ساعة الثانية صباحا ..
لم أعد أهتم لعيون الباندا التي أصبحت من معالم وجهي
غدا أو أقصد بعد ساعات اختباري الأخير في المرحلة المنهجية من الماجستير
المادة ( حديث ) مع د.لطيفة القرشي
مدة الاختبار ٣ ساعات وأسأل الله العون
بعده لدينا مناقشة بحث قدمناه في (مادة مقاصد الشريعة ) مع د.سناء عبده وربنا يستر!
وبعدها سنذهب لمطعم احتفالا بانتهاء هذه المرحلة
الشهية للكتابة متذبذبة عندي والإرسال ضعيف
وأحاول التقاط التمتات التي تصل لأذن الحرف
ربما ينبغي علي الآن العودة للمذاكرة
لكن قلبي مكتظ بالكلام
صنعت للتو بطاقتين سأقدمهما مع هدية بسيطة أهديها لزميلتي في رحلة الماجستير :
سارة السهلي
مها السلمي
...
ليس شيئا ظريفا أن تتعرف على أشخاص وتتوطد العلاقة ثم ينتهي الطريق فجأة
ربما لم ينته !
لكن سارة من المدينة وستعود أدراجها
ومها معيدة في فرع آخر من الجامعة وستعود أدراجها أيضًا
طبعت الكرت على ورق مقوى ، وضعت عليه ( قصاصة فنية كما يسميها قوقل ) هي نفس الصورة التي وضعناها لقروب الواتساب الخاص بثلاثتنا.. ومن داخل الكرت كتبت لهما بخط يدي بعض الكلمات
عند آخر سطر كتبته في الكرت فاضت مشاعري الحزينة.
ياسلام سأنتهي من الاختبارات والمحاضرات
هل هو خبر مفرح؟
في الحقيقة أنا فخورة بتخصصي وسعيدة به
ولو طلبوا مني إعادة دراسة المواد المنهجية فوالله إن ذلك لحبيب إلى قلبي
لأني مازلت أشعر بضحالتي العلمية ،، أشعر بأني لم أكتف من كل مادة .. نعم أعلم أن الماجستير يعطيني مفاتيح العلم لا حجراته وبيوته ، والدخوللهناك هو مهمتي التالية
لكن أطمح أن تكوني مفاتيحي قوية راسخة
تعلمت جدًا أن العلم جميل وممتع
وسامح الله كل من قدم لنا العلم في شكل أقراص للدواء لا نحسن بلعها
رحلتي في الماجستير أنظر لها أنها. كانت جميلة لكن محفوفة بالتعب والسهر
تخصصي ربما من أسهل التخصصات الشرعية
ورغم ذلك لا أصف الدراسة بالسهلة
كوني زوجة وأم وبنت ..
لم يكن عندي خادمة ، إلا في مرات غير منتظمة تأتيني سيدة حبشية للتنظيف والكي
ولدي وحيد واسمه مالك وله منه كل النصيب فهو يشعر بامتلاكي ومحيط بي بشكل أحبه لكن لا يساعدني على التفرغ للدراسة
في الحقيقة عندما كبر - أي في السنة الثانية من الماجستير والرابعة من عمره - أصبح أكثر تفهما لكلمة دراستي، واجباتي ، أبحاثي
في وقت ما يراني يكون أعقل العقلاء فيقول لي الله يوفقك ! أنتشي جدا
وفي وقت تال .. يطاردني كفراشة أو ذبابة غلسة لا يتركني في حالة الهدوء التي أرغب
اليوم مثلا دخلت لغرفة النوم لأنها الوحيدة بمفتاح في بيتنا وأغلقت علي الباب لأذاكر.
كان خلفي وبالطبع ألصق فمه عند فتحة الباب وكان يثرثر ومعه مسدس بصوب ألصقه بالباب وهو يضغط عليه لعدة دقائق ويقول : حازعجكحازعجك!
أدخل المسدس من تحت فتحة الباب والصوت يصلني كأنه أعلى مما ينبغي
كانت أعصابي مشدودة والدمع في طرف عيني لأن المادة طويلة ولم أنتهي لكني كتمت ضحكاتي من أسلوبه وكلماته
من غرائب الماجستير أو من غرائب شخصيتي في نهاية الماجستير مواقف غريبة تصدر بشكل لا يتنمي لي أبدًا
من ذلك أني عُرفت بكوني عدوة لدودة للإضاءة البيضاء وأتجرعها ولا أسيغها في غير بيتي
وعشت ١٠ أعوام أو أكثر في بيوت ليس فيها لمبة بيضاء واحدة
وفجأة وجدت نفسي أدخل للمخزن وأخرج السلم - كان هذا في اليوم التالي لذهابي لمعرض الكتاب لا أدري إن كان هناك ارتباط-
وجدتني فوق السلم في الصالة وقد بدلت اللمبة الصفراء بالبيضاء ! ولا أدري كيف وصلت اللمبة البيضاء لبيتنا ؟ تذكرت أظنها جات مع الشقةالجديدة
أعتقد أنه تحول جذري
لا داعي لأن أقول أن عبدالحميد لما عاد للبيت تفاجأ -ولعله ظن أن البيت قد استولت عليه عصابة مستفزة لتنتقم مني- ثم أعاد الإضاءة الصفراءوالأعجب أني أنكرت عليه.
موقف آخر..
فهِمتْ الدادة التي أطلب منها أحيانًا شراء فطور لي من كافتيريا الجامعة أنها حين لا تجد طلبي فإن بوسعها أن تشتري أي بديل عدا الكروسون.. لأنعلاقتي به توترت في السنوات الأخيرة ووصلت للقطيعة .. أصبح من الصعب على فمي تقبل طعمه !
ويوما ما سلمت بحثا أنهكني فقررت بعدها أن أكافئني بمعجنات من مخبز رفعت المجاور لبيتي
دخلت ولكني لك أجد فطاير السبانخ المفضلة عندي
فما كان مني أمام العديد من أصناف المخبوزات الشهية إلا أن أطلب :
٦ كروسون بالجبنة و٦ كروسون بالزعتر !
الله أكبر كبيرا !
لم أفق على نفسي إلا في البيت بعدما أكلت القطعة الأولى !
نشرت بتاريخ:
22/05/2016