الحلقة الأولى: موقف غير بعض قناعاتي 

بينما كنت في طريقي أقود السيارة مسافرا بين مدينتين لإنهاء بعض مهامي الوظيفية، وأثناء السير قررت التوقف على الجانب الرملي من الطريق لقضاء بعض دقائق من الراحة، وعلى بعد عشرات الأمتار توقف أحدهم مشيرا بكلتا يديه يحاول إيقاف أي من السيارات المسرعة ليضمن وسيلة توصيل الى مقر اقامته بالمدينة التالية، ورغم كل محاولاته لم يتمكن من إيقاف أي من السيارات ليلحق بأي منها.

لقد كانت قناعتي أنا أيضا، اذ لم أكن أنوي أبدا أن اتوقف لهذا الرجل ليركب بجواري فلم أكن أعرفه ولا أعرف من يكون.

قررت الان أن أتحرك بالسيارة من الجانب الرملي من الطريق الى الطريق الرئيسي، ولكن بلا فائدة، لقد تعثرت السيارة في الرمال ولا تريد التحرك، أصبت ببعض الإحباط اللحظي ثم سرعان ما تجاوزته وخرجت من السيارة أحاول بيدي الاثنتين إزاحة الرمال المحيطة بالإطارات، لقد كان عملا شاقا حقا، وكنت أتمنى لو أن يساعدني أحدهم في هذا الموقف الصعب.

وبينما أنا كذلك وخلال قرابة الدقيقتين نظرت أمامي فاذا بصاحبنا الذي لم أكن أنوي أبدا مساعدته يأتي مسرعا لمساعدتي وينزل الى جوار الإطارات يحاول إزاحة الرمال، تعاونا سويا حتى تحركت السيارة في النهاية بفضل مساعدة هذا الرجل.

لقد تعلمت يومها درسا إداريا هاما، اننا لن ننجح أبدا في تحقيق اهدافنا المهنية والشخصية واهداف الشركة التي نعمل فيها من خلال فقط انجاز مهمتنا دون النظر الى كيفية مساعدة الزملاء لإنجاز مهامهم كذلك. ان تحقيق الأهداف المهنية والمؤسسية مرتبط بشكل وثيق بدعم الزملاء والإدارات الأخرى ومساعدتهم لإنجاز مهامهم ومشاركتهم في تحقيق نجاح الشركة بشكل متكامل.

مشاركة الزملاء ومساعدتهم عادة ومهارة يمكننا تعلمها بالتدريب والتنفيذ العملي. وصدق الفيلسوف أرسطو حين قال (لكي نتعلم شيئا، فإننا نتعلمه من خلال فعله) .