كنت جالسا على مقعدي بين زملائي
في بيئة واحدة ولكن الأفعال تختلف ، راودتني تلكم الأسئلة التي لطالما حاولت طردها والتغافل عنها ، ولكني سئمت الطرد وسئمت التغافل ، فقلت لما لا أسأل !؟
أستاذي : نعم
هل لي من سؤال ؟
بالطبع تفضل
ودخلت دخول المهاجم إلى مرمى خصمه دون روية
ما حل معضلة السر الأعظم ؟
من أين ، وإلى أين ، وكيف ، وما الحكاية
هل ننتهي للتراب أم أنها حكايات الُكتاب
هل نبعث للحساب ، كيف وأين وما أحداث تلك الأحقاب
هل تستمر الأنساب أم تنقطع وتصبح كالضباب
------------
هل عاش الناس قبل الميلاد ، هل انقطع نسل آدم وبدأ من نوح أبي الأجداد
الإلحاد... الاستعباد... الفساد ... لم كل هذه الأبعاد
هل أصدق الماديين ، أم أصدق أحاديث المتقشفين ، هل العقل يقلب هذه الموازين
-------------
ما هي الروح ، هل طغطت بالوشاح أم أطفئت المصابيح
------------
فكان الجواب :
تلك أسئلة إلى الآن لا تحمل جوابا ولا كشفا ولا تستند على دليل
لا تتعب عقلك ، هي معادلة قد تكون مستحيلة التحليل
سكت للحظات وأطلت هذا السكوت ، قلت لنفسي بتعجرف
لماذا ؟
لماذا لا أبحث ، أفكر ، أستقصي ، أقرأ ، أتفكر ، لن أخسر شيئا وإن خسرت لن أخسر الكثير ..
هذا أفضل من أن أجعل عقلي مرميا في السرداب لا يسأل عنه أحد ؟!....
بالتأكيد لابد أن يراود الإنسان ذلك الشعور وتلك الغريزة ليطرح أسئلة في الالة والوجود
لماذا نجعل التفكير أمرا محظورا ؟
----------
بدوي الصحراء أطلق عنان بصره في السماء ، متلهفا لمعرفة السر الأعظم الذي يراود عقله
قائلا : الأثر يدل على المسير أفلا تدل سماوات وجبال وبحار على مبدع لطيف خبير
----------
لم أكتفي بأن أكون مسلما بالوراثة كغيري من المولودين في المجتمع
-البوذي
-المسيحي
-اليهودي
-الهندوسي
إلخ ...
كلهم وجد نفسه في بيئة تعبد وثنا... صنما .... بشرا ؟
وهنا تكمن المشكلة لم يشغل ذلك التفكير لم يفعل الاتصال لم يتقدم على الاستقلال .
كانت أحد شروط الحصول على تذكرة السفر للذهاب لعالم التفكير والغوص والعمق في الفلسفة أن تكون صاحب حيادية .
الأسئلة كثيرة ولكن كثرة الطرح ترهق الكاتب الباحث قبل المستمع القارئ
كانت هذه الكلمات رحلة الانتظار وحجز التذاكر وفي المرة القادمة نطرح الأسئلة ترافقها أجوبة اقتنعنا بها ووصلنا إلى جزء كبير من حل المعادلة ....