أجرى الباحثون تجربه على تلاميذ إحدى المدارس،فقالوا للتلاميذ إن الأشخاص ذوي العيون الملونة تكون درجة الذكاء لديهم أعلى ويحققون نتائج أفضل من ذوي العيون السوداء، وفي اقل من شهرين كانت النتيجة: التفوق الكبير بين التلاميذ ذوي العيون الملونة، بينما تدهورت درجات ذوي العيون السوداء.

و بعد ذلك قام الباحثون بإخبار نفس التلاميذ ولكن بعد بث الإشاعة على أنهم ارتكبوا خطأ في التقدير حيث أنهم اكتشفوا أن الأشخاص ذوي العيون السوداء أكثر ذكاء من ذوي العيون الملون، و جاءت النتيجة و بعد فتره بسيطة ،ارتفاع درجات التلاميذ ذوي العيون السوداء وانخفاض درجات التلاميذ ذوي العيون الملونة.

ما نستخلص من مثالنا السابق هو: أن النظرة الذاتية هي المفتاح لشخصية الإنسان مما يعكس ذلك على سلوكه، فإذا قمت بتغيير النظرة الذاتية؛ فإنك ستغير الشخصية وبالتالي تتغير السلوك بالتبعية.

"إن كل تصرفاتك وأحاسيسك وسلوكك،وحتى قدراتك تكون دائما طبقا لنظرتك الذاتية" ماكسويل مولتز مؤلف كتاب (سيكو سيبرنتك)

فعلينا أن نثق بذاتنا و أن نؤمن بأننا نملك القوة الذاتية للنجاح حتى و إن واجهنا المعوقات التي يمكن أن تؤجل نجاحنا لفترة زمنية و لكن لا يمكن أن تؤدي بنا إلى الفشل و الإحباط و بالتالي فإننا أصبحنا أقوى من ذي قبل، لأننا عملنا تحت ضغط أكبر و أثبتنا أننا أقوى من ما نواجه.

علينا أن نؤمن بأننا بشر، و أن هناك مؤثرات خارجية من الممكن أن تؤثر بنا كشعورنا بالغضب من المحيط أو الإحساس بالحزن و الفرح،... إلخ ، ولكن علينا أيضا أن نثق بأن لدينا قوة ذاتية للتحكم في الغضب حتى لا تؤثر سلبا على سلوكنا مما يؤدي إلى خلق جملة من التبعات المصاحبة لتلك الحالة، حينها من الممكن جدا، أن لا نكون في مجال يخولنا على السيطرة على تلك الأحداث، في حين كان من الأولى و الأسهل التحكم بالذات، قبل التحويل إلى سلوك.

إننا نملك قوة ذاتية نابعة من الداخل فحري بنا أن نتعرف عليها دون تدخلات خارجية ، فلا يجب أن تكون معرفة الطاقة الكامنة في ذاتنا مبنية على حكم الآخرين، فلربنا كان الحكم جائرا ، فيضعف ذلك في ثقتنا بذاتنا مما يلقي بضلالها على سلوكنا فنكون ممن يفقد الثقة بنفسه .

بقلم : محمد شعيب الحمادي