الوعي العربي و أولي خطوات العودة 

منذ بداية استعمار الدول الأوروبية لمختلف البلدان العربية تراجع مستوي الثقافة بشكل كبير في تلك المجتمعات بسبب الاضطهادات والممارسات التي كانت تمارس من قبل المستعمر لطمس ثقافه الشعب المحتل بغيه فرض هيمنه الأقوى الذي يمثل الرقي والتقدم الذي يريد ان يبثه في ارجاء البلد المعني فأصبح يصب كل توجيهه ناحيه تلقين الثقافة الأوربية بالملعقة للجيل الناشئ كي يستفيد من ذلك فيما بعد ، لكي يعمل المحتل ذلك بكل اتقان يجب عليه ان يفهم معني الثقافة وان يكون دراسات عنها و يرسل مستشرقين للبحث عن هذا الكنز الخفي في بلاد الشرق ، فما هي الثقافة ؟                             

الثقافة هي تعامل افراد المجتمع مع بعضهم البعض في وضع متجانس، الشق الأول عندنا متحقق الا وهو التعامل فمن الطبيعي ان يتصل افراد البلد الواحد مع بعضهم طيلة مكوثهم في قطر واحد اما الشق الثاني " التجانس " فمفقود فكيف كان التجانس قويا بيننا والان اصبح واهنا لم يعد يؤثر في شيء ؟ ، لكي يحقق التجانس غايته لا بد ان يكون الافراد يفهمون وضعهم الحالي والسابق باختلاف طبقاتهم الواسعة وان يتساوى الكل هنا تحت رايته لكي يتم المبتغى وتتشكل عنده ثقافه واحد تحيط بالكل                       

ابان تقلد سيدنا عمر بن الخطاب لخلافه المؤمنين  وقعت حادثه شهيرة كان هو السبب الرئيسي فيها عندما خطب في الناس حتي وصل الي الكلمة المرادة التي نريد الحديث فيها " إذا رأيتم فيّ اعوجاجاً فقوموني " فما كان رد البدوي المتلقي لكلماته هذه الا " قومناك بالسيف "  فلم يكن من الغريب علي اذن السمع شيء كهذا ن لاحظ هنا المفارقة بدوي وامير المؤمنين الأول لا يهتم الا بأغنامه وماشيته والثاني يقع علي كتفيه حمل امه واسعه تمتد من البحر الي البحر مكانتهما مختلفة وهما يعلمان ذلك ولكنها يعلمان أيضا انهم شركاء في هذه الامه و عليهما ان يكونا عضوا فعالا فيها لم يكتفي البدوي بمهنته فقط وترك مقاليد الحكم لمن هو اعلي منه بل يعلم يقينا لا يستطيع احدهم تغييره انه تقع عليه واجبات تجاه امته كمثل التي تقع علي امير المؤمنين ، هذا ان دل فأنه يدل علي تمتع كل فرد ان ذلك بثقافه عالية فالكل كان متفقها في الدين ومدركا لعاداته وتقاليد من سبقوه ومتمسكا بشرائعه الدينية ، اما اليوم فالغالبية في هم لما يدور حولهم من مستجدات ولا يستطيعون مواكبتها ، كيف يواكب الجديد وهو لا يعلم القديم !                                                                                                                                   

                                                                                                                               

الفكر

ما يفصل بيننا كعرب و اهل الغرب هو الفكر وطريقه استخدامه هنا نصل الفكر دائما بالمادية والشيئية فنحن لا نري التقدم سوي بالأسلحة والصواريخ والسيارات ، اما الغرب فالقيمة هي التي تطغي علي كل شيء القيمة الفكرية هي من جعلته يتسيد الأمور الان اصبح مؤمن بها ويطور منها بل ويصدرها الي عقول الجيل الناشئ عن طريق التربية فيكون كل جيل امه جديده متمسكة كل التمسك بما يفعلون حتي لو كانوا غير مقتنعين بأفعالهم ولكنهم يدركون ما الذي يفعلونه ولما اما نحن فقد عطلنا ادمغتنا واتجهنا الي التقليد الأعمى انبهارا لما يقدم لنا من الخارج نحب الاستهلاك وكره التفكير .                                        

التوجيه 

اما التوجيه فحدث ولا حرج في اسوء حالاته من شروط التوجيه الصحيح الاقتصاد في الوقت والجهد لن تجد سوي بلد عربي او اثنان يفعلون ذلك اما الباقي فينساق داخل رحايا البيروقراطية التي انتهت من العالم اجمع ولم تجد ملاذا الا عن العرب ، المبشر ان الشباب قد اصبح مدركا لكل ما تحدثنا فيه سابقا ويعلم ما الذي يعطله عن التقدم يحاول التغيير ولكن الظروف لا تساعده فلم يعد امامه سوي بناء        

ظروف جديده تساعده في بناء طرق جديده يذهب بها الي من سبقوه ليستسقي منهم ما تركوه ، اصبح الان الشباب موجه لنفسه فمن صلحت نواياه صح ومن فسد او كان مغيب فقد سقط من الحسبان ؛ الأيام القادمة ستشهد تغيرا كبيرا في الساحة العربية خصوصا بعد الاهتمام المتزايد من قبل الجيل الناشئ بالقضية الفلسطينية فأصبحت الاعين الان موجهه اليها بعد صمت دام كثيرا لم يفهم احدهم لماذا طالت فترته !                                                                                                                        

 

حسن هلال