Image title

من المتعارف عليه ان البشر نعم كل البشر علي مدار التاريخ القديم أو الحديث ، بل وأن صح القول منذ بدء الخليقة ، وهم فيما بينهم مختلفين دائما حول أي موضوع أي كانت طبيعة علاقتهم بهذا الموضوع أو ذاك من قريب أو بعيد ، ولو حصل وأجتمعوا علي رأي واحد ، فلن تزيد النسبة عن 75 % في كل الاحوال بالسلب أو بالأيجاب أيهما أجتمعوا عليه في الأساس ، لأنه بالمنطق وبالعقل لا كمال الا لله .

** ولهذا تجد الاختلاف في بلدنا مصر اللي الله يكون في عونها النهارده ، موجود بل ومنتشر بين غالبية البشر المنتمين أليها ، حيث نلاحظ نموزج واحد وفريد من نوعه متمثل في هؤلاء الناس المخالفين عمال علي بطال اللي في الأساس مش عارفين هما بيخالفوا ليه وعاوزين أيه من وراء أعتراضاتهم أو مخالفتهم هذه للأخرين اي كانوا أفراداّ أو جماعات ، فهاهم العقلاء من أهالينا يعلقون عليهم ويسمونهم باللغة العامية " المهيصاتية " اللي بنراهم اليوم علي المواقع الاجتماعية للأسف الشديد وهم ينسبون انفسهم للوطن الحريصون عليه كما يدعون وخاصة بعد نجاح 30 يونيو التي يحاول هذا الصنف البشري المنافق ، بتوع علي كل لون ياباطسطة ، ان ينفوها عنا منطلقين من تحت سقف مؤامرة 25 يناير كستارة تخفي أهوائهم العاطفية المدمرة بقصد او بدون قصد علي السواء ، فرؤسهم المتلفتة كالثعالب تراها دائماّ وهي بارزة بين الصفوف الشريفة ، وياولداه وهي تصرخ وتولول بحرقة وبالأخص أمام كاميرات الوسائل الاعلامية المقروءة والمرئية والمسموعة الأجنبية منها أو المحلية ، يسبون ويلعنون بأقذع أنواع الشتائم والبذاءات التي لم نكن نسمعها من قبل الا من واحدة شرموطة في مواخير أفلام الابيض والاسود خاصة عندما يسئلون عن رموز النظام الحالي ، ومازاد الطين بله ان هؤلاء المهيصاتية علي مواقع التواصل الاجتماعي النهارده تجدهم وقد نسوا أنفسهم واخدوا راحتهم علي الاخر دون حمرة خجل في سب وقذف بدون وجه حق من اجل تكدير الرأي العام خلال سياق أنتقاداتهم دون وعي لبعض رموز الدولة الحاليين والرئيس القائد اللي ربنا من الاساس سخرهم لينا علشان يساعدونا في ظلال قواتنا المسلحة والشرطة الوطنيين ويحموا لنا البلد أيماناّ منهم بهذا الشعب العظيم البريء من هؤلاء المهيصاتية الذين يطالبون وكأنه لم يستجاب لمطالبهم السابقة قال أيه لكل واحد من الشعب شقة ووظيفة وكرتونة تموينية كل شهر بل ويقترح بعضهم وبكل بجاحة علي مرأي ومسمع من الجميع أستظرافاّ أو حقيقة أيهما كان القصد عندهم بأنه ومن الضروري حسب وجهة نظرهم أن يكون مع الكرتونة مياه معدنية ومناديل معطرة لزوم ترطيب الوجه خاصة بعد وقبل الأكل ، ناسين بسلامتهم أن المطلوب هذا من أين ستأتي به فورياّ حكومتنا في ظل هذا التوقف عن العمل الذي أشاعوه تخريباّ في البلد اللي لو لم يتراجعوا عنه وعن هذا التشكيك المستمر في اداء الدولة بمعرفتهم سيقضي ذلك خلال الشهور القادمة علي الحرث والنسل في وطن عاني خلال الـ 65 سنة الأخيرة من تلك القوانين السياسية والاقتصادية والاجتماعية التي جربوها فينا وكأننا كنا كم من الفئران غير منتمين حسبما كانوا يتصوره فينا للبشرية ، لولا رحمة ربنا بنا التي فرج بها عنا وأهدانا رئيس رائع بدأت ملامحه بعد طول عذاب طال الجميع حيث سيسجل له التاريخ بداية لعهد جديد ليس فيه ظلم ولا أجحاف ولا فساد بأذن الله .

** وبالمناسبة هل سيسكت هؤلاء المهيصاتية لو تحقق لهم أذا كان في مقدرة الحكومة  تلبية ذلك الذي صرخوا وولولو من اجل تحقيقه ، أظن لا ، وليه لا ، لأن النفس البشرية لو أعطيتها جبلين من دهب لتمنت الثالث ، ولكم علي ذلك مثال من المملكة العربية السعودية التي تقوم بطريق غير مباشر بتمليك مواطنيها فيلا وسيارة ووظيفة ذات راتب مرتفع جداّ ورغم ذلك ، اذا جلست مع أي سعودي وعلي انفراد بعيداّ عن أذان العسس فستجده بيشتكي لك مر الشكوي من حكومتهم الله يكون في عونها هي الأخري ، لأن الفيلا أصبحت لم تسع العيال ، وأن السيارة الأمريكية الكابرس أصبحت قديمة والمفروض من الحكومة أن تغيرها لهم بجديدة ، وأن المرتب لا يكفي التوفير منه سوي لرحلتين في السنة واحدة الي المغرب والتانية الي مصر بعدما كانت زمان بتكفي رحلة لامريكا وأخري للندن ناسيين ومتجاهلين انهم مستقدمين عمالة خارجية تعدت الخمسة ملايين أجنبي لتعمل في مشاريعهم التجارية ومصانعهم ومزارعهم  وهم جالسين يلعبوا البلوت ( الكوتشينة ) علي الكمبيوتر منتظرين الراتب اول كل شهر ورغم أن هذا غير موجود في مصر ، ورغم ان نسبة الفقر عندنا ارتفعت في السنوات الاخيرة بشكل جنوني بسبب الفساد الذي كان ساريا في القيادات السابقة كبيرها قبل صغيرها بلا استثناء الا أن الامر يحتاج من مثل هؤلاء التشكيك في البلد اللي لو خربت ستنهار فوق رؤس الجميع .

** مقدمة طويلة شوية كان لابد منها أهديها الي واحد باأعرفه من هؤلاء المهيصاتية قابلته أمس بالصدفة عند صديقي اللي مكبر دماغه عما يردده هذا الفوريجي اللي فتح في الكلام كعادته لما شافني ع الرابع حول البلد واللي بيحصل في البلد جراء هذا الوضع الفاشل من وجهة نظره واللي لم يصدر منه للأسف الشديد في كلمة من كلامه امامي لفظ واحد حلو في حق هذا الرئيس الناجح أوالحكومة اللي بتغزل برجل حماروالمغلوببن علي أمرهم منه ومن من امثاله ، قال أيه علشان جنابه تعب وكبر وربي ابنه وفي الاخير نايم بجواره في البيت منتظراّ الوظيفة الميري حتي ولو دفع للي حيجيبها له 100 الف جنيه وأنه كان فاكر أيضاّ بعد خروجه في الثلاثين من يونيه ان ابنه سيتم تعيينه تاني يوم من قيامها ، فأستغربت من هذا المنطق العجيب وقلت في نفسي فعلا ذي ما قال لي أبوي زمان العيب ياولدي مش في الحكومة العيب فينا أحنا ، طيب والنبي واحد ومعاه 100 ألف جنيه وعاوز يدفعهم رشوة من أجل ألحاق أبنه في وظيفة حكومية بـ 1000 جنيه في الشهر مش يبقي رجل مجنون ( بالمناسبة ولده الوحيد ده اللي بيحكي عنه لديه سيارة صالون اشتراها له ابوه بعد تخرجه من الجامعة ) ، فعاجلته بأقتراح وياليتني ما تكلمت وقلت له هذا الاقتراح حيث ماسورة من الغباء وأنفتحت في وجهي صارخاّ أذاي أعلم أبني الوحيد وأخرجه من كلية الحقوق وبعدين أفتح له بعد ده كله دكانة يبيع فيها جبنه وطرشي ذي الواد سماعين ابو كيلاني جارنا اللي مامعهوش حتي الابتدائية ، فرديت علي غبائه مشاكساّ وقائلاّ له وماله ماهية الحياة ساعة كده وساعة كده وكل واحد ياسيدي وبيحصل فيها نصيبه ، فرد متشائماّ كعادته قائلاّ لي ، ده يبقي نصيب زفت ، فتعجبت من كلامه متذكراّ الحديث الشريف الذي يقول فيه صلي الله عليه وسلم : " أن الله لايغير ما بقوم حتي يغيروا ما بأنفسهم " ثم أبتعدت عنه قليلا وجلست وحدي وأنا أفكر فيما هذا الذي يحدث ، هل هو غباء منا ، أم تقصير من النظام الحالي ، ام غضب من الله ، وأنتهيت بيني وبين نفسي الي أن الذي أراه في مثل هؤلاء الصنف من الناس المهيصاتية ذوات الصوت العالي علي مواقع التواصل الاجتماعي هو عبارة عن مشكلة بكل المقاييس  :

توصيف المشكلة :

** منذ قيام الثورة في يوليو 1952م وحتي الان تجدنا كشعب مصري قد مررنا بثلاث حقبات متوالية تختلف كل واحدة فيهم عن الاخري أختلاف شاسع كأختلاف الأرض عن السماء " الأولي كانت الحقبة الناصرية ، ثم تلتها الحقبة الساداتية ، ثم الحقبة الأخيرة لمبارك " وقبل أن أوصف المشكلة استسمحكم بأن أعرج لهذا المثال الذي يقول : ( بأنك عندما تنوي أو تبدأ في بناء بيت أو عمارة جديدة لك ولأولادك ثم لأحفادك من بعدك .. من البديهي ان أول شي تفكر فيه وبتلفت نظر مقاول البناء أليه أن يزيد من كمية الحديد والأسمنت في الأساسات لكي يحتمل بناء أكثر من دور عليه فيما بعد وأن لا قدر الله ولم تفعل ذلك وجاء من بعدك أبنائك وبنوا الدور الثاني قد يحتمل وقد لا يحتمل أما وأن جاء من بعدهم أحفادك مضطرين لبناء الدور الثالث نظراّ لكونهم لا يملكون أمكانيات لشراء ارض لكي يبنوا عليها .. فبماذا ستكون النتيجة هنا ياسيدي .. بلا فصال أو جدال .. سيلحق أحفادك بك في قبرك بسبب أهمالك في تأسيس البيت الذي أنهار عليهم وقتل منهم من قتل وشرد منهم من شرد .. رغم أنه كان معروف عنك زمان من الناس اللي حضروا عصرك " الحقبة الأولي " أنه الله يرحمك كنت رجل شجاع وجدع وان الفلوس كانت بتجري في يدك بلا حساب وأنك كنت محبوب من الجميع وأنه كان ممكن تعمل اساسات قوية لبيتك لكن للأسف كنت فييس فعملت وكبرت اساسات بيوت جيرانك اللي هم النهارده أول ناس شمتانين فيك وفي أحفادك ) أظن بأن هذا المثل كافي جداّ للتدليل علي اسباب وجود المشكلة اللي أحنا غرقانين فيها النهارة حكام ومحكومين .. فكل التصرفات التي مارسوها والقوانين والقرارات التي أصدروها لنا في الحقبة الاولي من بعد الثورة يوليو 1952م هي السبب في كل اللي بيجرالنا النهارده ، نحن لم نمانع في مجانية التعليم بل نطالب بالمحافظة عليها وبشدة ولكن بتوجيهها للمتفوقين فقط ، نحن لم نمانع في توزيع الاراضي علي الفلاحين ولكن من الاراضي الجديدة المستصلحة بمعرفة الحكومة لا من الاراضي اللي نهبوها من أصحابها اللي صوروهم لنا في الأفلام القديمة بتاعة زمان بأنهم كانوا جلادين وظلمة وأقطاعيين قدموا الينا من بلاد الفرنجة ، نحن لم نمانع برفع شأن العامل المصري ولكن بزيادة راتبه لا بتأميم المصانع اللي اصحابها تعبوا في بناءها وتشغيلها ، نحن لم نمانع في أخذ الضرائب ولكن بأخذها من الغني لنغطي بها أحتياجات الفقير ، ( لاحظ في ايام المرحوم زعيم الحقبة الأولي ماكنوش بيحصلوها الا من الموظفين والفلاحين والعمال الغلابة أما المصانع والشركات التي أنتقلت ملكيتها للدولة فكانت كلها للأسف لا تدفع مليم للضرائب بحجة انها " ق . ع " ) ، نحن لم نمانع في الدفاع عن وطنا لكن مش بالصراخ من وراء الميكرفونات بأننا حنرمي أسرائيل ومن وراء أسرائيل في البحر لغاية ما رمتنا اسرائيل بالمجاري في 5 يونيه 1967م اللي أثرت علينا ودهولتنا وخلتنا نعيش سنين طوال وأحنا منكسرين لغاية ما جه زعيم الحقبة الثانية وحرر الارض والنفس والوجدان في حرب اكتوبر 1973م ، ولهذا ولأن الأساس كان ضعيفاّ وهش في الحقبة الأولي ، من الممكن أن يحتمل قليلاّ في الحقبة الثانية كما حصل ايام السادات ، ولكنه منالطبيعي جدا ان ينهار علي رؤسنا حكام ومحكومين في الحقبة الثالثة حقبة مبارك التي كبرت فيها رؤس الفساد الموروثة من الحقبة الأولي بشكل لم يسبق له مثيل من قبل ليجعل الهم همين موت وخراب ديار ،  ومن هذا المنطلقات الواقعية من الطبيعي جداّ كما هو الشعب مظلوم فأيضاّ الحاكم المؤقت هو الآخر أكيد مظلوم ، ففي الحقبة الأولي كانت الايرادات تفوق المصروفات حيث عدد الناس ايامها لم يتعدي الثلاثون مليون نسمة واليوم وصل العدد الي تسعون مليون نسمة والدخل هو نفس الدخل بتاع زمان ورغم أن الحكومة الأنتقالية الحالية بتحاول جاهدة في ان تعدل الهرم المقلوب الا انه للأسف الشديد بيعتبر ذلك عند هؤلاء الأغبياء المهيصاتية ماهو الا تقصير وبطيء في تنفيذ مطالبهم متناسين ذلك الاساس الهش اللي وضعوه لنا حكام الحقبة الاولي ولم يبالي به حكام الحقبة الأخيرة حيث أنشغل أكثرهم في منافع مادية وسلطوية علي حساب العباد والبلاد .

حلول المشكلة :

أولاّ : ماهو مطلوب من الافراد لأجل حل المشكلة

( 1 ) أن تخرج الناس الدولة من حسابتهم تماما نظراّ لان الدولة الله يكون بعونها في الوقت الحالي عاجزة عن توفير وظيفة وشقة وكرتونة تموين شهرية لكل مواطن لعدم وجود موارد مالية في الوقت الحالي تلبي بها هذه المتطلبات وأن يبدأ الناس في التعود علي النظام الليبرالي الحر الجديد اللي جاري تأسيسه الأن في مصر .. بعد ماشفنا أوساخ النظام السابق اللي الكسالي الفاسدين بتوعه مصوا دمنا فيه .. ويكفي ان الدولة حالياّ مسئولة وبقوة عن الامن الداخلي والزود عن حدود الوطن وتوفير مصادر المياه والكهرباء وجلب ودعم الغذاء .

( 2 ) أن يقتصد المواطن في استخدام التليفون المحمول والأنترنت اللي واخد كل دخل المصريين رغم اني بهذه الدعوة حاأذعل مني نجيب بك ساويرس صاحب ( المصريين الاحرار وتلفزيون الـ ON TV) هذا الرجل اللي باأحبه وباأحترمه بجد وكمان عمنا جمال السادات بتاع اتصالات والجماعة بتوع فودافون اللي بتكسب كل شركة منهم بلا حسد المليارات كل سنة ولم نسمع أنهم وعلي سبيل المثال فكروا في بناء كام مشغل أو كام مصنع من المصانع ذات العمالة اليدوية في الريف لتشغيل الناس الغلابة اللي قاعدين يتضوروا جوعاّ نتيجة أنتقال الملكية العامة ليد القطاع الخاص اللي المفروض أن يحس بالناس كما فعلت أمريكا في السنة الماضية مع رجال الاعمال عندهم عندما أجبرتهم علي التبرع بأموال لبناء مصانع من أجل تشغيل العاطلين عن العمل .

( 3 ) أن يهدأ الناس شوية ويبطلوا حكاية الشكوي عمال علي بطال وأنهم ما يدوشي آذانهم لهولاء المهيصاتية بتوع الشو الأعلامي أيضاّ اللي بتلاقي الواحد منهم بسلامته وهو قاعد قدام المذيع لابس الساعة أم عشرين ألف جنيه ودبابيس القميص المذهبة وشعره مكوي علي الأخر ونازل عمال علي بطال أنتقاد في الرئيس والحكومة ناسين ان الدين والمنطق والعقل بيقول " بشروا ولا تنفروا " ولما تقول للواحد منهم ايه الحل يهرب منك لأنه جاهل ولا يري غير الزاوية المظلمة وأنه لو توقف ووضع حلولا لهذه المشكلة او تلك فمن اين سيتحصل أذن علي الدولارات اللي بيقبضها مقابل تلك الانتقادات والبربوجندا الهدامة .

( 4 ) أن يحاول كل خريج أو رجل طلع من عمله بنظام المعاش المبكر أن يلتحق بمركز تدريب أو ورشة أو مزرعة أو مصنع بغرض اعادة تأهيل نفسه في أعمال جديدة مطلوبة بشدة في سوق العمل اللي بسبب نقص هذه العمالة فيه مصانع أغلقت وورش كورش الذهب والفضة قد استعانت بعمالة أجنبية بنسبة 90% وأحنا عندنا في مصر أعداد كبيرة لا تجد لمؤهلها كخريج التجارة والحقوق والآداب أي عمل لها لا حالياّ ولا مستقبلاّ وبالتالي ليس من العيب التحول الي مهنة اخري عن طريق التدريب بدل الجلوس بلا عمل حيث تقول الحكمة المعروفة " كل خلق لما قدر له " وان العمل اي عمل طالما شريف مش عيب .

( 5 ) أن يحاول كل شخص عاطل عن العمل أن يبحث له عن عمل حر أو سبوبة يعيش منها وينسي خالص حكاية المؤهل وأبو المؤهل اللي رجعنا للوراء .. ولكم في نجيب بك ساويرس الملياردير الحالي لما قال عن ذكرياته في لندن بلا خجل في أحدي البرامج التلفزيونية من كام سنة أنه كان بيفرش علي بضائع في الشارع ايام ماكان بيدرس هناك والنهارده هو ايه .. فالحياة ياعالم لن تعطينا علي الجاهز ولن تسقط لنا السماء ذهباّ ولا فضة ولا شنط من الفلوس .. بل بالعمل ثم العمل ثم العمل سيصل كل واحد منا لكل اللي بيحلم به .

( 6 ) ان تحافظ علي المال العام  والنظام العام والشارع العام وأن تدعم بلدك بكل ما تملك من وقت وجهد ومال وأن وجدت أعوجاجا فهو ياسيدي ليس في النظام بل في الأشخاص المكلفين بأدارة هذا النظام واشارتك اليهم عن اخطائهم بالحكمة والموعظة الحسنة ستدفعهم الي ان يتراجعوا عن المخالفات التي يرتكبونها وفيها ضرر للاخرين من ابناء هذا البلد .. أما الأنعزال والتقوقع والتجريح والسباب والشتائم من تحت لتحت كما كنا نفعل قبل 30 يونيه ستجعلنا مجتمع فوضوي لا أخلاق ولا أحترام فيه فينهار منا الوطن دون قصد نتيجة لذلك .

( 7 ) أن يتوقف الناس عن العصبية وشد الأعصاب علي الفاضي والمليان وأن يذكروا الله كثيراّ قياماّ وقعودا وعلي جنوبهم ألا بذكر الله تطمئن القلوب مع الوضع في الأعتبار بأن الدعاء يجب أن يكون ممزوجاّ بالعمل وأن المطالب ليست بالتمني ولكن تؤخذ الدنيا غلابا ( أي بالعمل والكفاح والصبر والمثابرة وطول البال ).

ثانياّ : ماهو مطلوب من الدولة لأجل حل المشكلة

( 1 ) أن تقوم الدولة بكل الوسائل الأعلامية المتوفرة لديها من شرح مزايا النظام الليبرالي الحر الجديد التي تقوم بتأسيسه وذلك لعامة الناس وان تعرفهم كيف يتعاملون مع هذا الوضع الجديد .. لان للأسف اغلبية العامة مازالوا فاكرين لغاية النهارده ان الدولة مسئولة عن توفير كل شيء لهم كما تعودوا علي ذلك في الحقبات الثلاث .

( 2 ) أن تفصح الدولة بشفافية مطلقة عن الارقام الضخمة اللي بتصرفها علي دعم التعليم والصحة والغذاء لان المهيصاتية مفهمين الناس ان الدولة ناوية تخلع وتنفض ايديها من كل شيء .

( 3 ) أن تسارع الدولة في تعديل القوانين ذات الصبغة الاشتراكية علشان الامور توضح وتبقي الناس عارفه راسها من رجليها لان تضارب القوانين مع بعضها عامل خلل عند حركة الناس .

( 4 ) أن يخرج مستشاري الرئيس ووزراء الحكومة ويتكلمون كثيراّ عن أنجازاتهم الفعلية في كل وسائل الأعلام ولا يتركوا الساحة لهؤلاء المهيصاتية اللي مفهمين الناس ان الدولة بطيئة في أفعالها .

( 5 ) أن تتعامل الدولة بسرعة شديدة مع الأحداث  .. فعلي سبيل المثال تركت رموز النظام الارهابي السابق ( وعلي الأخص الأغبياء والمتهورين منهم ليشوهوا للعامة في الدولة من خلال وسائل التواصل الاجتماعي ) الي ان زادت عن الحد وشدت بعض الناس ضد الحكم الحالي الذي يحاول جاهداّ في عدل الهرم المقلوب بالقانون لكي نسترد بناءاّ علي محاكمات عادلة ليس فيها استعجال حق الشهداء .. ولكن ناس بلدنا للأسف الشديد مستعجلة دون ان تدري ان هذا الاستعجال قد يعيق أنتقالنا للأفضل نتيجة قرارات أرضائية وقتية ستضر البلاد والعباد أكثر مما تفيد  .

( 6 ) أن تتبني الدولة الدعم المادي كما هو حاصل في أوربا في صورة معاشات للعاجزين عن العمل ومرتبات مؤقته للعاطلين وتنهي تماما كل اشكال الدعم العيني بما فيها بطاقات التموين التي ليس لها مثيل في العالم .

( 7 ) أن تقف الدولة بكل حسم لكل وسائل الاعلام الخاصة والعامة ولكل فروع الفنون من الأفلام والمسرحيات والمسلسلات التي يشوهون فيها صورة هذا الشعب المسالم وصورة وطنا الغالي علينا جميعاّ .. وأن تقف الدولة بكل حزم للبلطجية والخارجين عن القانون وأيضاّ تقف لمن يهين أي مصري في الخارج علي ان تقوم في المقابل بمعاقبة أي مصري يتصرف تصرفات يسيء فيها لبلده وذلك بحبسه أو منعه من السفر خارج البلاد .

        أحمد عبد الفتاح الشرقاوي