الحرية المطلقة بدون قيود اخلاقية واجتماعية وقانونية هي عبارة عن فوضى ومفسدة مطلقة... وواقعيًا لا حرية مطلقة الا لله تعالى، فالحرية المطلقة هي من خصائص الالوهية، فلا حر بالفعل الا الله!، لأن الله يفعل ما يريد وهو على كل شيء قدير، ومع ذلك فالله تعالى، نفسه، بالرغم من حريته وارادته ومشيئته المطلقة وقدرته التامة، فإنه كتب على نفسه بعض المبادئ والوعود التي تعهد بالالتزام بها ليعلمنا ضرورة الالتزام وضرورة النظام! .. كذلك الحرية السياسية تحتاج الى تقنين وتنظيم ، فالديموقراطية هي ((نظام ممارسة الحرية السياسية))، فهي مجموعة من القواعد والاجراءات والأنظمة والتقنينات التي ((يجب)) الالتزام بها عند ممارسة الحرية السياسية، بل إننا نلاحظ في الدول الديموقراطية كثرة القوانين!!، فكل شيء عندهم بقانون ، فحياتهم مقننة!!، وحينما نقول ((مقننة)) أي أنها ((منضبطة)) و((منظمة)) بقوة الدولة كمؤسسة عامة.. الدولة التي هي ((خادمة)) للشعب من جهة لأنها تحقق تطلعاته وتلبي حاجاته وتعكس هويته، ومن جهة هي ((حاكمة)) لهذا الشعب لأنها تضبط بالقانون والمؤسسات القانونية تصرفات أفراد الشعب بما فيهم الافراد العاملون في هذه الدولة ذاتها أو من يتولون قيادتها او من يتولون تنفيذ القانون!.. اذا لم نفهم هذا لن نفهم معنى ومقتضى الحرية ولن نفهم الديموقراطية!
سليم نصر الرقعي
