من زجاج النافذة للغرفة ١٩ في الطابق الثالث قسم الأورام صوت جهاز التخطيط يرن كل ثانية مزعج كطنين الذباب ، المغذي يقطر في نعاس شديد ، عقارب الساعة تمشي ببطئ على غير عادتها
يتأمل إنعكاس وجهه يرى خطى الزمان على جبينه وخديه يرى شتائه الأبيض على رأسه، شاخص في طرقه في سعيه يدرك يدرك حقاً أنها بلا جدوى ، قد سرق الوقت منه خمسون سنه كيف يستردها؟ لمن يشكوه ؟ من يملك محاكمة الوقت أيتعذر بجهده الذي اهدره طريقه سدى ؟ كيف يقنع الحياة أنه بذل أقصى ما لديه ؟ لا يزال تائهاً مبعثراً واهناً لا يتذكر سوى كلمات الحث على الكفاح وبذل الجهود والتشجيع الأحمق كفاح لماذا ؟ و إلى متى يبذل الجهد ؟ أين يتوقف و أين الوجهه ؟ بعد مرور الخمسين بخطاها الثقيلة عليه لا يزال يردد من يكون ، يبحث عن جواب السؤال خمسين ما معنى الحياة؟ يحدق لا يجيب إلى أن تُغلق الممرضة عيناه .