أخلاقها ودراسة نفسيتها :

في علم النفس : يرتبط السلوك ارتباطاً وثيقاً بما يلي : الصفات والانفعال والشعور والأفكار والوراثة والخبرات السابقة ؛ ولذا فإني قد استحسنت أن أجمع : بين الأخلاق ودراسة الدوافع لهذه الأخلاق .

مما يُستغنى عن ذكره : بأنه من الصعب على أيِّ محللٍ نفسي أن يُقدِّم تحليلاً نفسياً مكتمل الأداة والصورة : عن غائبٍ لا يراه أو يُجالسه ؛ ولذا فإنّ إخضاع شخصية ولاّدة للتحليل النفسي هو من الفروض القابلة للصواب والخطأ . كما أنّنا لسنا في ذلك سوى مرددين وسائحين بقولٍ قد سُبقنا عليه .

والحق ؛ بأنّ أخلاق ولاّدة ومسالكها هي محل اضطراب وتناقض محيّر عند جميع من أرخ لها !

فالمصادر التي تحدثَتْ عنها ، تذكر بأنّها امرأة سَلْفَع ؛ تُمالط الرجال ، وتُخالط المتأدبة ، وتقول الغزل ، وتنظم الهجاء المقذع !

وتُصرحُ بأنّ هذه السلوكيات الجريئة منها ؛ قد أوجدت وفتحت عليها أبواباً ونمنماتٍ كثيرة بهذا الخصوص ؛ وقد قال في شأنهِ ابن مكي - وهو جريء غير مُكترِث - : " لم يكن لها تَصاون يُطابِـقُ شرفها " !

وبكل شفافية ووضوح أيضاً قد كشفَ الأديب الأندلسي ابن بسّام عن مثل هذا ؛ فقال متناقضاً ومضطرباً في وصف شأنها وحالها : " وكان مجلسها بقرطبة منتدىً لأحرار المصر ، وفناؤها ملعباً لجياد النظم والنثر ، يعشو أهل الأدب إلى ضوء غرتها ، ويتهالك أفراد الشعراء والكتّاب على حلاوة عشرتها ، إلى سهولة حُجّابها ، وكثرة منتابها ، تخلط ذلك بعلو نصاب ، وكرم أنساب ، وطهارة أثواب . على أنّها – سمح الله لها ، وتغمّد زللها – اطّرحت التحصيل ، وأوجدت إلى القول فيها سبيل ؛ بقلّة مبالاتها ، ومجاهرتها بلذّاتها  ... " ا . هـ.

ثم أردّف ابن بسّام قائلاً ومُتحفظاً : كتبت – زعموا – على أحد عاتقي ثوبها :

أنا والله أصلح للمعالي = وأمشي مشيتي وأتيه تيها

وكتبت على الآخر :

وأُمَكنُ عاشقي من صحن خدي = وأُعطي قُبلتي من يشتهيها

وليس تناقض ابن بسّام هو الوحيد ولا اليتيم في التاريخ الأدبي بشأن ولاّدة وعبثها ؛ إذْ قد جاء هذا التناقض عن غير واحدٍ من المؤرخين والأدباء ؛ فعلى سبيل المثال ؛ نجدُ أنّ المقريَّ يقول بأنّها مشهورة بالصيانة والعفاف . وابن نباتة يروي بأنّها كانت ذا خُلق نبيلٍ جميل .

 وعلى أية حال ؛ فمن خلال هذا التناقض الفاضح والواضح في سرد أخلاقياتها وتصرفاتها ؛ فإني أظنُ بأنّ ولادة كانت امرأةً صَـيّانةً لنفسها ، مُحتشمةً بمزاجها ، تعرف حدود ما تأخذه ، وحدود ما تُعطيه ، وأنّ لكل إنسانٍ كان يجري في مضمارها خطُ نهايةٍ ومدى : لا يحق له أن يتعداه أو أن يتجاوزه ؛ إذْ فيما يظهرُ أنّها قد استطاعت أن تُحيط نفسَها بمحدداتٍ أخلاقيّة ، تمكنت باستخدام ذكائها ونباهتها :  أن تحصِرَ جميع أولئك اللاهثين وراء فتنتها في إطارها ( المحددات ) وقيودِها !

 كما استطاعت - ببراعة أنثى فائقة الذكاء أيضاً - : أن تنقلهم ، وتسحبَهم ، ومن ثَمّ تحبسهم في دائرة أخرى ، تستسيغُها هيَ نفسياً ، وتنسجم كذلك مع أنفتِها ومُرادِها ونرجسيتِها ، وهي دائرة : الحب العذري .

ولذا وجدنا ابن زيدون يَصرخ في إعلان إذعانه التام لرغبتها قائلاً :

يا فتيتَ المسك يا شمسَ الضحى = يا قضيب البان يا ريم الفلا

إن يكــن لي أمـــل غيـــر الرضـــا = منــكَ : لا بُلـغـتُ ذاك الأمـلا

فماذا يعني هذان البيتان سوى أنّ ابن زيدون يُعلنُ من خلالهما رضوخه واستسلامه لشروط ولاّدة في دنيا الهوى ؟!!

 ويبدو لي من أمر ولاّدة كذلك ؛ بأنّها كانت تُجيدُ الفهمَ الهندسي للأخلاق البشرية ؛ فرسمت بمِسطرته وبحِرَفيةٍ دقيقة  : لوحةً شاسعةً من الأماني الوهمية والخيالات الفنيّة ، عن يومٍ موهوم مُرتقب كان يتأملهُ منها مُعجبوها : فيحسبونه لجهلهم بولاّدةَ قريباً ، وتراهُ " ولاّدةُ " بعيداً ، بل ومستحيلاً !

وللاستشهاد على نظريتي هذه ؛ فإنّ أحد زوّار ولاّدة ، قد أنشدها قول بشّار :

لا يُــؤيـسنّـــك من مُــخــدَّرَةٍ = قــولٌ تُــغلـظــه وإنْ جــرحــــا

عُسْـــرُ النســـاء إلى مُيــاسرة = والصعبُ يُركبُ بعدما جَمحا

فقالت : إلاّ ولاّدة !!

وأيضاً ؛ فإنّ لها بيتين جميلين ؛ تدفع من خلالهما الريبة عنها ، وتدفع الشكوك فيها ؛ إذْ قالت :

إنــي وإنْ نظـــر الأنـــام لبهجتــي /// كظبــاء مكــة صيـدهــن حــرام

يُحسبن من لين الكلام فواحشا /// ويصدهن عن الخنا الإسلام

ويشهد لولاّدة أيضاً بهذا الأمر الأخلاقي والمنحى السلوكي : مُحبُها وأعرفُ الناس بقلبها وتقلباتها ( ابن زيدون ) ؛ إذْ قد حذّر منافسه اللدود ( ابن عبدوسٍ ) من ألاعيبِ ولاّدةَ وسرابِها ، وطولِ سرابيلِها وكثرةِ أتعابِها ، فقال يشرح لعدوه ما قد يخفى عليه :

وغـرّك من عهـد ولادة = سـرابٌ تراءى وبـرقٌ ومض

تظنُّ الوفاء بـها والظـنـون = وفيها تقول على من فرض

هي الماء يأبى على قابضٍ = ويمنعُ زبدته من مخض

ولقائلٍ أن يردّ هذا الرأي مني : بأنّ لابن زيدون أبيات أخرى توحي بخلاف ذلك ؟!

والجواب عندي : أنّ أثر الغيظ وشهوة الانتقام قد كانا باديين على تلكم الأبيات ؛ فهو يردُّ لها هجاءها وفراقها ؛ بالنيل من سمعتها وعفافِها !

كما أنّ ولاّدة هيَ أيضاً قد قذَفَتْهُ في عِرْضِه ... ولا ندري نحن من هو البادئ في تلكمُ الـمُفاجرَة الشنيعة !

ومع كل هذا ؛ فإني لا أظن بأنّ الذي قد صدّ ولاّدة عن الملاينة وزيادة التهتك : مرجعه كله للورع أو التقوى كما استدلت هي ؛ ولكنه أمر آخر سيجيء ذكره عند الإيغال في نفسيتها والإبحار في شخصيتها - كما هو يلي :

انحسارُ الأضواء عن ذوي الهيئة والشهرة يؤدي بهم – عادةً – إلى تصرفات لا تنبع من صميم طباعهم أو أخلاقهم أو اعتقادهم أو قناعاتهم !

فعلى سبيل المثال المعاصر ؛ فإنّ " ديانا سبنسر " طليقة الأمير تشارلز ( ولي عهد بريطانيا ) قد فعلت الكثير لكيما تبقى في دائرة الضوء بعد طلاقها ؛ ووصل بها الأمر إلى افتعال الصخب من خلال صنعها لعلاقات غرامية زائفة : أشهرها ما قد كان مع دودي الفايد الذي قُتلت أخيراً معه !

قبلها كانت أرملة الرئيس الأمريكي جون كندي ( جاكلين ) قد ارتضت بالزواج من الملياردير اليوناني " أوناسيس " واشترطت عليه في عقد الزواج أن يناما في غرفتين منفصلتين ؛ كل هذا : لتبقى في دائرة الضوء ، وتقوى على ضجيج الشهرة !!

وعوداً إلى ولاّدة ؛ فإنّها كانت فتاة نابهة ذكية لعوباً شجية ، أنصفها التاريخ وظلمها علمُ الاجتماع !

تفتحت عيناها فرأت عرْشاً مُمزقاً ، ومُلكاً منخرماً ، وأعراقاً نديةً على وشك أن تيبس وتجف !

بهذا التصور والألم ؛ فإنه ما كان لها إلاّ أن تضخَّ دماءَ الماضي التليد : بعودِها الريان الرغيد !

مالت إلى الأدباء ، وفي صدرها حقدٌ تاريخي ، ومرحٌ روحي ، ونرجسية نفسية ؛ فارتأت لأجله أن " تعبث بالقلوب وتُحطمها ، تمنحُ مودتها لمن تشاء ، وتستردها متى تشاء ، فلم تكن في ودها كاذبة ، ولا في رجوعها غادرة ، وإنّما هو طبعها الهازئ ، تستلذ خفقات القلوب ، فتتبدل واحداً بعد آخر"  ( 1 ) .

ولكن يا ترى : لِـمَ الأدباء فقط ؟!

سبب ذلك – فيما أفترضه – لأمرين :

•    أن مكانة الأدباء في الأندلس كانت رفيعةً وسامقة ؛ بل هم طبقة تجيء بعد السلاطين والفقهاء في المرتبة ، وكان من المستحسنات عندهم في ذلكم الزمن أن يكون الوزير ذا صنعة في الأدب والترسل .

•    أنّ الأدباء هم أضعف حلقات المتميزين من ناحية رغبات ولاّدة : فلديهم ضعف العاطفة وسرعة سيلانها ؛ وبعد ذلك فإنّ سهولة التأثير عليهم ستكون أيسر بكثيرٍ عند غيرهم . وهي أصلاً – أي ولاّدة – إنّما تبحث عن وجيه يتساوق في مرتبته مع مرتبتها الاجتماعية السامقة ، ومُميز يقدرُ على فهم نباهتها ويستحلي مزاياها ؛ فيُفتنُ بعدئذٍ بها ، وتتفرغ هي بعد ذلك لأنْ تُفرغ فيه جميعَ أمراضها النفسية !

ولذا ؛ فإنّ ولاّدة كانت " تعمدُ إلى أشدّ تلك النجوم لمعانا ، وأعظمها حرصاً على القرب منها ، فتبعده كي يزداد كلفاً بها ( 2 ) " ثم تُدنيه أخرى ثم تُبعده ثالثة : إلى أن يخرّ وقد فقد كرامته الإنسانية كاملةً مستوفاة عند قدميها ؛ فتشفى حينئذ نفسُها ، ويَروى غليلُها ، وتهدأ أعصابُها - بعد طِـباقٍ طويلٍ على أسنانها ، وحكحكةٍ شديدةٍ لهما  !!

ولهذا أسبابه النفسية لا شك ؛ وهو ما قد اتهُمت به من مرض السادية في الحب ، وهو التلذذ بعذاب المحب ، والتمتع برؤيةِ احتراقه !

بالإضافة إلى أنّها من الأصل تنقمُ على المجتمع وتنتقمُ منه ؛ لأنّه – أي المجتمع - قد زهد بأهلها ؛ وشتت شملهم ، وأطاح بسلطانهم !

ولعل هذا يتضح أكثر عند النظر في معاملتها القاسية لابن زيدون ؛ فمع كل ما امتلكه هذا الأديب من مواهب ، ومع ما قد سحّهُ من دموع سواكب ؛ إلاّ أنّها لم تنسَّ له أنّه كان من المجموعة التي أطاحت بعرش بني مروان ، أو لنقل كانت له يدٌ في ذلك !

هذه السادية التي تشرح لنا خلجاتها إحدى المريضات بها حينما اعترفت للعالم النفسي " اشتكل " قائلةً عن وصفها : " لذةٌ لا يحدها الوصف ولا تصورها الألفاظ ؛ فإنني أشعر بشخصي يسمو ويعلو ويملؤني الزهو والكبرياء والجلال ، وتبلغ بي النشوة أوجها كلما شعرتُ أنني بسطت سيطرتي على هؤلاء الرجال دونَ أن أُشبع لهم رغبة ، أو أُطفئ لهم شهوة ، فهم عبيدي يظلُّون يجرون خلفي طمعاً في أن يتذوقوا حلاوة وصالي ، بعد أن ذاقوا مرّة قسوتي وكبريائي ، فهم أتباع لي : يحدوهم الأمل في نعيمي ، فلا يدخلون إلاّ جحيمي " !! ( 3 ) انتهى  .

وإذا ما سلّمنا بهذا التقرير النفسي وإسقاطه على شخص ولاّدة ؛ فإنّ ابن زيدون قد أخطأ خطأً فادحاً في تذكيره لها بدنيا الهمس ، وحياة الأُنس ، وأيام الأمس ، إذْ لو أنّه قد فعل فأدار لها ظهره : فإنها كانت حتماً ستأتيه وهي مكسورة الأنف ، ذليلة المهجة ، مُشوهة الروح ... ولكنّه قد عالجها بما هي أصلاً تشْفَى منه !!

كذلك ؛ فإنّ مما يدل بأنّ ولاّدة لم تكن ترى بالدنيا من يليق لها ، ويصلحُ لأن يظفر بها : هو نرجسيتها وبقاؤها عزباء بكراً لم تتزوج : مع كثرة اللاهثين وراءها ، والمتمنين جوارها !

أخيراً ؛ فإنّي أعتقد شديداً ؛ بأنّ الإحباطَ التاريخي ، والقهرَ الاجتماعي ، والوراثةَ المختلَطة ، والتشوهَ الروحي ، والعبثَ النفسي : كله قد أدّى بولاّدة إلى أن تمرض بما سلفَ ذِكرُه !!

خريف العمر ومن ثم وفاتها :

تفسّحَ العُمرُ بالأميرةِ الغادة ولاّدة بنت المستكفي إلى أن أربت على الثمانين منه ؛ فكان أنِ اعتزلت دنيا الأدب ،  وصخَبَ الحياة ، والكثير من المحافل الاجتماعية ، وانطوت بعدئذٍ على نفسها : تلتحف الذكريات ، وتُمزِّقُ غالي الأمنيات ، وتترك لغيرها ما يُريد قوله من نمنمات .

ولذا ؛ فإنّهُ لا يُروى لها في هذا الوقت من سني حياتها إلا حضورٌ واحدٌ ومشاركةٌ اجتماعيةٌ يتيمة ، وقد كانت هذه الانتفاضة الاجتماعية قد صدرت من ولاّدة في خريف العمر وقبل موتها بسنيات قليلة  ؛ إذ يقول ابن بشكوال : " سمعتُ شَيخنا أبا عبدالله بن مكي – رحمه الله – يصف نباهتها وفصاحتها ، وحرارة بادرتها ، وجزالة منطقها ، وقال لي : لم يكن لها تصاون يطابق شرفها . وذكَرَ لي أنّها أتته معزِّيةً في أبيه ؛ إذْ توفي – رحمه الله سنة أربع وسبعين وأربعمائة  ... " اهـ .

ومما يؤسفُ له : بأنّ الحاجة قد مسّت ولاّدة في آخر عمرها ، وأنّ الوحشة والوحدة والانفراد كانت هي قدرها في خاتمته - كما قد كنَّ لها في أوله - إذْ أنّ ولاّدة قد عاشت حياتها عزباء لم تتزوج قط ، فلم تُرزق لأجل ذلك بأسرة تحمل كلّها وتملأ لها فراغها في شيخوختها - تماماً مثلما أنّها قد حُرمت هذا الشيء ( الأسرة والمال ) في ميعة صباها واشتداد عودها !

 وتجاه هذه الغربة وتلكمُ الوحشة وهذا الفقر فإنّ التاريخ يحفظ لابن عبدوسٍ : يداً من وفاء ، وكرماً من نفس، وسماحةً من خاطر ، تجاهَ عزيـزةِ قومٍ لم تنلْ من قومِها إلا الصيت وتبعة الاسم ومرارةَ مقارنةِ الحال .

وقصّة هذا الوفاء العبدوسي ، يُدونها ابن بسّام ويشكرها بما يلي : " وطالَ عُمرها وعُمر أبي عامر – يعني ابن عبدوس – حتى أربيا على الثمانين ، وهو لا يدعُ مواصلتها ، ولا يغفل مراسلتها ، وتحيّف هذا الدهر المستطيل حال ولاّدة : فكانَ يحملُ طلّها ، ويرفعُ ظلّها ، على جدبِ واديه ، وجمود روائحه وغواديه ، أثراً جميلاً أبقاه ، وطلقاً من الظَّرف جرى حتى استوفاه " اهـ

ويبدو من النصّ السابق أنّ طائر البين قد نعقَ بمجلس ولاّدة ؛ فلم يترك منتاداً لهذا المنتدى :  إلاّ وأرداه ؛ فأما ابن زيدون : فقد تقلّبت به الأمور ظهراً لبطن ، إلى أن مات غريباً في إشبيلية !

وكذلك فإنّ ابن عبدوس قد مسّه الضر ، وذهبت عنه رخياتُ الزمان ؛ ولكنه لم ينسّ الرحمة تجاه ولاّدة التي قد مزّقتها الخطوب ، وانصرفت عنها الخُصوب ، وأطبقت عليها الظلمات من جميع الجهات ؛ فكان ما ذكرناه عن فضله ، ودوام إلفه ؛ بالرغم من تشابه النحس ، وانكسار العين وتمدد البؤس !

وأخيراً ؛ فلليلتين قد خلتا من شهر صفر سنة 480 للهجرة وقيل 484 هـ : كانت يدُ المنون تجوس فوق قرطبة ؛ لموعدٍ لها محتوم مع نفْسٍ كانت فوّاحة ، وروحٍ كانت مِمْراحة ، تنتزعها وتجتذبها : من جسدٍ قد عبّ من التعب ، وأُرهِقَ من النصَب ، وقال : أهلاً بالموت !

يؤرخُ ابن بشكوال لهذا الحدث ؛ قائلاً عنه وعن صاحبته : " كانت أديبة شاعرة ، جزلة القول ، حسنة الشعر ، وكانت تناضل الشعراء ، وتُساجل الأدباء ، وتفوق البرعاء ، وعمّرت طويلاً ، ولم تتزوج قط ، وماتت لليلتين خلتا من صفر سنة ثمانين ، وقيل : أربع وثمانين وأربعمائة ، رحمها الله تعالى " ا.هـ

آيــدن .

المراجع :

1 – أدباء العرب في الأندلس  : لبطرس البستاني .

2 – البيئة الأندلسية وأثرها في الشعر : لسعد إسماعيل شلبي .

3 – ديوان ابن زيدون : لابن زيدون – تحقيق علي عبد العظيم .