الإنتصار بالوحدة وليس بالتفكك !...
رحيم الخالدي
عملت القوى الإستكبارية العالمية بإحتلال البلاد، من خلال تفكيك المجتمعات وسياسة "فرّق تَسُدْ"، التي أتت ثمارها في بلاد المسلمين، وبقينا على هذا الحال ليومنا هذا، والنظام البعثي إستعمل هذه السياسة! ولهذا بقي كل الفترة السابقة، وسيطر على البلد بواسطة ضعاف النفوس، من خلال إستمالتهم بالأموال وغيرها من المميزات، مما جعلت المجتمعات ضعيفة، وما جرى اليوم هو أحد تلك الأسس، التي إعتمدتها القوى العالمية .
التظاهرات حق طبيعي ولا بد من وجود خلل في الأداء الحكومي، حتى في الدول المتقدمة وأمريكا وغيرها ممن تدعي تطبيق الديمقراطية تعاني من بعض الحالات، ولهذا نرى بين الحين والآخر هنالك تظاهرات، ولكن ضمن المعقول، والفرق بيننا وبينهم أن من يقود بعض الجماعات في التظاهرات الأخيرة، ليس له علاقة بالمطالب التي يطالب بها أولائك المتظاهرين، بل هو شخص مدسوس يمثل أجندة خارجية، لتخريب العملية السياسية في العراق، لذا نرى النتائج الكارثية، التي تحصل كما حصل في تظاهرتين متتاليتين، وهذا يبعث على الحيرة !.
قانون الأحزاب والمشاركة بالعملية السياسية، أمّا أن تكون مع الحكومة والسير وفق برنامجها، أو معارضاً، ولا خيار ثالث، وما حصل من الأخوة في التيار الصدري شي مرفوض قطعاً، ولا يمت لتطبيق الديمقراطية بأي صلة، والمثير للجدل أن التيار الصدري مشارك فاعل في العملية السياسية، في الحكومة، ومجلس النواب، ومجالس المحافظات، وجمهوره مطيع لقيادته، ومستعد للتضحية بكل شيء إرضاءاً لقيادته، وهذا شيء جميل يجب إستثماره في شيء يخدم ولا يهدم، سيما ونحن نواجه أعتى إرهاب في العالم، يتحين بنا الفرص للإنقضاض علينا .
اقتحام المنطقة الخضراء من قبل المتظاهرين، والدخول بكل سهولة، يدل على إحترام المتظاهرين من قبل القوة العسكرية الماسكة للمنطقة الخضراء، وكان الظن منهم أن لا يكون هنالك تخريب كما جرى في المرة السابقة، والتي شجبها السيد مقتدى الصدر ونعتهم أولائك "بالجهلة " و"الثيران "، والظاهر أن هؤلاء الجهلة لا يعوا خطورة المرحلة، التي يمر بها العراق، سيما وأن التحضيرات على أعلى مستوى في، إقتحام جحر الأفعى في الفلوجة، وتحريرها من عتاة المجرمين، وهذا يبعث رسالة أن المقتحمين للمنطقة الخضراء، ليسوا سوى أشخاص جهلة، يريدون إسقاط الحكومة! التي يشكل التيار الصدري جزء كبير منها .
اليوم نحن على أعتاب مرحلة جديدة، بعد بيان الأهداف والنوايا المبيتة سلفا، والغرض بات معروفا لدى ألقاصي والداني، والدخول إلى داخل المنطقة الخضراء هو إستهانة واضحة للسيادة الوطنية، بكل المكونات المشاركة بالعملية السياسية، ولا ننسى كم دفع العراقيون ضريبة إنشاء حكومة جديدة، تلم بين طياتها كل الأطياف، وليس سياسة الحزب الواحد كنظام البعث القهري، الذي أذاقنا أنواع القهر والقتل وسلب الإرادة، ومن كان يجروأ على التظاهر أيامه؟ أمّا اليوم فالتظاهر بات حقّاً مشروعا، أقره الدستور ويحميه القانون، وليس الاقتحام والتخريب، وبعظهم إستغله لسرقة ممتلكات الدولة، التي هي بالأساس أملاك المواطن .
وحدتنا ورص الصفوف هذا ما يخشاه كل الأعداء، وما التفجيرات والخروقات الأمنية وفساد المسؤولين، الذين تم إستثنائهم من الإجتثاث وإرجاعهم إلى مناصبهم، وزرعهم في كل المفاصل المهمة، إلاّ رسالات وجزء من تلك العداوة، التي بدأت تقطف ثمارها داخل المكون الشيعي، ويريدون جرنا إلى إقتتال بين المكونات! له بداية وليست له نهاية، لتصفي الأمور لرجوع البعث وأزلامهِ، ليثبتوا فشلنا في إدارة الدولة ونجاحهم، وليعودوا بثوب جديد، فهل سنصل إلى مرحلة الإدراك؟ والإتجاه صوب القضاء على الإرهاب، وبدأ مرحلة الإصلاح الحقيقي ومحاسبة كل الفاسدين، وعلى كل النواب الحضور إلى البرلمان، واثبات تواجدهم ليكون رسالة لكل العالم، بأننا قادرون على إدارة الدولة .