نص ( هي ذات أهداب ) .. 


هيَ ذاتُ أهْدابٍ

 منَ الصَّحراءِ 

تَكـتَحـِـلُ المساءَ 

البِكْـر والـشِّعرَ 

الـقَديم ْ..


هيَ ذاتُ أكْـتافٍ 

كأجْنِحَة التِّلالِ 

تُـساوِرُ 

الـعُنُقَ المُكابِر َ

والـقَويمْ ..


هي قُـبْـلَـةُ 

الأزهَـارِ تَحْتَكِـرُ

الشَّـذَىٰ ،،

وتحيةٌ للـمَاءِ

في بَـهْـوٍ دِمَشْقِيِ

النَّـسِيمْ ..


هيَ جُنْحَةُ الأقْلامِ 

حينَ تَـهُـزُّهَا 

النَّشْـوَىٰ ،،

ومَوعِدُ الكَلماتِ 

في الـوَرقِ 

الأثَـيـمْ ..


هي َمنْ صُنُوفِ

الخَـيلِ ،،

تقتَـحِمُ المَدىٰ ،،

وتَقُــضُّ أحْـصَانَ

الـدِّفـاعِ بِـلا 

هُجُـومْ ..


هيَ مِـنْ طُقوسِ 

النَّـارِ ، ولُـجَّةُ 

الهَـذيانِ ،، والمَوْتُ 

الرَّحـيمْ ..


لِمَ كُلُّ هَذا السِّحْر

في عَيْنَيْنْ 

يَخْتَـطِفُ الهَوَىٰ ،،

ويَـحُدُّ مِـنْ 

ألَـقِ الـمَواسِـمِ 

والنُّـجوم ْ..


لمَ كلُّ هَذا الوَقت 

بينَ يديْنْ

يسْتَـلبُ القِوىٰ ،،

ويُحيلُ مُبتدأَ 

الحديثِ إلىٰ 

وُجُـومْ ..


لمَ كُلُّ هذا الصَّمْتْ 

في شَـفَتينْ 

يَعـتَصِرُ الجَوىٰ ،،

ويُـعطِّـلُ الـقِيثار َ

عَـنْ طَــلْـقِ 

الــرَّنـِيـمْ .. 


أيُّـهَا الشَّـادِي 

بـِزَقْـزَقَـةِ الـصَّـبَا ،،

هلْ ثَـار َ فِيكَ 

السُّـهْـدُ والـتَّـوْقُ

الظَّـلُومْ   ..  


أمْ أنَّ فِـي ليْـلاكَ

قافيةٌ شَدتْ 

حــتَّىٰ الصَّــباح ؛

وشِئْـتَ دونَ 

الحَـرْفِ أجْــواءَ 

النـَّديمْ ..


فوسَـمْتَ أوراقَ

الشَّــقَائِــقِ 

بالـنَّدَىٰ ،،

ووشيتَ بالحُسْن ِ

الجَـلِيـس ِ

إلىٰ رُسُــومْ .. 


هَـلْ ليِ أسَــافِرُ

في حُـروفِكَ حَـامِلاً 

شِـعْـراً وألحاناً

 لـــهَـا ،، 

بِمَـعِـيِّةِ الـرُّؤْيَـا

وأظْـــلالِ 

الـغُيُومْ ..


هَــلْ لِي أنَـاوِرُ 

في فَـضائِكَ مُلـقِياً

قَـمَراً وعِطْراً ؛ 

وارتِعَـاشَةَ صَنْدَلٍ  ،

وأسَاوِر َالـقُزَحَ

الـيَتِيـمْ ..


فَوصِيَّةُ الأحْلامِ

لِي ، شـوقٌ بِـنَـبْـرةِ

عاشِــقٍ ،،

وعـناقُ سَــهْـو  ٍ

صَـادقٍ ؛

حــيَن يَشْـتَدُّ 

اللُّــزُومْ ..


           د. ناشد أحمد عوض