في الجلسات الخاصة واحيانا في المؤتمرات والمناسبات العامة ؛ عندما يجتمع قادة الاغلبية العراقية ؛ يتفق الجميع بأن الحلّ الوحيد للوضع المأساوي العام والسياسي المضطرب الذي نعيشه هو "المصالحة الوطنية فضلا عن تصالح قادة المكون نفسه " , ولكن بعد انتهاء المحادثات السرية و العلنية ورجوع القوم الى مقراتهم و اوكارهم الحزبية ؛ ترجع الامور الى ما كانت عليه ويعزو البعض ذلك الى تدخّل طرف ثالث او اطراف دولية واقليمية ؛ حيث يتم افشال واحباط كافة المقررات الوحدوية والوطنية بقدرة قادر .
وتبدأ الاتهامات ويعود التراشق الاعلامي بين الاخوة الاعداء ؛ فهذا يتهم ذاك بانه ذيل وتبعي وفاسد , والثاني يتهم الثالث بكونه عميل مرتزق وقاتل وجاهل , ورابع يتهم الكل بأنهم "بياعين كلام" ولا توجد اية مصداقية لديهم , ... الخ .
فالحزب الفلاني والتيار العلاني يكيلان الاتهامات لبعضهما البعض , وعندما تذهب بنفسك وتستمع للأول يخطر ببالك فورا بأن الاول محق والثاني معطل ؛ وعند الاستماع لحديث الثاني تتبدّل الخواطر وتغير رأيك وتتريث قليلا لاستيضاح حقيقة الامر ؛ ويقدح بذهنك ان هنالك "طرف ثالث" في الأمر هو من يعطّل المصالحة العامة الوطنية وإنهاء الانقسام الشيعي .
ربما حديث الطرف الثالث لم يأت من فراغ , فالمشروع البريطاني القديم الجديد يعمل على قدم وساق , ويهيئ الارضية لتحولات سلبية قادمة لا تصب في مصلحة الاغلبية العراقية الاصيلة , عن طريق ادواتها ورجالها وعملاءها وبالاتفاق مع الجانب الامريكي والصهيوني والاقليمي .
لا شك في ان بريطانيا صاحبة الشعار الاستعماري المعروف ( فرق تسد ) ومعها امريكا هي المستفيدة الرئيسية من الانقسام الشيعي والتفكك السياسي العراقي , وتعمل على ادامة التخبط السياسي والانقسام الاجتماعي بين مكونات الامة العراقية العريقة .
الامة العراقية الاصيلة تمّر بمخاض عسير ؛ فـ" قوى الاطار " لا تقوى وحدها على مواجهة الضغوط والمصائب إلا بـ" بجماهير التيار " , و " التيار " غير مستعد لتحمّل أي مواجهات سياسية وتحديات خارجية من دون " قوى الاطار " , الغريب أنّ الطرفان يرددان شعارات الوحدة وحماية المكون الشيعي .. إذاً أين الخلل ؟!
انه المشروع البريطاني التخريبي الجديد , والعملاء الدخلاء الذين يطلقون الاشاعات والدعايات بين ابناء الوطن الاصلاء , فالحذر كل الحذر من هؤلاء الموتورين المنكوسين الذين فقدوا حظوظهم وامتيازاتهم في بغداد ولا زالوا يذرفون دموع التماسيح على ايام النظام الصدامي الهجين السوداء .
# رياض سعد