كلنا يعلم في دولتنا الحبيبة تسارعت خطانا في سباق مع الزمن لكي نكون في مصاف الدول المتقدمة في مجالات عدة، و لم يكن ذلك بالأمر السهل، حيث كانت التحديات كثيرة و معقدة في الوقت نفسه، و لا يخفى على احد أننا كنا نفتقد الكوادر البشرية و المؤهلة حتى نصلإلى ما نصبو إليه على خارطة العالم، لذلك عمدت الحكومة باستقطاب تلك الكفاءات من مدرسين و أطباء و مهندسين و تقنيين بالإضافة إلى الأيدي العاملة في مجالات عدة كالبناء و الزراعة و التنظيف و غيرها لسد الحاجة،

نعم جاؤوا لأنهم في حاجة إلى العمل كما أننا في حاجة إليهم، مما جعلهم يغتربون عن ديارهم و ذويهم وأبنائهم، فكل التقدير و الاحترام و الإجلال لمن بذل أي قطرة عرق في بناء دولتنا الحبيبة. هذا ، و لان حكومتنا الرشيدة تحترم كل المهن و كل أطياف المجتمع، فانها لم تألو جهدا في توفير المناخ المعيشي لهم، و توفير كل ما يجعلهم يشعرون كأنهم في أوطانهم ، و وضعت القوانين والنظم التي تحمي حقوقهم و تؤمن لهم العيش الكريم.

يبقى ان نقول أن علينا نحن كأفراد واجب ديني و أخلاقي و اجتماعي تجاه الفئة العاملة في المجال الخدمي، و نكون عونا على أرض الواقع لتوجهات الحكومة في التعامل الحضاري مع العاملين، إذ علينا احترام من نراهم يعملون على راحتنا، و يعرقون تحت لهيب الشمس حتى تظهر الشوارع و المرافق بالصورة التي نراها،

كم جميل ان نبتسم في وجه عامل النظافة و نحن ننتظر الإشارة الضوئية حتى نتحرك؟ أليس ذلك يثلج صدره في لهيب الصيف؟ أليس جميلا أن نبتاع من صاحب البقالة و نحن واقفون أمامه و ليس نحن في مركباتنا ؟

،

والكثير منا لا يعلم ان ذلك العامل الهرم قد قبل بهذا العمل حتى يخرج أحد أبنائه طبيبا أو مهندسا أو مدرسا، تغربوا من بلادهم و جعلوا بيوتهم خاوية حتى يبنوا بيوتنا، و يعمروا مدينتنا، فلهم منا كل التقدير و الاحترام ، لهم جميعا بلا استثناء .

يقول لي احد الأصدقاء من الجنسية الآسيوية، أنه لم ير إبنته التي ترعرعت و هو بعيد عنها ، و كبرت و وصلت سن الرابعة و لم يرها، و توفاها الله و هو لم يرها.

نحن لا نستطيع تغيير القدر، و إنما نستطيع أن نكون سببا في اشاعة البسمة وتخفيف آلام الآخرين.

بقلم: محمد شعيب الحمادي