قَتلُنا مُحلّل بِمُوافقة الأُمم المُتحدة !...
رحيم الخالدي
استذكر أحداث الحادي عشر من أيلول، التي نقلتها كل الوسائل الإعلامية وبنقلٌ مباشر، وهي رسالة للعالم أجمع، مع التحضير المتكامل لتلك الفضائيات التي نقلت الأحداث، وما شابها بكثير من الشكوك! وكأنه فلم هوليودي مصنوع بإتقان عالي، من مخرجين في السينما العالمية، الذين يملكون الإمكانيات في صنع رأي ضد الحقائق، تجعلك تصدق تلك الكذبة وتخالف عقلك، حتى لو كنت متيقنا عكس ذلك وهذا ما جرى بالفعل .
بعد تلك الأحداث التي ذهب ضحيتها مواطنون أمريكيون أبرياء، تناقل بعض الذين يبحثون في الكواليس، أن لا وجود للجالية اليهودية في تلك المناطق التي طالها الإرهاب، بل كأنهم ملح ذاب في الماء، وتسائل كثير من المتابعون عن ذلك الخبر، الذي سرعان ما تم التغطية عليه بأحداث أعلى منه مرتبة ودرجة، وصل لحد نسيان الخبر الذي يقود لحقيقة مُرّة، ومن ذلك يتجلى لنا أننا بِيَدْ أشخاصٍ يُجِيدونَ اللّعب والإختباء .
صدّقَ العالم ذلك السيناريو! والأمم المتحدة شحذت كل الهمم وعقدت جلستها، لتتخذ قرار بغزو أفغانستان لأنها مصدر الإرهاب في العالم، والمهدد للأمن العالمي، كل المنفذين كانوا يحملون الجنسية السعودية! وأسامة بن لادن عَلى أعلى القائمة، وتم تخريب أفغانستان بتلك الذريعة، وبعدها جاء الدور على العراق وإحتلاله وإسقاط النظام، وعندما إنتهت الأمور وإستقرّتْ من دون إقتتال كما كان مخطط له، بدأو برسم خارطة جديدة والطائفية أسهل الطرق .
جربت أمريكا على الشعب العراقي كل الأساليب القذرة للاقتتال الطائفي ولم تفلح، وبين الحين والآخر يظهر للساحة نوع جديد من التنظيمات يلعن أمريكا بالعلن، ويقتل الشعب العراقي بالسر! لكن الغريب بالأمر أن كل دول العالم ومن ضمنها الأمم المتحدة، تعلم بمن هو الممول الرئيس لتلك الجماعات، ولم تتخذ أي إجراء أممي بحقهم، والسعودية وقطر والأمارات برعاية تركية، هم من يقود ويحرك تلك الجماعات وسوريا والعراق، وهاتان الدولتان محور الدول التي يراد لها أن تنتهي، ويكون شعبها مطيع للإرادة الأمريكية .
هنا يجب وضع النقاط على الحروف، ولنبدأ من القيادة العراقية، وعلى رأسهم رئيس الوزراء، ورئيس الجمهورية، الأول: يمثل الحكومة، الثاني: يمثل الدولة، هل قدمتم شيئاً للشعب وحميتموه من الإرهاب، بواسطة تقديم شكوى للأمم المتحدة النائمة ؟ وهل فاتحتم دول العالم وناشدتموهم، بأن يتعاطفوا معكم لإيقاف هذه الدول بأن تكف إرهابهم عنّا، وتبدأ بإيقاف إرسال إنتحاريوهم، ليفجروا أنفسهم على المواطنين الآمنين! وهل إشترطتم على هذه الدول، بأن تكون هنالك تعويضات عن أي تخريب يطالنا سواء بالأرواح أو الممتلكات .
الأمم المتحدة وطوال السنين المنصرمة، وهي تتفرج دون توجيه أيّ إتهام لتلك الدول، التي تمول الجماعات الإرهابية، سواء في العراق أو سوريا، وهي تعلم علم اليقين من أين يأتي السلاح! وكيف يتم نقله، ويا ليتها تتخذ قرار بالإدانة كما فعلت ضد صدام في غزو الكويت، وأخرجت الجيش العراقي ولاحقته وجعلته مدمراً، وأفغانستان إثر العمليات الإرهابية التي طالت أمريكا في الحادي عشر من أيلول، أم أن أموال النفط السعودي، والغاز القطري، ونوادي السهر في الإمارات، جعلتكم خاضعين للدولار ؟.
كلمة أخيرة، أتذكر الفريق العائد للأمم المتحدة، أبان تسعينات القرن الماضي، والمكلف بالبحث عن أسلحة الدمار الشامل في العراق، عندما كان يزور منشأءآت الصناعة العسكرية! كان يعرف كيف يبحث، وخاصة مع برامجيات الأجهزة المتطورة، ويستخرج من الذاكرة ماذا تم صنعه من هذه الآلة، بل يسأل عنها ويطلب مشاهدتها، ولهذا تم تدمير كثير من تلك الأسلحة المخبأة، التي تم صنعها حسب الخرائط التي تم إستخراجها من ذاكرة الحواسيب، العائدة لتلك المكائن، فهل ستعمل الأمم المتحدة، مع أعراب الخليج كما عملته مع صدام ؟.