صناعه السينما في مصر!
كل الصناعات الموجودة منذ بداية الانسان في التخطيط والتفكير لإنشاء عالم جديد ترتبط بأساسات وضعت لتبني عليها تلك الصناعات وتتطور وحديثنا هنا عن السينما بالطبع صناعه عالميه تتطور يوميا و تتمتع بزخم جماهيري يجعلها تنافس اعتي الصناعات ، لكن في مصر ومنذ اكثر من عشر سنوات الوضع في هبوط مستمر ولا اتحدث هنا عن الامور التقنية لا بل عن الوضع الفكري الذي يرفع من شأن العمل او يحط منه ، تقنيا نمتلك احدث الأدوات ونتمتع بمواقع تصوير يرغب الناس دوما فيي الحضور واستغلالها ، لدينا مقومات عده لنغدو في اولي المراتب علي الأقل عربيا لكن الامر يخرج من بين أيدينا عام بعد الاخر ودون سب واضح .
مشكله الفكر
الفكر هو العامل الأساسي المشترط به نجاح العمل اذا كان فكرا متراخي غير واضح لن يضيف للعمل قيمه كالتي نراها في الاعمال الأجنبية ، هم متفوقون علينا من جه التمسك الشديد بأفكارهم حتي لو كانت خاطئة في بعض الأحيان وتختلف اختلاف تاما عن معتقداتنا الا انها تصنع لنفسها حيزا تتوطن به لتضع العيون عليها حتي وان كانت الآراء حوله سلبيه فقد اثار ذلك مبتغى المخرج " جع المشاهد يتفاعل معه بطريق غير مباشر " ن اما نحن فمازلنا نقيد انفسنا بالقولبة الجاهزة غير مدركين ما يدور حولنا من مستجدات وغير مهتمين بماضينا ، شي عجيب ان نسأل بعد ذلك لماذا لا تتقدم صناعتنا ؟! ، نحاول بكل جهد ان نحاكي ما يقدمه المجتمع الغربي دون اعمال عقلنا قليلا والتفكير فيما يهمنا نحن كمجتمع له مشاكله الخاصة نتطلع دائما لما هو بعيد عن متناول أيدينا .
النص السينمائي
ما يجعل العمل عظيما هما عاملان اساسيان " المخرج و السيناريو " لن انكر اننا نملك الان علي الساحة مخرجون جيدون يستطيعون انتاج عمل اصلي مرتبط بأفكارهم الخاصة المستمدة من مجتمعهم لكن ما يعوقهم دائما هو " السيناريو " كما ذكرت لقد تقدمنا في عده أوجه ولكننا لمن نقترب من ان نطور في النص الذي يقدم علي الشاشة واذا كان النص متقنا ستجد عملا يتمتع بصفات الجذب ، يستقطب الجماهير سواء محليا او عالميا فالقصة هي المحرك الذي يدفع العمل الي الامام فعليا لم تعد تجد قصه جيده تريد انت ان تكملها في وقتنا هذا ، استهد هنا بحديث قد دار مع الدكتور يحي الفخراني " من خلال احد الصحف المحلية سؤل خلالها عن عدم مشاركته المستمرة في الاعمال الفنية سواء سينمائية او تلفزيونيه فأجاب انه" لم يعد يجد السيناريو الذي يريد ان يعمل به" ، فقر تام يطغي علي الساحة ويجعلها تنحصر في عملين او ثلاثة سنويا مقولبين يعي المشاهد ما سيحدث مقدما بسبب كثره مشاهدته لأمثال تلك الاعمال .
الإنتاج
اتحدث هنا عن الإنتاج كمشكله ليس بسبب نقص السيولة ولكن بسبب قله الوقت الممنوح للمخرج لينتج عملا فنيا ذا قيمه ، في الخارج قد يصل الامر بالشركة المنتجة لمنح الحرية المطلقة للمخرج للتحضير للعمل واخذا الوقت الكافي الذي يريده قد يستغرق الامر عام او اكثر لإنتاج عمل اصيل يعرض في السينما ويستمتع به المشاهد اما هنا نحن نتفاخر بإنجاز العمل في وقت قياسي ثلاث أسابيع او اكثر ويتنج شيء خالي تماما من الفكر يعتمد علي التسويق التجاري وابطال الأفلام ذوي العضلات المفتول لينقذوا الموقف في اخر اللحظات فتحول الامر الي تجاره بحته لا تنوي تقديم شيء بل اكتساب الأموال .
عل من يقع العاتق؟
في الحقيقة هناك عده أطراف معنيه بهذا الامر أولها المخرج فهو الشخص الوحيد المسئول عن تغيير مسار السينما ودفعها للأفضل ومع الأسف لن يستطيع المنتج ولا كاتب السيناريو الاشتراك في الامر لان المخرج هو يعطي أجزاء من فكره ويصبغ بها جميع عناصر العمل بداية من الممثل حتى مصباح الإنارة الموجود في موقع التصوير، ثانيا المشاهد هو من يضع مقياس الذوق العام في المجتمع فاذا قبل بما يجري الان فلابد ان يستمر الوضع حتى يستفيق.
حسن هلال_