ياصغيرتي غدًا ستكبرين، ستتغير اهتماماتك وتنسين كيف كنتِ تلعبين، سيكون لكِ زاوية خاصة تشاهدين الكون من خلالها وتحدقين، حدّقي جيّدًا لربما تكوني أذكى منّي وتكتشفين، ستدركين أنّ المحبة العظيمة لا تأتي غالبًا إلا بصحبةِ مطلب ثمين، وأنّ الذي في قلبه مرض لايمكنه مطلقًا أن يستقيم، وأنّ الطيبة العمياء موردًا ضخمًا يسعى لاستغلاله كلّ مهين، وأنّ الناس كفصول السنة متقلبين، فقد يأتون يومًا ويصبّون عليكِ الغيث صبًّا ويعودون في آخر ليذيقكونكِ ضربة الشمس واللهيب
وقد يزيّنون عالمك ويعمرّونه بزهرِ الياسمين، ثمّ يجردونكِ من أدنى قوة تمكنكِ من الوقوف على قدميكِ.
حينئذٍ إياكِ أن تلتوي أو تنحني!
إياكِ أن تسقطي أمامهم كدمية لا حِراك لها، فلن تتمكنّي إثرها من النهوض مجدّدًا، ستعتادين الأمر ولن يأتي عقبها يوم به تنتصرين! ستفهمين متأخرًّا أنّ العالم كله ماعاد واضحًا بقدرٍ يكفي لرؤيته.
احذري ياصغيرتي من طريقهم الهاوي نحو الجحيم واحفظي قلبك من وعثاء السنين
ثمّ دعيني..
دعيني أذوب في عشق الإنسانية التي غُرِست بداخلك فطريًّا
دعيني أراكِ نقية بعيدة عن شوائب الآدميين
حينما أتأمّل ملامحكِ أفهم بأنكِ تودّين الإفصاح عن أحداث يومكِ الصغير، تحدثي ياجميلتي فقد أرهقني سماعُ الكذب والأساطير، حدثيني بصدقٍ واضح لأجيبك بودٍ صريح، لن أكترث إن بدلتِ الأحرف ونطقتِ السين (ثاء) بثقلٍ غريب!
فقد وُلِدتُ مع الكلمات لأفهمها بعقلٍ حكيم، يعلمُ الله أنّي قد سمعتُ كلامًا منمقًا يُشعِلُ الروح بحبٍ عظيم، لكنّي أدركُ جيّدًا أنّ صدق المشاعر لايقاسُ بحرفٍ ولا شِعْرٍ حميم فأصبح كلامك الصادق يملأ فؤادي السقيم.
ولاء حسان الشيخ موسى