استيقظت ليلا فى غرفة باحدى المستشفيات لا أعرف من أنا ولا ما الذى جاء بى إلى هنا . هناك كثيرا من الاجهزة معلقة بجسدى عدلت نفسى على السرير فاذا بشئ تحت وسادتى . رفعت الوسادة فوجدت سلاحا . اخذته عمرته ووضعته فى فمى واستعديت للاطلاق . فاذا بالممرضة تدخل فجأة وتصرخ فى ما هذا ؟ ألا تخاف الموت ؟ .
أخرجت السلاح من فمى ووضعته بجوارى وقلت لها : ولما عساى أخافه فقد مت أكثر من مائة مرة . رأيت عزرائيل حتى حفظت شكله وبالمناسبة هو لا يخيف كما صوروه لنا . غسلونى وكفنونى ومشوا فى جنازتى مرات بعد مرات . نزلت الى القبر وانتظرت الملكان الموكلان بتعذيبى حتى مللت . طلبتهما على الهاتف ولكنهما لم يردان يبدو انهما كانا مشغولين بتعذيب احد اخر . 
قاطعتنى قائلة : يبدو انك تهذى من اثر الدواء استرح قليلا حتى يأتى الطبيب . ولكن ألا تخشى حتى من فراق أحبتك ؟ 
فأجبتها : ومن هم أحبتى فأنا لا اعرف حتى من أنا . بالتأكيد يوجد من يحبنى وأحبه . لكن لابد أن أعود لهذا القبر لأعرف أين ذهب هذان الملكان ففى كل مرة أذهب الى هناك لا أجدهما أشعر هذه المرة أنهما هناك . 
قاطعتنى مرة اخرى : استرح قليلا سأذهب لآتى بالطبيب ثم أخذت السلاح وخرجت .
وبعد لحظات جاء الطبيب واطرد : كيف حالك يا سيادة الضابط 
فقلت له : عن أى ضابط تتكلم ؟
قال : أنت يا سيادة الرائد 
فأجبته بخير الحمد لله . لكن ما الذى اتى بى الى هنا .
فبدت على ملامحه علامات التعجب ثم قال : أنت هنا منذ ثلاث سنوات كنت تعانى من غيبوبة إثر طلقة أصابتك أثناء الحرب .
أنا : الحرب ! اى حرب ؟
الطبيب : حربنا ضد اسرائيل 
أنا : ومن نحن ؟ 
الطبيب : نحن العرب 
أنا : ومن فاز بالحرب ؟
الطبيب : إطمئن يا سيادة الرائد لقد انتصرنا عليهم ولم يبقى منهم سوى جماعات رحلت بعد ذلك الى امريكا واوروبا وتحررت فلسطين أخيرا وكل هذا بفضل مجهوداتكم أيها الابطال .
لم أكن أهتم بما قال هذا الطبيب فأنا أكاد أجزم أنى لا افقه شيئا مما يقوله ولا اعلم لما سايرته فى كل هذا . ثم نادت الممرضة الطبيب وأخذت تكلمه بصوت خافت ففطنت أنها تخبره بإننى كنت أحاول الانتحار . فجاء الطبيب الى مرة أخرى وقال : لما كنت تحاول الانتحار . ولا تخبرنى بقصة الملكين هذه فأنا لا أصدقها . 
فقلت له : أى ملكين ؟ . كنت أحاول أن أنتحر لأنى ظننت أننا خسرنا الحرب . 
فحرك رأسه مؤيدا ثم خرج . وهكذا قد خدعت هذا الدكتور الساذج . وبعد نصف ساعة تقريبا تحركت بصعوبة بالغة من السرير حتى بلغت النافذة وكانت فى دور عالى وهذا سيسهل على الامر وألقيت نفسى منها . وفجأة استيقظت مرة أخرى ولكن هذه المرة فى غابة أو شئ كهذا . يتبع بإذن الله..........