و دجنته ، ليصنعوا السعادة الوهمية

القناعة التي تتوارى عن النفس البشرية 

يستدرّون حب أنفسهم ، ثم يستمرّون في التّململ

عاجزين

 يهومون في الثّنايا ، ضائعين بين اعرابات الاحاسيس

صعب العيش جاهلين الكرب ، و السقم ، و المرض في طرقات التعاسة

عمر طويل أكل منه الدّهر و شرب ثّم ترك السّم و غادر بالتّرياق

 سواد عظيم يملأ بؤبؤ العين ، و دمع غزير يحجب ظلبتها

يتكورون بسريرهم ، و يتذكرون ماكتب لهم القدر من بكاء 

ويسهون عن اللّحظات الغالية البائدة التي تحيط بيومهم بخفّة و دون شعور

الحيّ الهادئ في صباح باكر 

الاطفال  يعبرون الطّرقات دون صخب ، خوفا من أن تستيقظ تلك الوالدة التي لم تذق من أوزار اللّيل غمضة  ثّم تراها تحمل أقدامها لتطبخ قهوة و جملة مطمأنة في نفوس أولادها التلاميذ 

و بكل هدوء و رزانة تودّعهم و تسأل الله توفيقه 

ثم تطلّ على النّافذة ، و تبتسم لنموّ صغارها

الابتسامات اللطيفة على ثغر عاشق مارّ ينتظر رسالة

تنبيه يقول "صباح الخير " و يعلن عن كونه اجمل اشراقٍ

و حماس شيخ يعرج ليتسابق مع جاره على الخبز 

ليصل قبله و يسلّم على من يلقبّه ب "شبيه حفيدي"

ثم يقول "إنّه في سنّك"

الشجرة الطويلة التي لا يتذكّر متى ضخمت ترا في تقاسيمها علامات أرجوحة هجرها المراهقين ، لما كبروا

و مجتهد واثق بيد أنّه لم يحفظ درس أمس ، ثم يرتجف خوفا من ردّة فعل المعلّمة

 تفاصيل جميلة تشتاق لها الطّرائد 

و لحظات حلوة تطرق باب اليافعين

واقع ناعم يحيط بأضلاع كل نفس مهما كانت أنواعها

سواء اجتماعيّة كانت ام انطوائيّة

كل شخص له طريقته في التأقلم

و التعايش

و بنيان ابواب أملنا  في جدران تمنعنا عن التقدّم

متميزين نحن بطباعنا ، متميزين نحن بحياتنا

مشرقين نحن بصفاتنا ، شمس وجوهنا بضحكات خافتة