خلق الله بني البشر وسخر لهم الأرض ومن عليها من دواب وأنعام لتعينهم على الحياة وليعمروها، فهم الجنس العاقل بين آلاف الأجناس الهمجيه، إننا جميعًا نحمل داخل جماجمنا عقل عظيم متى ما أكتشفنا رمز تفعيله سنصنع الفرق في الأرض، ورحلة البحث عنه تبدأ من ولادتنا، لقد وضع الله كل منا في الزمان والمكان المناسب له، وحتى أباؤنا أختارهم الله لنا بعناية أنه يعلم عنا أكثر مما نحن نعلم، لأن تلك الظروف والأماكن والأشخاص هم كل مانحتاج لنكتشف بهم رموزنا ونفعل بها أعظم هبات الله علينا(عقولنا)، إن الكثير من البشر يتوهون وينتهون قبل أن يخطوا ولو خطوات بسيطه في سبيل تفعيل عقولهم بالطاقة القصوى، أنهم يموتون حتى قبل أن يدركوا الثروه التي كانت تحملها أكتافهم طوال حياتهم، أستخدامهم لعقولهم بدائي وتطورهم بطيء نسبيًا نتجية ذلك، إذًا كيف السبيل لنا كي نجد رموزنا؟ 

حسنًا إن السبيل الوحيد هو عن طريق وعينا، لنجعل الأمر أكثر وضوحًا، مالفرق بين الإنسان الواعي وغير الواعي أنه فرق شاسع جدًا، لنفرض جدلًا أن هنالك شخصان يتنزهان على شاطئ البحر، أحدهم أستلقى وبدأ ينظر ويستمتع بمنظر البحر والشاطئ وبعض الاسماك على السطح،  بينما الآخر جهز عدة الغوص وذهب يسبر أغوار البحر أنه يرى بشكل مختلف عمن هو على الشاطئ فهو يرى المرجان وأنواع مختلفة من الكائنات وفي كل مره يزداد في العمق يرى ويعي عالم جميل وخلاب وله معنى ويستحق أن تخاطر من أجله وأن تزداد فيه عمق، وعندما تسأل الشخصين عن كيف كان البحر عندها ستعرف من نظرته أشمل ومن هو ضحل، وبذات الطريقة التي غاص بها الغواص البحر نستطيع نحن أيضًا أن نسبر عقولنا ولكن بعده مختلفه، بأن نقرأ، نتأمل، نخوض التجارب، ونعاشر الكتب لنزداد بها وعيًا لتسمو بها ذواتنا و أرواحنا، عندها سيتجلى لك رمزك وتفعل به طاقتك القصوى وقواك العظمى لتعمر الأرض وتصنع الفرق