ورد آدم

صباح الخير يا نبتتي الجديدة ،

لم أعلم قبلا أن تقبيلك و شم وريقاتك عن قرب بإمكانه أن يجلب الربيع إلى هنا ! 

كما أني لم أفهم ، لماذا أطلقت نملك ليعبث بجسدي حكة و وخزا ، لكني للصدق ؛ 

وجدت سببا جيدا أعلق عليه تلك الوخزات الموجعة في يسار صدري ليلا .. 

صباح الخير يا حلب ، أعلم أنك تكرهينني الآن ، و لم تتوقفي عن شتمي طيلة أيام عشرة ، 

و أفهمك يا غالية ، ما زلت أذكر عندما هتفت ذات يوم : يا حمص ... حلب معك الى الموت يومها ، كان القصف ينهال على حمص القديمة دون توقف ،

و كانت حمص تموت وحدها لم يمت أحد معها .. 

و لذلك شتمتك كثيرا في ذلك الوقت و نعتتك بالكاذبة ، 

و شتمت كل شيء ما خلا حمص ، إييه .. أفهمك يا بهية الروح ، 

و أعلم أن الموت قدر نواجهه فرادى و خائفين لكني .. و يعلم الله ، أحبك !

صباح الخير يا أمي ، 

أقسم لك أني لا أملك اليوم أيضا ، أخبارا جديدة عني أو عن أي شيء آخر ، 

و ليس في جعبتي كلام يوقد عينيك المطفأتين دهشة .

أنا يا أمي ، أشبه سلحفاة مقلوبة على ظهرها .. لا أتحرك ..و لا أموت ! 

أعتذر لأنني أصاب بالبكم تدريجيا .. لكني ؛ أحبك ماما !

صباح الخير يا " جرح " ،

لقد هزك الكابوس في الشام ، غير أني تعرقت هلعا و ضيقا في الرياض !

أنا لا أملك إلا أن أشتم العجز الذي يكبلني و يحولني إلى كومة من الخوف البائس ، 

شرارة رعب صغيرة بإمكانها أن تشعلني حزنا .. و كمدا !

سامحي عجزي يا جرح و اعلمي .. أني أحبك !

صباح الخير يا صديقي العنيد ، 

ما زلت متمترسا مكانك و ما زال سور المصحة العقلية يفصل بيننا ، 

أنا لم أقرا قصة الدونكيشوت كاملة ، لكني أعتقد أنه مات كمدا عندما علم أن وحوشه 

و شخوص حياته الافتراضيين كانوا طواحين هواء فحسب .. 

لا أريد أن يقتلني الوهم ! 

أرغب بميتة أكثر وعيا ، أكتب لي إن شئت قبل أن يتصدع الأرض تحت أقدامنا 

و تشتتنا يد الفراق .. 

صباح الخير يا آدم .. أعتذر لاني توقفت عن الكتابة اليك ، 

لا بد أن تعرف أن القلوب المدفونة في بركة الانتظار سوف يتراكم عليها طين الوحدة 

و قد تنمو عليها عوالق الكره ! 

لا بد ان تفهم اني تعبت من رؤية صندوق رسائلي خاويا الا من الخيبات !

صباح الخير أيها الأصدقاء " الوهميون " ، 

أكره أن أكون شفافة و واضحة لكنني للأسف .. أحبكم !

2 مايو