شكلت الترويكا التي تزعمتها النهضة احد اهم الروافد لتغذية بؤر الصراع في عالمنا العربي وبالأخص في كل من ليبيا سوريا, تم الزجج بآلاف الشباب التونسيين, بعد ان تم حشو أدمغتهم بأفكار هدامة, حيث اتت تونس في المرتبة الاولى من حيث عدد إرهابييها في سوريا, وقد تم جلبهم عبر مطارات تركيا التي فتحت حدودها من اجل ان يبسط هؤلاء سيطرتهم على كافة المناطق لإقامة دولة الخلافة الاسلامية, كما يزعم او بالأحرى يريد السلطان اردوغان, لإعادة هيبة الدولة العثمانية التي عفى عنها الزمن, وأصبحت محاصرة على نطاق ضيق وفقدت سيطرتها على حوض البحر المتوسط .
استطاع الثالوث المقدس في تونس ان يحكم سيطرته على مقاليد الحكم في البلاد على مدى عقد من الزمن, من خلال ضخ اموال من قبل دول معروفة بدعمها للإرهاب, لتجنيد الشباب وتسفيرهم تحت واجهة "الجمعيات الخيرية الانسانية",لم يستطع القضاء التونسي حينها البث في الموضوع ,خاصة وان النهضة انشات جهازا سريا يقوم بتصفية كل من يعارض تصرفات النهضة, أو ينتقد سلوكها الاجرامي.
الحديث عن توجيه التهم لأكثر من ثمانمائة بين مسؤولين سياسيين وامنيين ينتمون الى حركات واحزاب تونسية متشددة تضم النهضة واخواتها, يأتي عقب عمليات البحث والتحري والتدقيق في كل ما حدث خلال العشرة سنوات الأخيرة, وتنظيف جهاز القضاء مما لحق به جسيمات خبيثة, وكانت الافتتاحية برموز النهضة والتحفظ على بعضهم.
تتسارع الاحداث الدولية, تتشابك المصالح ويجد تنظيم الاخوان نفسه وحيدا غير مرغوب به في الدول التي كانت تؤويه واستعملته اداة طيّعة لهدم القيم والمبادئ التي تشبثت بها شعوبنا العربية على مدى عقود, فالتقارب المصري التركي السعودي لنبذ الخلافات ومحاولة ادارة الصراع او الأزمات بما يكفل تحقيق المصالح العليا لشعوبهم, وقد يكون في تصريح الامير تميم عن تنظيم الإخوان, بان بلاده دولة مستقلة تتعامل مع دول وليست منظمات او اشخاص, خير دليل على ان الاخوان لم تعد لديهم امكنة تؤويهم, وان عليهم العودة الى رشدهم واعلان التوبة والتبرؤ من أعمالهم والانخراط في العملية السياسية بما يحقق الخير والتقدم والرفاهية.
نتمنى ان تستمر عملية معرفة مصادر رؤوس الاموال والجمعيات المشبوهة, وان تطال كافة الرموز التي اجرمت في حق الشعب التونسي, وبالأخص الرئيس الأسبق المرزوقي الذي تطاول على بلاده بان دعا قوى اجنبية بالتدخل في شؤون بلاده الذي يندرج تحت بند الخيانة العظمى.
المؤكد ان الرئيس سعيد يمسك بزمام الامور في البلاد, بعد عام من التغيير, الذي وان يسير ببطء, لكنه بخطى ثابتة تزلزل الأرض من تحت اقدام المفسدون في الارض, المنفذون لأجندات اجنبية تهدف بالدرجة الاولى احداث الفوضى, ونهب الخيرات ومن ثم رهن البلاد لمؤسسات الذل والمهانة العالمية المتمثلة في صندوق النقد الدولي وصنوه البنك الدولي. وذكرى انبلاج ثورة الياسمين سيؤسس لنظام حكم يختاره الشعب ويلقي بالفاسدين في غياهب السجون.
ميلاد عمر المزوغي