تخيل نفسك أتولدت فى كهف و عشت فيه طول حياتك وسط مجتمعك و أهلك و قدامكم فيه نار بتشوفوا الى بره الكهف على شكل خيالات على الحيطه قدامكم و الخيالات دى بالنسبه ليكم هى الحياه و الحقيقه الوحيده، وفى يوم من الأيام واحد منكم قدر يهرب بره الكهف دا و أول ما طلع الشمس زغللت عنيه شويه لكنه بعدها قدر يشوف الحياه بره الكهف و شاف الألوان و الطبيعه و الحركه فى النور و أكتشف أن الحياه بره أحلى و أروع بكتير من الخيالات الى عاش عمره كله فاكرها الحقيقه المطلقه، الشخص دا جرى عليكم فى الكهف و بدأ يحكى عن كل الى شافه بره من نور و ألوان و حياه و بدأ يدعوكم تخرجوا معاه و تسيبوا الكهف بضلمته و خيالاته دى .. تفتكر مصير الشخص دا هيبقى أيه ؟

القصه دى كانت تشبيه من أفلاطون للعالم الى بنعيش فيه و كان تصوره أننا كلنا عايشين جوا الكهف دا و بنتفرج على الخيالات و بننبهر بيها كأنها الحقيقه لكن من وجهه نظره كان فى عالم تانى أسمه عالم الأفكار و دا هو الحقيقه و الخيالات دى مجرد إنعكاس للحقيقه من عالم الأفكار و طبعا بتبقى مشوهه و مش كامله ولا مثاليه زى ما هى موجوده فى عالم الأفكار.

نهايه الشخص دا كانت أن المجتمع بتاعه جوا الكهف بدأ يهاجمه و يتهمه بأنه بيقول أى كلام و طبعا علشان هو بيطالبوا يشغلوا دماغهم و يشككوا فى معتقداتهم فتخلصوا منه علطول.

القصه دى بعيدا عن فكره عالم الأفكار و الحقيقه هى بتمثل و تعبر عن كل شخص قرر يفكر و يخرج عن المألوف و يسأل أسئله و يشكك فى معتقدات مجتمعه و بتعبر عن كل شخص كان مؤمن بفكر و شايف حاجه غيره مش شايفها زى الرسل و الأنبياء الى اتهاجموا و أتأذوا و أتقتلوا و زى شخصيات كتير على مر العصور زى سقراط الى أتحكم عليه بالإعدام علشان قرر يفكر و يساعد الناس على التفكير.

فى دروس كتير ممكن نطلع بيها من القصه دى:

أولا: الشخص الى بيفكر أو المختلف وسط المجتمع بتاعه بيبقى مزعج جدا للناس حواليه و بيبقى منبوذ لأنه بيشجعهم على التفكير الى هما مش متعودين عليه.

ثانيا: عمر الأغلبيه ما كانت صح و غالبا الحاجه الى معظم الناس بتلتف حواليها بتبقى غلط لأن أغلبيه الناس بتحب الحلول الجاهزه الى بتريح الدماغ.

ثالثا: لو عمرك ما شكيت فى أفكارك و لو عمرك ما كنت فضولى و سألت أسئله غبيه و بديهيه يبقى عمرك لا هتشوف ولا هتوصل لأى حاجه جديده.

رابعا: لو معندكش شجاعه أنك تضحى علشان أفكارك و طريقه تفكيرك يبقى أنت مش مقتنع بيهم أصلا من الأول.

أكتر حاجه هتساعدك تفكر و تكتشف حاجات جديده هى أنك تسأل و تبقى فضولى و أنك تبص للعالم بشكل مختلف و تنسى كل الأفكار الى أتعودت عليها و ممكن الكلمتين دول يعبروا عن الفكره دى “الطفل الصغير لا يجد أية متعة في رؤية قوانين الطبيعة تتحطم، لأنه لم يعرفها بعد، إنه لم يصبح بعد عبدًا لذلك الانتظار الذي تضعنا فيه العادة، الطفل لا يحمل أفكارًا مسبقة، وتلك ميزة أساسية من ميزات الفيلسوف الكبير، إنه يرى العالم بدون الأفكار المسبقة التي تشوه رؤيتنا نحن البالغين”.

دا لينك حلو بيتكلم عن كهف أفلاطون بالتفصيل: https://goo.gl/493ifU

‫#‏اليوم_الأول‬
‫#‏٣٠_يوم_كتابه‬