مباراة النهائي لهذه السنة ربما قد يكون بين النهائيات الأكثر تكافئا في تاريخ هذه المنافسة أو لنقل، في آخر 10 سنوات، على الأقل.
الأتليتي بقيادة التشولو سيميوني بأسلوب لعب واضح جدا، ندافع و نغلق المساحات دفاعيا و بعد ذلك نستغل أنصاف الفرص و مدريد عكس كل هذا، هما وجهان لعملة واحدة، اليين و اليانغ ... هذا الفريق أظهر لنا من خلال مبارياته هذا الموسم، بالخصوص في دوري الأبطال، أنه يدخل بتركيز كبير لكل المباريات(باستثناء مباراته ضد بينيفيكا) يدافع ككتلة و يستغل كل مرتدة عن طريق جريزمان.
الغريب في الأمر هو أن نقطة قوة الأتليتي هي أيضا نقطة ضعف قاتلة لهم و الأغرب من هذا كله هي أحد نقاط قوة النادي الملكي لهذا الموسم. نعم هذا صحيح، التكتل الدفاعي في منطقة أوبلاك سلاح دو وجهين، و إذا ما عرف استغلاله النادي الملكي فسيلحق به ضررا كبير. هذا الأسلوب الدفاعي يدعوا الخصم إلى التحكم بالكرة أولا، و هذا لوحده أمر مهم، الجري وراء الكرة ليس كأن تكون أنت المتحكم بها، بدنيا سيتعب الأتليتي، و إذا لم يحصل هذا الأمر فبكل تأكيد سيترتب عنه قلة تركيز.
ثانيا هذا الأسلوب الدفاعي يعطي للفريق الخصم فرصة للعب على العرضيات، و هذه أحد نقاط قوة مدريد الرأسيات عن طريق بيل، كريستيانو، بنزيما و الأخرين. لنرجع قليلا للوراء، 3 أهداف من أصل أربعة التي دخلت مرمى أوبلاك ضد برشلونة و البايرن كانت بنفس الأسلوب، و نفس الأمر فعله بنزيما في مباراة ذهاب الليجا، و كذلك كان قريبا من ذلك كريس في مباراة الإياب، تتذكرون، صحيح؟
الأمر الأخر هو ان التكتل يعطي للخصم فرصة إعادة بناء الهجمة من جديد في حالة ارتداد الكرة، يعطيك خيارات عديدة و منها التسديد، الذي سيكون حاسم كذلك. و خصوصا وسط مجموعة من العناصر سيكون من الصعب على الحراس متابعة الكرة ... النقطة الأخيرة، هو العامل النفسي و تجربة لشبونة، أو بالأحرى التخوف من تكرار نفس السيناريو، و هذا ما قد يمنعهم من دخول المباراة بتركيز عالي(رغم أن التشولو و البروف أورتيجا سيعملون على ذلك)
شخصيا أرى أن الأتليتي يتفوق على مدريد من حيث الحدة، لا يحتاج إلى عمل كبير لتفعيلها و إذا تمكن ريال مدريد من العمل على هذا الجانب، معادلته على الأقل. فأعتقد أن العرضيات و التسديد من خارج المنطقة سيحسم الأمر.