أمنية الخلاص للشعب الزنكَلاديشي

حيدر حسين سويري

 

   يلجأ الانسان والمجتمع المقهور، الذي تسلط عليه حاكم ظالم اذاقه الذل والهوان، يلجأ هذ الشعب الى التمني بأن يظهر شخص منقذ مخلص، وعلى هذا تحاك الحكايات والاساطير على مر التاريخ؛ ونحنُ اذ لا ننكر ظهور مثل هذه الشخصيات الا انها قليلة ونادرة، وغالباً ما تنتهي حياتها بمأساة بسبب التآمر عليها وخذلان الشعب لها، كما حصل مع الامام الحسين في كربلاء.

   جلس حجي سعدون في المقهى مع جماعته (شلة المتقاعدين)، يشربون الشاي ويلعبون الدومينو، فتحدث حجي سعدون قائلاً: إي تذكرون مسلسل حافات المياه (water margin

فأجابه حجي ناظم: أي حجي اكو واحد ما يتذكره؟ ندري طلعنا تقاعد خوما فقدنا الذاكرة!؟

فقال حجي سعدون: بس الي ما تعرفوه أن هذا المسلسل مأخوذ من قصة من التراث الصيني كتبت عام1307 ... لكن اليابان سنة ١٩٧٧ انتجته كمسلسل وجعلت من القصة وكأنها يابانية...

فقال حجي كَاطع: انا اخوك واني حسبالي صيني؟ هههههههه ولو هم ما يختلفون

هنا قام أحد الشباب الجالسين في المقهى وسحب كرسيه الى جانب حجي سعدون وقال له: بله حجي ما تسولفنا قصة هذا المسلسل رحمه لوالديك؟

فاتكأ حجي سعدون وتأوه ثم قال: صار ابني، عرض هذا المسلسل في ثمانينات القرن الماضي، بعد ان تمت ترجمته من كادر التلفزيون الزنكَلاديشي في ٢٦ حلقة... المسلسل تبدأ كل حلقة بحكمة مفادها (لا تحتقر الأفعى لأنها بدون قرون، فيمكن أن يأتي اليوم الذي تصبح فيه تنين، كذلك يمكن لرجل واحد أن يصبح جيشاً كاملاً)... هكذا أصبح (لن جونغ) الذي كان قائداً في حرس الامبراطور الخاص، وبسبب ضميره الحي ومبادئه أن يصبح هدفاً لمؤامرة دنيئة، لإبعاده عن الجيش، لأطماع أحد الحكام الذين يبحثون عن السلطة، فتم اغتصاب وقتل زوجته، وحبسه ونفيه ومحاولات لقتله الى ان هرب الى الأهوار (حافات المياه)، وبدأ يجمع الجيش ومقاتل تلو الاخر من خيرة الأشخاص، الذين يملكون ضمير حي ولا يقبلون بظلم وبطش الحكام بالشعب الفقير، وهم يعيشون برفاهيه ونعيم في المنطقة الخضراء (العفو قصور الامبراطورية) ويتمتعون بامتيازات خاصة و يحميهم حرس خاص، ولا يستطيع أحد من عامة الشعب البائس أن يعترض أو يشكو جوعه، في حين كانت المخازن مليئة بالذهب والطعام، ومصير من يفتح فمه الموت له ولعائلته.... بالضبط مثل حكم صدام لعنة الله عليه، وهسه يقشمرونكم ويسموه الزمن الجميل! فلا تنخدعون لأن كان زمن قبيح بكل معنى الكلمة.

فقال الشاب: أكمل حجي.

فقال حجي سعدون: أصبح لجيش لين جونغ شعبيه كبيرة وتأييد، مما دفع كل من يحس بالظلم للالتحاق بجيش لين جونغ في الأهوار (حافات المياه) حتى أصبح جيشاً عظيماً، من الفقراء والمسحوقين المؤمنين بلين جونغ وقضيته في رفع الظلم والحيف عن الفقراء... في الحلقة الأخيرة من المسلسل يتقدم هذا الجيش الجرار الى المنطقة الخضراء (العفو مركز الامبراطورية والظلم في اليابان) لسحق الظالمين، وتترك النهاية مفتوحة، يتحكم بها خيال المشاهد ... شتكَولون اكو احتمال يطلع من الزنكَلاديش لين جونغ؟

فأجابه حجي كَاطع: ليش حسبالكم ثوار مال قبل مثل ثوار مال هسه؟!