الاستغلال التجاري
في خضم فرحة المسلمين بقدوم شهر رمضان المبارك و إقدام الأهالي على التبضع و الاستعداد للموائد الرمضانية المتنوعة ، يعمد بعض التجار و الجمعيات التعاونية في زيادة أسعار السلع الاستهلاكية و غيرها من السلع الحيوية، مما يثقل كاهل المستهلك و يحد من التبضع و الحرية في شراء السلع الاستهلاكية و زيادة الطلب عليها في الأيام الفضيلة.
هناك الكثير من علامات الاستفهام التعجبية من سلوك بعض التجار، و استغلال المجتمع في جني أرباح خيالية و مزدوجة، فكيف يتم زيادة الأسعار، و نحن مقبلين على شهر الخير و أيام فضيلة؟ أليس هذا افتراء على المجتمع؟ أليس من الأخلاق أن يكون التجار متعاونين عوضا عن الاستغلال و الجشع؟
من جهة أخرى، فإن جميع أطياف المجتمع يتسارع إلى توفير موائد الرحمة للفقراء و المساكين و مشاريع إفطار الصائم، فإذا كانت الأسعار في ارتفاع فيؤدي ذلك إلى التقليل من هذه المشاريع المجتمعية و الصدقات من قبل المجتمع، لأنه ليس بمقدور الجميع تحمل تلك التكاليف الباهظة.
في كندا، تم تخفيض بعض السلع الحيوية بمناسبة قدوم شهر رمضان المبارك احتراما للجاليات المسلمة المتواجدة هناك، بينما في الدول الإسلامية تعمد في رفع أسعار السلع، استغلالا للشهر الكريم لإرضاء الأهواء الشخصية دون التفكير في المستهلكين و أنتم جزء منهم هذا هو الطمع بذاته.
لا أعتقد أن هناك مبرر في رفع الأسعار لأن سقف الربح يزداد حينما تزداد كمية الشراء في هذا الشهر، و أن الأسعار العالمية لم تشهد أية ارتفاع في الأسعار، ولا توجد زيادات على الرسوم الجمركية أو ما شابه ذلك، أليس هذا استغلال و جور على المجتمع؟
يا معشر التجار كيف أنكم تتفننون في إيذاء المجتمع عن جهل، كيف أنكم تضربون العمق الأخلاقي و الاجتماعي و المهني عرض الحائط؟ ؟ يجب أن نقف وقفة رجل واحد في وجه هذا الجشع التجاري في رفع الأسعار سواء كنا كمستهلكين، أو الجهات المعنية في هذا الشأن، علينا كمجتمع إبلاغ السلطات عن التجاوزات من قبل المحلات التجارية الغير ملتزمة بالأسعار، و على حماية المستهلك، الرقابة ثم الرقابة و ضرب بيد من حديد على مخالفي القانون، فلا يكفي الإنذار وحده، و لا تكفي المخالفات المالية التي هي ثمن بخس، مقارنة بهامش الربح ، يجب وضع نظام التسعيرة أسوة بالدول المتقدمة.
و من جانب آخر لاحظنا الإعلانات الدعائية من قبل المرشحين لعضوية إدارة غرفة التجارة، و اطلعنا على البرنامج الانتخابي للمرشحين و لم يتطرق أحد إلى حماية المجتمع أو الحفاظ على أسعار السلع الحيوية و استقرارها أو منع التجار من استغلال المناسبات للأهواء شخصية، لذا نطالب المؤسسات في الحد من هذه الظاهرة التي تتكرر باستمرار، و التي أصبحت آفة على المجتمع.
إننا في دولة و لله الحمد و المنّة، ينهال من خيراتها الجميع، دون استثناء فاحترام قوانينها و مجتمعها واجب أخلاقي و مهني في نفس الوقت .
اللهم أتمم علينا شعبان و بلغنا رمضان.