ما زلتُ أذكر جيداً ذلك اليوم الأسود الذي اختمرت فيه برأسي فكرة إغراء جارتي وأخت صديقي أشواق , وخداعها عن عفافها , والتغرير بها ..
وضعتها تحت المراقبة لمدة شهرين متعاقبين , بالرغم من قلة خروجها من الدار, وعلمت انها تصعد الى السطح بين الفينة والأخرى حتى تنشر الغسيل ..
فلازمت السطح متربصا مجيء الفريسة ..
كانت السماء صافية والهواء عليل , والربيع ينشر رائحته الآخذة في الآفاق ..
صعدت الى سطح الدار كعادتها ,كي تنشر الغسيل , نورها يضاهي نور الشمس حيث الوجه الأبيض المستدير , والخال الأسود تحت الحنك , والعينين الواسعتين الخضراوين , والخصر الرفيع , والقوام الرشيق , والطول الجميل , والنهدين البارزين , والخلفية المغرية .. فضلا عن بهاء البراءة والعفة ..
محمود : كيف حالك يا أشواق ؟
ارتبكت , وتصبب العرق من جبينها الوضاء , وأطرقت نحو الأرض ..
أشواق : الحمد لله .
أكملت نشر الغسيل كالبرق الخاطف , وهرولت مسرعة الى الدار , وبقى محمود مسمرا في مكانه ..
محمود : لكن سوف أستمر , أيُ صنف من النساء هذه , يمكنني أن أنتظر, وأحاول مرة أخرى ..
حلق ذقنه , وصفف شعره , ولبس ثيابا جديدة , وصعد الى السطح في انتظار أشواق ..
صعدت أشواق كعادتها , وتلاقت عيونهما , و تورد خداها , وأبرقت عيناها , وكانت أشواق في شعرها الطويل وثيابها الجذابة ؛ تملأ العين روعة و جمالاً , وقد بدا عليها كأنها نشوى و فرحة بذلك اليوم المشرق الجميل , بعد طول احتجابها في غرف الدار ..
محمود : كيف حالك أشواق ؟
أشواق : بخير , وأنت كيف حالك ؟
محمود : الحمد لله .
تبادل الحديث معها حول المواضيع الدينية , لأنه يعلم سلفا بأنها ملتزمة , حتى تطمئن له ..
و توطدت العلاقة بينهما بمرور الأيام , اذ استطاع محمود بطرقه الملتوية الشيطانية من الإيقاع بها , واللعب بمشاعرها ..
محمود : أنت زوجة المستقبل .
أشواق : ان شاء الله .
وراحت أشواق تتخيل بيت الزوجية , وكيف تستطيع خدمة محمود وتربية أطفالهما , والسهر على شؤون البيت ..
أبرقت أسارير وجهها حين شاهدت محمود يأتي لها ومعه هدية , وتهللت بشُراً حين رأت روعة الهدية , وتلك ميزة اختصت بها القلوب الساذجة الغضة ...
محمود : أشواق الى متى تبقين بعيدة عني ؟
أشواق : كيف يا محمود , ألست بقربك , اين البعد ؟
محمود : لا أقصد ذلك ؟
أشواق : أذن , ماذا تقصد ؟
محمود : ان تجلسي في حضني , كي أشعر بحنانك و حبك .. ؟
أشواق : ما علاقة الحنان بكل هذا , وهذا التصرف حرام , ومنافي للأخلاق , ألتستحي ؟!
محمود : وعلام كل هذا الانزعاج ؟
تركها تبكي وحدها , ولم يعرها اهتماما , ونزل ..
مرت الأيام وأشواق تستعر النيران في فؤادها الحنون , وتبكي لأجل محمود , وتعتقد بأنها جرحته وآذته !!
اما محمود فهو كالحجارة بل اشد قسوة , ومستمر في مخططه الخبيث للسطو على عفافها ..
ومهما يكن من شيء .. قضى محمود من اشواق وطره , وفرغ فيها شهوته , وهتك عفافها ,وأفتض براءتها .. فمحمود يعشق دور الصياد ,فهو لا يريد جنسا سهلا ... انه لا يريد الجنس الا بعد المطاردة و خطط الاصطياد الخبيثة والتي تلعب فيها جاذبيته و وسامته الدور الأكبر ؛ عندها يكون للجنس لذته المتوحشة , ولتملك الأنثى بدائيته المغرية ..
أصبح جسد أشواق لا يثير شبقه الجنسي , ولا شهوة الصياد التي بداخله , ينظر اليها باشمئزاز بل واحتقار؛ لكثرة ما مارس معها من أوضاع جنسية فاضحة وماجنة ..
هرب منها , وصارت تقاسي المر وتجرع الحنظل , وذاقت الأمرين , توسلت بلا جدوى , بكت بلا فائدة , استحلفته بالرجولة وحق الجورة .. الا ان ندائها ذهب أدراج الرياح ..
نزعت جميع القيم لما رأتهُ من هذا الوحش الآدمي , محمود حررها من أسر القيم الا انه أوقعها في قيود الدعارة والاستهتار..
مارست الجنس الفاضح والحب الكاذب الرخيص مع زيد ابن الجيران!!
ثم مع مهند الجار الآخر !
ثم مع كريم الجار الرابع ..
وهكذا استمرت الاسطوانة المعتادة التي تحدث بسبب تجربة حب صادقة من طرف واحد فقط ..
أصبحت سيرتها على كل لسان , وصارت حديث الساعة , حتى علم أهلها بوضعها , فقرروا قتلها , وقاموا بتقطيع أعضائها بالحراب الحادة القاسية , ثم رموها في البالوعة !!
عندها تألم محمود وعلا صوت الضمير بداخله , وانتفض وجدانه – بعد ان سبق السيف العذل - , صارخا : أنا العاهر , أنا العاهر , أنا العاهر ..., وليست هي العاهرة ..
أنا عاهرٌ وليست هي عاهرة
تدوينات اخرى للكاتب
معتقل الرضوانية
احتل العراق مركز الصدارة في العقود الاخيرة من القرن المنصرم في تلاشي العدالة وغياب القانون وانتهاك حقوق الانسان وممارسة ابشع وسائل الت...
رياض سعد
ظاهرة المزارات الوهمية /حادثة القطارة /نموذجا
المقدمة(1)العيش مع الموتى , وفي ظلال الموت من خلال طقوس جنائزية وثقافة قبورية وسياسات شيطانية وعقائد سلبية , بل وطلب...
رياض سعد
جرائم صدامية مروعة / الحلقة التاسعة / مسوخ الاجرام و مسخ الانسان
أوجد -( ابو ناجي )- الخبيث الانكليزي والمحتل البريطاني في بلاد الرافدين حكومات هجينة وملعونة وقبيحة المنظر ومشوهة المضمون ؛ وسل...
رياض سعد
هذه التدوينة كتبت باستخدام اكتب
منصة تدوين عربية تعتد مبدأ
البساطة
في التصميم و التدوين