ان الامة التي تقتص من جلاديها الاشرار وفاءا لدماء شهدائها الاحرار ؛ تعد أمة حية , ولكن في كل امة شواذ , وهؤلاء الذين يبكون صدام ويذرفون دموع التماسيح عليه ؛ لا يمثلون ضمير وصوت الامة وتاريخها ؛ فقد فرح العراقيون عندما وقع جرذ الحفرة في يد القضاء العراقي , بعد ان اخبر جلاوزته الجلادين وابناء مدينته الانذال الفاسدين قوات الاحتلال الامريكي بمكانه ومخبأه في الثالث عشر من ديسمبر عام 2003.
لقد كان يوماً مليئاً بالحقد والدمار والشؤم والبؤس والدم ... ذاك اليوم الذي انخرط فيه ابن صبحة في صفوف عملاء المخابرات الامريكية ومباركة السفارة البريطانية اللعينة , فكان خيارهم المشؤوم واختيارهم الخبيث هو تنصيب المجرم صدام بن صبحة ، و الذي كان مشهوراً بالشذوذ الجنسي والانحلال الاخلاقي , ومعروفا بقساوة القلب و بكونه عديم العاطفة والرحمة والشفقة ، كما كان أنانياً ومستبداً وعنيداً وحقوداً ومتهورا ، وكان يحتقر ابناء الامة العراقية ومكوناتها الاصيلة عدا ابناء الفئة الهجينة والمرتزقة , ويشعر بعقدة الحقارة والضعف والدونية أمام الامريكان والانكليز .
الا ان حقده وكراهيته وعداءه للأغلبية العراقية - ( الشيعة )- أشد وأكثر ؛ لأنه نشأ في بيت خاله الطائفي المأبون الحقير والحرامي الشهير خيري طلفاح .
وكان المجرم صدام شديد العداء والكراهية للعلماء والرجال الوطنيين واصحاب الكفاءات والشخصيات ، لأن حظه من العلم كان قليلاً جداً، وكان يشعر بعقدة الحقارة والنقص أمام الشخصيات والمثقفين، ولذا كان يحط من مكانة العلماء والمثقفين، و لا يعيرهم اي اهتمام ؛ ومن الشواهد على ذلك الهجرة الغفيرة للعقول العراقية الى الخارج في عهده الاسود وتدني القوة الشرائية لراتب المعلم العراقي بحيث اضحى لا يساوي( طبقة بيض) – في عقد التسعينات - .
ومن الاعمال الارهابية والمخططات الشيطانية التي ابتدأ بها عهده الاسود زج الوطنيين من كوادر الحزب الشيوعي وغيرهم بالإضافة الى الشخصيات والمثقفين والمفكرين والفنانين وأصحاب الكفاءات والمواهب في السجون الرهيبة والمعتقلات المرعبة كقصر النهاية وغيره ؛ وهنالك يكيل عليهم السباب والشتائم والإهانات ويعرضهم لأشد صنوف التعذيب والمحن والصعوبات .
وعلى الرغم من الإرهاب الذي كان يمارسه المجرم صدام وسياسة البطش والاستبداد والقتل الذي اعتمدها لإرساء قواعد نظامه الجائر، لم يستسلم الشعب العراقي الاصيل ، وبدأت أصوات المعارضة ترتفع من هنا وهناك، وانطلقت ثورات شعبية عديدة ضده ، وكان الثائرون من ابناء الامة العراقية لديهم هدف واحد، هو القضاء على نظام صدام الجائر، وكانت من أهم تلك الثورات : الانتفاضة الشعبية عام 1991 .
وبعد انتظار طويل ؛ تحقق حلم الشهداء من ضحايا الاعدامات الصدامية والجرائم البعثية والمقابر الجماعية ؛ اذ تم إعدام المجرم صدام فجر يوم عيد الأضحى (العاشر من ذو الحجة) عام 1427ه، الموافق 30 كانون الأول/ديسمبر 2006.
هلك الطاغية و ذهب غير مأسوف عليه ؛ تنتظره صرخات الاطفال وعويل النساء ودماء القتلى والشهداء .
ذكرى هلاك المشنوق المجرم صدام
تدوينات اخرى للكاتب
معتقل الرضوانية
احتل العراق مركز الصدارة في العقود الاخيرة من القرن المنصرم في تلاشي العدالة وغياب القانون وانتهاك حقوق الانسان وممارسة ابشع وسائل الت...
رياض سعد
ظاهرة المزارات الوهمية /حادثة القطارة /نموذجا
المقدمة(1)العيش مع الموتى , وفي ظلال الموت من خلال طقوس جنائزية وثقافة قبورية وسياسات شيطانية وعقائد سلبية , بل وطلب...
رياض سعد
جرائم صدامية مروعة / الحلقة التاسعة / مسوخ الاجرام و مسخ الانسان
أوجد -( ابو ناجي )- الخبيث الانكليزي والمحتل البريطاني في بلاد الرافدين حكومات هجينة وملعونة وقبيحة المنظر ومشوهة المضمون ؛ وسل...
رياض سعد
هذه التدوينة كتبت باستخدام اكتب
منصة تدوين عربية تعتد مبدأ
البساطة
في التصميم و التدوين