تخيل لو أننا آلات، وأن كلاً منَّا بحسب جهده تكون قوته والعكس: حصان، حصان ونصف الحصان، حصانان، وقد يصل أحدنا إلى ثلاثين حصاناً! أقول: تخيل أنا، أنت، أمي مثلاً، أو لنقل الزوجة، والأم، والعاملة، والموظف الذي يعمل بمناوبات، أو في وظيفتين لحاجته إلى ذلك، وبحسب ما نبذل تُحسب قوتنا، ونتائجنا لا نتاجنا، ثم قس ذلك على العاطلين أيضاً، أو غير المنتجين بالمعنى الأصح، ولا أرى أن تحسبهم بالحصان، بل بالحمار مع احترامي! إذ لا جهد يُذكر، وبالتالي لا قوة.
تمييز قاسٍ لكنه واقعي، الأعضاء «الكامنون» كالقنابل الموقوتة لا يعملون، لديهم قوة معطَّلة «ذهنية – جسدية»، لن يكون مصيرهم الذبول ثم الانتهاء.. قطعاً، بل الخروج بطريقةٍ ما، ولكون المدخلات سيئة، أو غير مدروسة، فلن تكون المخرجات جيدة على كل حال، إلا في حالة التدارك، واحسب نسبة المتدارك من المهمل في مساحة كمساحاتنا الشاسعة، وأعدادنا الهائلة، ولو أردت قصر عناء ذلك كله، اصنع للجيل قاعدة: ماذا أُريد بالضبط؟ وليبدأ الحساب في فترة مبكرة، لأن أي «قاعدة» يستحيل تغيير لبنة واحدة فيها بعد التراكم، التوالي، الترسب، أو انتهاء البناء إلا بالهدم، وهذه معجزة، بل ولا يخرج عن مسماه: هدم! هل فكرت مثلي في تقدير قوتك؟ كم حصاناً؟! حصانٌ أكيد؟
سُلاف الكلام:
التقاط الحياة من أنماط الآخرين لا يصنع إنساناً جيداً، بل بشرياً مؤقتاً، وهذا تفسير بسيط للنسخ المتكررة، للقرارات المتأخرة، للتشكيك بالإيمان، لكفر القناعات، وللحيوات المعادة بنفس الخيبات.كيف يؤمن بك مَن لا يؤمن بذاته، كيف؟!
http://m.alsharq.net.sa/2016/05/28/1531324