تعلمنا و بشكل مزعج في جميع مراحل الدراسه عن أهمية الصبر و اكتشفنا فوائده و ما الى ذلك 

لكن هل أدركنا انه في يوم من الأيام ستفقد به كل مخزونك من ذلك الصبر ؟ 

فعلا ً قد تضيق ذرعا ً بتلك المرحلة التي وصلت اليها و تكتشف بها شدة ضعفك و قلة حيلتك 

و هذا هو السر و الهدف من كتابة هذا الموضوع الذي اتمنى من الله ان يجعله ذو فائدة قيمة 

لكل من اصبح واقفا ً أمام جدار اليأس او قبالة حفرة الندم على ما فات و حسرة على ما تم ضياعه 

جميعنا ً نبلغ تلك المرحلة و بالطبع ليست بالمرحلة الجيدة او التي تتمناها لأحبابك 

قال الإمام الشافعي : 

و لرب نازلة يضيق بها الفتى ذرعا ًو عند الله منها المخرج

ضاقت فلما استحكم حلقاتها فرجت و كنت أظنها لا تفرج !

أكتب لكم الآن و انا في قمة التشتت و الانهزامية و عدم الاتزان في القرار و حالة لا يعلم بها الا رب العباد 

اكتب لكم الآن و انا في قراره نفسي متيقن ان الفرج من الله قريب لا محالة 

و لكن تركيبة العقل البشري لا يعي كيفية حل تلك المعضلة او كيف ستكون النهاية في ذلك الامر ابدا ً 

و لكي تعلم ان الانسان ضعيف بكل امر سيء يحدث له و قد تكون مشكله بسيطة هي القاتلة بالنسبه لذلك الانسان 

قال الله في محكم تنزيلة

إِلاَّ الَّذِينَ صَبَرُواْ وَعَمِلُواْ الصَّالِحَاتِ أُوْلَـئِكَ لَهُم مَّغْفِرَةٌ وَأَجْرٌ كَبِيرٌ 

هود: 11 

وَالَّذِينَ صَبَرُواْ ابْتِغَاء وَجْهِ رَبِّهِمْ وَأَقَامُواْ الصَّلاَةَ وَأَنفَقُواْ مِمَّا رَزَقْنَاهُمْ سِرًّا وَعَلاَنِيَةً وَيَدْرَؤُونَ بِالْحَسَنَةِ السَّيِّئَةَ أُوْلَئِكَ لَهُمْ عُقْبَى الدَّارِ 

الرعد: 22 

أُوْلَئِكَ يُجْزَوْنَ الْغُرْفَةَ بِمَا صَبَرُوا وَيُلَقَّوْنَ فِيهَا تَحِيَّةً وَسَلامًا 

الفرقان: 75 

الآيات كثيرة جدا ً يذكر بها على ان لكل من صبر المغفرة و الجزاء الكبير على شدة صبره 

و قد نختلف جميعا ً بأشكال صبرنا 

قد نصبر على أذى أخ او اخت او صديق او حتى الوالدين 

اشكال كثيرة تختلف كما نختلف جميعا ً بظروف حياتنا 

لعلك عزيزي القارئ تقف عند احد تلك السطور و لسان حالك يقول 

( ماتحس فيني انت انا اشوف شيء ماتقدر تصبر عليه )

و تيقن ان ردي سيكون كالتالي : 

اعلم رعاك الله ان أي مشكله تمر بك ستكون في نظر غيرك بسيطة 

و اي مشكله تراها تحل و توقع بأحدهم ان حلها بسيط في نظرك انت .. 

اتعلم لماذا ؟ 

انك ترى مشكلتك من باب واحد لا ثاني له و تجبرك المشاعر و الاحاسيس ان تراها كما تراها الآن 

و لكن غيرك ينظر لها بمنظور اشمل و اكبر و بذلك تتوسع لديهم الحلول لمشكلتك اكثر من مشاكلهم الخاصة 

لا أشجع ان تنشر مشاكلك و تخبر بها كل من هم حولك لا اطلاقا ً

و لكن هناك دوما ً صديق مقرب لك يعي ماتقوله و يحس بما تمر به 

تيقن ان أغلب الحلول تكون موجوده لديه اذا ما كان يخاف الله و يلتمس رضاه سبحانه 

فكل من كان قريب من الله 

قرب الله به كل خير و جعل في مايقوله خير 

و فيما يفعله خير 

و فيما ينصح به خير ايضا ً 

انا مثلك تماما ً 

لدي مشكله كبيرة و انظر لها من باب واحد و لكن مامن صديق مقرب في الوقت الحالي يتواجد بالقرب مني 

فلذلك سامارس أصعب عمل الا و هو الصبر 

سأصبر حتى يأتي من الله فرج كبير 

أبتسم بسببه حتى ينهك فكي