لكلٍّ منا نقطة تحول في حياته إما أن تجعل منه ساخطاً لا يرضى على نفسه سوى "الكمال" ولا يقبل ما دون ذلك مهما كانت غايته ، أو أن يكون منطقياً في الوصول إلى مآربه بأي وسيلة يرتضيها مادامت هذه الوسيلة قد تحقق الغاية والهدف.
والأقرب أني سلكت الطريقة الثانية ، لأن جلد الذات في أغلب الأحيان يصيب المرء بالإحباط والخمول ، ومن أراد أن يصل إلى هدفه لا يحتاج إلى صرخة الضمير ، أو صراع النفس وحديثها ، وأنت تحتاج إلى نفسٍ طويل ، فأكثر الناجحين قد وصلوا إلى غايتهم بفضل وضوح الهدف ، والتخطيط المتقن ، والعمل الصادق الخالص.
قال لي أحدهم : لا تتّكل على إنسانٍ ولا تثق بأية مخلوق ، وأجعل من نفسك عابراً في كل الأحداث ، فإذا كثر الهرج والمرج كان الصمت أبلغ ، وإن سكت القوم على حقٍ بائن وشعرت بمداهنتهم أو مجاملتهم ولا أقول "نفاقهم" كان الكلام مطلباً ، والحجة أغلب.