" و رأيتها مُمسكة بكتابٍ في محطة انتظار الترام ، جذبني الكتاب قبل أن تجذبني الفتاة .
" غُربة الياسمين " ، رائعة خولة حمدي !
رواية رشحتها لي صديقتي ، فقرأتها ، أو بمعني أصح التهمتها دفعة واحدة حتى صدمت بجملة النهاية _ تم بحمد الله _ !
قد تكون انتهت الوريقات ، و انتهت الكلمات لكنّ الحكاية لم و لن تنتهي ..
تدافعت في عقلي أحداث الرواية و كلماتها ، و انتابتني الحالة الشعورية نفسها حين كنت أقرأها ..
ثم جاء الترام .. و صعدنا
ابتسمت ، و ضحكت خلسة حين تذكرت حديثي مع ولاء _ مُرشحة الرواية _ بعد أن أنهيتها ، حديث يجمع العقل و الجنون و الجد و اللهو معًا في آن واحد !
تمالكت نفسي ، و كبحت جماح تيار الرواية الذي جرفني فجأة في مساره ، و حصرتُ تركيزي في أي محطة أنا فيها الآن !
ثم رأيتها مرة أخري أمامي ، تلك الفتاة ذات الكتاب ، الممسكة به بشغف أعرفه ، رأيتها هي هذه المرة ، مُطلقة شعرها ، تتحدث مع رفيقاتها ،
جذبني التيار مرة أخري بقوة أكثر ، حتى أفقت فجأة علي ذلك الوشم المعروف علي باطن رُسغها !
نعم ، نصرانية ! و تقرأ لخولة بهذا الشغف !
و كأن شخصيات رواياتها تجسدت أمامي فجأة في الحقيقة !
أعلم أن الكتب ليست حكرًا علي أحد ، و لكننا لا نقرأ كتابًا يتعارض مع عقيدة قوية بهذا الشغف أبدا _ هذا إن قرأناه _ ، كتاب قد يُغيرك أنت كمؤمن بتلك العقيدة ليجعلك تؤمن بها من جديد !
و ابتسمت أكثر ، و أكثر ! .. و لم أملك سوى أن أدعو لها و لنفسي بالهداية ،
و أن أتساءل : أ يا خولة ، إلي أي مدي ستُبدعين بعد ذلك ؟! "