آدم ..
كل الأكتاف هنا هزيلة !
باردة و راعشة ، لا تتسع لاتكاءة رأس مهزوم و حزن ، أشعر أن الحياة تضاعف لؤمها معي ،
حتى تحشرني في زاوية ضيقة ، تشبك ساقيها ترتشف قهوتها ،
و تضحك بسخرية و برود من بؤسي ..
آدم .. لماذا كان عليك أن ترحل !
هل تعلم يا عزيزي .. لقد فكرت طويلا في غيابك و لا بد أن أخبرك ؛
عندما تعود يا آدم .. أعدك أن أحسن التصرف ،
عندما نقصد النهر لنصطاد السمك ، سوف لن أخبرك عن العصافير الميتة التي تتلقفها صنارتي ،
و عن وجع كل منها ،
و عندما أستلقي على ذراعك في الغابة و تبدأ بسرد آخر ما توصلت إليه الفيزياء الحديثة ،
لن أخبرك عن سمكتي المجنونة التي تمخر عباب الهواء للقاء عشيقها العصفور ،
لن أكشف لك عن الندبات التي تطرز قلبي لأخبرك أني خائفة من فقدك منذ الآن ،
آدم .. كل شيء يبدو مخيفا في غيابك
يقول إعلان تلفزيوني أن ثمة مستحضر يقشر البشرة و يتركها عطرة نضرة ،
برائحة الدراق و التوت ، أنا أستخدمه كل يوم يا آدم ،
لأكشط الحزن الذي يسيل من مساماتي .. و أزيل رائحة الخوف .. لكنه لا ينفع !
أعلم أني هشة و ضعيفة .. لا أليق بالحياة
و أني فتية بقلب هرم ، و عيون لا تبصر سوى النهايات ،
لكنني ..
أحبك آدم !