الساعة العاشرة مساءً البيت يستعد للنوم الأم منشغلة بإغلاق الأنوار تأخذ جولة صغيرة في المنزل تتأكد من أن الكل في غرفتة تتفقد وتسأل إن كان هناك أي شيء يريدونه قبل نومها أخيراً تذهب لغرفتها وتغلق الباب خلفها ، يبداء السكون يدب في أرجاء المنزل ظلام دامس
أعتاد سعد على الظلام الليل و عتمة النهار هو شيء قد تسرب إلى روحه و إستوطن فيه منذ زمن بعيد يغلق بعيون ناعسه جهازه يضع نظارته على مكتبه وينهض بخطوات مثقله إلى السرير فوضى تلم به من الداخل ضجيج يمنعه من النوم يضع رأسه على الوسادة تبدأ التساؤلات تنهمر كالمطر لا تتوقف ، أولها مثل شعبي "كل واحد له من اسمه نصيب "
يفكر في معنى اسمه جيداً اتراه له معنى اخر ام هو الاسم يجر ضده كقطبي مغناطيس ، ربما كان اسم سعد يحمل ضده
سعد سعيد
تعس تعيس
هذا التفسير الوحيد لما يمر به كل مساء يجتر خيباته يحصيها تزداد كل يوم بل كل ساعة
هل ستضل الحياة هكذا ؟ من أين أتت كل هذه الهزائم كيف حتى أنه لا يتذكر حروبها لما هذا الشعور بالنقص الدائم العجز المُذل الحلم الفقير و العزيمة التي تعبت من شحذ قوتها إلى أين يسير وكيف تشابكت طرقه كيف نبذته وجهته كيف جذره الخوف في مكانه تمر الأيام عليه أين ترك طفولته حين إلتقى بفواجع شبابه متى يمهد الطريق متى ينير النفق ؟
يحاول إبعاد أفكاره يحاول النوم
العالم سيئ فكره تفتح باب جحيم آخر
و بطريقة ما يشعر بأنه المسؤل عن كل مايحصل من حروب و لجوء وخوف وسوء و احتضار الكوكب بؤس الناس الفقر المجاعة
كيف يكف أذى العالم عن العالم يداه الصغيره ماذا ستصلح من قرون التخريب كتفه هل ستسند انهيارات عجزت البشرية ان توقفها يدرك انه عاجز جداً هو ضد العالم تثقله المسؤلية اليتيمة لمن يشكو العالم ؟ من ينصفه في قضيته يرد عليه الصمت بأن لا أحد
يشق آذان الفجر الصمت معلناً عن بداية يوم جديد و امتداد ظلام سعد لنهارٍ آخر