ماحصل امس  في بغداد كان امر جلل فقد اصيب 108واستشهد اثنان من المتظاهرين نتيجة تعرضهم للرصاص الحي والمطاطي والغاز المسيل للدموع ، وبكل بساطة أعلنت قيادة العمليات المشتركة العراقية عن “سيطرة القوات الأمنية بالكامل على أعمال الشغب التي جرت قرب المنطقة الخضراء” .وقالت خلية الإعلام الحربي التابعة لقيادة العمليات “نشير إلى وجود عناصر مندسة بين المتظاهرين استغلوا انشغال القوات الامنية بالتحضير لمعركة الفلوجة لتخترق موسسات الدولة وتحدث فوضى”. !!!!!!! ، نعم لقد وصفوا من خرجوا من العراقين المطالبين بحقوقهم بالمندسين والمخربين واصحاب اجندات خارجية لانهم خرجوا يطلبون حقوقهم وان كان الثمن دمائهم.

تسعة أشهر عجاف... حمل فيها المتظاهرون التايد لاصلاح والمطالبة بسلمية كي يحقق العبادي وعوده الكاذبة تسعة أشهر جائع فيها الفقراء فوق جوعهم, و أزدادوا فقراً, واخرها شبابنا ينزفون دما ويزفون شهداء من اجل سليمة الثورة..التي اقسموا ان يستمروا عليها بدماء اخوانهم ..لانهم ليسوا مندسين ومخربين بل هم امل هذه البلاد ونبراس حياتها .

ان من حقوق الشهيد والجريح اليوم من ابنائنا أكثر من حق يتعين الوفاء به،شرعيٱ-;- فحقه في القصاص واجب ، وذلك ليس حقاً له فحسب، ولكنه حق للمجتمع أيضاً الذي خرج الشهيد دفاعاً عنه وضحى بحياته فداء له، إلى جانب أن ذلك الحساب ضروري لردع الذي ينتهكون حقوق الخلق ويهدرون حقهم في الحياة، ولأهله حقان، حق في التعويض عن فقده، سمه ديةّ إن شئت،وحق في رعاية أسرته سواء كان يعولها أو كانت قد علقت آمالها عليه، وهذه الرعاية تتراوح بين المعاش الشهري وتدبير السكن أو نحو ذلك، وقبول التعويض أو الدية لا يسقط الحق في المساءلة والمحاكمة، لأن الدية حق الشهيد وأسرته والمحاكمة حق المجتمع الذي لا يستطيع أحد أن يتنازل عنه.

حق شباب اليوم الذين نزفو دما في التمجيد والتكريم، ذلك أننا اعتدنا أن نمجد الأعلام ونخلد ذكراهم، وذلك حق لهم لا ريب، إلا أنه من الإنصاف أيضاً أن نخلد ذكرى بسطاء الناس الذين تركوا بصماتهم في في هذه الايام العصيبة التي اصبح فيها قول الحق ثمنه الدم .

ان ماقمت به القوات الامنية الممثلة لحكومة القزم العبادي استبداد بكل معنى الكلمة والاستبداد بكل تنويعاته مدمر ومنتج للفساد لكن ابشعه ذلك الذي يصل الى درجة الولوغ والسباحة في دم الناس والشعب والابرياء. هذا النوع من الاستبداد لا ينتج كل انواع الفساد وحسب, لكن والاخطر من ذلك كله ينتج ايضا ثقافة الدم ويؤصلها ويجذرها في المجتمع. يحدث ذلك عبر تنمية غرائز الثأر والانتقام ومراكمة الحقد والكراهية. تصبح الكراهيات بين شرائح الشعب والنظام هي اوسمة شرف داخل كل دائرة معادية للاخرى، وتصبح "الكراهية مديحا".