الرسالة الأخيرة.

1 -  إلى أين تمضي بي الحياة؟ 

صديقي الله : إن الحياة جعلت مني إنسان هَشّ. 

كثير التساؤل، دائم الضحك، ودائم البكاء. 

أعترف أنك خلقت لي حياة بسيطة وطبيعة.

لم يكن لدي قدرة خارقة ولم أرى الموتى أو أُحدِّث الأشباح. 

لكني كنت بحاجة لقدرة خارقة كي أتجاوز هذا الأسى والملل. 

ملل ورتابة يا الله.

 كنت دائمًا أترفّع عن الغيرة، بس بيني وبينك يا صديقي كل أُمنياتي كانت تُحقق للمحاطين بي .. كنت أتمناها و تطحن قلبي، حتى الأشخاص الذين جاء بهم القدر لي.. راحو للناس وتركوني. 

 هل يخطأ الملاك المسؤول عن رفع الدعاء؟ حاشاه يا الله. 

هل اخطأت أنا في التمني؟

 ..على كُلٍ فات وقت السؤال .

2-  لماذا يجب أن أستمر؟ 

أشعر بالغضب، والثورة، وربما العار. 

لقد سجلت إعتراضي على كل مايحدث في هذا العالم، على الحروب و الفساد و الظلم و حتى أنا.. لقد سجلت إعتراضي عليا شخصياً 

إن الفجوة التي في صدرها قد إتسعت وابتلعتها ،هذا ما أرجو أن تخبروا الناس به. 

3- لماذا تبكي الآن؟  هل ظننت أنني سأخلد؟

عندما أموت سوف أخبر الله عن الذين أذوني، لا أريد  حقي .. فقط أريد أن أخبره.

ولو كان هناك حيوات أخرى في الدنيا سوف أرجوه أن لا يرسلني لها.

وأتمنى لو فيه نسخة من منظر النجوم والكواكب والمجرات في الجنة. 

الرسالة الأخيرة خفيفة، لم أكتب لأعاتب صديق  خذلني، ولا لأودع أهلي ، ولا لأخبركم سر عظيم عني.. أكتُب كي أعيش للمرة الأخيرة.