للامة العراقية سمات تميزها عن باقي الامم والشعوب ولها مشتركات وقواسم مشتركة تربطها بالآخرين .
والعراقي الاصيل يتميز بالطيبة والنخوة والرحمة والعطف والحنان ( الحنيه ) والغيرة والشهامة ؛ فطالما اكرم الضيوف ورحم الغرباء واوى الاجانب وعطف على الفقراء ... , فضلا عن صلة ارحامه والتضحية من اجل عياله وابناءه , ولسان حاله يقول :
وأطيبُ ساع الحياة لديَّا ... عشيةَ أخلو إلى ولديَّا
إذا أنا أقبلت، يهتف باسمي الفطيم .... ويحبو الرضيع إليَّا
فأُجلسُ هذا إلى جانبي .... وأجلس ذاك على ركبتيّا
وأغزو الشتاء بموقد فحمٍ.... وأبسط من فوقه راحتيَّا
هنالك: أُلقِي متاعب يومي ... كأنِّيَ لم ألقَ في اليوم شيَّا
أمن كبدي أنتما فلذتان ... أم أنتما حبتا مقلتيا؟
ألا ليت شعري: أتمتدُّ بي ... حياتي فأجْنِيَ غرسَ يديا؟
وأشهد طفليَ يَيَفَعُ، ثم ... يَشبُّ، ويصبح شهمًا أبيا؟
الا ان الحال تغيرت والمجتمع العراقي ضرب بالصميم , فقد عملت الفئة الهجينة ومنذ عام 1921 على تدمير بنية المجتمع العراقي وتفكيك اواصر الامة العراقية والاخلال بالمنظومة القيمية والاخلاقية والاجتماعية , وعلى الرغم من كل مخططات الفئة الهجينة بقى العراقيون على العموم يحبون فعل الخير ، ويتميز السلوك الاجتماعي للناس بصورة عامة بالصدق والإخلاص والنزاهة وحفظ الأمانة والطيبة والرحمة .
الا انه مع مجيء الحكم القومي العارفي الطائفي ومن ثم الحكم البعثي التكريتي الصدامي بدأ المجتمع بالانحدار السريع والتغير السلبي المفاجئ ؛ نتيجة للحروب العبثية والازمات الداخلية وفتح ابواب العراق امام العمالة الاجنبية والغريبة والاعراب ناهيك عن المرتزقة من شذاذ الافاق والحصار الاقتصادي والفقر والحرمان والتخلف والامية ... .
ويبدو للباحث الخبير أن كل ما جرى قد تم بمنهجية منكوسة و مرسومة منذ أمد ليس بالقصير للوصول الى تدمير البنية الاساسية للمجتمع العراقي ؛ وظهر هذا الامر للعيان عند استلام المجرم العميل صدام للسلطة ؛ ومنذ ذلك اليوم سار العراق على طريق الخراب الاجتماعي والاقتصادي والاخلاقي والانهيار الشامل للدولة والمجتمع ، فاهتزت الذات العراقية ، وانحرفت فئات وشخصيات من المجتمع عن السلوك القويم والعرف العراقي النبيل , ومما لاشك فيه ان الانحراف بدأ من رجال الفئة الهجينة ومن المقربين للسلطة واتباعها الاذلاء والذين يعانون من العقد النفسية والامراض والاحقاد العنصرية والطائفية ... .
ومن نتائج هذا الاعلام المعادي الهجين والتغيير السلبي السريع والسياسة العميلة المنكوسة حدوث ظاهرة اجرامية سلبية لن تُصدق أنها تحدث في عالم الوحوش و الحيوانات ؛ الا وهي ظاهرة قتل الاباء للأبناء بحجة الهروب من اداء الخدمة العسكرية والمعارك الصدامية الخاسرة وحروب النيابة والوكالة والعمالة ؛ فقد أهدى المجرم صدام سيارة ( مرسيدس 280 S ) الى شخص هجين لأنه قتل أبنه الهارب من الجيش وقابله شخصيا وعرض هذا التكريم الشيطاني من على شاشات التلفاز وكل العالم راه ؛ وبعد هذه الحادثة قام احد جلاوزة البعث السافل بقتل ابنه البريء و الذي شاهده يمارس الجنس مع زوجته , مما دفع الاب المجرم البعثي لأطلاق النار على ابنه وادعى فيما بعد انه قتله بسبب سبه وتهجمه على شخص السيد الرئيس صدام ..!!
صور الاعلام الاصفر الهجين هذه الجريمة النكراء على انها منقبة اخلاقية ومفخرة وطنية يجب ان يعتز بها الاباء الذين قتلوا ابناءهم لانهم لم يلبوا نداء الوطن والقائد الضرورة ؛ وعلى اثر ذلك الجنود أخذوا يخافون من أباءهم ان يقتلونهم ويحصلون على سيارة ( مارسيدس أو سوبر) من الرئيس صدام ..!!
في الوقت الذي يحرض فيه المجرم اللقيط ابن صبحة العراقيين على قتل ابناءهم لانهم هربوا من المعارك الرهيبة الخاسرة ؛ يحرص هو على حماية كلابه المجرمين وعائلته القذرة , فعندما اعتدى جروه الاكبر عدي على حبيب القلب كامل حنا - والذي تربطه بصدام علاقة جنسية حميمة ؛ اذ وقف صدام على جثته وقال : (( مات المدلل )) - وقتله بلا ذنب وخرج صدام على الشعب بقصة كاذبة ومسرحية ساذجة تفنن في ترتيبها لكي تنطلي على الشعب والراي الدولي والعربي العام , ثم اخرجوا عائلة المجني عليه كامل حنا في التلفاز وهي تناشد الحكومة وتطلب العفو عن المجرم عدي واعتبار القضية ( قضاء وقدر) ؛ علما بان صدام قد امر بتشكيل محكمة برئاسة وزير العدل آنذاك لكنها لم تباشر عملها ؛ ومن هذا الذي يستطيع استجواب الجرو الاكبر ومحاكمته ؟!
كل هذا الذي فعله صدام هو لتغطية الفضيحة لان هذه الجريمة حدثت امام زوجة حسني مبارك في حفل اعدته المجرمة ساجدة وحضرته نساء الوزراء والمسؤولين ... ثم لم يكتف هذا المجرم بجريمته وانما اضاف لها جريمة اخرى بعد ايام وهي اعتقال محامية المجني عليه - وهي فتاة مسيحية تدعى ( لهيب) - اذ تم تعذيبها بحيث خرجت من سجونهم مجنونة تجوب الشوارع حتى وافاها الاجل في بغداد وكانت عندما تصحو تذكر الجريمة واركانها وتقول لو اقيمت المحكمة لكسبت القضية وبالتأكيد فان صدام كان على علم بما فعل عدي بالمحامية فاين كانت عدالته ؟!
والادهى والامر ان المجرم صدام الذي كان يحاسب الجنود الهاربين من اداء الخدمة العسكرية الجهنمية – وقتذاك- فر من المعركة الاخيرة كالجبان واختبأ في حفرة كالجرذ ؛ و وشى به للأمريكان ابناء جلدته الدخلاء وجلاوزته القتلة العملاء حتى القي القبض عليه ذليلا وسخا اشعثا اغبرا .