أثارت إقامة مستوطنين حفلات راقصة داخل المسجد الإبراهيمي في الخليل، الليلة الماضية، غضبا واسعا عبر الفضاء الرقمي بين النشطاء الفلسطينيين والعرب.

وانتشر فيديو لمستوطنين يتراقصون ويتمايلون داخل المسجد الإبراهيمي، بشكلٍ واسع على شبكات التواصل، مما أدى إلى إثارة حفيظة النشطاء، واصفين المشاهد بـ “المخزية”.

وندّد ناشطون فلسطينيّون بما اعتبروه “انتهاكا لحرمة المسجد” حيثُ تواصلت تعليقاتهم التي تعبّر عن استيائهم من تلك التصرّفات، مؤكّدين أنّ تلك المشاهد تهزّ قلب كل مؤمن.

مشاهد مؤذية

وغرّد الكاتب الفلسطيني ياسر الزعاترة على المشاهد المتداولة، في منشورٍ جاء فيه “أدناه حفل راقص للمستوطنين في المسجد الإبراهيمي في الخليل. الخليل التي تركها اتفاق “أوسلو” (هندسة عباس) رهينة بيد المستوطنين. هنا الخليل، وهنا الضفة؛ فيما يتحدّث باعة الأوهام عن دولة في حدود 67. هذا السيناريو هو ما يعدّه الغزاة للمسجد الأقصى. إلى الجحيم هُم ومن يتواطأ معهم”.

ودوّن الكاتب رضوان الأخرس قائلا “قامت مستوطنة إسرائيلية بالرقص داخل ساحات المسجد الأقصى المبارك صباح اليوم، والآن يغني ويرقص المستوطنون داخل المسجد الإبراهيمي في الخليل، الاعتداء على مقدساتنا ومساجدنا وانتهاك حرمتها هو مساس بكرامتنا نحن المسلمون وعدوان على ديننا. يهتز لهذه المشاهد قلب كل مؤمن”.

وعلّق الكاتب ابراهيم المدهون، على الحفلات، بالقول “المشاهد التي خرجت من المسجد الإبراهيمي في الخليل مؤذية جدًا، المستوطنون يرقصون ويغنون بطريقة بشعة، هناك استمراء لاستفزاز المسلمين والاستهانة بمشاعرهم، الاحتلال فقد عقله وهذه الأفعال الشنيعة لها نتائج عكسية على وجوده. يدرك الشعب العربي أن إسرائيل المجرمة هي العدو الرئيسي”.

مشهد مخزٍ

من جانبه، كتب المغرد حسني خالد “مشهد مُخز.. مسـتوطنون يقيمون حفلا راقصا داخل الحرم الإبراهيمي في الخليل، أين الأمة الإسلامية والعربية من مقدسات المسلمين التي تنتهك”.

واعتبر المغرد فارس المصري أن هذا المشهد تقشعر له الأبدان، مشيرا إلى أن المغتصبين قاموا باقتحام المسجد الإبراهيمي الذي يعد أهم وأقدم مسجد فلسطيني بعد المسجد الأقصى وقاموا بطرد المصلين وتدنيسه والرقص فيه على أنغام الموسيقى الصاخبة.

وختم بالقول: اللهم إن المسلمين يعيشون في ذل وضعف وهوان لا يعلمه إلا أنت، اللهم نصرهم وأعزهم.

وقالت منال الدليمي: هذا المشهد ليس من مرقص ولا ملهى ليلي بل من مسجد في فلسطين، مبينة إلى أنه فيما يرقص ويحتفل المستوطنون الإسرائيليون، هناك من يسعى من العرب إلى التطبيع مع إسرائيل.

وقد أغلقت القوات الإسرائيليّة، الأسبوع الماضي، الحرم الإبراهيمي تحت حجّة “الأعياد اليهودية” وسط حضورٍ أمني كثيف لها في محيط المسجد.

مسجد ومحطات

ويقع المسجد الإبراهيمي في قلب مدينة الخليل جنوب الضفة الغربية، وينسب المسجد -الذي يطلق عليه أيضا اسم الحرم الإبراهيمي- إلى النبي إبراهيم الخليل عليه السلام المدفون فيه قبل 4 آلاف عام.

وسميت مدينة الخليل باسمه، وفيه قباب مغطاة تقول بعض المصادر التاريخية إنها قبور للأنبياء إبراهيم وزوجته سارة، وإسحق وإسماعيل ويعقوب ويوسف وزوجاتهم عليهم السلام.

كان عام 1994 محطة مهمة في تاريخ المسجد الإبراهيمي حين وقعت المجزرة وتحديدا فجر الجمعة يوم 25 من فبراير/شباط 1994 الموافق الـ 15 رمضان 1415 للهجرة حين هاجم المستوطن باروخ غولدشتاين المصلين وأطلق عليهم النار وهم يؤدون صلاة الفجر، مما تسبب في استشهاد 29 وإصابة 15 آخرين قبل أن ينقض عليه مصلون آخرون ويقتلوه.

ومنذ ذلك الوقت توالت الاعتداءات على هذا المسجد، وأغلقت البلدية القديمة في محيطه، وما زالت الأسواق القريبة منه -وفيها أكثر من 500 محل تجاري- مغلقة، كما يمنع رفع الأذان فيه عشرات المرات شهريا.