ان العلاقة بين الجنوب والعراق وثيقة للغاية بل ضرورية لشيء اسمه العراق ؛ فليس من الممكن تصور العراق من دون الجنوب , والعلاقة بينهما ليست من باب علاقة الجزء بالكل او الفرع بالأصل بل هي علاقة الشيء بذاته والموجود بماهيته فالعراق يعني الجنوب والجنوب يعني العراق , بينما هنالك كلام في بعض اجزاء العراق لاسيما الشمالية منها – بغض النظر عن صدقه وحقيقته او كذبه ومجانبته لحقائق التاريخ - ؛ فلو فرضنا – على سبيل الفرض ليس الا ؛ من باب الامثلة تضرب ولا تقاس – انسلاخ دهوك او السليمانية عن العراق ... ؛ فهل عند حدوث هذا الامر الجلل – لا سامح الله – ينتفي اسم العراق او تختفي بلاد النهرين والبطائح من الخريطة او يغيب ذكر العراق من كتب التاريخ الاسلامي والعربي ..؟؟
قطعا الجواب سيكون بالنفي ؛ بينما لو افترضنا انسلاخ البصرة وميسان وواسط و ذي قار ... وباقي مدن الجنوب التاريخية الشهيرة عن العراق ؛ فهل يبقى شيء اسمه العراق او بلاد الرافدين او ارض السواد و البطائح – الاهوار- ؟؟
مما لاشك فيه سيكون الجواب بالنفي ؛ فالعراق قديما يعرف بالكوفة وتوابعها والبصرة وتوابعها لذلك سميت تلك المدينتان بالعراقين ؛ اذ لا يمكن تصور العراق من دون العراقين التاريخيين , والمتبادر الى الذهن من كلمة العراق وفقا لأغلب المؤرخين العرب والمسلمين هذه البقاع .
ومما تقدم تعرف ان الخزان البشري العراقي الاصيل يكمن في تلك المدن العراقية العريقة والمناطق التاريخية القديمة ؛ اذ تعد هذه البقعة مسقط راس العراقيين الاوائل بل موطن الحضارات الانسانية الاولى , ولم تخلُ هذه المدن والبقاع من السكان قط ؛ لا كما حصل مع بعض المناطق في العراق التي خلت من اغلب اهلها اكثر غير مرة بسبب الحروب والغزوات والاستيطان الاجنبي والحصارات والهجرات والطاعون والاوبئة ... .
ومن المعروف تاريخيا ان المحتلين الغزاة لم يغمض لهم جفن ولم يهدأ لهم بال في تلك المناطق العظيمة والمدن العتيدة والقرى القديمة بسبب ازدحامها بالسكان الاصلاء و الثوار والاحرار الاشاوس ؛ لذلك طالما فضل المحتل الاجنبي المكوث في غيرها والاستقرار في المدن الاخرى اذ طاب للمحتل المقام بتلك البقاع من العراق , فها هو التاريخ بين يديك ينبئك بان المحتل الساساني والسلجوقي والمغولي و الصفوي و العثماني والانكليزي لم يتخذ الجنوب مقرا لحكمه قط ... , بل ان اسم الجنوب العراقي الاصيل مرادف للثورات والانتفاضات والتحدي والصولات والمعارك والغزوات ؛ فالجنوب أرض تأبى الانصياع للمحتل الغاشم او للحاكم الظالم .
وبناء على ما تقدم نشأت عداوة قديمة بين المحتل الاجنبي واتباعه ورعاياه وخدمه وعبيده ومرتزقته ولقطائه وبقاياه وبين سكان الجنوب العراقي الاصيل , وازدادت تلك العداوة ضراوة مع مرور الايام , فكلما جاءت حكومة اقتفت اثر سابقتها , اذ سرت كراهية العراقيين النبلاء وبغض الجنوبيين الاصلاء بين تلك الاقوام الغريبة والحكومات المحتلة الاجنبية المتتالية على الرغم من اختلافها وتنوع اعراقها , فقد كانت قلوب حكام العراق عليهم كالحجارة بل اشد قسوة , ومن هذه الخميرة الهجينة الغريبة خرجت نطفة اللقيط ابن صبحة وبهذه الطريقة تكاثروا فما هم الا لقطاء ابناء لقطاء و زناة ابناء زناة ومأبونين احفاد مأبونين ومجرمين مرتزقة من سلالة القتلة المأجورين والغزاة المخربين ... , ولعل حديث (نغل ) العوجة الاتي يكشف لنا مدى استمرارية العداوة التاريخية والكراهية المتأصلة في نفوس هؤلاء الغرباء اتباع الخط المنكوس – الخط المعادي لكل ما هو عراقي اصيل ولكل ما يمت للعراق القديم بصلة - ؛ اذ قال في احدى لقاءاته المتلفزة الموثقة : (( ... ونحس بالألم لاي خسارة في صفوف الخيرين , اما صفوف الاعداء ...واحد يموت بالتحقيق , ماله قيمة – ( ليس له قيمة ) - , لازم يصير بالمجتمع العراقي مفهوم , انو اللي يحط ايدوا النظيفة جوه خده وينام , ماكو واحد يوقظه بنص الليل بالخطأ , او برغبات شخصية او دوافع ذاتية , ولازم دائما يشعر اللي يعمل ضد الثورة انو تلاحقه الاشباح وتوقظوا الاشباح حتى وهو بالنوم , وحتى بالوقت اللي يتصور نفسه انوا بقصر حصين , ... بس كل واحد يوكف بوجه الثورة يصير الف , يصير الفين , يصير ثلاثة الاف .. عشرة الاف , اكصكص روسهم من دون ما ترجف شعرة وحده مني او يرجف قلبي عليهم , وعندي قلب من دون مبالغة اذا نملة ادوسها بالخطأ احس بالألم يدق في قلبي عليها , لكن هيج نوع من البشر والله لو شكثروا – ( مهما )- عددهم يكون ولا ياخذون من قلبي اي اهتمام بالرقة ....))
هذه الكلمات الخبيثة التي صدرت من المأبون اللقيط دوحي ابن صبحة تكشف لنا حقيقة الفئة الهجينة من بقايا الاحتلالات والغزوات الاجنبية فما هؤلاء الا اشتات جاء بها المحتل الاجنبي من كل حدب وصوب ليدنسوا ارض العراق الطاهرة بأفعالهم الخسيسة وافكارهم النتنة ونفوسهم المريضة ؛ فها هو يعترف بأنه لا قيمة لأعداد الضحايا من العراقيين مهما بلغت اذا انتهجوا طريق الاستقامة والشرف والوطنية والاعتدال والطيبة والتسامح ... ؛ فهذا الطريق يعد ضد الثورة لأن ثورتهم تعني الخزي والعار والذيلية والعمالة والديكتاتورية والارهاب والاجرام والاغتراب والخوف والرعب والانحطاط الاخلاقي والانحدار الثقافي ... ؛ اما الخيرون او اصحاب الايدي النظيفة كما عبر عنهم – ابن صبحة - فهؤلاء يتألم لخسارتهم اذا هلكوا , ولهم الحق في ان يناموا مع عوائلهم مطمئنين ولا يزعجهم احد في منتصف الليل؛ و مما لاشك فيه انه يقصد بالخيرين رعيان تكريت وبقايا العثمنة وشذاذ الافاق من احفاد المماليك اللقطاء والانكشارية المأبونين ولملوم المغول و الغجر والقرج والشركس والداغستانيين والشيشان وكل الغرباء الوافدين والاجانب المهاجرين ** من الذين يحملون في قلوبهم حقدا على العراقيين النبلاء والجنوبيين الاصلاء , اما اصحاب الايادي البيضاء فهم اصحاب الايادي التي تكتب التقارير الكيدية ضد ابناء الامة العراقية او التي تعذب وتقتل وتذبح ابناء الوطن الشرفاء ... ؛ وكما قيل قديما ان الاضداد لا تجتمع ؛ فأنى للقيط ابن العاهرة ان يحب الشرفاء من ابناء العراقيات الطاهرات , وكيف للدخيل ان يرحم الاصيل او ان يعطف ابن الشارع العميل على الوطني الغيور النبيل ؟؟
والمرء يعرف من فلتات لسانه فها هو يتحدث زورا وكذبا كما تحدث المجرمون الاجانب والقتلة الغرباء من قبله ؛ اذ قال انه يتألم للنملة التي يسحقها بقدمه بينما لا يتألم لملايين الضحايا العراقيين من القتلى والمعدومين والمعذبين والمحرومين والمسجونين والجياع المساكين والايتام والارامل والمرضى والمعاقين في عهده الدموي الارهابي الاسود ... !!! ؛ وهذه الترهات والتصريحات ليست غريبة علينا , فقد صرحوا قبله قتلة الامام الحسين وانصاره من العراقيين ؛ عندما احتاطوا من دم البعوضة الا انهم لم يراجعوا انفسهم عندما اراقوا كل تلك الدماء الزكية ..!!
فمنذ ذلك التاريخ الغابر تأصلت واتسعت ظاهرة عداء العراقيين الاصلاء , وبدأت السلطات الحاكمة والحكومات الجائرة والشخصيات المنكوسة بالإعلان عن هذه الكراهية جهارا نهارا , وهاك تصريح الطاغية الحاكم معاوية الاموي – والذي يعد من الد اعداء العراق والعراقيين-, فمن خطبة له في أهل المدينة : ((يا أهل المدينة، إني لست أحبُّ أن تكونوا خلقًا كخلق العراق يَعيبون الشيء وهم فيه، كل امرئ منهم شيعةُ نفسه ... ))
وتطور خطاب الكراهية والعنصرية والطائفية ضد العراق والعراقيين الاوائل يوما بعد يوم , واخذ يأخذ اشكالا متعددة وصورا مختلفة كلها تشترك بالهدف نفسه , اذ على الرغم من الادوار المتعددة والأيدولوجيات المختلفة والشعارات المتناقضة لهذه الشراذم الاجنبية والغريبة والوافدة المنكوسة الا ان هدفها واحد ؛ ولعل العبارة الشهيرة المنكوسة والباطلة والتي نسبها الاعداء إلى الأمام علي كذبا وزورا وتحريفا : (( أهل العراق أهل الشقاق والنفاق )) والتي تفوه بها اشقى ثقيف وافعى الطائف الحجاج بن يوسف – الذي يعد من الد الخصام واطغى الحكام – في المسجد الجامع تبين لنا حقيقة هذا الخط الاسود ؛ غير ان ابن قتيبة يرى بان قائلها الاصلي هو عبد الله بن الزبير، بعد مقتل اخيه مصعب بن الزبير واليه على العراق ، حيث قال بن الزبير : ألا ان اهل الشقاق والنفاق باعوه - ( أي مصعب ) - باقل ثمن كانوا يأخذونه ؛ علما ان اخاه المجرم الجزار لقى حتفه عندما خرج لقتال الامويين بقيادة الحاكم عبد الملك بن مروان ... , وهكذا استمر هذا الخطاب المنكوس حتى وصل الى القول المشهور : (( احن عراقيين ما تصير النه جارة )) او الى وسم أهل الجنوب العراقي الاصيل او الاغلبية العراقية باللفظ السوقي المعروف والذي جاء به لملوم الفئة الهجينة وبقايا العثمنة العفنة ومرتزقة الاتراك والانكليز والعوائل المهاجرة الى العراق حديثا – والمعروف ب(( الشرقية او الشرجية )) - .
ولا غرو في ذلك التوصيف بحق العراقيين الاوائل او المعاصرين او تلك النظرة الفوقية والعنصرية من قبل الغرباء الطارئين ؛ فعبارة (اهل الشقاق والنفاق) .. سواء قالها الحجاج .. او عبد الله بن الزبير.. او قالها معاوية او استشهد بها المنكوسون من الوهابية والدواعش ومن لف لفهم .. فالمحصلة نحن نتكلم على غرباء اجانب عن اهل العراق فجميعهم حجازيون تعاملوا مع اهل العراق كخدم وعبيد وادوات لتحقيق الاهداف السلطوية القرشية .. وجميعهم لا يفهمون طبيعة المجتمع العراقي ..ولم يقيموا فيه سابقا قبل مجيئهم كحكام عليه .. ويفترضون منذ مجيئهم للعراق ان اهل العراق يقدمون السمع والطاعة كالعبيد الاخساء او المرتزقة الاجراء للغريب المتسلط عليهم.. ان قال لهم حرب حرب ، سلم سلم .. بلا تفكير ولا تمحيص ولا مراجعة ... ؛ وسيرا على نفس المنهج المنكوس والدرب الاعوج تبنى لقطاء وشذاذ وسفلة وقتلة وعملاء الفئة الهجينة الغرباء الدخلاء هذا الفكر العفن وهذه الاطروحة العفنة ضد ابناء الوسط والجنوب العراقي الاصلاء وذلك من خلال اطلاق هذا اللفظ السوقي السطحي التافه عليهم والذي يهدفون من ورائه الى التشكيك بعراقيتهم اوعروبتهم او ولائهم أو الانتقاص منهم ومن قيمتهم الحضارية والتاريخية العتيدة .
فصار لزاما على كل عراقي اصيل وباحث محايد نبيل الرد على هذه الترهات والخزعبلات وتنظيف التاريخ العراقي من غبار الاجانب المنكوسين وفضلات الغزاة المحتلين .
ولاحظ أن كل الطغاة المحتلين او المنكوسين المرتبطين بالخارج يتجهون نحو تعذيب وافقار وتهميش العراقيين , وإزاحتهم من مواقعهم الطبيعية وحرمانهم من ثرواتهم الوطنية , بل و التصدي لقيادتهم او تصفيتهم ان لزم الامر ؛ والخطوة الأولى في ذلك هو ارتداء هؤلاء جلباب الهوية الاسلامية او العربية تارة وادعاء الهوية الوطنية اخرى بالتزامن مع الاعتماد على الدعم الخارجي المشبوه , بالإضافة الى نزع الهوية العربية او العراقية العريقة عن سكان العراق الاوائل والتشكيك فيهم والطعن بهم , والخطوة الثانية الإمساك بكل مصادر القوة والغنى والنفوذ في المجتمع ؛ ومن خلال ما تقدم لا تستغرب عزيزي القارئ عندما تشاهد استيلاء بعض السلالات الهجينة والعوائل الطارئة والمرتبطة بالأجنبي على ثروات العراق في غضون عقود من الزمن , ولا تتعجب ان رأيت الحكام الطغام كالمأبون صدام وزبانيته عندما يظهرون دائما باللباس العسكري و مددججون بالسلاح وبوجوه عابسة مكفهرة حتى في المناسبات التي لا تستدعي ذلك ، أو التي تتطلب ممارسات مسالمة مناقضة تشيع الاطمئنان في نفوس العراقيين؛ والسبب واضح لأنهم يشعرون بالقلق والضعف والاغتراب وعدم الانتماء للعراق وعدم الانسجام مع العراقيين الاصلاء والاختلاف معهم بصورة جذرية .
وقد تشكلت ظاهرة عجيبة – ( ظاهرة ابن عمي العنصرية الطائفية المناطقية ) - في عراق العجائب ؛ اذ اتسم العراقيون الاوائل وسكان العراق القدامى بمجموعة من الصفات الثقافية والسلوكية المشتركة فيما بينهم , ومن اهم تلك الصفات وحدة المؤثر والمحرك الجمعي لأغلبهم , ناهيك عن التاريخ المشترك والمصير الواحد .. وهذا امر طبيعي بين سكان البلد الواحد ؛ الا ان الغريب في الامر ان هنالك حالة مقابلة مضادة وتتمثل في أن العوائل والسلالات الهجينة من بقايا الاحتلالات الاجنبية على الرغم من اختلافها اصبحت تغذي أعضاءها بعضها بعضا، حيث نلاحظ تظافرا مستترا بين السلالات والعوائل والشخصيات العنصرية الغربية والطارئة والمهاجرة والمنكوسة ، على الرغم من أنها قد تظهر خلافات أيديولوجية شكلية لذر الرماد في العيون ؛ تظافر يجري بصورة غير معلنة ، لأنه يتحقق من خلال السلوك الصامت والعرف المتعارف بينهم، والذي يوصل في النهاية إلى مسخ هوية العراقيين الاصلاء واستعبادهم وقهرهم وتهمشيهم ، وتحويلهم إلى مجرد ادوات لاحول ولا قوة , تحت رحمة الفئة الهجينة إلى الأبد ..!! ؛ وقد نقل ان البعض اقترح على المجرم احمد حسن بكر التكريتي ان يكون رئيس الوزراء شيعيا الا انه رفض ذلك المقترح , وقال : (( ان هذا الامر خلاف المألوف والمتعارف )) ؛ او عندما فرح المنكوسون بمقتل عبد الكريم قاسم لا لشيء سوى كونه ولدا من رحم ام شيعية عراقية أصيلة ..!! .
وقد اشتركت الشخصيات ذات الجذور الطارئة والاجنبية في تنفيذ احد اقذر اهدافها بل و اخطرها الا وهو التهجم على اهل الجنوب الاصلاء والتشكيك بهويتهم الوطنية العتيدة و امجادهم التاريخية التليدة ؛ على الرغم ان بعضا من تلك العوائل والشخصيات المنكوسة ذات الجذور الاجنبية تنتمي لنفس مذهب الاغلبية العراقية , من خلال اتباع الاساليب الدنيئة وترديد الاكاذيب السمجة وتزييف الحقائق والقرائن التاريخية والقفز على الوقائع والحقائق والمنهج العلمي في البحث التاريخي , والادعاء بان اكاذيبهم وافتراءاتهم ما هي الا ابحاث مهنية محايدة ؛ وهم يدركون أنهم أبعد ما يكون عن ذلك .
فالكذب والدجل والتآمر والخيانة والعمالة وإثارة الفتن الطائفية والعنصرية والفساد وعدم الكفاءة ؛ ليست مجرد اتهامات مرسلة موجهة لتلك السلالات المنكوسة من فضلات الاجنبي الغريب ، بل هي حقائق مثبتة بالأدلة والبراهين .
وبينما تتملق الفئات الهجينة للأجانب وتسعى لاسترضاء دول الجوار والدول العربية والاسلامية والكافرة والملحدة والسافلة والنطيحة والمتردية ... الخ ؛ تصر على معاداة وكراهية الجنوبيين الاصلاء وحرمانهم من خيراتهم , وقلب الحقائق وتزييف التاريخ , والترحيب بكل الغرباء والدخلاء , لذلك لا تستغرب من بعض المنكوسين عندما يقول : (( افضل ان اكون تركيا او ايرانيا او مغوليا او حبشيا او اعرابيا او شيشانيا او لقيطا هجينا... الخ ؛ على ان اكون عراقيا جنوبيا ..!!))

فعملت هذه الفئات الهجينة من خلال وسائل الاعلام المسعورة والكُتَّاب المرتزقة والاقلام المنكوسة والمستشارين الاجانب والغرباء المتعاونين معها على تشويه سمعة الجنوبيين الاصلاء والاغلبية العراقية وطمس الحقائق التاريخية بأخبار وتقارير وابحاث ليست فقط مسيّسة وكاذبة بل طائفية وعنصرية ومضللة أيضاً ؛ فصار من الطبيعي ان يتكلم اللقيط البعثي والقومجي المنحط والطائفي الحقير امام فلسطيني مشرد او مصري متملق او سوداني جائع او اعرابي حاقد بالسوء ضد العراقيين الاصلاء , او ينتقص الغريب الطارئ من ذوي الاصول الايرانية والهندية وغيرهما من الجنوبيين الكرماء وهو اصلا جاء مستجديا كرمهم وطامعا بثرواتهم بحجة التشيع ..!!
وأخيرا وليس آخرا؛ قلتها مرارا وتكرارا : انني عندما اذكر بعض القوميات والفئات والسلالات والعشائر والعوائل والشخصيات في مقالاتي وابحاثي التاريخية والسياسية ؛ لا اقصد الوطنيين الغيارى منهم او اصحاب المواقف الانسانية النبيلة ولا احاول الانتقاص من هذه الشرائح العراقية الكريمة او اعمم الحكم على الكل بلا استثناء بقدر ما احاول تبيان حقيقة تاريخ هجرة هذه الاقوام الى العراق وانخراط البعض منهم في صفوف اعداء العراقيين الاصلاء وتبنيهم للأيدولوجيات المنكوسة والمعادية للعراق والعراقيين وتوثيق جرائم المجرمين من ابناء جلدتهم ... , كي يعرف كل مكون حجمه , وكل فئة تاريخها , ويستلهم المعاصرون العبر والدروس من انجازات واخطاء اجدادهم واسلافهم , ويصححوا المسيرة ويغيروا السيرة ؛ بما يخدم العراق والعراقيين , ويساهم في احياء الروح الوطنية العراقية المجيدة , فالتصالح مع الماضي ومراجعة الهوية الوطنية الجمعية يضمن لنا طريقاً سوياً نحو مستقبل مشرق ؛ ولا اقصد غير ذلك اذ انني اتشرف بالمواطن الذي حصل على الجنسية العراقية ولو قبل ساعة بشرط عدم عدائه للعراق او الاغلبية العراقية الاصيلة او باقي مكونات الامة العراقية .