تفاقمت ظاهرة انتشار الجرذان في مدن واحياء وقرى العراق منذ مجيء نظام جرذ الحفرة التكريتي البعثي العميل لاسيما في عقد التسعينات وما تلاها ؛ ولعل السبب الابرز في استفحال هذه الظاهرة الخطيرة كما نقل لي بعض المسؤولين في امانة بغداد , ان مجاري المياه الثقيلة قد تعرضت لانسدادات كثيرة , فقرر المسؤولون استيراد مجاميع كبيرة من الجرذان بحجة مكافحة ومعالجة تلك الانسدادات – في عقد التسعينات - الا ان المعمول به في بعض الدول انهم عندما يعالجون مثل هكذا حالات يقومون باستيراد الجرذان الذكور فقط ومن ثم يحاصرون تلك الجرذان في مناطق معينة من مواقع تصريف المياه الثقيلة لأجل ابادتها بالسموم الكيماوية وذلك بعد اصلاح ممرات مجاري المياه الثقيلة طبعا ؛ الا ان الاغبياء وانصاف الاداريين وجهلة الموظفين في الحكومة الهجينة البعثية التكريتية الصدامية الفاشلة والتافهة : انه قاموا باستيراد جرذان ذكور واناث معا – وهنا حدثت الطامة الكبرى – واطلقوها في موقع شبكة مجاري (الرستمية ) وغيرها وبأعداد هائلة ؛ وبعد ذلك تزاوجت و تكاثرت هذه الجرذان بصورة كبيرة وخطيرة , ولم يستطع النظام الفاشل وقتذاك من مكافحتها بالسموم الكيماوية اللازمة – بحجة الحصار المفروض على العراق – مما ادى الى انتشار هذه الانواع الاجنبية من الجرذان في العراق والتي صعب التعامل معها فيما بعد ؛ فالعراق لا يتواجد فيه سابقا غير الجرذ البني فقط ؛ لأنها تكيفت مع البيئة العراقية بل ولم تفلح بعض السموم بالقضاء عليها .
وقد شاهد بعض الشهود العيان ان النظام الصدامي الهجين الحاقد في عقد التسعينات قام بإطلاق مجاميع كبيرة من الجرذان – والتي كانت تحمل بسيارات حمل خاصة – في بعض المناطق الشعبية للأغلبية العراقية ومنها على سبيل المثال : ( مدينة الثورة سابقا ) ؛ وذلك لإلحاق ابلغ الضرر بسكان تلك المدن والاحياء من العراقيين الاصلاء .
و انزعج المواطنون العراقيون من هذه الظاهرة الخطيرة ورفعوا العديد من الشكاوى والتي وردت إلى الجهات المختصة في الحكومة الصدامية بل ان الشكاوى استمرت من قبل احرار العراق الى هذه اللحظة الى الحكومات العراقية الحالية ايضا ؛ لكن دون أي استجابة سابقا وحاليا ، رغم الوعود الكاذبة التي تطلق بإيجاد الحلول والتدخل للحد من انتشار الجرذان والتخفيف من أثارها ؛ فالسلطات المحلية وامانة بغداد تبدو عاجزة امام هذه المعضلة الخطيرة والتي تتطلب ايجاد حلول حقيقية وفاعلة وسريعة من اجل سلامة المواطنين والصحة العامة وجمال البيئة العراقية .
وعلى الرغم من تسجيل العديد من الحالات الواردة إلى المراكز الصحية أو المستشفيات الحكومية ، بسبب تعرض أصحابها للعض من قبل الجرذان، بالإضافة الى أن العديد من الأطفال الذين يعملون بين الأنقاض لجمع المعادن والمخلفات البلاستيكية وغيرها من المواد، تعرضوا لهجمات من قبل الجرذان ، خاصة في الاحياء والمناطق الشعبية ؛ ناهيك عن انتشار الامراض الفتاكة بين المواطنين بسبب تلك الظاهرة ؛ والخسائر المادية التي تتعرض لها البضائع والمؤن المخزنة في المحال التجارية والمنازل .
ولعل من ابرز اسباب هذه الظاهرة الخطيرة : الغياب الكامل لخدمات التنظيف الحقيقية وادامة وصيانة شبكات الصرف الصحي ، وعدم التخلص من الأوساخ والركام والمخلفات المنتشرة بشكل كبير في المدن العراقية .
ومن المعلوم ان الجرذ يصنف من القوارض وجسمه أكبر حجماً من الفأر، بوزن قد يصل إلى نصف كيلوغرام او اكثر احيانا – وهو موجود بيننا وبأعداد هائلة وكبيرة تتضاعف يوميا من دون وجود حلول جذرية للحد من انتشارها - ؛ ينقل العديد من الأمراض إلى الإنسان، ومن بينها ما يطلق عليه اسم : “حمى عضة الجرذ”، ويتم على الأغلب عن طريق العض ، ما يؤدي إلى نقل جراثيم التي ينتج عنها التهابات مرضية خطيرة ، وقد تصل تأثيراتها إلى الأعضاء الداخلية كالكلي والكبد والسحايا ، ويمكن أن تتنقل الأمراض أيضاً عن طريق الطعام الملوث ببول أو مفرزات القارض الذي ينتشر في المطابخ والمطاعم ومحلات بيع الاغذية والخضار والفواكه .
عانى ولا زال يعاني المواطن العراقي و لا سيما سكان المناطق الشعبية بل حتى المناطق الراقية – كما تسمى مثل زيونة والكرادة وغيرهما - ؛ حالة من القلق والتوتر جراء انتشار الحشرات والقوارض بشكل غير مسبوق ؛ ويتخوف السكان من انتشار الامراض والاوبئة التي تحملها هذه الحشرات والقوارض التي بدأت تحتل ساحات المنازل واسوارها وحرمت العديد من العائلات من قضاء وقت ممتع في ساحات منازلهم وحدائقها لاسيما مع ارتفاع درجات الحرارة في الصيف .
ويقول مواطنون : ان ظاهرة انتشار الفئران والجرذان والبعوض والذباب لم تكن بنفس الزخم في السنوات السابقة – اذ انها تزداد سنة بعد سنة وتغزو منطقة بعد اخرى- واصبح التعامل معها بمختلف الوسائل المتاحة دون جدوى، مشيرين الى تفشي انتشار الجرذان والفئران والبعوض والنمل بشكل ملفت للنظر .
واشار مواطنون إلى أن الساحات الفارغة بين البيوت وأماكن وضع النفايات والحاويات الملأى بأكوام النفايات تعد من ابرز الأسباب التي أدت إلى تكاثر مثل هذه القوارض والتي أصبحت تتخذ من منازلهم وساحاتها سكنا لها تبيت فيه وتتكاثر، مؤكدين أنه لا يكاد يخلو منزل في مناطقهم من تواجد الجرذان .
وأشاروا الى انه من الأسباب الأخرى في انتشار الجرذان والقوارض في مناطقهم وجود أنقاض بيوت قيد الإنشاء واماكن مهجورة و بنى تحتية مهدمة او مهملة أدت إلى تراكم النفايات والحجارة والطابوق تتخللها جحور القوارض والحشرات الضارة، وتؤدي في الوقت نفسه الى انبعاث الروائح الكريهة.
وصرح البعض : (( غير أن شيوع الظاهرة في المزارع والأسواق وحتى أبنية الدوائر الرسمية والابنية العامة والمعامل يجعل البعض يجزم بأننا نواجه هجمة واسعة لا تعرف أسبابها, وهناك من يؤكد أن ضعف وسائل المكافحة هو السبب الرئيسي, ولعل ما يثير حيرة الناس أنهم مهما قتلوا من هذه الجرذان فان أعدادها في تزايد...!!)) .
وقال احد المواطنين من سكنة الكرادة : (( انه خلال أسبوع واحد قتل 9 جرذان تسببت في منزله بخسائر بينها إتلاف نقود، وقطع أسلاك الإنترنت عن المنزل، والتسبب بعطب كهربائي كاد أن يؤدي إلى حريق ... ))
و يقول مواطن اخر - سلام فاضل (48 عاماً) - : (( أصبح شغلنا الشاغل ليلاً ونهاراً أن نتوجه إلى السوق ونشتري المصائد الصغيرة البدائية والسموم المضادة للقوارض لمكافحتها في منازلنا لكن دون جدوى، فهي كثيرة جداً ولا تنفع معها هذه الوسائل وتتلف كل شيء في المنزل من ملابس وفرش وأغطية وطعام )) .
وقالت المواطنة أم نورس- وهي ربة بيت تسكن في منطقة الشعلة - : (( لا يسعكم أن تتصوروا حجم المعاناة التي نعيشها أنا وأطفالي بسبب وجود الجرذان في بيتنا, فقد حاولنا مكافحتها كثيراً, وفي كل مرة نقتل جرذين أو ثلاثة، ولكن من دون فائدة اذ يظهر بعدها عدد أكبر؛ لا نعرف من أين تأتي، ربما من خارج البيت أو عن طريق شبكة الصرف الصحي القديمة.
وعن الأضرار، قالت إن الجرذان التهمت المادة العازلة للفرن, وقرضت المادة البلاستيكية لأسلاك الغسالة مما كاد يحدث تماساً كهربائياً لولا انتباه أهل البيت عن طريق المصادفة، هذا فضلاً عن قضم المفروشات والملابس.
وأضافت: كل هذه الاضرار هينة أمام حالات الرعب التي تصيب الأطفال حين يرون أحجامها الكبيرة وأشكالها السوداء. صاروا يخشون الذهاب الى دورة المياه بعد أن خرج منها أحد الجرذان , وعندما نحس بوجودها في بعض الليالي نجتمع وننام في غرفة واحدة ونوصد كل المنافذ جيداً، ونترك لها بقية المنزل لتقضي سهرتها كيفما تشاء )) .
و يقول الطبيب احمد بركات : (( من المعروف أن المناطق القديمة في بغداد هي التي تكون مرتعًا للجرذان، وكنا نسمع آن مناطق البتاويين والفضل والكرخ والدهانة والميدان والكاظمية القديمة هي أكثر المناطق، ويبدو أن هذه المناطق بعد إهمالها أصبحت مخازن تفريخ للآلاف من الجرذان، ولكن الغريب أن الجرذان التي كنا نعرفها في السابق، ونرى الكثير منها في (شارع النهر) مثلا اختلفت الآن، أصبح حجمها أكبر وشاهدت بعضها لونه أحمر!، أنا استغربت فعلاً )) .
ووجد بائعو المصائد والسموم المكافحة للحشرات والقوارض فرصتهم الذهبية، بعد الارتفاع الملحوظ في مبيعاتهم في الآونة الأخيرة.
يقول حيدر المرسومي صاحب محل لبيع مستلزمات مكافحة القوارض : "مبيعاتنا ترتفع يومياً أكثر كلما تراكمت النفايات في أحياء العاصمة، لأن هذا يعني تزايد أعداد القوارض والحشرات، فيقصدنا الأهالي لشراء المصائد والسموم لمكافحتها".
لكن المرسومي يعترف أن هذه الآلات والسموم لن تقضي على الحشرات والقوارض المنتشرة في بغداد إذا لم تقم الحكومة العراقية بوضع حل جذري عبر رفع أطنان النفايات المتكدسة.
ويطلق أهالي العاصمة بغداد على المنطقة الخضراء المحصنة التي تضم الحكومة العراقية والبرلمان ومؤسسات الدولة السيادية وسفارات الدول، اسم "الكوكب المجاور" سخرية وغضباً مما يعتبرونه إهمالاً حكومياً لهم ولمناطقهم التي تجتاحها القوارض والحشرات الضارة.
وسبق للعاصمة بغداد أن تصدرت قائمة أسوأ مدن العالم غير الصالحة للعيش البشري عام 2016، حسب تصنيف أصدرته شركة عالمية مختصة باستشارات الموارد البشرية.
ان الحملات البائسة – ان وجدت – لكوادر الامانة وبلديات المحافظات لمكافحة القوارض لم تغير من الواقع شيئا ؛ اذ أن إبادة الجرذان بالطرق التقليدية التي تتضمن استخدام الطعوم السامة أو المصائد "أصبحت لا تجدي نفعا"، علما إلى أن أغلب الجرذان أصبحت تتحسس الطعوم قبل تناولها .
خسائر بالملايين
ومن محطات الجرذان كانت أسواق جميلة وهي من أكبر المراكز التجارية في بغداد ؛ و هناك التقينا العديد من أصحاب المحلات والمتاجر الكبيرة للتعرف على معاناتهم في هذا الاطار؛ قال حسين علوان : (( ان مسألة وجود القوارض في متاجرنا أصبحت طبيعية جداً، وقد اعتدنا عليها رغم ما تسببه لنا من خسائر كبيرة , فهي تسببت ولا تزال في إتلاف الكثير من البضائع، خصوصاً الغذائية والعلفية, وأعتقد أن السبب وجود محالنا في منطقة تعاني من قلة الخدمات، لا سيما أن منظومة الصرف الصحي قديمة وغالباً ما تطفح المياه الثقيلة في المنطقة)) .
و سألناه عما اذا حاول تجار السوق مكافحة الجرذان ، فأجاب : إنهم قاموا بعدة محاولات، وفي احدى المرات استطعنا القضاء على مجموعة كبيرة منها، ولكن يجب الاعتراف بأن طرقنا بدائية جداً وخطرة، لأن بعض السموم الخاصة بمكافحتها ذات مخاطر وآثار جانبية على المواد الغذائية المخزونة لدينا .
أما شهاب الساعدي فقال : "كل الجهود التي نبذلها تضيع سدى، لأن منطقتنا مفتوحة وانتقال القوارض من محل الى آخر سهل جداً. كما أعتقد أن طريقة خزننا للمواد بدائية وغير صحيحة، وباستطاعة القوارض التنقل بين الأكياس والعبث بمحتوياتها. ان كل الظروف مؤاتية لتواجدها وتكاثرها".
عبد الرضا حاتم صاحب متجر آخر حدثنا عن الخسائر: "سعر طن الحمّص 400 دولار، والجرذان تمزق 75 في المئة من أكياسه. واذا حسبنا أن كل كيس يسقط منه كيلوغرام، لك أن تتصور مدى خسائرنا. ولقد صرنا نمتنع عن التعامل بعدد من السلع. فهناك مثلاً معجون ايراني المنشأ يحظى باهتمام هذه الجرذان، فتراها تمزق الكرتون وتفتح ثقوباً في علب المعجون وتتلذذ بتناوله".
وسألناه عما اذا كان اتصل بمختص في مكافحة القوارض ، فأجاب : "بصراحة، كلا، ولكن هذا يبيّن الاهمال الواضح من الجهات المختصة، سواء وزارة الصحة أو أمانة بغداد. والمفارقة أن موظف الرقابة الصحية، الذي يقوم بالبحث عن المواد التالفة أو المنتهية الصلاحية، غالباً ما تراه يجلس في المتجر والقوارض تتراكض أمام ناظريه، من دون أن يستفسر أو يعلّق أو يطالب بمكافحتها، عارضاً على الأقل سبل المكافحة الناجحة".
وبادرنا رياض العقابي قائلاً: "ما ان نفتح محلاتنا صباحاً حتى نكتشف آثار القوارض وقد سرحت ومرحت، وكأن شخصاً عبث بالبضائع وخلق الفوضى. حينئذ نضطر الى رش المحل بالمبيدات. وهذا يخلق لنا مشاكل جديدة، اذ تموت الجرذان والفئران تحت كميات هائلة من البضائع، وبعد مدة تبدأ بالتعفن وتنتج عنها روائح كريهة جداً. وهذا ما يحمل الزبائن على عدم المكوث للشراء، مما يضطرنا الى اخراج المواد الغذائية والبحث عن الجيف المتحللة. ولك ان تتصور كم هذا الأمر متعب ومضيعة للجهد والوقت".
عبدالحسين الجواري تاجر معروف بين زملائه بخبرته في مكافحة القوارض. قال : "كل مرة أقضي على العشرات، الا أني لم أستطع التخلص منها نهائياً، لأنها تأتي من المحال المجاورة. والمشكلة أن أصحاب المتاجر لا يقومون بمكافحتها سوية. وأجد من الأصح أن يتفقوا على يوم واحد في الأسبوع مثلاً لإجراء حملة مكافحة، فهذا يعطي نتائج أفضل".
أما عبدالكريم أحمد، وهو صاحب متجر كبير للبيع بالجملة، فقال ان المعاناة تعود الى سنوات، والجرذان منتشرة في البيوت والمحال وفي كل مكان، "خسائرنا كبيرة وتكاد تبلغ مليون دينار شهرياً (640 دولار)، فبضاعتنا غالية جداً مقارنة ببعض المواد الغذائية الأخرى، ولا أعتقد أن الوسائل البدائية قادرة على القضاء عليها. لذلك نناشد الجهات المعنية في وزارة الصحة وأمانة بغداد بجلب تقنية حديثة لمكافحتها . وقبل ان نغادر متجره، روى لنا قصة طريفة: في أحد الأيام جاءني جاري الذي يعمل في محل لبيع العطور ومساحيق التجميل، وقال لي ان لديه أمانة لي. فرافقته الى محله، ووجدت هناك ما يقارب كيلوغرامين من الجوز قام أحد الجرذان بنقلها من متجري وتجميعها في احدى زوايا المحل المجاور".
قوارض متعاونة ومكافحة قاصرة
القوارض رتبة من اللبائن، أو الثدييات، تضم أكثر من 40 عائلة و1700 نوع، وتنتشر في جميع بقاع المعمورة الباردة والحارة والصحراوية والغابية، وتنشط على مدار السنة. وتعد من أكثر الحيوانات خصوبة، اذ بإمكان زوج واحد منها انتاج ألفي قارض خلال سنة واحدة اذا ما توافرت الظروف الملائمة. وهي تعيش بين سنتين وثلاث سنوات، وتعتبر من الحيوانات الذكية جداً والمتعاونة إذ تتمتع بحسّ الفريق. فعند شعورها بأنها تناولت مادة سامة، مثلاً، تعود اليها وتبول عليها إنذاراً للبقية بعدم الاقتراب منها وتناولها. لذلك قامت احدى شركات المكافحة بابتكار مادة قاتلة لا يظهر مفعولها الا بعد ثلاثة أيام، للتمكن من ايقاع أكبر عدد من القوارض. وغالباً ما يساعد الانسان على تكاثرها وتواجدها بأعداد كبيرة، من خلال اهماله صحة البيئة والنظافة الشخصية. وقد تهاجم المرضى والمقعدين وكبار السن والأطفال بقضم أطرافهم ؛ وتنتشر في العراق 8 عائلات من القوارض، أهمها الفئران والجرذان. وأكثر أنواعها شيوعاً الفأر المنزلي والجرذ النروجي القاتل والجرذ الأسود وفأر الحقل.
وللعلم ان الولايات المتحدة تنفق 19 مليار دولار سنويا على مكافحة الفئران، أي سدس ما تنفقه سنويا تقريبا على مكافحة الكائنات الغازية... !!
الحلول المقترحة :
1- اعادة تأهيل البنى التحتية لاسيما اماكن رمي القمامة , وصيانة شبكات الصرف الصحي , وسن قوانين تعاقب الموظف والمواطن الذي يقصر في اداء واجبه او الذي يرمي القمامة في الاماكن غير المخصصة لذلك .
2- تشكيل فرق علمية مختصة واخرى ميدانية تعمل على مدار الساعة لمكافحة هذه الحشرات والقوارض ؛ وتنظيف البيئة العراقية منها .
3- العمل على استيراد اقوى السموم والمبيدات الحشرية والادوات الفاعلة في مكافحة القوارض والحشرات وازالة النفايات بالسرعة الممكن من كل الشوارع والمناطق والاماكن السكنية ولابد من العمل بشكل متواصل – بالليل والنهار كما تفعل اغلب بلديات الدول المتحضرة - .
4- وبما ان هذه الظاهرة كبيرة وخطيرة ومستفحلة ؛ لابد من التعاون وتضافر الجهود بين منظمات المجتمع المدني والمواطنين والامانة والبلديات الحكومية ؛ وذلك يتطلب منا تقليل الاستهلاك والمحافظة على النظافة العامة واجراء حملات شعبية تطوعية لتنظيف المدن والاحياء والقرى من الاوساخ والمخلفات والركام والمساعدة في تنظيف شبكات الصرف الصحي بصورة علمية وعملية ؛ فالأمر الذي يتطلب المكافحة المستمرة من خلال المواطنين والجهات الرسمية، في متابعة هذه الظاهرة وبالدعوة الى توعية شاملة للمواطنين حول تكاثر الجرذان واصدار نشرات التوعية – من قبل الجهات الرسمية المختصة - التي تمكن المواطنين من استخدام الاساليب ومكافحتها.
5- تهيئة مستلزمات قيام صناعة تدوير النفايات في العراق ؛ فهي أحدى وسائل الجذب الاقتصادي في دول العالم المتحضرة والمتقدمة علميا، بينما في العراق تتسبب هذه المشكلة بهدر للمال العام واستنزاف للموارد البشرية فضلا عن ضررها البيئي والصحي على حياة المواطنين ..!!
واخيرا لابد للحكومات العراقية لاسيما امانة بغداد و وزارة الصحة والبيئة والمجالس البلدية العمل الجاد والسريع والالتفات الى هذه المشكلة العويصة ؛ فمن العيب على الساسة العراقيين الادعاء بكونهم من القادة الافذاذ ورجال المهمات الصعبة و و و ؛ وهم لا يستطيعون حل مشكلة الجرذان ؛ بالله عليكم اعملوا ... لأننا سئمنا من شعارات الحقبة السوداء الهجينة ( يا محلى النصر بعون الله ) وشعارات (غمان ) الاغلبية العراقية ( هيهات منا الذلة ) .
......................................................................................
المصادر :
1- مقالة (الجرذان تجتاح العراق ) للكاتب فاضل البدراني .
2- مقالة (جرذان بحجم القطط تفتك ببغداد والناس نيام) للكاتب عبد الجبار العتابي .
ظاهرة انتشار الجرذان في العراق
تدوينات اخرى للكاتب
معتقل الرضوانية
احتل العراق مركز الصدارة في العقود الاخيرة من القرن المنصرم في تلاشي العدالة وغياب القانون وانتهاك حقوق الانسان وممارسة ابشع وسائل الت...
رياض سعد
ظاهرة المزارات الوهمية /حادثة القطارة /نموذجا
المقدمة(1)العيش مع الموتى , وفي ظلال الموت من خلال طقوس جنائزية وثقافة قبورية وسياسات شيطانية وعقائد سلبية , بل وطلب...
رياض سعد
جرائم صدامية مروعة / الحلقة التاسعة / مسوخ الاجرام و مسخ الانسان
أوجد -( ابو ناجي )- الخبيث الانكليزي والمحتل البريطاني في بلاد الرافدين حكومات هجينة وملعونة وقبيحة المنظر ومشوهة المضمون ؛ وسل...
رياض سعد
هذه التدوينة كتبت باستخدام اكتب
منصة تدوين عربية تعتد مبدأ
البساطة
في التصميم و التدوين