في 17 ديسمبر / كانون الأول من عام 2018 نشر فيلم وثائقي على منصة اليوتيوب المرئية مدته 25 دقيقة تقريباً أعده وقدمه وقرأ مادته العلمية رايان مورو – Rayan Mauro – الفيلم كان بعنوان "البحث عن جبل موسى" - Finding the Mountain of Moses - ووقت كتابة هذه المقالة نال هذا الفلم الوثائقي أكثر من 4 ميلون مشاهدة على اليوتيوب ورفعت عليه أكثر من 42 خاصية ترجمة اللغة كون الفيلم لغته الأصلية اللغة الإنغليزية كما تم بث هذا الفيلم أكثر من مرة على قناة Newsmax TV كما نُشر عمله على نطاق واسع ونقلت عنه وسائل إعلام مثل The New York Times و Washington Post و USA Today وتمت الإشارة إلى فيلمه في مجلس النواب ولجنة الأمن الداخلي بمجلس الشيوخ! كما وصف الإعلامي السياسي غلين بيك - Glenn Beck - الفيلم بأنه "عامل تغيير في اللعبة للبشرية"!
قبل المضي قدماً في المقال لا بد من توضيح مسألة مهمة حول جبل الطور / جبل حوريب. يعتبر هذا الجبل عند اليهود والنصارى مفقود وغير معلوم المكان وهم في بحث عنه منذ زمن طويل! وهناك محاولات كثيرة لإيجاده والعثور عليه، انطلقت الرحلات الاستكشافية لإيجاده وكتبت الكتب والمقالات والأبحاث والأفلام الوثائقية التي تحاول تخمين مكانه وتقديم أدلة على ذلك. وتراكمت الأبحاث والدراسات منذ فترة طويلة وفي العصر الحديث بدأت في الثمانينات مع رون وايت – Ron Wyatt - ثم الزوجين كالدويل – Jim & Penny Caldwell - والذين أسهما كثيراً في إيجاد الآثار الدالة على موقع هذا الجبل، حتى وصلنا الآن إلى رايان مورو صاحب أشهر فيلم وثائقي دال على موقع جبل موسى، وسبب شهرة هذا الفيلم تكمن في ثلاث نقاط رئيسية الأولى أنه قصير المدة – 25 دقيقة – كما أن صاحبه معروف وموثوق به من قبل الحكومة الأمريكية! وأخيراً طريقته في طرح الموضوع وهي قراءة نصوص من الإنجيل – العهد القديم – وإسقاطها على الآثار الموجودة.
يحمل مورو درجة البكالوريوس في دراسات الذكاء ودرجة الماجستير في العلوم السياسية وشهادة الدراسات العليا في دراسات الشرق الأوسط وكلها من الجامعة العسكرية الأمريكية. وهو حاصل على شهادة الدراسات الإسلامية من الجامعة الإسلامية على الإنترنت أيضاً!
يعمل رايان مورو كمحلل للأمن الدولي ويظهر دائماً على قناة فوكس الإخبارية وغيرها من وسائل الإعلام - ظهر في أكثر من 2000 مرة في الإعلام -كما أنه رئيس مؤسسة غير ربحية تدير أبحاث جديدة في اكتشاف الآثار التوراتية - Doubting Thomas Research Foundation - خاصة تلك الآثار المتعلقة بسفر الخروج وما يتعلق بها – خروج بني إسرائيل من مصر بقيادة موسى وغرق فرعون وجنوده – وهو من القلة من الباحثين الذين زاروا تبوك والمواقع الأخرى المرتبطة بموسى في الدولة السعودية قبل أن تبدأ الدولة في السماح بالسياحة وتسهيل إجراءات استخراج التأشيرة لها كما يعمل رايان مورو كمدرس مساعد في جامعتي ليبرتي وريجنت حيث يقوم بتدريس الأمن الداخلي ومكافحة الإرهاب.
تمت دعوته في عام 2019 من قبل المؤلف جويل ريتشاردسون - Joel Richardson - للمشاركة في قيادة جولة كانت أول جولة وافقت عليها الحكومة السعودية إلى جبل سيناء – في تبوك - والمواقع الأخرى المتعلقة بالخروج الجماعي لبني إسرائيل في التاريخ السعودي!
محتوى الفيلم الوثائقي:
ذكر رايان مورو في فلمه الوثائقي أن جبل مقلة الذي ينتمي إلى سلسلة جبال اللوز هو الجبل الذي تحدث الله عليه مع نبيه موسى وأنه قابل أشخاص من أهل تبوك أشاروا له إلى الجبل وذكروا له أنه "جبل موسى" ورجح رايان مورو بأن كلامهم قد يكون صحيحاً كون جبل مقلة أسود الرأس على غير عادة الجبال المجاورة له في هذه السلسلة الجبلية أقصد سلسلة جبال اللوز – لذكر العهد القديم بأن الله تجلى على هذه الجبل بهيئة نار! – مذكراً بأن الحكومة السعودية جعلت من هذه المنطقة منطقة محظورة وممنوع زيارتها.
ويذكر رايان مورو المشاهدين بأنه عمل وما زال يعمل في مكافحة الإرهاب وأنه في احدى جلسات التحقيق ذكر له أحد المقبوض عليهم بأن جبل سيناء – جبل موسى – في تبوك والكثيرون يجهلون هذه المعلومة حتى أن الكثير من المسلمين لا يعلمون بها وأنه يجب عدم ذكر ذلك أو نشره بين الناس - كما يقول هذا الشخص خوفاً من تمدد إسرائيل جنوباً.
ذكر مورو المشاهدين بقصة موسى وهروبه من فرعون ولقائه بنبي الله شعيب في مدين – مدائن شعيب في تبوك – واقتراب عدد من أهل تبوك ليؤكدوا له بأنه هنا التقى موسى بشعيب وهنا يقع البئر الذي وقف عليه موسى! – في قصة البئر المشهورة المذكورة في القرآن - ثم ناقش مورو فكرة العبور وأنها كانت من منطقة نويبع جنوب شرق شبة جزيرة سيناء نحو تبوك – البدع تحديداً - وقدم أدلة جغرافية وعلمية على ذلك لا يسع ذكرها في هذه المقالة منها تسجيل آثار فرعونية عسكرية تقبع أسفل البحر بين نويبع وتبوك. ومن الأدلة أيضاً أن موسى وبني إسرائيل خرجوا من مصر نحو تبوك هو وجود 12 بئر في منطقة تبوك – على عدد أسباط بني إسرائيل – كما توجد رسمات أثرية على بعض الصخور تعبر عن العجل الذهبي الذي بناه السامري بعد غياب موسى لتلقي الألواح! كما توجد آثار على مقبرة جماعية قد تعبر عن الثلاث آلاف إسرائيلي الذين قتلوا بعد عبادتهم العجل الذهبي بأمر من الله! ووجود آثار لمذبح للأنعام و 12 صخرة للتضحية عليها.
وأشار إلى وجود كهف رشح أن يكون هو كهف النبي إيليا – كما هو مذكور في العهد القديم وهو نبي الله إلياس – كما أشار إلى صخرة ضخمة اعتبرها صخرة موسى والتي انبثق منها الماء كما هو مذكور في نفس الكتاب – العهد القديم - وفي القرآن أيضاً كما أن أهل تبوك الذين قابلهم أكدوا له أن هذه الصخرة يسمونها صخرة موسى. كما وجدوا آثار مكتوب عليها "يهوه" وهو اسم الله عند اليهود وصخور أخرى عليها رسم "المينورا" وهي رمز يهودي أمر الله موسى بوضعها في خيمة الاجتماع والتي أمر الله ببنائها والاجتماع فيها هي الأخرى أيضاً كما أضاف أنه يوجد في تبوك وادي اسمه وادي موسى!
كما عرض مقابلة لـ بوب كورنيك – Bob Cornuke – والذي يعد من أوائل من زاروا تبوك للبحث عن جبل سيناء المفقود عند اليهود والنصارى مع طيار عسكري من الحرب العالمية الثانية – Clyde Morgan - ذكر أنه حلق بالقرب من سلسلة جبال اللوز وشاهد جبل مقلة والمرجح أن يكون هو جبل موسى أو جبل الطور عند المسلمين أو جبل حوريب أو جبل سيناء عند اليهود والنصارى كما هو مذكور في العهد القديم.
وفي ختام هذا الفيلم الوثائقي أشار رايان مورو إلى عدد من الشخصيات التي ألهمته لعمل هذا الفيلم التوثيقي للآثار التوراتية في تبوك ومنهم جيمي وبيني كالدويل -Jim & Penny Caldwell - والذين سنتطرق لهم في المقال القادم باعتبارهما هما من ألهما جميع المهتمين بهذا الموضوع ومن ضمنهم آفي ليبكين - Avi Lipkin - صاحب كتاب "العودة إلى مكة".
خلاصة المقال
- جبل حوريب / جبل الطور جبل مفقود بالنسبة لليهود والنصارى (لا يعرف مكانه)
- حاول رايان مورو تقديم جميع الأدلة على وجود الجبل في تبوك وليس شبة جزيرة سيناء
- الفيلم الوثائقي ربط بين النصوص التوراتية الإنجيلية وبين الآثار الدالة علي ذلك
- حاول التأكيد على اكتشافات جيم وبيني كالدويل ورون وايت بأن الجبل في تبوك فعلاً
- حاول رايان مورو التأكيد على عيش موسى في تبوك من خلال خبرته الأمنية في التحقيق مع بعض المسلمين الذي أكدوا له على أن جبل الطور في تبوك وليس سيناء
- أكد على تكرار أهل تبوك اسم موسى على كثير من الأشياء منها: وادي موسى وبئر موسى وصخرة موسى وعيون موسى وجبل موسى
- لم يقدم أي مقترحات توسعية أو احتلال للمنطقة على عكس آفي ليبكين
- طالب بالحفاظ على هذه المنطقة المقدسة وفتح أبواب الزيارة لها لليهود والمسيحيين!
يتبع ...