نعلم جميعآ ان من أساسيات الأسره دائما ً و ان تكون مكونه من أب و أم و أبناء

مهما كانت كبيره او صغيره تلك الأسره و دائما مانسمع بيوم الأم تعظيما و تمجيدا ً لتلك الشخصيه الجميله التي تحمل بين ثناياها كل انواع الحب لأبنائها و مكامن الخوف عليهم و حفظهم من كل مايمس بهم

و يعلم الجميع ايضا مكانتها و يجب لكل شخص منا البر بها و الانصياع لاوامرها اذ ان الجنه تحت أقدامها دوما

ننتقل للجهه الاخر و الركن الأساسي من أركان الأسره الا و هم الأبناء و نعلم جميعا ً ايضا عما يجب عمله تجاههم و ان ابسط حق بسيط لهم تسميتهم بمسميات راقيه و الخوف عليهم و وجوب تلبيه احتياجاتهم الخاصه بكافه مراحل حياتهم و ان يكون الجميع عونا ً لهم من كل النواحي تربيه تعليم صحه جسديه و نفسيه

اعلم اني اطلت عليكم كثيرا ً و لكن اريد ان يعرف الجميع مكانه كل قسم من اقسام الأسره بشكل مبسط و سريع

تركيزي في هذا الموضوع المتواضع على شخصيه الأب بشكل عام وخاص

الأب

عادتا ً ما يتبادر الى اذهاننا تلك الشخصيه المليئه بالهيبه

و الجبروت في البيت و مخافه عمل اي امر قد يغضبه او يعكر صفو حياته و انا لا أدعوا الى العكس اطلاقا ً لكن اتجه

بالحديث عن الأب السلبي في بيته المحطم لأحلام أبنائه اذ أن بعض الأباء هداهم الله يمتلكون حب التحطيم و العبث و التصغير لأبنائه مهما كان ابنه او ابنته كبيرا بالسن او صغيرا ً مراهقا ً و يتذمر بعض الأباء من عقوق ابنائهم لا يعلم أن هذا حصاد مازرعه من خلال معاملتهم معامله جافه و الامر المذهل يجد أباه لم يحاول حتى تكوين بيت للعائله و قد رضي بمعيشه الإيجارات المتكرره و التنقل من بيت لآخر و جميع من في البيت و حتى جدران البيت يعلمون أن بمقدرته بناء بيت لاحلام ابنائه و لكن مع هذا يسخر جهده و طاقته الماديه للسفر و المرح و اللهو الذي لا يستغرب على السفهاء اطلاقا و لكن يستغرب بمن اصبح ابنائه أطول منه و اعمارهم تجاوزت العشرين الم يفكر أن الدنيا ليست باقيه له الم يفكر أن الاروح تقبض دائما ً على غفله من الشخص ؟

رأيت في حياتي الخاصه و من خلال مجتمعي تلك الشخصيه الكريهه و انا لا أعب اطلاقا عن كره الأب بجميع اصنافه لكن هذا النوع السفيه من تأخرت مراهقتهم حتى تجاوزا سقف الخمسينات من يجعل متاع اليوم اهم من متاع المستقبل و من يفكر بإبهاج صدره و يرمي بأبنائه عرض الحائط متجاهلا زمانا صعبا شديدا لم يتحمله الكثير فما بالك بأبناء انت في اساس الأمر لم تهيئهم لمجابهتها و لم تزرع فيهم حب البناء و كان ديدنك دائما ً الهدم و التحطيم لكل بذره جميله لم تكن تحتاج منك سوا قليل من السقيا و حمايتها من اشعه الفشل التي كانت متوقعه من الجميع بإستثنائك و لكن انعكست الآيه و كنت انت النار المتأججه التي احرقت بذور الطموح التي كانت تسمكن قلوب ابنائك 

كثيرا ً ايضا نسمع بجرائم كثيره مختلفه الانواع و مايثير غضبي في حقيقه الأمر خروج ذلك الأب المتزعزع نفسيا ً على الملأ اذ انهم فعلوا بإبني و فعلوا بإبني ... !

سؤال لكل أب يحمل تلك المعالم الم تشتري له سياره و شجعته هدفا ً لبث روح المسؤوليه في ابنك ؟ ام تخلصا ً من امه و مسأله توصيلاتها المتكرره .. ؟؟؟؟

تبادر الى ذهني أب يذكر لي قصته احد ابنائه لي شخصيا ً يقول أن أبي صاحب وظيفه راقيه و راتب يغطي احتياجاتهم بثلاث اضعاف و انه لا يريد أن يمتلك بيتا ً و انه هو و اسرته يسكنون ببيت مستأجر و في حي متواضع للغايه مقارنه بوظيفته و سألته ما اذا كان لديه بعض الديون و ما الى ذلك قال لي لم يزر البنك الى في حاله سحب راتبه كامله و اعطاء والدتي مبلغ يسير لها و لنا و الباقي الى اقرب رحله الى ابعد جهه في العالم .. !

كان يعاملنا بالبيت كمن يعامل قطع لعبه الشطرنج يحرك فلانا حركه بسيطه لا يعاتب لا يشجع سلبي للغايه و حتى اذا ما توظف احدنا يستقطع من راتبه ليجعله في خدمه البيت كامل و هذا طبعا ً السبب الظاهر للعيان و لكن اغلب ذلك الاستقطاع يرحل برحله بلا عوده الى حسابه الشخصي و كان يحبطنا عن اتفه الامور و عن اعظمها و حتى مع تخرج احد اخوتي من السلك العسكري لم يقل له حتى مبروك التخرج و اكتفي بإعطائه الشروط و الواجبات على راتبه الخاص و يخطط و يدبر و كانت عمله الريال دائما ً مرسومه على عينه 

سالته ما اذا كان يعاني من امراض نفسيه و اجابني بانه طبيعي ولا يدخن او يستعمل أي نوع من المخدرات او المسكرات سكتنا قليلا ً ثم ضحك فجأه و سالته عن هذا الامر المفاجئ المستدعي للضحك قال أن مايضحكني هو أن أبي دائما يقول لوالدتي أن ابنائي لا يحبوني !!!

اعزائي يا من تملكون أبناء في عمر الزهور ازرعوا فيهم روح الأمل روح الطموح روح البناء روح الجماعه روح الأسره و تاكدت أنك أن زرعتها به سوف تحصدها في قادم السنين سوف ترى بإذن الله ابنك طبيبا ً او مهندسا أو ضابطا ً أو ذو مكانه مرموقه

و سيبر بك و يطيع اوامرك بلا تردد لأنك بعد الله سبحانه من كنت السبب في كل ماهو عليه الآن .

اعلم هداك الله انك رب الأسره و أن ماتزرعه ستحصده عما قريب بغض النظر عن تلك البذور المراد حصدها في اجساد و قلوب ابنائك