لم تكن المذابح البشعة التي قامت بها الأجهزة الأمنية الطائفية العنصرية البعثية الصدامية المنكوسة للنظام التكريتي الصدامي ضد أطفال وشباب ونساء ورجال وشيوخ العراق العزل عام 1991 إلا إحدى تجليات هذه الاستراتيجية. فتلك المذابح التي تجاوز فيها وحوش و ضباع النظام الطائفي كل المعايير السياسية والانسانية المألوفة في قمع الثورات والانتفاضات الجماهيرية كما تجاوزوا فيها كل الاعتبارات الاسلامية والاخلاق العراقية المعروفة عندما قاموا بصب جام حقدهم وكراهيتهم وسكبوا رصاص غلهم على المتظاهرين والمعارضين في معظم محافظات العراق لاسيما الجنوبية منها .... حيث سقط الاف الشهداء ...
في ملحمة بربرية بشعة لم تقم بها إلا عصابات الإجرام الصهيونية عندما كانت تعمد إلى تنفيذ مثل هذه المذابح بغرض تهجير المواطنين الفلسطينيين من أراضيهم بالقوة وهو ما ينطبق تماما مع أهداف هذه الفئة الهجينة التي تسعى إلى إجبار المعارضين والمتظاهرين والعراقيين الى ترك اماكن تواجدهم بالقوة، ولإشباع شهيتهم الإجرامية البغيضة تقوم هذه الكائنات الهجينة باعتقال أبنائنا وشبابنا واطفالنا ونساءنا وشيوخنا وتمارس ضدهم تعذيباً جسدياً ونفسياً بشعاً يتضمن السجن الانفرادي والحرمان من الطعام والشراب والضرب المبرح والحرق والكي والصعق الكهربائي .... ثم يقومون بعد ذلك بإطلاق سراح بعضهم ليقوموا بإيصال رسالة قاسية وقوية للمتظاهرين والمعارضين والعراقيين الآخرين في مشهد يذكرنا ببعض مما قرأناه في كتب التاريخ عن المغول و التتار، فعقيدة الصدمة والرعب ليست موجهة ضد أفراد أو جماعات فقط ولكنها موجهة نحو المجتمع بأسره فالعنف المفرط هو رسالة للجميع بأن كل من يفكر بالخروج والاعتصام أو التظاهر ضد النظام سيكون هذا هو جزاؤه ومصيره. حيث يهدف هذا العنف المفرط الى إحداث أكبر قدر من الرعب لدى الشباب وهو ما يؤدي إلى محو ذاكرته وإلغاء مفردات الثورة من دماغه كما يؤدي إلى ترك ساحات الحرية والتغيير والعودة إلى وضعه السابق قبل الثورة.
مظاهر استراتيجية -الفئة الهجينة - في تدمير الاغلبية العراقية عام 1991
هذه التدوينة كتبت باستخدام اكتب
منصة تدوين عربية تعتد مبدأ
البساطة
في التصميم و التدوين