إنها الثالثة صباحا ، و أنا ؛ أدور في المنزل كمدمنة حان للتو وقت جرعتها من المخدر ..

أفتح باب الثلاجة للمرة العاشرة ، لا شيء حلو !

كان علي أن أكف عن التصرف بذوق و غباء لو احتفظت بقطع السينابون لكان أجدى من إهدائها للجيران ،

أفتح الخزانة أجلس القرفصاء و أدس يدي في حقائبي .. واحدة تلو الأخرى ؛

مناديل معقمة .. مناديل ورقية .. اوراق علكة فارغة ، مطويات لنتائج تحليل أمي ..

بالمناسبة .. ماما تملك في كل من حقائبي أكثر مما أملك أنا فيها لكن هذا غير مهم حقا ،

قرط لا أخ له .. خاتم أضعته منذ شهرين ثم نسيت لاحقا أني أملكه ،

هذه حسنات الحرب أيها المتذمرون .. انظروا الى المرونة و التأقلم ..

لا سنيكرز لا فليك .. و لا قطعة حلوى واحدة ،

هذا المنزل ما عاد صالحا للعيش أكثر ، فيما أدس بكآبة حبة من التمر في باطن خدي الأيمن أتساءل ،

كيف و لماذا يحدث هذا ؛ لقد شاهدت الأخبار و لم أذرف دمعة واحدة !

شاهدتها كشيطانة لا قلب لها .. لم تشذ عن إيقاع قلبي نبضة واحدة ،

لم أرتعش لم أشتم .. ..

ثم ، لقد قالوا لي إنهم يحبونني فقط .. دون أي إضافة ،

فانهمر الدمع حتى غسل وجنتي و عنقي ، كأن لي بضعا و عشرين عينا تذرف كلها في آن معا !!

هل يبكي المسوخ هكذا !

خلت قبلا أن المسوخ لا تبكي .. إذن ما هي حقيقة هذا الشيء الذي تحولنا إليه أو تحولت إليه وحدي .. !

لا أعلم .. ثم إنه أمر غير مهم حقا ،

غدا صباحا .. سأقصد السوق و أدس في كل حقيبة حفنة من الأشياء اللذيذة ،

و ذات حاجة و إدمان سأشكرني جزيلا .. و تشكرني حبة التمر المخزنة في فمي منذ ربع ساعة بل أكثر .. .