بين مسلسلات وبرامج التلفزيون والفضائيات وصراع القنوات على مواعيد عرض كل منها، واستقبال شهر رمضان واﻻ-;-رتفاع الجنوني للاسعار ، والمشكلات الطائفية التي تحدث بين الحين والآخر وتملئ صفحات مواقع التواصل اﻻ-;-جتماعي ، واشتعال الآراء حول موضوع تحرير الفلوجة وغيرها من الأمور، نجد الفقراء فقط ينعون أنفسهم وشهيدتهم زينب التي رحلت بهدوء كما ولدت هي وباقي الفقراء رحلت وهي تشكو الى الله فقرها واهمال الحكومة لها وللالاف الفقراء الذين يموتون بالامراض نتيجة الاهمال ، فهم اين ماكانوا وان كانت تفرقهم مئات الكيلومترات من حيث المسافة، لكن يجمعهم الفقر فى المعيشة والمرض والاهمال الحكومي ,تتشابه الوجوه والصور بين قراهم ومناطقهم التى ولدوا ويقيمون فيها سواء بالشمال او الجنوب او الوسط، لا يغضبون لأن الدولة لا تقدم لهم رعاية طبية، أو خدمات تعليمية، أو صرفاً صحياً، أو مياه شرب نقيةلان يعلمون انفسهم منسيون من حكومتهم ، وكثير منهم لا يجد عملا يعينه على الحياة، أما الحلم والمستقبل، فهما كلمتان غائبتان عنهم، ولا تمثلان معنى لديهم، فهم يعيشون اللحظة حاملين فوق أكتافهم هم توفير قوت يومهم هم وأسرهم، هؤلاء هم أبناء العراق الفقراء الأكثر احتياجاً.



بصراحة كنت انوي في مقالي ان ابين دور اﻻ-;-همال الحكومي وسببه في موت اﻻ-;-ﻻ-;-ف بسب تردي القطاع الصحي وان احمل العبادي الى اصغر حرامي في الحكومة موت الشهيدة زينب التي فقدناها على يد الفقر والمرض واﻻ-;-همال ولكني تنبهت اني منذ سنوات وانا احمل كل ممن سبق المسؤولية ولكن لاحياة لمن تنادي , وهنا انتبهت كيف يموت فقرائنا ونحن من يمتلك مئات رجال الدين الذين صدعوا رؤسنا بالتبرعات ودعم الفقراء ولدينا العتبات المقدسة خصوصا في محافظة كربلاء والنجف وبغداد وسامراء والحلة من أهم اماكن جمع التبرعات والهبات التي تسلم لاعانة الفقراء والمساكين , حيث تصل لها الأموال الطائلة على شكل هدايا ونذور بالإضافة واردات ” الصندوق ” أي صندوق الضريح أو الشباك, إضافة إلى العائدات المالية الكبيرة من الأراضي الزراعية و حظائر المواشي والبساتين وعائدات المؤسسات الصحية و الخدمية ومشاريع استثمارية إنتاجية وبساتين والعقارات والأراضي والمصانع التحويلية التابعة للعتبات المقدسة, بالإضافة لأموال التبرعات والهدايا والنذور المادية والعينية التي تصل من داخل وخارج العراق إضافة إلى المنح التي هي بالمليارات المقدمة من رئاسة مجلس الوزراء لإرضاء هذه الحفنة الفاسدة المستحوذة والمسيطرة على تلك العتبات, حيث تصل تلك الأموال بالمجموع إلى مليارات الدنانير شهرياً.

لكن أين تذهب تلك الأموال الطائلة ؟ وعلى ماذا تصرف عائدات هذه المشاريع والأموال التابعة للعتبات المقدسة ؟ خصوصاً عائدات الحضرتين الحسينية والعباسية الشريفتين ؟ فالكل يسمع بالمشروع الفلاني والمزرعة الفلانية التابعة للحضرة الحسينية أو العباسية ولكن أين تذهب واردات هذه المشاريع ؟ من هو المسيطر عليها ؟ من هو صاحب الحق في التصرف بها ؟ وعلى ماذا يصرفها ؟ هل يصل للفقراء نصيباً منها ؟ هل تستخدم لمساعدة الفقراء من الشعب ؟؟!.


الواضح أن ارض العراق ليست بعد بيئة مناسبة لحياة العراقين الفقراء , من الأكيد أنها ليست بعد مكانا يمكن للفقراء أن يعيشوا فيه إلا كخدم , كأتباع , ككادحين من المهد إلى اللحد , و كموتى لا يثير موتهم الجماعي الكارثي و لو شيئا من الضجيج , هذا هو الإرهاب الذي يمارسه الملاك الحاليون للعراق من سياسين ورجال دين بحق الفقراء , هذا الموت البطيء اليومي لفقراء العراق الذي يمر دون أن يلفت نظر أحد حتى ضحاياه في أكثر الأحوال و بالتأكيد الذي لا يسمح له بإزعاج عالم السادة , لن يتغير شيء حتى يشعر هؤلاء السادة بالانزعاج أولا قبل أن يصبح لموت كل هذا اللحم البشري أي معنى....الى ذلك الوقت لترقدي يازينب وكل اطفالنا الفقراء بسلام