ان الحركة الدينية المنكوسة في العراق وان تضمنت بعض التعاليم الروحية والاخلاقية والتي قد ترفد الشخص بالطمأنينة والسكينة والاستقرار النفسي والسعادة وراحة الضمير .... الا انها في الواقع الخارجي والميدان الاجتماعي تدعو اتباعها الى الانقطاع عن الدنيا بمعنى الكلمة ؛ لان الدنيا في نظرهم حقيرة تافهة قصيرة ولا تستحق اي قيمة , وعالم الطبيعة ببعض تفاصيله نجس وقذر , والانسان الواحد والشخص الفارد هو محور حركتهم ونشاطهم الديني لا غير , وعليه لا ينبغي للمؤمن ان يتلوث بعناصرها وملذاتها ,بل ويجب عليه الابتعاد عن الدنيا والثروة والقدرة ....؛ وقد تناهى الى سمعي صوت احد رجال الدين الوهابية في عقد الثمينيات من القرن المنصرم وانا ابحث في اذاعات الراديو المتنوعة – من اذاعة السعودية - , قائلا – ما معناه - : (( ان الفقر شعار الانبياء والصالحين وقد أخطأ وتوهم من قال : لو كان الفقر رجلا لقتلته – يشير بذلك الى حكيم العراق الامام علي - ...)) , وان صدور مثل هكذا اراء وفتاوى من النواصب يعد أمرا طبيعيا بل وضروريا لإدامة خطهم الاعوج واستمراريته ؛ لكن العجيب في الامر ان يحذو بعض رجال الشيعة حذو النواصب ويأمروا اتباعهم بالفقر في الدنيا ومدح الفقر والاشادة بدوره العظيم في ازدهار حياة المؤمنين والمواطنين والشيعة العراقيين ..!!
وانبرى عدد من الشعراء يحذرون المؤمنين من الدنيا والغنى والقدرة والسلطة ... , واليك هذه الابيات الشعرية التي توضح ما اشرنا اليه :
دع الدنيا وزينتها لوغد ...... وحاذرها وان كنت الرشيدا
أترجوا الخير من دنيا أضاعت ......حسين السبط واختارت يزيدا
ولا ندري بمن نصدق بهؤلاء المنكوسين ام بالإمام علي حكيم العراق الذي كره الفقر وتنمى ان يتحول الى رجل ليقتله ويخلص بني البشر من شره وضرره واذاه ...وكأن لسان حال حكيم العراق الامام علي ما قاله الشاعر :
ما أحسَنَ الدِّينَ والدُّنيا إذا اجتَمَعا ..... وأقبَحَ الكُفرَ والإفلاسَ بالرَّجُلِ
هذا ان احسن الظن بهذه المؤسسة الدينية المنكوسة , اذ من الممكن ان يكون رجال المؤسسة الدينية و رجال الطبقة السياسية قد اتفقوا على هذا النهج التخريبي – (( بالعامية : واحد يرفع و واحد يكبس )) ؛ من اجل أقصاء وتهميش وافقار الاغلبية العراقية ونهب ثروات العراق لاسيما الجنوب والاستمتاع بخيرات البلاد من قبل ابناء الفئة الهجينة فقط ورمي الفتات الى الخونة المنكوسين من المحسوبين على الاغلبية ؛ بل ان هنالك الكثير من الوثائق والحقائق والقرائن التي تشير الى تواطئ بعض رجال الدين الشيعة مع حكومات الفئة الهجينة ضد الاغلبية العراقية , وبالذات من اصحاب الاصول الاجنبية والغريبة وغير العراقية .
والا بماذا نفسر تصريحات بعض الاصوات الدينية (النشاز ) وفتاوى البعض الاخر من تحريم العمل في الوظائف الحكومية او الانتماء للأحزاب السياسية او الدخول في المدارس الرسمية وقتذاك ..؟؟!!
مما لاشك فيه ان القصد من ذلك ؛ مضاعفة حرمان الاغلبية واكمال المؤامرة ضدهم , وكان رجال الفئة الهجينة فرحين بهذه الفتاوى المنكوسة والآراء السطحية التي فتحت الابواب امامهم وعبدت الطرق وسهلت المهمة في الاستيلاء على مقاليد الامور في العراق بلا منازع ونهب ثرواته بلا منافس ... وكان ما كان من نهب ثروات العراق والتي اسفرت عن تخمة الفئة الهجينة وافقار وبؤس الاغلبية العراقية .
اذ اقتنع المؤمنين من الاغلبية العراقية بالكفاف , ورضى عامة الشعب بالقوت اليومي البسيط , وراحوا يشتغلوا في الاشغال الشاقة والبسيطة من اجل لقمة العيش , ومن شعاراتهم وامثالهم الشعبية التي تبين حقيقة اوضاعهم ما يلي : (( اصرف ما في الجيب يأتيك ما في الغيب )) و (( عيشني اليوم واذبحني باجر )) و(( ياهو ابو باجر )) و (( لابو قليل ال هلك ولابو كثير ال ملك )) ... واستمر الوضع على هذا المنوال حتى تفشى العوز والفقر بين ابناء الشعب العراقي الاصيل وانتشرت المسكنة والذلة والمظلومية ؛ بينما كان ابناء الفئة الهجينة في غاية الطمع والجشع والحرص والبخل - و (( الخمط والفرهود واللطلطة ... )) - والظلم والجور والعمالة والخيانة والغدر والفتك وسحق حقوق الاغلبية العراقية ونهب ثرواتهم وسرقة خيراتهم , والاستحواذ على الاراضي والامتيازات .. .
بهذه الثقافة السلبية والافكار البائسة اقنعت المؤسسة الدينية المنكوسة اباءنا واجدادنا ؛ لتأتي الطغمة السياسية الهجينة وتكمل الدور التامري ضد الشعب العراقي الاصيل , والتي لم تكتف بكل ما سبق من جرائر وجرائم ... اذ عمدت الى ابادة الاغلبية العراقية والتطهير الطائفي والعرقي بشتى الذرائع والاعذار ؛ فمن حروب الامة العربية والمسرحية الفلسطينية الى حروب الشمال والاكراد الى حرب ايران الى حروب الخليج الى قمع الثورات والانتفاضات ...الى المقابر الجماعية والاعدامات ... الى الامراض وتزايد الوفيات بسبب الحصار ونقص الغذاء والدواء ... الخ .
وان السبب الرئيسي في تهور واجرام الفئة الهجينة , واستهتار الطغمة الصدامية , واستعلاء العملاء والدخلاء والغرباء في العراق واستخفافهم بأرواح الملايين من العراقيين ؛ المؤسسة الدينية المنكوسة والمحسوبة على مذهب الاغلبية العراقية والتي قد تكن العداء للعراقي الاصيل بقدر بغض وحقد الهجين الدخيل عليه .
الحركة الدينية المنكوسة في العراق الحلقة الاولى
تدوينات اخرى للكاتب
معتقل الرضوانية
احتل العراق مركز الصدارة في العقود الاخيرة من القرن المنصرم في تلاشي العدالة وغياب القانون وانتهاك حقوق الانسان وممارسة ابشع وسائل الت...
رياض سعد
ظاهرة المزارات الوهمية /حادثة القطارة /نموذجا
المقدمة(1)العيش مع الموتى , وفي ظلال الموت من خلال طقوس جنائزية وثقافة قبورية وسياسات شيطانية وعقائد سلبية , بل وطلب...
رياض سعد
جرائم صدامية مروعة / الحلقة التاسعة / مسوخ الاجرام و مسخ الانسان
أوجد -( ابو ناجي )- الخبيث الانكليزي والمحتل البريطاني في بلاد الرافدين حكومات هجينة وملعونة وقبيحة المنظر ومشوهة المضمون ؛ وسل...
رياض سعد
هذه التدوينة كتبت باستخدام اكتب
منصة تدوين عربية تعتد مبدأ
البساطة
في التصميم و التدوين